في كلمة سموه في العدد الأخير لمجلة “ميادين”

ناصر بن حمد: الرياضة ليست لعبًا

اعتماد‭ ‬اليوم‭ ‬الرياضي‭ ‬طفرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬البحريني ترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وتنمية‭ ‬حبها‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال

 

أكد‭ ‬ممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بأن‭ ‬“الرياضة‭ ‬ليست‭ ‬لعبا”،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬سموه‭ ‬للعدد‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬“ميادين”‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬المكتب‭ ‬الإعلامي‭ ‬لسموه‭ ‬ومركز‭ ‬المعلومات‭. ‬وجاءت‭ ‬الكلمة‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭: ‬

ظلَّ‭ ‬الاعتقاد‭ ‬السائد‭ ‬لدى‭ ‬الكثيرين‭ ‬أن‭ ‬الرياضة‭ ‬هي‭ ‬لعب‭ ‬وترفيه‭ ‬وترويح‭ ‬عن‭ ‬النفس،‭ ‬وهي‭ ‬كذلك‭ ‬فعلا،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الأخير‭ ‬أصبح‭ ‬مفهوم‭ ‬الرياضة‭ ‬أشمل‭ ‬وأكبر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير،‭ ‬فلا‭ ‬تقتصر‭ ‬ممارستها‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬الأجسام‭ ‬وقضاء‭ ‬وقت‭ ‬الفراغ‭ ‬والترفيه‭ ‬ولقاء‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬عالما‭ ‬واسعا‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬المادية‭ ‬وعلاج‭ ‬الأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬والروحية‭. ‬

إن‭ ‬الرياضة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفردي‭ ‬تحقق‭ ‬التكيّف‭ ‬الجسدي‭ ‬والعقلي‭ ‬والوجداني‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬فيمارسها‭ ‬الأفراد‭ ‬للترفيه‭ ‬أو‭ ‬التباري‭ ‬والتنافس‭ ‬الشريف،‭ ‬أو‭ ‬للمُتعة‭ ‬وتطوير‭ ‬المهارات‭ ‬وتقوية‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬أو‭ ‬الجسد،‭ ‬وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬فإنها‭ ‬تساعد‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬الصبر‭ ‬وقوة‭ ‬التحمّل،‭ ‬وتساعدنا‭ ‬على‭ ‬مرونة‭ ‬الحركة‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭. ‬

مع‭ ‬التطورات‭ ‬الرياضية‭ ‬العالمية‭ ‬أصبحت‭ ‬الرياضة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬شعبية‭ ‬تلتقي‭ ‬فيها‭ ‬الشعوب‭ ‬والأمم‭ ‬ليُعبروا‭ ‬لبعضهم‭ ‬البعض‭ ‬عن‭ ‬مشاعرهم،‭ ‬وعن‭ ‬حاجاتهم‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وليحققوا‭ ‬إنسانيتهم‭ ‬وذلك‭ ‬بالتعارف‭ ‬الذي‭ ‬ذكره‭ ‬المولى‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ (‬يَا‭ ‬أَيُّهَا‭ ‬النَّاسُ‭ ‬إِنَّا‭ ‬خَلَقْنَاكُمْ‭ ‬مِنْ‭ ‬ذَكَرٍ‭ ‬وَأُنْثَى‭ ‬وَجَعَلْنَاكُمْ‭ ‬شُعُوبًا‭ ‬وَقَبَائِلَ‭ ‬لِتَعَارَفُوا‭ ‬إِنَّ‭ ‬أَكْرَمَكُمْ‭ ‬عِنْدَ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬أَتْقَاكُمْ‭ ‬إِنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬عَلِيمٌ‭ ‬خَبِيرٌ‭) ‬هذا‭ ‬التعارف‭ ‬يؤدّي‭ ‬تلقائيا‭ ‬لإزالة‭ ‬الحواجز‭ ‬النفسية‭ ‬والجفوة‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الشعوب،‭ ‬وقد‭ ‬حدث‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفعاليات‭ ‬الدولية‭ ‬السنوية‭ ‬والدورية‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬مرحلة‭ ‬التعاون‭ ‬وتبادل‭ ‬المصالح‭. ‬

إن‭ ‬اعتماد‭ ‬اليوم‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كيوم‭ ‬وطني‭ ‬نحتفل‭ ‬به‭ ‬سنويا،‭ ‬ويشارك‭ ‬فيه‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬بكافة‭ ‬مؤسساتهم‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصّة،‭ ‬يُمثل‭ ‬طفرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬البحريني؛‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬الرياضة‭ ‬ليست‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬وكرة‭ ‬سلة‭ ‬وكرة‭ ‬طاولة‭ ‬وكرة‭ ‬طائرة‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬مفهوم‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬لغرس‭ ‬ثقافة‭ ‬الرياضة‭ ‬كنمط‭ ‬للعيش،‭ ‬وبث‭ ‬روح‭ ‬الحُب‭ ‬والولاء‭ ‬للوطن،‭ ‬وغرس‭ ‬مفاهيم‭ ‬الرياضة‭ ‬المجتمعيـة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬المختلفة‭ ‬واستثمار‭ ‬الطاقات‭ ‬الكامنة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التأكيـد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجسم‭ ‬السليم‭ ‬المعافى‭ ‬هو‭ ‬مصـدر‭ ‬سعادة‭ ‬الإنسان،‭ ‬لذلك‭ ‬أقول‭ ‬أن‭ ‬الرياضة‭ ‬ليس‭ ‬لعباً،‭ ‬إنما‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭ ‬متكامل‭. ‬

إن‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬الإعلامية‭ ‬والتربوية‭ ‬والتعليمية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬البحرينية‭ ‬مطالبة‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬أن‭ ‬ترسخ‭ ‬القيم‭ ‬الرياضة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقامة‭ ‬الفعاليات‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬الفكر‭ ‬الرياضي‭ ‬الأصيل‭ ‬الذي‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬التعصب‭ ‬الأعمى‭ ‬وفي‭ ‬نشر‭ ‬التسامح‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد،‭ ‬وكذلك‭ ‬تنمية‭ ‬حب‭ ‬الرياضة‭ ‬لدى‭ ‬أطفالنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأوقات‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬فيهم‭ ‬حب‭ ‬البطولات‭ ‬وتحمّل‭ ‬المسؤوليات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الرياضية‭ ‬لرفع‭ ‬علم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عاليا‭. ‬

‭  ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬رياضي‭ ‬وأنتم‭ ‬جميعا‭ ‬بخير‭..‬