كل محطات البترول الجديدة ستعمل “شمسيا”

عبدالحسين ميرزا.. إصدار سجل للشركات المتخصصة في الطاقة المتجددة (2-2)

أكد رئيس هيئة الطاقة المستدامة عبدالحسين ميرزا، أن الهيئة تتبع مجلس الوزراء مباشرة. وقال في حديث موسع مع “البلاد“ إن رئيس الهيئة يرفع تقاريره وتوصياته إلى مجلس الوزراء من خلال اللجنة التنسيقية برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.

- “الهيئة” ترفع تقاريرها لمجلس الوزراء عن طريق “التنسيقية”

-“تمكين” يدفع 70 % من الفائدة البنكية للاستثمار في الطاقة

- إعداد إستراتيجية لاستخدام السيارات الكهربائية في البحرين

الاتفاق مع “تمكين” للتمويل وخلال الجلسة، تمت مشاهدة فيلم حول عمل نظام صافي القياس Net Metering، ثم انتقل الحديث عن التمويل، فتطرق ميرزا إلى عدة اجتماعات مع صندوق العمل “تمكين”؛ للمساهمة في التمويل وقد وقع “تمكين” مع 5 بنوك اتفاقية، و”تمكين” يتعامل مع البنوك الإسلامية فقط، فهناك خمسة بنوك، وهي: الإثمار، البركة، الإسلامي، الخليج، بيت التمويل الكويتي، تقدم التسهيلات لمن يريد الاستثمار في الطاقة الشمسية كمؤسسات صغيرة أو متوسطة أو كبيرة، فعلى سبيل المثال، إذا كانت كلفة المشروع بين 5 آلاف إلى 500 ألف دينار، فيتوجه المستثمر لأي بنك من البنوك الخمسة ويتقدم بطلب، ويتم منحه قرض لمدد بين 5 إلى 10 سنوات، وخلال هذه الفترة يتم احتساب فائدة بنكية، إلا أن تمكين سيدفع 70 % من الفائدة، فمثلًا، إذا كان سعر الفائدة 7 أو 8 % ، فتمكين سيدفع 6 % والباقي على المستثمر دعمًا له، وفي حال رغبة البنك مراجعة احتساب القرض، فتمكين يدفع لهم مصاريف الدراسة، وهذا ما عملنا عليه لمدة طويلة لتقديم التسهيلات بدلًا من دفع مقدم على كل شيء، فالآن بإمكان المستثمر أن يقسط ويحصل خصمًا على الفوائد.

أول مشروع ومشاريع أخرى يأخذنا ميرزا إلى أول مشروع تم تنفيذه، وهو في عوالي بإنتاج 5 ميغاوات طاقة شمسية بشكل تجريبي، حيث تم تركيب الألواح الشمسية على أعمدة الإنارة ومظلات مواقف السيارات كلها بالطاقة الشمسية، ونجح المشروع وبناءً على ذلك تم تقديم مذكرة لمجلس الوزراء لإنشاء مركز للطاقة المستدامة، كذلك في شركة “تطوير” تم تركيب 1 ميغاوات والخطة كانت الوصول إلى 5 ميغاوات وتم إضافة 3 ميغاوات مؤخرًا، ودشنا مع وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة مشروع الإضافة للوصول إلى 4 ميغاوات، وأفادت تطوير بأن الكلفة 14 فلسا للكيلووات ساعة مقارنة بـ 29 فلسا هي تعرفة الكهرباء، وفي مجمع الأفنيوز تم تركيب الطاقة الشمسية على مواقف السيارات، وفي مدرسة الشيخة موزة بنت حمد آل خليفة الشاملة للبنات في جو تم تركيب 1 ميغاوات، وفي مستشفى الملك حمد يتم العمل على تركيب 4 ميغاوات، أي 40 % من استهلاكهم سيكون من الطاقة المتجددة، ولدى مستشفى قوة دفاع البحرين خطة لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية على مواقف السيارات، واستخدمت وزارة الإسكان في مشروع الرملي 600 لوحة شمسية على أعمدة الإنارة، وفي مدرسة سانت كريستوفر تم تركيب 1.2 ميغاوات، واتفقنا مع “بابكو” على أن تكون كل محطات الوقود الجديدة تعمل بالطاقة الشمسية، واستخدمت وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني في ساحل البسيتين الطاقة الشمسية في أعمدة الإنارة.

شهادة الطاقة المتجددة مؤخرا، وافق مجلس الوزراء على إعطاء الصلاحية لهيئة الطاقة المستدامة بمنح شهادة الطاقة المتجددة للمنتجين، وهي تثبت استخدام الطاقة النظيفة لدى الشركات التي تنتج الطاقة المتجددة، وهذه الشهادة لها قيمة ويمكن بيعها على الشركات التي تريد أن تثبت أنها استثمرت في الطاقة النظيفة، ولكنها لا تستطيع إنتاج الطاقة النظيفة بنفسها، “وكما تعلمون، فإن بعض الشركات العالمية لديها التزام باستخدام الطاقة النظيفة”.

