قاسم حداد: هذه الفنانة تزرع اسمها في حديقة المسرح

باقات شكر وتقدير من أهل الفن والثقافة لأحلام محمد في يوم المسرح

| أسامة الماجد

عبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬والأدباء‭ ‬عن‭ ‬“‭ ‬شكرهم”‭ ‬للفنانة‭ ‬القديرة‭ ‬أحلام‭ ‬محمد،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬الاحتفاء‭ ‬الذي‭ ‬أقامته‭ ‬مبادرة”‭ ‬شكرا”‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للمسرح‭ ‬الموافق‭ ‬27‭ ‬مارس،‭ ‬عبر‭ ‬كتابة‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

الروائي‭ ‬القدير‭ ‬أمين‭ ‬صالح‭ ‬كتب‭: ‬في‭ ‬بداية‭ ‬السبعينات،‭ ‬كانت‭ ‬الحركة‭ ‬المسرحية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬طفولتها،‭ ‬ولكي‭ ‬تنهض‭ ‬وتنمو،‭ ‬وفق‭ ‬أسس‭ ‬سليمة‭ ‬وقوية،‭ ‬كانت‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬عناصر‭ ‬موهوبة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬التأليف‭ ‬والإخراج‭ ‬والتمثيل‭ ‬وبقية‭ ‬العناصر‭ ‬الفنية‭ ‬الأخرى‭. ‬كانت‭ ‬الساحة‭ ‬المسرحية‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الممثلين‭ ‬والممثلات،‭ ‬ممن‭ ‬درسوا‭ ‬في‭ ‬معاهد‭ ‬مسرحية‭ ‬خارج‭ ‬البلاد،‭ ‬ليضيئوا‭ ‬الخشبة‭ ‬بحضورهم‭ ‬الشاب‭ ‬الجميل،‭ ‬وكانت‭ ‬أحلام‭ ‬محمد‭ ‬من‭ ‬بينهم،‭ ‬صغيرة‭ ‬السن،‭ ‬جميلة،‭ ‬جريئة،‭ ‬رشيقة،‭ ‬مرحة،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬موهوبة،‭ ‬ولها‭ ‬وجه‭ ‬معبر‭ ‬وصوت‭ ‬مميز،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬دور‭ ‬جديد،‭ ‬وتجربة‭ ‬مغايرة،‭ ‬تشحذ‭ ‬موهبتها‭ ‬وتصقل‭ ‬امكانياتها،‭ ‬لتصير‭ ‬أكثر‭ ‬نضوجا،‭ ‬ولتكتسب‭ ‬حضورا‭ ‬قويا‭ ‬ومشعا،‭ ‬ولتبهرنا‭ ‬بأداء‭ ‬مقنع‭ ‬تمتزج‭ ‬فيه‭ ‬التلقائية‭ ‬بالحرفية،‭ ‬ويشف‭ ‬عن‭ ‬فهم‭ ‬عميق‭ ‬لأبعاد‭ ‬ودواخل‭ ‬شخصياتها‭.‬

وعندما‭ ‬انتقلت‭ ‬أحلام‭ ‬محمد‭ ‬إلى‭ ‬الشاشة،‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬تنقلت‭ ‬بين‭ ‬الخشبة‭ ‬والشاشة‭ ‬حملت‭ ‬معها‭ ‬ذلك‭ ‬الحضور‭ ‬المشع،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬تأدية‭ ‬مختلف‭ ‬الشخصيات‭ ‬بحساسية‭ ‬عالية،‭ ‬موظفة‭ ‬بوعي‭ ‬أو‭ ‬بعفوية،‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الوجه‭ ‬وأكثرها‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬توصيل‭ ‬المعنى‭ ‬والمشاعر،العينين‭. ‬

