3.5 مليون دينار غرامات ومصادرة 80 ألف دولار من كل متهم

حبس المتهمين الثلاثة بقضية غسيل أموال بنك المستقبل 25 سنة

| محرر الشؤون المحلية

أصدرت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الرابعة،‭ ‬غيابيا،‭ ‬حكمها‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الخمس‭ ‬المرفوعة‭ ‬ضد‭ ‬بنك‭ ‬المستقبل‭ ‬المملوك‭ ‬لإيران،‭ ‬والتي‭ ‬تضم‭ ‬7‭ ‬متهمين،‭ ‬3‭ ‬منهم‭ ‬أشخاص‭ ‬يحملون‭ ‬الجنسية‭ ‬الإيرانية‭ ‬وتابعين‭ ‬للبنك‭ ‬والمتهمين‭ ‬بإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬مشبوهة‭ ‬وغسيل‭ ‬أموال‭ ‬لصالح‭ ‬باقي‭ ‬المتهمين،‭ ‬وهم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬البنك‭ ‬المذكور‭ ‬و3‭ ‬بنوك‭ ‬أخرى‭ ‬متصلة‭ ‬به‭ ‬هم‭ ‬البنك‭ ‬الوطني‭ ‬الإيراني‭ ‬“ملي”‭ ‬وبنك‭ ‬صادرات‭ ‬إيران‭ ‬وفرع‭ ‬بنك‭ ‬صادرات‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬خليجية،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬تجريد‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬والبيانات‭ ‬لتحويلات‭ ‬مالية‭ ‬بلغت‭ ‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬أميركي،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إخفاء‭ ‬آلاف‭ ‬المعاملات‭ ‬الأخرى‭ ‬لبحرينيين‭ ‬وصلت‭ ‬قيمتها‭ ‬لـ2‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أميركي،‭ ‬والتي‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬تجرى‭ ‬مباحثات‭ ‬بشأن‭ ‬اعتقاد‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي‭ ‬العالمي،‭ ‬حيث‭ ‬امتد‭ ‬التحقيق‭ ‬لعدة‭ ‬سنوات‭ ‬قبل‭ ‬إحالة‭ ‬القضية‭ ‬للمحاكمة‭.‬

وقضت‭ ‬المحكمة‭ ‬بسجن‭ ‬المتهمين‭ ‬الثلاثة‭ ‬لمدة‭ ‬25‭ ‬سنة‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭ ‬بواقع‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬قضية،‭ ‬كما‭ ‬غرمتهم‭ ‬والبنوك‭ ‬الأربعة‭ ‬بمبلغ‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لكل‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬قضية‭ ‬وبإجمالي‭ ‬بلغ‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬و500‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القضايا،‭ ‬كما‭ ‬أمرت‭ ‬بمصادرة‭ ‬80153‭.‬6‭ ‬دولار‭ ‬أميركي‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬كل‭ ‬متهم‭ ‬وممتلكاته‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القضايا،‭ ‬أي‭ ‬بإجمالي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬561‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬أميركي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬المرفوعة‭ ‬ضد‭ ‬جميع‭ ‬المتهمين‭.‬

وكانت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬قد‭ ‬لفتت‭ ‬في‭ ‬تصريحها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي‭ ‬حقق‭ ‬في‭ ‬أمر‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الوثائق‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬خبراء‭ ‬محليين‭ ‬ودوليين‭ ‬مستقلين‭ ‬ومحللين‭ ‬جنائيين،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬متورطين‭ ‬أكثر‭ ‬بهذا‭ ‬المخطط‭ ‬الذي‭ ‬وفر‭ ‬الغطاء‭ ‬للكيانات‭ ‬الإيرانية،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬آلاف‭ ‬المعاملات‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التحقيق‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

وأشار‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬قد‭ ‬أحالت‭ ‬القضايا‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الكبرى،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬متورطين‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬المخطط‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬التحقيقات‭ ‬في‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المعاملات‭ ‬المتبقية‭.‬

كما‭ ‬ذكر‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬تم‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬بنك‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬الذي‭ ‬استنتج‭ ‬بعد‭ ‬التدقيق‭ ‬وعدة‭ ‬عمليات‭ ‬تحري‭ ‬شاملة‭ ‬أن‭ ‬بنك‭ ‬المستقبل‭ ‬ومساهميه‭ ‬المسيطرين‭ ‬قد‭ ‬تورطوا‭ ‬في‭ ‬انتهاكات‭ ‬ممنهجة‭ ‬وواسعة‭ ‬للقوانين‭ ‬المصرفية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬قام‭ ‬بالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬موظفي‭ ‬بنك‭ ‬المستقبل‭ ‬ومراجعة‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬وثائق‭ ‬البنك‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وحدة‭ ‬التحقيقات‭ ‬المالية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وخبراء‭ ‬دوليين‭ ‬مستقلين‭ ‬ومحللين‭ ‬جنائيين‭.‬

وتوصلت‭ ‬تلك‭ ‬التحقيقات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بنك‭ ‬المستقبل،‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬البنك‭ ‬الوطني‭ ‬الإيراني‭ (‬ملي‭) ‬وبنك‭ ‬صادرات‭ ‬إيران،‭ ‬قد‭ ‬نفذ‭ ‬آلاف‭ ‬المعاملات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬غطاءات‭ ‬للكيانات‭ ‬الإيرانية‭ ‬فيها‭.‬

وتضمنت‭ ‬أحد‭ ‬أشكال‭ ‬الإخفاء‭ ‬الإزالة‭ ‬المتعمدة‭ ‬للمعلومات‭ ‬الأساسية‭ ‬عند‭ ‬تحويل‭ ‬الأموال‭ ‬عبر‭ ‬شبكة‭ ‬سويفت‭ - ‬وهي‭ ‬ممارسة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬يشار‭ ‬إليها‭ ‬باسم‭ ‬“Wire Stripping”،‭ ‬كما‭ ‬حدد‭ ‬التحقيق‭ ‬آلاف‭ ‬المعاملات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تجريدها‭ ‬من‭ ‬البيانات،‭ ‬وبلغ‭ ‬مجموعها‭ ‬حوالي‭ ‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬أميركي‭.‬

وأعقب‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬بأن‭ ‬شكل‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الإخفاء‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬خدمة‭ ‬الرسائل‭ ‬السرية‭ ‬كبديل‭ ‬لنظام‭ ‬سويفت،‭ ‬الذي‭ ‬أخفى‭ ‬عمدا‭ ‬المعاملات‭ ‬من‭ ‬المنظمين‭ ‬البحرينيين‭ ‬حيث‭ ‬سمحت‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬لبنك‭ ‬المستقبل‭ ‬بإخفاء‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬من‭ ‬المعاملات‭.‬

وقال‭ ‬محافظ‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬رشيد‭ ‬المعراج،‭ ‬“كجزء‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬المالي‭ ‬وعضو‭ ‬مؤسس‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬العمل‭ ‬المالي‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭ (‬MENA-FATF‭)‬،‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تلتزم‭ ‬بالتنفيذ‭ ‬الكامل‭ ‬للمعايير‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ويعد‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬الانتهاكات‭ ‬وملاحقتها‭ ‬جزءا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬حماية‭ ‬نزاهة‭ ‬النظام‭ ‬المالي‭ ‬الدولي‭.‬”