أيمن همام: وهل هذه الشهادات تثبت أنهم التزموا بالمعايير المطلوبة؟ ميرزا: نعم بالتأكيد؛ لأن المهم هو الاستثمار في طاقة نظيفة، وحين يحصلون على الشهادة، فإن ذلك يعني أنهم استثمروا في الطاقة النظيفة، وأود أن ألفت إلى أنه في السابق لم يكن يوجد هناك سجل تجاري مستقل لقطاع الطاقة المتجددة، وهيئة الطاقة المستدامة تعمل لإصدار سجل للشركات التي تريد التخصص في الطاقة المتجددة، من جهة أخرى، تم الاتفاق مع جامعة البحرين في أبريل 2019 على إنشاء أول مختبر للطاقة المتجددة في البحرين، وبالمناسبة، فإن أول مصنع تم افتتاحه في البحرين للألواح الشمسية كان في يناير 2017 في المنطقة الصناعية جنوب ألبا، وفي 12 فبراير 2020 تم وضع حجر الأساس للمصنع الثاني في منطقة الحد الصناعية، وسوف ينتج 80 ألف لوحة شمسية في السنة.

أطلس الرياح والتحلية يعود ميرزا للحديث عن أطلس الرياح الذي تم إعداده في العام 2017 بالتعاون مع شركة دانماركية متخصصة، وهو رقمي ومتوفر إلكترونيًا على موقع الهيئة، ويعطي تفاصيل الرياح على الخارطة، ويمكن تثبيت التوربينات الهوائية والألواح الشمسية في البحر، “ونخطط لتحويل الحرارة المفقودة إلى طاقة، حيث يتم الاحتفاظ بالحرارة لإعادة استخدامها وفق تقنيات حديثة، وكما تعلمون، فإن هناك التزامات عالمية واتفاقية باريس للمناخ وغيرها ولابد من تقليل الانبعاثات، والبحرين ملتزمة بهذه الاتفاقات”.

أيمن همام: هل هناك مجالات لاستخدام الطاقة من الهيدروجين؟ ميرزا: بدأنا حديثا، لكن هذا هو الاتجاه الجديد، وحين نتحدث عن الطاقة المتجددة والمستدامة، فهناك أنواع كثيرة منها المستحصلة من أمواج البحر، الشمس، الرياح، الحرارة، وفي بعض الدول من الشلالات والأنهار، ونحن نركز على ما هو متوفر لدينا من الشمس والرياح والبحر، وسيتم العمل على إعداد إستراتيجية استخدام السيارات الكهربائية، ودول الخليج كلها لديها أهداف وطنية للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وهذا لا يعني أنه إذا كان لديك نفط، فلا تتجه للطاقة الشمسية والاستفادة من الطاقة الشمسية، لا يعني الاستغناء عن الطاقة الأحفورية.

تساؤلات في ختام اللقاء أحمد البحر: شاركت المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية في مشاريعكم، فهل تعرف كل مؤسسة دورها في التنفيذ؟

ميرزا: مجلس الوزراء حين شكل لجنة المتابعة والتنفيذ برئاسة رئيس هيئة الطاقة المستدامة، تضم ممثلين عن كل الجهات العاملة في هذا المجال، واللجنة تتدارس السياسات والإستراتيجيات التي تمت الموافقة عليها من جانب مجلس الوزراء، ثم تقوم اللجنة بتحديد المهام إلى ممثلي الوزارة المعنية لتنفيذ المتطلبات.

مؤنس المردي: لم نر أية حوافز للقطاع الخاص لتشجيع استخدام الطاقة البديلة وكذلك للمواطن.. كما في بريطانيا حين تكون لديك سيارة إلكترونية، فلك بعض الحوافز التشجيعية؟

ميرزا: الحافز في الوقت الحالي هو الحصول على الخصم حين تستفيد الحكومة من الفائض من الطاقة الشمسية المنتجة من الأشخاص، وكذلك يتم منحهم شهادة طاقة متجددة لها قيمة، فالجزء الذي ينتجه لن يكون عليه فاتورة الـ 29 فلسا وكذلك في فصل الشتاء تستطيع الحصول على خصم من الزائد بإرجاعه إلى الشبكة الحكومية، وشهادة الطاقة المتجددة تستطيع بيعها على من يريد إثبات أنه استخدم الطاقة المتجددة، لكن ليس لديهم المجال، ومن الحوافز كذلك أن الألواح الشمسية التي تستوردها البحرين معفية من التعرفة الجمركية.