لمن‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أحلام،‭ ‬أقول‭: ‬كانت‭ ‬بمثولها‭ ‬الساطع‭ ‬على‭ ‬الخشبة‭ ‬وفي‭ ‬الشاشة‭ ‬تضيء‭ ‬تجربتنا‭ ‬الفنية،‭ ‬وتنثر‭ ‬في‭ ‬صدورنا‭ ‬البهجة‭.. ‬بهجة‭ ‬تحسس‭ ‬رهافة‭ ‬التمثيل‭ ‬وشفافيته‭ ‬بها،‭ ‬بلغة‭ ‬جسدها،‭ ‬بصوتها‭ ‬النقي،‭ ‬كان‭ ‬المسرح‭ ‬ينبض‭ ‬وينطق‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬لأحلام‭ ‬فأقول‭: ‬ما‭ ‬زلت‭ ‬أراك‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬يتباعد‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينزح‭ ‬عن‭ ‬الذاكرة‭.. ‬كانت‭ ‬لحظة‭ ‬اكتشاف‭ ‬تفتح‭ ‬الموهبة‭.. ‬شكرا‭ ‬يا‭ ‬أحلام‭.‬

أما‭ ‬الشاعر‭ ‬قاسم‭ ‬حداد‭ ‬فكتب‭: ‬تشكل‭ ‬الجزء‭ ‬الجميل‭ ‬من‭ ‬ذاكرة‭ ‬المسرح‭ ‬في‭ ‬زمان‭ ‬التأسيس‭ ‬الحديث‭ ‬لهذا‭ ‬الفن‭. ‬خطوتها‭ ‬على‭ ‬الخشبة‭ ‬رافقت‭ ‬معرفة‭ ‬جيلنا‭ ‬بالعلاقة‭ ‬الحضارية‭ ‬للمسرح‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬الصوت‭ ‬النقدي‭ ‬يطغى‭ ‬على‭ ‬الفن،‭ ‬كانت‭ ‬أحلام‭ ‬تمسك‭ ‬بدورها‭ ‬بجرأة‭ ‬الموهبة‭ ‬والمعرفة‭ ‬وحيوية‭ ‬الحلم،‭ ‬حتى‭ ‬أننا‭ ‬نستطيع‭ ‬الزعم‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الفنانة‭ ‬تزرع‭ ‬اسمها‭ ‬في‭ ‬حديقة‭ ‬المسرح،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يشي‭ ‬بالمعنى‭ ‬الجوهري‭ ‬للقول‭ ‬العربي‭: (‬لكل‭ ‬امرئ‭ ‬من‭ ‬اسمه‭ ‬نصيب‭ ). ‬ولأن‭ ‬كلمات‭ ‬الشكر‭ ‬ربما‭ ‬تجرح‭ ‬الجمال،‭ ‬سنقول‭ ‬لأحلام‭ ‬محمد‭ ‬كل‭ ‬كلمات‭ ‬المحبة‭.‬

وكانت‭ ‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬من‭ ‬أحمد‭ ‬جاسم‭ ‬العبكري‭ ‬رئيس‭ ‬الإنتاج‭ ‬بمسرح‭ ‬أوال‭:‬

إلى‭ ‬الفنانة‭ ‬أحلام‭ ‬محمد‭ ‬أم‭ ‬جاسم‭ ‬مساك‭ ‬الله‭ ‬بالخير‭. ‬نهنيك‭ ‬بمناسبة‭ ‬يوم‭ ‬المسرح‭ ‬العالمي‭ ‬وأنت‭ ‬إحدى‭ ‬بصمات‭ ‬الفن‭ ‬الراقي‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬عامة‭ ‬وفي‭ ‬البحرين‭ ‬خاصة‭. ‬لقد‭ ‬أمتعتنا‭ ‬أعمالك‭ ‬الفنية،‭ ‬وخصوصا‭ ‬الأعمال‭ ‬المسرحية‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬محفورة‭ ‬في‭ ‬الذاكرة،‭ ‬والقريب‭ ‬منك‭ ‬بسبب‭ ‬اخلاقك‭ ‬الراقية‭ ‬يقول‭ ‬وصلت‭ ‬فنانتنا‭ ‬وأختنا‭ ‬أم‭ ‬جاسم‭ ‬فعلا‭.  ‬أنت‭ ‬الفنانة‭ ‬البحرينية‭ ‬إللي‭ ‬يتشرف‭ ‬فيها‭ ‬الخليج‭ ‬وتشرفي‭ ‬فيها‭ ‬البحرين‭ ‬بأعمالك‭ ‬الجميلة‭ ‬والمميزة‭.‬

