استلم 2000 دينار لإدخال اسم شركة بقائمة الشركات المتعاقدة

تخفيف عقوبة موظف الدفاع المدني المرتشي إلى 5 سنوات

| محرر الشؤون المحلية

خففت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬عقوبة‭ ‬موظف‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬المرتشي،‭ ‬والذي‭ ‬قبض‭ ‬عليه‭ ‬متلبسا‭ ‬في‭ ‬كمين‭ ‬أثناء‭ ‬استلامه‭ ‬رشوة‭ ‬بمبلغ‭ ‬2000‭ ‬دينار‭ ‬لإدراج‭ ‬شركة‭ ‬أمن‭ ‬وسلامة‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬الشركات‭ ‬المتعاقدة‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬صفقة‭ ‬شراء‭ ‬شاحنات‭ ‬إطفاء،‭ ‬واكتفت‭ ‬بسجنه‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬وأيدت‭ ‬تغريمه‭ ‬مبلغا‭ ‬مماثلا‭ ‬لقيمة‭ ‬الرشوة‭.‬

وكانت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬وجهت‭ ‬للمتهم‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019،‭ ‬وحال‭ ‬كونه‭ ‬موظفا‭ ‬عاما‭ (‬أخصائي‭ ‬أول‭ ‬فحص‭ ‬فني‭ ‬بإدارة‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭) ‬طلب‭ ‬لنفسه‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬عطية‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مبلغ‭ ‬مالي‭ ‬قدره‭ ‬2000‭ ‬دينار‭ ‬لدى‭ ‬قيامه‭ ‬بمهام‭ ‬وظيفته‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬اقتراح‭ ‬إدراج‭ ‬اسم‭ ‬شركة‭ ‬أمن‭ ‬وسلامة‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الشركات‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬تعاقدات‭ ‬الإدارة‭. ‬

وتتحصل‭ ‬الواقعة‭ ‬حسب‭ ‬حكم‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬وبصفته‭ ‬موظفا‭ ‬عاما‭ ‬طلب‭ ‬لنفسه‭ ‬من‭ ‬الشاهد‭ ‬الأول‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬عطية‭ ‬ومبلغا‭ ‬ماليا‭ ‬وقدره‭ ‬2000‭ ‬دينار؛‭ ‬لدى‭ ‬قيامه‭ ‬بمهام‭ ‬وظيفته،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬اقتراح‭ ‬ادراج‭ ‬اسم‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬الشاهد‭ ‬والمتخصصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬أسماء‭ ‬الشركات‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬تعاقدات‭ ‬الإدارة‭ ‬محل‭ ‬عمله‭.‬

وأوضحت‭ ‬أنه‭ ‬بغضون‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019‭ ‬حضر‭ ‬الشاهد‭ ‬الأول‭ ‬لمبنى‭ ‬إدارة‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬ضمن‭ ‬مسؤولي‭ ‬الشركة‭ ‬المذكورة‭ ‬وكيلة‭ ‬علامة‭ ‬عالمية‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬شاحنات‭ ‬الإطفاء‭ ‬ومستلزماتها‭ ‬والتقوا‭ ‬بمسؤولين‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬ضمنهم‭ ‬المتهم؛‭ ‬بقصد‭ ‬عرض‭ ‬وتسويق‭ ‬منتجات‭ ‬الشركة‭ ‬العالمية‭ ‬صاحبة‭ ‬العلامة‭ ‬المذكورة‭ ‬لدخول‭ ‬المناقصات‭ ‬التي‭ ‬تطرحا‭ ‬الإدارة‭.‬

وبعد‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬حضر‭ ‬الشاهد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬الاستفسار‭ ‬الخاصة‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬منتجات‭ ‬الشركة،‭ ‬فالتقى‭ ‬بالمتهم‭ ‬والذي‭ ‬انفرد‭ ‬به‭ ‬وأبلغه‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬مناقصة‭ ‬كبيرة‭ ‬مزمع‭ ‬الإعلان‭ ‬عنها‭ ‬لشراء‭ ‬شاحنات‭ ‬إطفاء‭ ‬ومعدات‭ ‬وأنه‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬وضع‭ ‬المواصفات‭ ‬التقنية‭ ‬لتلك‭ ‬المناقصة،‭ ‬وأن‭ ‬اسم‭ ‬شركتهم‭ ‬غير‭ ‬مدرج‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬الشركات‭ ‬المسموح‭ ‬لها‭ ‬بدخول‭ ‬المناقصة،‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬مبلغ‭ ‬2000‭ ‬دينار‭ ‬مقابل‭ ‬إضافة‭ ‬اسم‭ ‬شركتهم‭ ‬في‭ ‬القائمة،‭ ‬فأبلغه‭ ‬الشاهد‭ ‬بضرورة‭ ‬الرجوع‭ ‬لمديره‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬موافقته‭.‬

