متهم بغسيل الأموال يستولي على 2.75 مليون دينار

| محرر الشؤون المحلية

أجلت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬محاكمة‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬يواجه‭ ‬تهمة‭ ‬غسيل‭ ‬أموال‭ ‬تقدر‭ ‬بمبلغ‭ ‬مليونين‭ ‬و750‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬بعدما‭ ‬باع‭ ‬عمارة‭ ‬تقع‭ ‬بمنطقة‭ ‬الجفير‭ ‬لمستثمر‭ ‬خليجي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استعماله‭ ‬عقودا‭ ‬مزورة،‭ ‬واستولى‭ ‬على‭ ‬الأموال‭ ‬لنفسه‭ ‬واستثمرها‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬عقارات‭ ‬ومنقولات‭ ‬وملاهٍ‭ ‬ليلية‭ ‬خارج‭ ‬المملكة‭ ‬لإخفاء‭ ‬مصدر‭ ‬تلك‭ ‬الأموال‭ ‬المتحصلة‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬بيع‭ ‬مزورة،‭ ‬وبعد‭ ‬سداده‭ ‬لديون‭ ‬عليه‭ ‬وخسارته‭ ‬لباقي‭ ‬تلك‭ ‬الأموال‭ ‬عاد‭ ‬للبحرين،‭ ‬فتم‭ ‬القبض‭ ‬عليه،‭ ‬حتى‭ ‬جلسة‭ ‬18‭ ‬مارس‭ ‬الجاري؛‭ ‬وذلك‭ ‬لاستدعاء‭ ‬شاهد‭ ‬الإثبات‭ ‬والمستثمر‭ ‬الخليجي‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬باستمرار‭ ‬حبس‭ ‬المتهم‭ ‬لحين‭ ‬الجلسة‭ ‬المقبلة‭.‬

وتتمثل‭ ‬التفاصيل‭ ‬حسبما‭ ‬أبلغ‭ ‬بها‭ ‬المستثمر‭ ‬الخليجي‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬والذي‭ ‬قرر‭ ‬أنه‭ ‬تعرف‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2009‭ ‬على‭ ‬والد‭ ‬المتهم‭ ‬كون‭ ‬أنه‭ ‬يملك‭ ‬مكتبا‭ ‬للتسويق‭ ‬العقاري،‭ ‬والذي‭ ‬أوهمه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬سيساعده‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬شراء‭ ‬بناية‭ ‬استثمارية‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الجفير‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬تأجيرها،‭ ‬فاتفق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬بعدما‭ ‬اتفقا‭ ‬على‭ ‬سعرها،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وبسبب‭ ‬حصول‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬منعت‭ ‬إتمام‭ ‬الصفقة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬تواصل‭ ‬معه‭ ‬هاتفيا‭ ‬حينئذ‭ ‬وأبلغه‭ ‬أن‭ ‬صفقة‭ ‬البيع‭ ‬تمت،‭ ‬وأنه‭ ‬دفع‭ ‬الأموال‭ ‬ووقع‭ ‬العقود‭ ‬باسمه‭ ‬ونيابة‭ ‬عنه،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تسلم‭ ‬عقد‭ ‬شراء‭ ‬وبدأ‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬القيمة‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬شيكات‭ ‬بقيمة‭ ‬إجمالية‭ ‬بلغت‭ ‬مليونين‭ ‬و750‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬راجع‭ ‬إدارة‭ ‬السجل‭ ‬العقاري‭ ‬لاستلام‭ ‬ملكية‭ ‬البناية،‭ ‬وهناك‭ ‬تفاجأ‭ ‬بأن‭ ‬الأوراق‭ ‬كلها‭ ‬مزورة،‭ ‬وبعد‭ ‬عدة‭ ‬محاولات‭ ‬ودعاوى‭ ‬قضائية‭ ‬صدر‭ ‬حكم‭ ‬ضد‭ ‬المتهم‭ ‬بسجنه‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬عن‭ ‬تهمة‭ ‬التزوير،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬دفعها‭ ‬إليه،‭ ‬والتي‭ ‬تبين‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬تصرف‭ ‬بها‭ ‬وحقق‭ ‬من‭ ‬ورائها‭ ‬أرباحا‭.‬

وتابع،‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬تابع‭ ‬المتهم‭ ‬وحاول‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬مع‭ ‬والد‭ ‬المتهم‭ ‬لتسوية‭ ‬الأمر،‭ ‬واللذان‭ ‬وقعا‭ ‬له‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬صلح‭ ‬وحصل‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬450‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬المبلغ‭ ‬الإجمالي؛‭ ‬وذلك‭ ‬لخوف‭ ‬المتهم‭ ‬ووالده‭ ‬من‭ ‬استكمال‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬بحقهما‭.‬

وبعد‭ ‬عودة‭ ‬المتهم‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬عليه،‭ ‬إذ‭ ‬اعترف‭ ‬بارتكابه‭ ‬الواقعة،‭ ‬وأنه‭ ‬استولى‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وصرفها‭ ‬على‭ ‬نفسه،‭ ‬وأنه‭ ‬أوهمه‭ ‬بضرورة‭ ‬شراء‭ ‬تلك‭ ‬البناية،‭ ‬مدعيا‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬مستثمرين‭ ‬آخرين‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬شرائها،‭ ‬وفي‭ ‬النهاية‭ ‬أنهى‭ ‬إجراءات‭ ‬البيع‭ ‬بعقود‭ ‬مزورة‭ ‬واستلم‭ ‬المبلغ‭ ‬من‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭.‬

وأفاد‭ ‬بأنه‭ ‬بعدما‭ ‬استلم‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬نفسه،‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬مقدار‭ ‬الأموال‭ ‬الكثيرة‭ ‬بحوزته،‭ ‬فعمل‭ ‬على‭ ‬تسديد‭ ‬ديونه‭ ‬وهرب‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬المملكة‭ ‬واشترى‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬والعقارات‭ ‬وأسهم‭ ‬مالية‭ ‬ويخت‭ ‬وملاهٍ‭ ‬ليلية‭ ‬خارج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وكذلك‭ ‬سجلات‭ ‬تجارية‭ ‬بداخل‭ ‬المملكة،‭ ‬مبينا‭ ‬أنه‭ ‬خسر‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأموال‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬بحوزته‭ ‬سوى‭ ‬مبلغ‭ ‬750‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬أميركي،‭ ‬وحينا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬له‭ ‬خيار‭ ‬سوى‭ ‬العودة‭ ‬للبحرين‭ ‬وعرض‭ ‬التصالح‭ ‬مع‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬والد‭ ‬المتهم‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ابنه‭ ‬استغل‭ ‬إدارته‭ ‬مكتب‭ ‬التسويق‭ ‬العقاري‭ ‬الخاص‭ ‬به،‭ ‬وأنه‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬باستيلاء‭ ‬ابنه‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الأموال‭ ‬وهروبه‭ ‬لخارج‭ ‬البحرين،‭ ‬وأكد‭ ‬الأب‭ ‬وشقيق‭ ‬المتهم‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الواقعة‭.‬