الروائي‭ ‬فريد‭ ‬رمضان‭ ‬كتب‭: ‬الفنانة‭ ‬أحلام‭ ‬محمد‭ ‬القابضة‭ ‬على‭ ‬جمرة‭ ‬المسرح،‭ ‬الحاضرة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الدراما‭ ‬التلفزيونية‭ ‬والاذاعية،‭ ‬الملتزمة،‭ ‬المعطاء،‭ ‬الداعمة‭ ‬للتجارب‭ ‬الشابة‭ ‬في‭ ‬افلامهم‭ ‬القصيرة‭. ‬شكرا‭ ‬أحلام‭ ‬محمد،‭ ‬شكرا‭ ‬لأنك‭ ‬بيننا‭ ‬ومعنا‭.‬

وللفنان‭ ‬الكويتي‭ ‬عبدالله‭ ‬التركماني‭ ‬هذه‭ ‬الكلمة‭: ‬يا‭ ‬بخت‭ ‬البحرين‭ ‬فيج‭ ‬يا‭ ‬فنانتنا‭ ‬الراقية‭..‬ام‭ ‬الجميع‭ ‬بحبها‭ ‬ورقي‭ ‬اخلاقها‭.‬

اما‭ ‬انا‭ ‬فأقول‭.. ‬هناك‭ ‬دور‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الممثل‭ ‬أيا‭ ‬كان‭ ‬مقياس‭ ‬دوره،‭ ‬أن‭ ‬يؤديه‭ ‬في‭ ‬صدق‭ ‬امام‭ ‬الجمهور،‭ ‬وهو‭ ‬يستعد‭ ‬لهذا‭ ‬الدور‭ ‬خارج‭ ‬المسرح،‭ ‬وتبدأ‭ ‬مرحلة‭ ‬الاشتراك‭ ‬الفعلي‭ ‬له‭ ‬وقت‭ ‬ظهوره‭ ‬تحت‭ ‬الأضواء‭ ‬المسرحية‭ ‬وتحت‭ ‬الالاف‭ ‬من‭ ‬عيون‭ ‬المشاهدين‭. ‬الفنانة‭ ‬أحلام‭ ‬محمد‭ ‬فنانة‭ ‬كانت‭ ‬تستعد‭ ‬للدور‭ ‬خارج‭ ‬المسرح،‭ ‬وتجعل‭ ‬المشاهدين‭ ‬يعيشون‭ ‬مع‭ ‬فنها‭ ‬في‭ ‬المسرحية‭ ‬وفي‭ ‬الدور،‭ ‬ولها‭ ‬قدرة‭ ‬نادرة‭ ‬في‭ ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬انتباه‭ ‬ومشاعر‭ ‬المشاهد،‭ ‬وذلك‭ ‬بإيجاد‭ ‬الصلة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الجمهور‭ ‬المشاهد‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬“اللمعان‭ ‬الذاتي‭ ‬للممثل”‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬العرف‭ ‬المسرحي‭ ‬“حضور‭ ‬الممثل‭ ‬على‭ ‬خشبة‭ ‬المسرح”‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يولد‭ ‬المغناطيسية‭ ‬بين‭ ‬المسرح‭ ‬والصالة‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬المسافة‭ ‬أو‭ ‬درجة‭ ‬البعد‭ ‬بينهما‭. ‬أحلام‭ ‬محمد‭ ‬أطاحت‭ ‬نجوم‭ ‬الليل‭ ‬بفنها‭ ‬وقيم‭ ‬البطولات‭ ‬المسرحية‭ ‬وفلسفة‭ ‬التغير‭ ‬في‭ ‬الفن‭.‬