نعيش الخوف والقلق ونتمنى إعادتنا إلى الوطن في أسرع فرصة

“البلاد” تتابع أوضاع الطلبة البحرينيين في الأردن

| سعيد محمد

يعيش‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬“إربد”‭ ‬بالمملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬البحرينيين،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة‭ ‬بسبب‭ ‬“أزمة‭ ‬كورونا”‭ ‬وتعقيداتها،‭ ‬تزداد‭ ‬ظروف‭ ‬الطلبة‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الخوف‭ ‬والقلق‭ ‬والترقب‭ ‬خصوصًا‭ ‬بعد‭ ‬عزل‭ ‬“إربد”،‭ ‬ما‭ ‬ضاعف‭ ‬حالة‭ ‬القلق‭ ‬لدى‭ ‬الطلبة‭ ‬هناك،‭ ‬وذويهم‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬البلد‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الطلاب،‭ ‬أبلغوا‭ ‬“البلاد”‭ ‬أنهم‭ ‬يعيشون‭ ‬أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬من‭ ‬نواح‭ ‬عدة‭: ‬دراسية‭ ‬ومعيشية‭ ‬وصحية‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أسبوعين،‭ ‬وتبلغ‭ ‬درجة‭ ‬القلق‭ ‬أعلاها‭ ‬لديهم‭ ‬مع‭ ‬توالي‭ ‬الإجراءات‭ ‬وتشديدها‭ ‬بشكل‭ ‬صارم‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬حالات‭ ‬مصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬إعلان‭ ‬محافظة‭ ‬“إربد”‭ ‬موبوءة‭ ‬وبالتالي‭ ‬عزلها‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬المحافظات،‭ ‬ما‭ ‬يرفع‭ ‬القلق‭ ‬والخوف‭ ‬لدى‭ ‬الطلبة‭.‬

ويدرس‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الأردنية‭ ‬قرابة‭ ‬150‭ ‬طالبا،‭ ‬وهذا‭ ‬الرقم‭ ‬ليس‭ ‬رسميًا‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬قدره‭ ‬الطلبة‭ ‬أنفسهم،‭ ‬لكن‭ ‬الجانب‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الكثيرين‭ ‬منهم‭ ‬يواجهون‭ ‬مصاعب‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬المال‭ ‬والغذاء‭ ‬وبعض‭ ‬الخدمات‭ ‬المهمة‭ ‬كشبكة‭ ‬الانترنت‭ ‬والاتصالات،‭ ‬وتصف‭ ‬الطالبة‭ ‬“م‭.‬حسن”‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬مزمنة‭ ‬كالسكلر‭ ‬والربو‭ ‬ويحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬توافر‭ ‬الأدوية‭ ‬الخاصة‭ ‬بعلاجهم‭ ‬ومراجعة‭ ‬المستشفى‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الرعاية‭ ‬اللازمة‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬حالتهم‭ ‬الصحية‭.‬

ويضيف‭ ‬الطلبة‭ ‬“الوضع‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬بالطبع‭.. ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم‭.. ‬ولهذا‭ ‬فمعظمنا‭ ‬يعيش‭ ‬وضعًا‭ ‬نفسيًا‭ ‬سيئًا،‭ ‬ونتواصل‭ ‬مع‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬وكذلك‭ ‬مع‭ ‬الملحقية‭ ‬الطلابية‭ ‬بسفارة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عمان،‭ ‬ولا‭ ‬نحصل‭ ‬سوى‭ ‬على‭ ‬التطمينات،‭ ‬ونحن‭ ‬نرى‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الزملاء‭ ‬وفرت‭ ‬لهم‭ ‬سفارات‭ ‬بلدانهم‭ ‬أماكن‭ ‬سكن‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬آمنة‭ ‬وفنادق،‭ ‬وجميع‭ ‬متطلبات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والغذائية‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬لهم‭ ‬تجاوز‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬إعادة‭ ‬أعداد‭ ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬بلدانهم،‭ ‬ونحن‭ ‬ما‭ ‬زلنا‭ ‬ننتظر‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬حاسم‭ ‬يخلصنا‭ ‬من‭ ‬معاناتنا،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نتمناه‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬بلادنا”‭.‬

وفي‭ ‬فترة‭ ‬الأسبوعين‭ ‬الماضيين،‭ ‬أغلقت‭ ‬الجامعات‭ ‬والمراكز‭ ‬الدراسية‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬ومعها‭ ‬بالطبع‭ ‬تأجل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وحتى‭ ‬الامتحانات‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬مبهم،‭ ‬ووصف‭ ‬أحد‭ ‬الطلاب‭ ‬الوضع‭ ‬بالقول‭ ‬“همنا‭ ‬الآن‭ ‬ليس‭ ‬الدراسة‭ ‬بل‭ ‬الاطمئنان‭ ‬على‭ ‬سلامتنا‭ ‬وصحتنا‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬بلادنا‭ ‬ولسنا‭ ‬مضطرين‭ ‬للعيش‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭.. ‬وأتساءل‭.. ‬ماذا‭ ‬تنتظر‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لاتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬لإعادتنا‭ ‬إلى‭ ‬الوطن؟‭ ‬وهل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬نبقى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نتعرض‭ ‬للإصابة؟”،‭ ‬وناشد‭ ‬الطلبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أوضاعهم‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة‭.‬