عيسى بن راشد... رمز رياضي عصي على النسيان

الموت يغيب صانع البهجة بدورات الخليج

| حسن علي

ودعت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬النائب‭ ‬الثاني‭ ‬لرئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬الرئيس‭ ‬الفخري‭ ‬للجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬البحرينية‭ ‬الملقب‭ ‬بـ‭ ‬“هرم‭ ‬الرياضة‭ ‬البحرينية”‭ ‬وأحد‭ ‬رموز‭ ‬الحركة‭ ‬الرياضية‭ ‬والشبابية‭ ‬والشاعر‭ ‬والأديب‭ ‬والإعلامي‭ ‬بعد‭ ‬صراع‭ ‬مرير‭ ‬مع‭ ‬المرض‭.‬

‭ ‬وبرحيل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬مواليد‭ ‬1939‭) ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬فقدت‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬رجالاتها‭ ‬الكبار‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬السياسي‭ ‬والرياضي‭ ‬والإعلامي‭ ‬والفني،‭ ‬لكنه‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬الرعيل‭ ‬الأول‭ ‬للقطاع‭ ‬الرياضي‭ ‬وباني‭ ‬نهضة‭ ‬البحرين‭ ‬الرياضية،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬تقلد‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬المؤسسة‭ ‬العامة‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬بدرجة‭ ‬وزير‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬ويعتبر‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬للجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬البحرينية‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬بالعام‭ ‬1979‭ ‬ولغاية‭ ‬2008‭ ‬وكان‭ ‬رئيسا‭ ‬لنادي‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬تبوأ‭ ‬مناصب‭ ‬رياضية‭ ‬خارجية‭ ‬عدة‭ ‬مثل‭ ‬منصب‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأولمبي‭ ‬الآسيوي،‭ ‬ونائب‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬الرياضية‭ ‬الأخرى‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيا‭.‬

كما‭ ‬يعتبر‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الأب‭ ‬الروحي‭ ‬لدورات‭ ‬الخليج،‭ ‬إذ‭ ‬عاصر‭ ‬جميع‭ ‬الدورات،‭ ‬منذ‭ ‬الانطلاقة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1970،‭ ‬وحتى‭ ‬آخر‭ ‬نسخة‭ ‬“خليجي‭ ‬24”‭ ‬التي‭ ‬توج‭ ‬بها‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬بعد‭ ‬فوزه‭ ‬على‭ ‬منتخب‭ ‬السعودية‭ ‬بهدف‭ ‬نظيف،‭ ‬وقد‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يفرح‭ ‬هرم‭ ‬الرياضة‭ ‬البحرينية‭ ‬بأول‭ ‬لقب‭ ‬خليجي‭ ‬وهو‭ ‬الحلم‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬انتظار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬“بوعبدالله”‭.‬

‭ ‬ويعد‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬صانع‭ ‬البهجة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬دورات‭ ‬الخليج‭ ‬ورجل‭ ‬عرف‭ ‬ببساطته‭ ‬وعفويته‭ ‬بما‭ ‬يملك‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬قيمة‭ ‬وحس‭ ‬للدعابة‭ ‬والفكاهة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أحداث‭ ‬وتحديات‭ ‬الدورة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬يخطف‭ ‬الأضواء‭ ‬الإعلامية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محفل‭ ‬يذون‭ ‬موجودا‭ ‬به‭.‬

ويتمتع‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بكاريزما‭ ‬وحب‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬الجماهير‭ ‬الخليجية،‭ ‬ويتمتع‭ ‬بأسلوب‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬خلفيته‭ ‬كشاعر‭ ‬متمكن‭ ‬له‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإصدارات‭ ‬الشعرية‭. ‬

‭ ‬وخلف‭ ‬الراحل‭ ‬وراءه‭ ‬إرثا‭ ‬رياضيا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الأوسمة‭ ‬والجوائز‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬ستجعله‭ ‬رمزا‭ ‬رياضيا‭ ‬عصيا‭ ‬على‭ ‬النسيان‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحركة‭ ‬الرياضية‭ ‬البحرينية‭.‬