لكن‭ ‬الشاهد‭ ‬أبلغ‭ ‬الشرطة‭ ‬ونسق‭ ‬معهم‭ ‬لضبط‭ ‬المتهم‭ ‬متلبسا،‭ ‬وبعدها‭ ‬تواصل‭ ‬المتهم‭ ‬مع‭ ‬الشاهد‭ ‬وسأله‭ ‬عما‭ ‬جرى‭ ‬مع‭ ‬مديره،‭ ‬فأخبره‭ ‬أنه‭ ‬وافق‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬المبلغ،‭ ‬وسأله‭ ‬الشاهد‭ ‬هاتفيا‭ ‬عن‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬المبلغ‭ ‬تحت‭ ‬مسمع‭ ‬الشاهد‭ ‬الرابع‭ -‬الضابط‭ ‬مجري‭ ‬التحريات‭- ‬فأكد‭ ‬له‭ ‬المتهم‭ ‬أنه‭ ‬مقابل‭ ‬إدخال‭ ‬اسم‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬القائمة‭ ‬فقط‭ ‬وأن‭ ‬مسؤولي‭ ‬شركته‭ ‬إذا‭ ‬أرادوا‭ ‬الفوز‭ ‬بالمناقصة‭ ‬فإن‭ ‬هنالك‭ ‬تكلفة‭ ‬إضافية‭.‬

واتفق‭ ‬الشاهد‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬هاتفيا‭ ‬بتاريخ‭ ‬30‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الضابط‭ ‬على‭ ‬مقابلته‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬لتسليمه‭ ‬المبلغ‭ ‬المذكور،‭ ‬وبذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬توجه‭ ‬الشاهد‭ ‬لمبنى‭ ‬التحقيقات‭ ‬حيث‭ ‬زوده‭ ‬الضابط‭ ‬بمبلغ‭ ‬الكمين‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬بعد‭ ‬تصويره‭ ‬وتسجيل‭ ‬أرقامه‭ ‬المتسلسلة،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬100‭ ‬ورقة‭ ‬فئة‭ ‬20‭ ‬دينارا،‭ ‬واتصل‭ ‬بالمتهم‭ ‬واتفق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬ملاقاته‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬محلات‭ ‬الكوفي‭ ‬شوب‭ ‬العالمية‭ ‬بمنطقة‭ ‬الزنج،‭ ‬وتوجه‭ ‬الشاهد‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الموعد‭ ‬المحدد‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬ولاقى‭ ‬المتهم‭ ‬وجلس‭ ‬معه‭ ‬بالمكان‭ ‬المذكور،‭ ‬بعدما‭ ‬استعان‭ ‬الضابط‭ ‬بالمختصين‭ ‬بإدارة‭ ‬التحقيقات‭ ‬لتصوير‭ ‬واقعة‭ ‬التسليم‭ ‬والتسلم‭ ‬والضبط‭.‬

واللقاء‭ ‬سأل‭ ‬الشاهد‭ ‬المتهم‭ ‬عن‭ ‬المقابل‭ ‬الذي‭ ‬ستحصل‭ ‬عليه‭ ‬شركته‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬ذلك‭ ‬المبلغ،‭ ‬فأكد‭ ‬له‭ ‬المتهم‭ ‬أنه‭ ‬مقابل‭ ‬إدخال‭ ‬اسم‭ ‬شركته‭ ‬في‭ ‬القائمة‭ ‬السالفة‭ ‬البيان‭ ‬وأنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬رغبة‭ ‬شركته‭ ‬بالفوز‭ ‬بالمناقصة‭ ‬فإن‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يدفعه‭ ‬إليه‭ ‬مبلغ‭ ‬1‭ % ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬كل‭ ‬شاحنة‭ ‬إطفاء،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يستطيع‭ ‬تزويده‭ ‬بالمواصفات‭ ‬المطلوبة‭ ‬مقدما،‭ ‬فسلمه‭ ‬الشاهد‭ ‬المبلغ‭ ‬المصور‭ ‬وأخذه‭ ‬المتهم،‭ ‬وعندما‭ ‬همّ‭ ‬بالمغادرة‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭ ‬بمعرفة‭ ‬ضابط‭ ‬التحريات‭ ‬وضبط‭ ‬بحوزته‭ ‬مبلغ‭ ‬الرشوة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬إنكاره‭ ‬بتحقيقات‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭.‬