سعيد محمد: الطاقة المتجددة، الذكاء الاصطناعي وما يدخل في هذا الإطار هو لغة المستقبل، ولوجود أعداد من العاطلين الذين بالإمكان تدريبهم في هذا المجال الواعد مستقبلًا، هل هناك ضمن رؤية الهيئة التعاون مع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لتدريب الباحثين عن عمل؟

ميرزا: دربنا مجانًا 314 شخصا، والذكاء الاصطناعي يستخدم في الطاقة المتجددة كتنظيف الألواح الشمسية من خلال الروبوتات وهذا اتجاه عالمي، ولو تسأل عن المستقبل فالإجابة هي: الطاقة المتجددة والنظيفة، حتى بعض شركات النفط بدأت تغير أسماءها من شركات نفطية إلى شركات “طاقة”، وجلالة الملك حين رفع شأن الهيئة من مركز إلى هيئة، فكل ذلك يؤكد اهتمام القيادة الرشيدة للاستفادة من الطاقة النظيفة والمحافظة على البيئة وخلق فرص عمل جديدة.

أحمد البحر: عن مشروع الربط الكهربائي الخليجي، زرت مؤخرًا الدنمارك والسويد التي تربطها توربينات فعالة جدًا.. هل هناك في المستقبل رؤية للربط الخليجي؟

ميرزا: الربط الكهربائي الخليجي منفذ، وفي المرحلة الأولى كان لأوقات الضرورة، فست دول تربطها كابلات على اليابسة وتحت البحر وتديرها هيئة تضم ممثلين من الدول الست ومقرها في السعودية، وهي هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي ويرأسها أحمد الإبراهيم، فأي من الدول الست إذا احتاجت صيفًا لزيادة في الكهرباء ليس لديها مانع، يحصلون عليها بشكل أوتوماتيكي، وهناك مخطط لربط الشبكة الخليجية مع الشبكة العربية لتقترب من أوروبا والمرحلة الأخيرة تشبكها مع الشبكة الأوروبية؛ لكونهم يحتاجون طاقة الكهرباء في الشتاء، ونحن لا نحتاج إليها في الشتاء في الخليج، وهم في الصيف لا يحتاجون للكهرباء ولذلك يمكن التبادل معهم بكميات الكهرباء المعادلة.

أحمد البحر: هل هناك جهة محايدة تقيم أداء الشركات وأرباحها إذا اعتبرنا هذا المجال استثماريا؟

ميرزا: على سبيل المثال، حين يريد أي شخص تركيب أنظمة طاقة شمسية في منزله، وهو ليس لديه خبرة في هذا المجال، بإمكانه الاستعانة بقائمة الشركات المؤهلة ويتفق معها على المساحة والكلفة وحساب الربحية، والشركات المؤهلة يجب أن تجتاز معايير محددة قبل إدراجها على قائمة الشركات المؤهلة ويتم تقييم أدائها من قبل هيئة الكهرباء والماء وهيئة الطاقة المستدامة.

سعيد محمد: كون الهيئة، ووفق المرسوم، تدعم المبادرات الجديدة. هل تقدمت الشركات العاملة حاليًا بأفكار لاستخدام الطاقة البديلة في مجالات جديدة؟

ميرزا: البحرين فيها الكثير من المبدعين، وقبل عامين، قام بزيارتنا شاب بحريني وقد اخترع جهازا يركبه على لوح الطاقة الشمسية ويربطه بالكهرباء وهذا النظام يستشعر متى تحتاج الألواح إلى تنظيف وقمنا بمساندته، واقترحنا عليه تسجيل الاختراع، وهو الآن يعمل مع إحدى الشركات الصينية، ونحن ندعم ونرحب بكل الأفكار الجديدة بالتأكيد.

أيمن همام: ما النسبة المتحققة من خطة كفاءة الطاقة؟ ميرزا: بما يتجاوز 50 %، فالمكيفات والإنارة والعدادات الذكية ودليل المباني الخضراء كلها تم تنفيذها، والهيئة تعمل الآن على المتبقي من المبادرات الـ 22.

أيمن همام: وفق التعاون مع الشركة الدنماركية التي أنجزت أطلس الرياح.. هل هناك شركات لتركيب التروبينات؟ وهل يمكن الاستفادة من تجارب الدول العربية؟

ميرزا: هناك شركات أوروبية أبدت رغبتها لتجربة تركيب التوربينات الهوائية وحسب قانون المناقصات لا نذهب إلى شركة معينة، بل نطرح مناقصة عامة للشركات للاستثمار في طاقة الرياح، فلدينا هذا المشروع، كذلك فإن هيئة الكهرباء والماء مثلًا ركبت توربينين هوائيين قرب محطة الدور، لكن ليس لدينا حتى الآن مشاريع كبيرة، ونحن نتواصل مع الوزراء المختصين في الدول العربية ونتبادل معهم الخبرات، ومن المهم التأكيد على دور التوعية والتثقيف لما يشهده العالم اليوم من تغيرات، ومع وجود هيئة الطاقة المستدامة لتنفيذ توجهات الدولة، نجد اليوم الكثير من الشركات الراغبة في العمل بهذا المجال، وأقول إن دور الصحافة مهم ونعتمد عليه.