قناة “البحرين لول”.. تجمعنا في “البيت العود”

| طارق البحار

أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬قناة‭ ‬“البحرين‭ ‬لول”،‭ ‬والتي‭ ‬أطلقتها‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬المشاهدات‭ ‬هذه‭ ‬الأيام؛‭ ‬بسبب‭ ‬الجلوس‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والمنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬نحجت‭ ‬هذه‭ ‬القناة‭ ‬الخفيفة‭ ‬مع‭ ‬موادها‭ ‬الأرشيفية‭ ‬في‭ ‬سلب‭ ‬القلوب‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬خصوصا‭ ‬وانطلاقها‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬جهود‭ ‬موظفي‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬سنوات،‭ ‬واستهدفت‭ ‬جمع‭ ‬وحفظ‭ ‬ما‭ ‬يملكه‭ ‬التلفزيون‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬وحفلات‭ ‬ولقاءات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مسلسلات‭ ‬ومسرحيات‭ ‬باتت‭ ‬تمثّل‭ ‬علامة‭ ‬فارقة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الفن‭ ‬البحريني‭ ‬بقيادة‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬المقهوي‭ ‬رئيس‭ ‬قناة‭ ‬البحرين‭ ‬وفريقه‭ ‬لتقديم‭ ‬برامج‭ ‬يومية‭ ‬مهمة‭ ‬كأهمية‭ ‬الأرشيف‭ ‬الأرشيف‭ ‬التلفزيوني،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تجميع‭ ‬وتصنيف‭ ‬حصيلة‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬الإنتاج‭ ‬الإعلامي‭ ‬المتنوع،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬المحلي‭ ‬او‭ ‬الخليجي‭ ‬او‭ ‬العربي،‭ ‬والذي‭ ‬يشكّل‭ ‬موروثا‭ ‬مرئيا،‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬يضمّ‭ ‬تسجيلات‭ ‬ومقابلات‭ ‬نادرة‭ ‬عرضت‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬العريق‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬السابقة،‭ ‬واستأثرت‭ ‬وقتها‭ ‬باهتمام‭ ‬الجمهور‭ ‬عبر‭ ‬أجيال‭ ‬محتلفة‭.‬

وتتنوع‭ ‬القناة‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬موادها‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬أطفال‭ ‬نسترجع‭ ‬معها‭ ‬أجمل‭ ‬الذكريات‭ ‬مثل‭ ‬حلقات‭ ‬“توم‭ ‬سوير”‭ ‬ودنيا‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬الفقرات‭ ‬التراثية‭ ‬والغنائية‭ ‬والمسلسلات‭ ‬التراثية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الجميلة‭ ‬مثل‭ ‬مسلسل‭ ‬“الحائط”،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬والمواد‭ ‬التي‭ ‬تستقطب‭ ‬أعدادا‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المتابعين‭ ‬والمعجبين؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬دليلا‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬مازالت‭ ‬عالقة‭ ‬بالأذهان،‭ ‬وتمثّل‭ ‬لأجيال‭ ‬متعددة‭ ‬إرثا‭ ‬مهما،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬جلوسنا‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة،‭ ‬فكل‭ ‬لقطة‭ ‬أو‭ ‬برنامج‭ ‬أو‭ ‬لقاء‭ ‬نستذكر‭ ‬معها‭ ‬تاريخا‭ ‬جميلا‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭.‬

وتشكل‭ ‬القناة‭ ‬انطلاقة‭ ‬ذهبية‭ ‬للإعلام‭ ‬البحريني‭ ‬الأصيل،‭ ‬عبر‭ ‬توظيف‭ ‬مكتبة‭ ‬التلفزيون‭ ‬وأرشيفها‭ ‬الغني؛‭ ‬لإعادة‭ ‬عرض‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬تعود‭ ‬للقرن‭ ‬الماضي،‭ ‬والفترات‭ ‬التي‭ ‬عاصرت‭ ‬اكتشاف‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ويحرك‭ ‬محتوى‭ ‬القناة‭ ‬الذاكرة‭ ‬العميقة‭ ‬من‭ ‬إبداعات‭ ‬وذكريات‭ ‬والتحولات‭ ‬ومشاعدة‭ ‬الوجوه‭ ‬التي‭ ‬غابت‭ ‬عنا‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬معنا‭ ‬إلى‭ ‬اليوم،‭ ‬مع‭ ‬مواد‭ ‬كنا‭ ‬نجلس‭ ‬جميعا‭ ‬في‭ ‬“البيت‭ ‬العود”‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬تعقيدات‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬ونشاهدها‭ ‬معا‭.‬