وعداهما بوظيفة “عاملة منزل” وغدرا بهما

السجن 3 سنوات لمتهمَين أجبرا وافدتين على الدعارة

| عباس إبراهيم

سجنت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬وافدين‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬وغرمت‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬مبلغ‭ ‬2000‭ ‬دينار؛‭ ‬لإدانتهما‭ ‬بالاتجار‭ ‬في‭ ‬الأشخاص‭ ‬بحق‭ ‬فتاتين‭ ‬من‭ ‬جنسيتهما‭ ‬بعدما‭ ‬أجبرتهما‭ ‬المتهمة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الدعارة‭ ‬وحجزت‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬الخاص‭ ‬بهما،‭ ‬كما‭ ‬أمرت‭ ‬بإلزام‭ ‬كلا‭ ‬المتهمين‭ ‬بمصاريف‭ ‬إعادة‭ ‬المجني‭ ‬عليهما‭ ‬إلى‭ ‬بلدهما‭ ‬وبإبعادهما‭ ‬نهائيا‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬المقضي‭ ‬بها‭.‬

وذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬تفاصيل‭ ‬واقعة‭ ‬ضبط‭ ‬المتهم‭ ‬الأولى‭ ‬والثاني‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬الحورة‭ ‬تلقى‭ ‬بلاغا‭ ‬من‭ ‬المجني‭ ‬عليهما،‭ ‬واللتين‭ ‬أفادتا‭ ‬أنهما‭ ‬حضرتا‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بمساعدة‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬في‭ ‬بلادهما،‭ ‬والمتهمة‭ ‬الأولى‭ ‬المقيمة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬استخرجت‭ ‬الأخيرة‭ ‬لهما‭ ‬تأشيرة‭ ‬الإقامة‭ ‬للعمل‭ ‬واشترت‭ ‬تذاكر‭ ‬السفر‭ ‬للقدوم‭ ‬للبحرين‭ ‬لتعملا‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدعارة‭.‬

وأضافتا‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬حجزت‭ ‬جواز‭ ‬سفرهما‭ ‬وأجبرتهما‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬الدعارة‭ ‬مع‭ ‬الزبائن‭ ‬مقابل‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية،‭ ‬وعندما‭ ‬رفضتا‭ ‬ذلك‭ ‬وطلبتا‭ ‬منها‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬بلادهما،‭ ‬هددتهما‭ ‬بإبلاغ‭ ‬عائلتيهما‭ ‬بأنهما‭ ‬تعملان‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدعارة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تهديدها‭ ‬لهما‭ ‬بإدخالهما‭ ‬السجن‭ ‬لمدة‭ ‬9‭ ‬سنوات‭.‬

فرضختا‭ ‬للأمر‭ ‬الواقع‭ ‬وقام‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬بإيصالهما‭ ‬إلى‭ ‬شقق‭ ‬الزبائن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ممارسة‭ ‬الدعارة‭ ‬مقابل‭ ‬مبالغ‭ ‬نقدية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تمكنتا‭ ‬من‭ ‬الاتصال‭ ‬في‭ ‬الشرطة‭ ‬وطلب‭ ‬المساعدة‭ ‬والهروب‭ ‬من‭ ‬الشقة‭.‬

وأوضحت‭ ‬المجني‭ ‬عليهما‭ ‬خلال‭ ‬التحقيق‭ ‬معهما‭ ‬أنهما‭ ‬كانتا‭ ‬تعانين‭ ‬في‭ ‬بلادهما‭ ‬من‭ ‬الفقر،‭ ‬ونظرا‭ ‬لظروفهما‭ ‬المادية‭ ‬السيئة‭ ‬في‭ ‬بلدهما‭ ‬ورغبتهما‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬تجلب‭ ‬لهما‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬قررتا‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬إذ‭ ‬نقلتا‭ ‬همهما‭ ‬إلى‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬معارفهما‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬تخليص‭ ‬المعاملات‭ ‬ببلدهما،‭ ‬وطلبتا‭ ‬منه‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬وظيفة‭ ‬لهما،‭ ‬وبالفعل‭ ‬عرض‭ ‬عليهما‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬كخادمة‭ ‬منزل‭ ‬أو‭ ‬مقدمة‭ ‬طعام‭ ‬أو‭ ‬منظفة‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المستشفيات‭ ‬مقابل‭ ‬راتب‭ ‬شهري‭ ‬وقدره‭ ‬200‭ ‬دينار،‭ ‬فوافقتا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وسلمتاه‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬الخاص‭ ‬بكل‭ ‬منهما‭ ‬وتقريرهما‭ ‬الطبيين‭ ‬لإنهاء‭ ‬الإجراءات‭.‬

