بعد قرار الأردن وقف التصدير الخارجي

أزمة “طماطم” تلوح بالأفق في السوق المحلية

| علي الفردان

التجار‭ ‬يكافحون‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬بديلة‭ ‬وسط‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬وليس‭ ‬البحرين‭ ‬فحسب

 

أبدى‭ ‬تجار‭ ‬بحرينيون‭ ‬مخاوفهم‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬في‭ ‬إمدادات‭ ‬الطماطم‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬مع‭ ‬حظر‭ ‬الأردن‭ ‬تصدير‭ ‬الطماطم،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الزراعية‭ ‬الأخرى‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬حدوده،‭ ‬حيث‭ ‬تشكل‭ ‬المنتجات‭ ‬الأردنية‭ ‬مصدر‭ ‬رئيسا‭ ‬للسوق‭ ‬البحرينية‭ ‬وأسواق‭ ‬المنطقة‭ ‬خصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬توقف‭ ‬الاستيراد‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬المصرية‭ ‬لأسباب‭ ‬لوجستية‭.‬

وارتفعت‭ ‬أسعار‭ ‬الطماطم‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬1‭.‬3‭ ‬دينار‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬6‭ ‬دينار‭ ‬للصندوق‭ ‬سعة‭ ‬9‭ ‬كيلوجرامات‭ ‬في‭ ‬العشرة‭ ‬أيام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬شهدت‭ ‬فيه‭ ‬أسعار‭ ‬الخضراوات‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬عموم‭ ‬المنطقة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬البلدان‭ ‬المنتجة‭ ‬مثل‭ ‬سورية‭ ‬والأردن‭ ‬والسعودية‭.‬

وستصل‭ ‬البحرين‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬الطماطم‭ ‬قبل‭ ‬إعلان‭ ‬الأردن‭ ‬في‭ ‬ساعة‭ ‬متأخرة‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬التصدير،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تصل‭ ‬كميات‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭.‬

ومن‭ ‬المرشح‭ ‬أن‭ ‬تتضح‭ ‬أبعاد‭ ‬المشكلة‭ ‬خلال‭ ‬الثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يكافح‭ ‬التجار‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬مختلف‭ ‬المصادر‭ ‬دعماً‭ ‬لجهود‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬مختلف‭ ‬المنتجات‭ ‬في‭ ‬الأوضاع‭ ‬الراهنة‭ ‬الحساسة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬الإقليمية‭ ‬والمحيطة‭ ‬تشكل

‭ ‬ضغطا‭ ‬كبيرا‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬المنتجات‭ ‬والخضراوات‭ ‬سريعة‭ ‬التلف‭.‬

ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬الارتفاع‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬فحسب،‭ ‬إذ‭ ‬يصل‭ ‬سعر‭ ‬كيلو‭ ‬الطماطم‭ ‬إلى‭ ‬700‭ ‬فلس‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬التجزئة،‭ ‬لكن‭ ‬الارتفاع‭ ‬طال‭ ‬أسواقا‭ ‬لديها‭ ‬إنتاج‭ ‬محلي‭ ‬مثل‭ ‬السوق‭ ‬السعودية،‭ ‬كما‭ ‬شهدت‭ ‬السوق‭ ‬السعودية،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬مصدرا‭ ‬للبحرين،‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الخضراوات‭ ‬والورقيات‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬السعودية‭ ‬جزءا‭ ‬أساسا‭ ‬للاستيراد‭ ‬منه‭ ‬مثل‭: ‬الخس‭ ‬والباذنجان‭ ‬والقرنبيط،‭ ‬والكوسة،‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬سعر‭ ‬الكرتونة‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬‮٢٠‬‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأيام‭ ‬بحسب‭ ‬تجار‭.‬

وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬بعد‭ ‬توقف‭ ‬استيراد‭ ‬الطماطم‭ ‬المصري‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬بسبب‭ ‬إجراءات‭ ‬لوجستية‭ ‬تواكبت‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬في‭ ‬السوق‭.‬

وبخصوص‭ ‬الزيادة‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أشار‭ ‬تجار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مشكلتها‭ ‬لوجستية‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬وأن‭ ‬أسعار‭ ‬كيلو‭ ‬الطماطم‭ ‬تصل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الفترات‭ ‬إلى‭ ‬دينار‭ ‬واحد‭ ‬للكيلو‭ ‬وأن‭ ‬سعر‭ ‬700‭ ‬فلس‭ ‬للكيلو‭ ‬الواحد‭ ‬يحصل‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬المقبلة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬حدثت‭ ‬هي‭ ‬الأشد‭ ‬مما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬فالمسألة‭ ‬تتعلق‭ ‬بتوقف‭ ‬مصدر‭ ‬رئيس‭ ‬للسوق‭ ‬المحلية،‭ ‬واصفين‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬لا‭ ‬يشكل‭ ‬أزمة‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬سيحدث‭ ‬سيشكل‭ ‬فارقة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مصدر‭.‬

وأوضح‭ ‬تجار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬كذلك‭ ‬تحظر‭ ‬أيضا‭ ‬تصدير‭ ‬منتجات‭ ‬مثل‭ ‬البطاطس‭ ‬والطماطم‭ ‬منذ‭ ‬سنتين‭ ‬وأكثر‭ ‬لحماية‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬لديها،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تحذو‭ ‬الأردن‭ ‬حذوها‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي‭.‬

وأبدى‭ ‬تجار‭ ‬استغرابهم‭ ‬من‭ ‬اتهامهم‭ ‬بتكديس‭ ‬كميات‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬ورفع‭ ‬الأسعار،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الارتفاع‭ ‬في‭ ‬اسواق‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬يخسر‭ ‬التجار‭ ‬آلاف‭ ‬الدنانير‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬بيع‭ ‬المنتجات‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬سعر‭ ‬الكلفة‭ ‬نتيجة‭ ‬لظروف‭ ‬السوق،‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬خضراوات‭ ‬سلعا‭ ‬معرضة‭ ‬للتلف‭ ‬وقابلة‭ ‬للخسارة‭.‬