سيادي: المبادرات الزراعية اجتهادات غير مدروسة

القطاع العجوز.. فرصة سانحة لإعادة الحيوية والنشاط

| سيدعلي المحافظة | تصوير رسول الحجيري

فاطمة‭ ‬موسى‭: ‬تركت‭ ‬سوق‭ ‬المزارعين‭ ‬الدائمة‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬فيه شبيب‭: ‬من‭ ‬لم‭ ‬يأكل‭ ‬من‭ ‬أرضه‭ ‬فهو‭ ‬فقير آل‭ ‬عباس‭: ‬تأهيل‭ ‬هورة‭ ‬عالي‭ ‬يدعم‭ ‬قيام‭ ‬معلم‭ ‬بيئي‭ ‬سياحي‭ ‬إقليمي فؤاد‭ ‬خليفة‭: ‬استمرار‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬يتطلب‭ ‬خطوات‭ ‬إصلاحية‭ ‬جادة الدمستاني‭: ‬الوزارة‭ ‬لم‭ ‬تتأن‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬أراضي‭ ‬هورة‭ ‬عالي‭ ‬ آل‭ ‬رحمة‭: ‬إنعاش‭ ‬الزراعة‭ ‬بجعلها‭ ‬أولوية‭ ‬ببرنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة الوداعي‭: ‬الزراعة‭ ‬التقليدية‭ ‬ولَّت‭ ‬وحماية‭ ‬القطاع‭ ‬مسؤولية‭ ‬تشريعية عبدالغفار‭: ‬السياسات‭ ‬الإدارية‭ ‬الراهنة‭ ‬“مثبطة”‭ ‬للقطاع‭ ‬الزراعي علي‭ ‬السليطي‭: ‬الزراعة‭ ‬وحدها‭ ‬ليست‭ ‬كافية‭ ‬لاستدامة‭ ‬القطاع فرص‭ ‬لمضاعفة‭ ‬الرقعة‭ ‬الخضراء‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬هكتار

 

الأرقام‭ ‬لا‭ ‬تكذب،‭ ‬وتراجع‭ ‬الرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تحت‭ ‬عجلة‭ ‬الزحف‭ ‬العمراني،‭ ‬مازال‭ ‬يمثل‭ ‬واقعا‭ ‬عجزت‭ ‬عن‭ ‬إيقافه‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة،‭ ‬كافة‭ ‬مبادرات‭ ‬تنمية‭ ‬ودعم‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭.‬

وزير‭ ‬الأشغال‭ ‬في‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬برلماني‭ ‬للنائب‭ ‬ممدوح‭ ‬الصالح‭ ‬أكد‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وحمَّل‭ ‬الزحف‭ ‬العمراني‭ ‬مسؤولية‭ ‬الوقوف‭ ‬وراء‭ ‬انحسار‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الماضية‭ ‬إلى‭ ‬2175‭ ‬هكتارا‭ ‬مسجلة‭ ‬ضمن‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭.‬

قبل‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬كانت‭ ‬مساحة‭ ‬الأراضي‭ ‬الصالحة‭ ‬للزراعة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬وفقا‭ ‬للأرقام‭ ‬الرسمية‭ ‬تبلغ‭ ‬6400‭ ‬هكتار،‭ ‬أما‭ ‬اليوم،‭ ‬فإن‭ ‬إجمالي‭ ‬مساحة‭ ‬الأراضي‭ ‬الخصبة‭ ‬الصالحة‭ ‬للزراعة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3700‭ ‬هكتار‭.‬

هذه‭ ‬المؤشرات‭ ‬تؤكد‭ ‬حقيقة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬بشكله‭ ‬التقليدي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬المنافسة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬قطاعات‭ ‬أخرى‭ ‬باتت‭ ‬أقدر‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأرباح،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬القطاع‭ ‬العقاري،‭ ‬فهل‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بالإمكان‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬كدعامة‭ ‬كافية‭ ‬لاستمرارية‭ ‬واستدامة‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي؟

الملف‭ ‬الزراعي

المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬السابق‭ ‬للمبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنمية‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬ومؤلف‭ ‬كتاب‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬حميد‭ ‬عبدالغفار،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬إدارة‭ ‬الملف‭ ‬الزراعي‭ ‬بشكله‭ ‬الحالي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬مشاريع‭ ‬تنعش‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬يبدأ‭ ‬بوضع‭ ‬الشخص‭ ‬المناسب‭ ‬ذو‭ ‬القرار‭ ‬الزراعي‭ ‬المؤثر‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬المناسب،‭ ‬وتفعيل‭ ‬أساليب‭ ‬المحاسبة‭ ‬والرقابة‭ ‬وفق‭ ‬برنامج‭ ‬زمني‭ ‬وواضح‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تفتقر‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المقومات‭ ‬الزراعية‭ ‬كندرة‭ ‬الأراضي‭ ‬والمياه‭ ‬وطبيعة‭ ‬مناخها‭ ‬الصحراوي،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬هدف‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬ينحصر‭ ‬في‭ ‬إطاره‭ ‬النسبي‭ ‬فقط‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬المهندسين‭ ‬الزراعيين‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬البلدي‭ ‬محمد‭ ‬توفيق‭ ‬آل‭ ‬عباس‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬المطلق‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإمكانات‭ ‬المتاحة‭ ‬للمملكة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬النسبي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انتاج‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬اللازمة‭ ‬للأفراد‭ ‬بشكل‭ ‬جزئي،‭ ‬وتوفير‭ ‬الباقي‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاستيراد‭ ‬منها‭.‬

وذهب‭ ‬الباحث‭ ‬البيئي‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬الشمالية‭ ‬شبر‭ ‬الوداعي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النشاط‭ ‬الزراعي‭ ‬التقليدي،‭ ‬بمقوماته‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتوفر‭ ‬الترابط‭ ‬الأسري‭ ‬بطبيعته‭ ‬الريفية،‭ ‬والقائم‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬التكافل‭ ‬الأسري،‭ ‬وصون‭ ‬الموروث‭ ‬العائلي‭ ‬في‭ ‬التمسك‭ ‬بالأرض‭ ‬كمصدر‭ ‬اقتصادي‭ ‬ومقوم‭ ‬معيشي‭ ‬للأسر،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬موجودا‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬الأسرة‭ ‬الحديثة،‭ ‬التي‭ ‬تقاسمت‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬وحولتها‭ ‬إلى‭ ‬مبانٍ‭ ‬سكنية‭ ‬واستثمارية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأسر‭ ‬الحديثة‭ ‬اتجهت‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬الاستقلال‭ ‬الذاتي،‭ ‬والتوجه‭ ‬نحو‭ ‬النشاطات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬أوجدتها‭ ‬الطفرة‭ ‬النفطية‭ ‬والتعليمية‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وما‭ ‬رافق‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تحولات‭ ‬في‭ ‬انتقال‭ ‬الأسرة‭ ‬الحديثة،‭ ‬في‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإنتاجية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والمجالات‭ ‬الأخرى‭ ‬ذات‭ ‬المردود‭ ‬المالي‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الحقل‭ ‬الزراعي‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬المنافسة‭ ‬الشديدة‭ ‬للمنتجات‭ ‬الزراعية‭ ‬المستوردة،‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬إمكان‭ ‬منافسة‭ ‬المزارع‭ ‬البحريني،‭ ‬مما‭ ‬تركت‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬العوامل‭ ‬أثرها‭ ‬على‭ ‬تراجع‭ ‬النشاط‭ ‬الزراعي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

القطاع‭ ‬العجوز

ولكن،‭ ‬هل‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الفرصة‭ ‬سانحة‭ ‬لإعادة‭ ‬الحيوية‭ ‬والنشاط‭ ‬إلى‭ ‬جسد‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬العجوز؛‭ ‬وذلك‭ ‬لضمان‭ ‬استمراريته‭ ‬واستدامة‭ ‬مساهمته‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوزان‭ ‬البيئي؟

بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬لغة‭ ‬الأرقام،‭ ‬فإن‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬مازال‭ ‬يملك‭ ‬الفرصة‭ ‬لاستعادة‭ ‬ثقته‭ ‬في‭ ‬نفسه‭.‬

هذا‭ ‬القطاع‭ ‬مازال‭ ‬يمتلك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تسجيل‭ ‬1600‭ ‬هكتار‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الخصبة‭ ‬ضمن‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية،‭ ‬واستصلاح‭ ‬1300‭ ‬هكتار‭ ‬من‭  ‬الأراضي‭ ‬الفضاء‭ ‬وضمها‭ ‬إلى‭ ‬قائمة‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية،‭ ‬ليرتفع‭ ‬بذلك‭ ‬إجمالي‭ ‬مساحات‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬هكتار‭.‬

الأرقام‭ ‬لا‭ ‬تكذب،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬كافية‭ ‬لضمان‭ ‬استرداد‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬عافيته،‭ ‬دون‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الأسس‭ ‬والأهداف‭ ‬التي‭ ‬بنيت‭ ‬عليها‭ ‬سياسات‭ ‬ومبادرات‭ ‬دعم‭ ‬وتنمية‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬إيقاف‭ ‬مسار‭ ‬تراجع‭ ‬وانحسار‭ ‬الرقعة‭ ‬الخضراء‭.‬

صاحبة‭ ‬مشتل‭ (‬كوين‭ ‬بالم‭) ‬عائشة‭ ‬سيادي‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬مبادرات‭ ‬دعم‭ ‬ونمو‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬تعدو‭ ‬كونها‭ ‬اجتهادات‭ ‬غير‭ ‬مدروسة‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬التوزيع‭ ‬غير‭ ‬العادل‭ ‬للأراضي‭ ‬الزراعية،‭ ‬والعشوائية‭ ‬في‭ ‬نوعية‭ ‬المنتوجات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ضعف‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬المزارع،‭ ‬وما‭ ‬يتبعه‭ ‬المزارعون‭ ‬من‭ ‬أساليب‭ ‬خاطئة‭ ‬في‭ ‬الري،‭ ‬والمبالغة‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬المغذيات‭ ‬الكيميائية‭ ‬والمبيدات‭ ‬الحشرية‭ ‬بما‭ ‬يفوق‭ ‬المعدلات‭ ‬المسموح‭ ‬بها‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬المزارعين‭ ‬يتجهون‭ ‬لإنتاج‭ ‬منتجات‭ ‬متشابهة‭ ‬رغم‭ ‬توفر‭ ‬الإمكانات‭ ‬لإنتاج‭ ‬محاصيل‭ ‬متنوعة‭ ‬وتحتاجها‭ ‬السوق‭.‬

من‭ ‬جهته،‭ ‬رأى‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬المهندسين‭ ‬الزراعيين‭ ‬فؤاد‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬دعم‭ ‬استمرار‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬يتطلب‭ ‬وجود‭ ‬أساس‭ ‬تنظيمي‭ ‬سليم،‭ ‬يحكم‭ ‬المشروعات‭ ‬التنموية‭ ‬الزراعية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬نواحيها،‭ ‬وجهات‭ ‬رسمية‭ ‬تدعم‭ ‬اتخاذ‭ ‬وتنفيذ‭ ‬خطوات‭ ‬جادة‭ ‬في‭ ‬الإصلاح‭ ‬الزراعي،‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الوطنية‭.‬

أما‭ ‬النائب‭ ‬غازي‭ ‬آل‭ ‬رحمة،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬إنعاش‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬وضمان‭ ‬استمراريته‭ ‬يتطلب‭ ‬وضع‭ ‬هدف‭ ‬تنمية‭ ‬ودعم‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولويات‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استكمال‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭.‬

دعم‭ ‬المزارعين

عضو‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬الشمالية‭ ‬فيصل‭ ‬شبيب‭ ‬انطلق‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬أن‭ ‬“من‭ ‬لم‭ ‬يأكل‭ ‬من‭ ‬أرضه‭ ‬فهو‭ ‬فقير”،‭ ‬مؤكدا‭ ‬ضرورة‭ ‬توجيه‭ ‬سياسات‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بالقطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬نحو‭ ‬توفير‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الغذائية‭ ‬من‭ ‬المزارع‭ ‬المحلية‭.‬

وذهب‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تملك‭ ‬المقومات‭ ‬الجيدة‭ ‬لقيام‭ ‬نشاط‭ ‬زراعي‭ ‬حيوي،‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬مساهمة‭ ‬فعالة،‭ ‬وأن‭ ‬المزارعين‭ ‬يحظون‭ ‬بمستوى‭ ‬جيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭.‬

وانتقد‭ ‬إهمال‭ ‬المزارعين‭ ‬لدورهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وتركيزهم‭ ‬على‭ ‬جني‭ ‬الأرباح،‭ ‬مما‭ ‬أفقد‭ ‬المنتج‭ ‬المحلي‭ ‬تنوعه‭.‬

ورأى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يعود‭ ‬إما‭ ‬لضعف‭ ‬رقابة‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بالقطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬استثمار‭ ‬المزارعين‭ ‬للدعم‭ ‬المقدم‭ ‬لهم،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬يعود‭ ‬لجهل‭ ‬المزارعين‭ ‬بدورهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬رأى‭ ‬الوداعي‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬التراجع‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬الرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬بسبب‭ ‬رغبة‭ ‬ملاك‭ ‬الأراضي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الثراء‭ ‬السريع،‭ ‬وتحويل‭ ‬مساحات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬إلى‭ ‬مشاريع‭ ‬سكنية‭ ‬استثمارية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تبقى‭ ‬هناك‭ ‬مساحة‭ ‬لبناء‭ ‬مشروع‭ ‬زراعي‭ ‬تدعمه‭ ‬الدولة،‭ ‬وإصدار‭ ‬قانون‭ ‬يحظر‭ ‬تحويل‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬إلى‭ ‬استثمار‭ ‬سكني‭.‬

وأكد‭ ‬أهمية‭ ‬التخطيط‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الداخلة‭ ‬في‭ ‬ملك‭ ‬الدولة،‭ ‬إلى‭ ‬مشاريع‭ ‬زراعية،‭ ‬وتوفير‭ ‬متطلبات‭ ‬دعم‭ ‬المزارع‭ ‬والانتاج‭ ‬الزراعي‭ ‬البحربني‭ ‬ليكون‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬والعمل‭ ‬المنتج،‭ ‬وبما‭ ‬يساعد‭ ‬المزارع‭ ‬البحربني‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬الزراعي‭.‬

سوق‭ ‬المزارعين

للمبادرات‭ ‬الزراعية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬تصدرتها‭ ‬سوق‭ ‬المزارعين‭ ‬البحرينيين‭ ‬الموسمية‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭ ‬النباتية‭ ‬التابعة‭ ‬لشؤون‭ ‬الزراعة‭ ‬بمنطقة‭ ‬البديع‭.‬

يقول‭ ‬وزير‭ ‬الأشغال‭ ‬والبلديات‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬برلماني‭:‬”قد‭ ‬لاقى‭ ‬السوق‭ ‬–‭ ‬بحمد‭ ‬الله‭ ‬وتوفيقه‭ ‬–‭ ‬نجاحا‭ ‬كبيرا‭ ‬وسمعة‭ ‬طيبة‭ ‬محليا‭ ‬وإقليميا‭ ‬باعتباره‭ ‬تجربة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال”‭. ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬دفع‭ ‬الوزارة‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬وكالة‭ ‬شؤون‭ ‬الزراعة‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬المبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنمية‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬وبنك‭ ‬البحرين‭ ‬للتنمية‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬سوق‭ ‬أخرى‭ ‬دائمة‭ ‬للمزارعين،‭ ‬تدعم‭ ‬استفادة‭ ‬60‭ ‬مزارعا‭ ‬بحرينيا‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬التسويقية‭ ‬لذلك‭ ‬السوق‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭.‬

صاحبة‭ ‬مشتل‭ ‬الكركديه‭ ‬فاطمة‭ ‬موسى‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬تجربتها‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المزارعين‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬هورة‭ ‬عالي‭.‬

تقول‭ ‬فاطمة‭: ‬“حصلت‭ ‬على‭ ‬محل‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المزارعين‭ ‬بهورة‭ ‬عالي،‭ ‬وكان‭ ‬رقم‭ ‬المحل‭ ‬4،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬ألبث‭ ‬حتى‭ ‬تركت‭ ‬المحل‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭ ‬فقط”‭.‬

حول‭ ‬أسباب‭ ‬تركها‭ ‬للمحل،‭ ‬تشير‭ ‬فاطمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تصميم‭ ‬السوق‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ملائما‭ ‬لبيع‭ ‬منتجاتها،‭ ‬إذ‭ ‬يتطلب‭ ‬بيع‭ ‬شتلات‭ ‬الفواكه‭ ‬والخضار‭ ‬والزينة‭ ‬مكانا‭ ‬مفتوحا‭ ‬يسمح‭ ‬بوصول‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬إليه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تتوفر‭ ‬عليه‭ ‬السوق‭. ‬ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬يشكو‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬الزبائن‭ ‬وضعف‭ ‬وسائل‭ ‬التسويق‭ ‬والدعاية‭ ‬له،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬اشتراط‭ ‬وجود‭ ‬صاحب‭ ‬النشاط‭ ‬في‭ ‬المحل،‭ ‬دون‭ ‬السماح‭ ‬لتواجد‭ ‬آخر‭ ‬بديل،‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬عمل‭ ‬السوق،‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬عائقا‭ ‬أمام‭ ‬قيام‭ ‬صاحب‭ ‬المحل‭ ‬بأعمال‭ ‬الإنتاج‭.‬

هورة‭ ‬عالي

رغم‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬هورة‭ ‬عالي‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬إستراتيجية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬سوقها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬سوق‭ ‬المزارعين‭ ‬الموسمية‭ ‬في‭ ‬البديع‭.‬

يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬ما‭ ‬كشفه‭ ‬وزير‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬عصام‭ ‬خلف‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬جلسات‭ ‬البرلمان‭ ‬الماضية،‭ ‬عن‭ ‬ضياع‭ ‬فرص‭ ‬استثمار‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬المؤجرة‭ ‬في‭ ‬هورة‭ ‬عالي،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬مراجعة‭ ‬عقود‭ ‬استثمارها‭.‬

يقول‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬المهندسين‭ ‬البلدي‭ ‬محمد‭ ‬توفيق‭ ‬إن‭ ‬مركز‭ ‬هورة‭ ‬عالي‭ ‬للتنمية‭ ‬الزراعية،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬افتتاحه‭ ‬في‭ ‬1988‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬تم‭ ‬استصلاحها‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬المعالجة‭ ‬في‭ ‬محطة‭ ‬توبلي‭ ‬في‭ ‬ري‭ ‬المزروعات،‭ ‬ثم‭ ‬تآكلت‭ ‬نتيجة‭ ‬الزحف‭ ‬العمراني‭ ‬والخدمات‭ ‬العامة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬اكتسب‭ ‬أهميته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استغلال‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬مساحات‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬مشاريع‭ ‬زراعية‭ ‬عدة،‭ ‬كمركز‭ ‬الحاضنات‭ ‬الزراعية‭ ‬والمختبرات‭ ‬الزراعية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬سوق‭ ‬المزارعين‭ ‬الدائم،‭ ‬وطرح‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬المركز‭ ‬للاستثمار‭ ‬الزراعي‭.‬

حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬يوضح‭ ‬النائب‭ ‬أحمد‭ ‬الدمستاني‭ ‬أن‭ ‬أسباب‭ ‬ضياع‭ ‬فرص‭ ‬استثمار‭ ‬الأراضي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬كون‭ ‬الوزارة‭ ‬لم‭ ‬تتأن‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬تقسيم‭ ‬الأراضي‭ ‬في‭ ‬هورة‭ ‬عالي‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح،‭ ‬فمن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مزارعا‭ ‬أصبح‭ ‬كذلك‭ ‬بالاسم‭ ‬فقط‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬استغلال‭ ‬المساحات‭ ‬الشاسعة‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬في‭ ‬هورة‭ ‬عالي‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توزيعها‭ ‬على‭ ‬المزارعين‭ ‬الفعليين‭ ‬الذين‭ ‬ورثوا‭ ‬المهنة‭ ‬عن‭ ‬آبائهم‭ ‬وأجدادهم،‭ ‬بما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تنشيط‭ ‬سوق‭ ‬المنتجات‭ ‬الزراعية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

استدامة‭ ‬القطاع

كل‭ ‬ذلك‭ ‬يؤكد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬السبيل‭ ‬نحو‭ ‬إعادة‭ ‬طرح‭ ‬النشاط‭ ‬الزراعي‭ ‬في‭ ‬ثوب‭ ‬جديد،‭ ‬يمكنه‭ ‬من‭ ‬الاستمرار‭ ‬ويحقق‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬الاستدامة‭ ‬المنشودة‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬قال‭ ‬النائب‭ ‬غازي‭ ‬آل‭ ‬رحمة‭ ‬إن‭ ‬الزراعة‭ ‬نشاط‭ ‬إنساني‭ ‬واجتماعي‭ ‬وثقافي،‭ ‬ومع‭ ‬تنوع‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬تزدهر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى‭ ‬السياحية‭ ‬منها‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وغيرها،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬دورها‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭. ‬

ونوه‭ ‬فؤاد‭ ‬خليفة‭ ‬بدور‭ ‬المجتمع‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬الطاقات‭ ‬الشبابية‭ ‬وتحفيزها‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬الزراعية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬الزراعي‭ ‬بأهمة‭ ‬وكيفية‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬الزراعية،‭ ‬مما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬روح‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الانتاج‭ ‬الزراعي‭.‬

ورأى‭ ‬أن‭ ‬هورة‭ ‬عالي‭ ‬تمتلك‭ ‬مقومات‭ ‬مهمة‭ ‬لقيام‭ ‬مشروع‭ ‬سياحي‭ ‬ثقافي‭ ‬داعم‭ ‬لتوفير‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استغلال‭ ‬المشروعات‭ ‬القائمة‭ ‬كالحاضنات‭ ‬والمختبرات‭ ‬الزراعية‭ ‬وسوق‭ ‬المزارعين،‭ ‬ودعمها‭ ‬بالخبرات‭ ‬الإدارية‭ ‬والقوة‭ ‬البشرية‭ ‬الماهرة،‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تضمن‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬إمكان‭ ‬استغلال‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التدريب‭ ‬ونشر‭ ‬الوعي‭ ‬بكيفية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬قيام‭ ‬مجمعات‭ ‬زراعية‭ ‬تقنية‭ ‬متكاملة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تشجيع‭ ‬إنتاج‭ ‬صناعات‭ ‬زراعية‭ ‬محلية؛‭ ‬للتقليل‭ ‬من‭ ‬التكاليف،‭ ‬ودعم‭ ‬التخطيط‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬والبحوث‭ ‬الزراعية‭.‬

وذكرت‭ ‬عاشة‭ ‬سيادي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرصة‭ ‬لإنتاج‭ ‬أصناف‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الزراعية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬عدة‭ ‬تقنيات‭ ‬زراعية،‭ ‬سواء‭ ‬العضوية‭ ‬أو‭ ‬المائية‭ ‬وغيرها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إمكان‭ ‬استغلال‭ ‬تلك‭ ‬المنتجات‭ ‬في‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬التحويلية‭ ‬كالمخللات‭ ‬والصلصات‭ ‬والعصائر‭ ‬والحلويات‭ ‬وغيرها‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬مفهوم‭ ‬النشاط‭ ‬الزراعي‭ ‬وإدخال‭ ‬بعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬السياحية‭ ‬والترفيهية‭ ‬إليه‭ ‬ستساهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭.‬

وذهب‭ ‬الناشط‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الزراعي‭ ‬علي‭ ‬السليطي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اعتماد‭ ‬النشاط‭ ‬الزراعي‭ ‬على‭ ‬الزراعة‭ ‬لوحدها‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬كافيا‭ ‬لضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬هذا‭ ‬النشاط،‭ ‬وأنه‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬التخطيط‭ ‬لوضع‭ ‬تصور‭ ‬لقيام‭ ‬مشروع‭ ‬زراعي‭ ‬سياحي‭ ‬متكامل،‭ ‬يمثل‭ ‬نموذجا‭ ‬حديثا‭ ‬لممارسة‭ ‬النشاط‭ ‬الزراعي‭.‬

وعاد‭ ‬آل‭ ‬عباس‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬استكمال‭ ‬أعمال‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لمركز‭ ‬هورة‭ ‬عالي،‭ ‬بما‭ ‬يدعم‭ ‬تمكين‭ ‬المزارعين‭ ‬والمستثمرين‭ ‬للوصول‭ ‬الى‭ ‬الانتاج‭ ‬المستهدف‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬إمكان‭ ‬تأهيله‭ ‬ليكون‭ ‬مركزا‭ ‬وطنيا‭ ‬وإقليميا‭ ‬للدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬الزراعية،‭ ‬ومركزا‭ ‬للتدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬على‭ ‬الأساليب‭ ‬الزراعية‭ ‬الحديثة‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موقع‭ ‬المركز‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬المتوسط‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬يؤهله‭ ‬ليكون‭ ‬معلما‭ ‬بيئيا‭ ‬ومقصدا‭ ‬للسياحة‭ ‬العائلية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬محمية‭ ‬العرين،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬الاستفادة‭ ‬المثلى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المركز‭.‬