وبعد‭ ‬مدة‭ ‬اتصلت‭ ‬بهما‭ ‬المتهمة‭ ‬الأولى‭ ‬وعرضت‭ ‬عليهما‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬الدعارة‭ ‬مع‭ ‬الزبائن‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ونظرا‭ ‬لظروفهما‭ ‬وحاجتهما‭ ‬لتحسين‭ ‬أوضاعهما‭ ‬المعيشية‭ ‬وافقتا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فاستخرجت‭ ‬لهما‭ ‬تأشيرة‭ ‬عمل‭ ‬كخادمتين‭ ‬منزليتين‭ ‬دون‭ ‬علمهما‭ ‬بهوية‭ ‬كفيلهما‭ ‬وأرسلت‭ ‬لهما‭ ‬نسخة‭ ‬منها‭ ‬ونسخة‭ ‬من‭ ‬تذكرتي‭ ‬السفر‭.‬

وفي‭ ‬اليوم‭ ‬المحدد‭ ‬لسفرهما‭ ‬سافرت‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬ووصلتا‭ ‬إلى‭ ‬مطار‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي،‭ ‬وعند‭ ‬وصولهما‭ ‬كان‭ ‬المتهمان‭ ‬في‭ ‬الاستقبال،‭ ‬واللذان‭ ‬نقلاهما‭ ‬وآووهما‭ ‬في‭ ‬شقة‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬يقع‭ ‬بمنطقة‭ ‬الجفير،‭ ‬واحتجزت‭ ‬المتهمة‭ ‬الأولى‭ ‬جوازي‭ ‬السفر‭ ‬الخاص‭ ‬بهما‭ ‬وسلمتهما‭ ‬لوازم‭ ‬العمل‭ ‬بالدعارة،‭ ‬وقبل‭ ‬شروع‭ ‬المجني‭ ‬عليهما‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الممارسات‭ ‬طلبتا‭ ‬منهما‭ ‬السماح‭ ‬لهما‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬بلدهما،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬الأولى‭ ‬رفضت‭ ‬ذلك‭ ‬وأخبرتهما‭ ‬بأن‭ ‬عليهما‭ ‬دفع‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كانتا‭ ‬ترغبان‭ ‬في‭ ‬المغادرة،‭ ‬ولن‭ ‬تستطيعا‭ ‬دفعها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملهما‭ ‬في‭ ‬الدعارة‭ ‬وإلى‭ ‬حين‭ ‬دفعها‭ ‬بالكامل،‭ ‬فرضختا‭ ‬لها‭ ‬ومارستا‭ ‬الدعارة‭ ‬مع‭ ‬الزبائن‭.‬

وثبت‭ ‬للمحكمة‭ ‬بعد‭ ‬مداولة‭ ‬القضية‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العام‭ ‬2019،‭ ‬ارتكبا‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬إتجرا‭ ‬بشخص‭ ‬المجني‭ ‬عليهما‭ ‬بأن‭ ‬قاما‭ ‬بنقلهما‭ ‬وإيوائهما‭ ‬بغرض‭ ‬إساءة‭ ‬استغلالهما‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬الدعارة‭ ‬وذلك‭ ‬بطريق‭ ‬الإكراه‭ ‬والتهديد‭ ‬والحيلة‭ ‬حال‭ ‬كونهما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ظرفية‭ ‬وشخصية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬معها‭ ‬الاعتداد‭ ‬برضاهما‭ ‬واختيارهما‭.‬

ثانيا‭: ‬حجزا‭ ‬المجني‭ ‬عليهما‭ ‬وحرماهما‭ ‬من‭ ‬حريتهما‭ ‬بغير‭ ‬وجه‭ ‬قانوني‭ ‬وذلك‭ ‬باستعمال‭ ‬القوة‭ ‬والتهديد‭ ‬وبغرض‭ ‬الكسب‭.‬

ثالثا‭: ‬حملا‭ ‬المجني‭ ‬عليهما‭ ‬سالفي‭ ‬الذكر‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬الدعارة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاكراه‭ ‬والتهديد‭ ‬والحيلة‭.‬

رابعا‭: ‬اعتمدا‭ ‬في‭ ‬حياتهما‭ ‬بصفة‭ ‬كلية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تكسبانه‭ ‬المجني‭ ‬عليهما‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬الدعارة‭.‬