دخل البلاد مرات عديدة بغضون 3 أشهر ولفترات قصيرة

10 سنوات لشاب حاول تهريب قطعة حشيش عبر الجسر

| محرر الشؤون المحلية

أيدت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬معاقبة‭ ‬شاب‭ ‬مدان‭ ‬بمحاولة‭ ‬تهريب‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬الحشيش‭ ‬المخدرة،‭ ‬وصل‭ ‬وزنها‭ ‬لنحو‭ ‬270‭ ‬جراما‭ ‬حال‭ ‬وصوله‭ ‬المملكة‭ ‬عبر‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬برفقة‭ ‬صديقه،‭ ‬وذلك‭ ‬بسجنه‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬والأمر‭ ‬بتغريمه‭ ‬مبلغ‭ ‬5000‭ ‬دينار‭ ‬ومصادرة‭ ‬المضبوطات،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إبعاده‭ ‬نهائيا‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة،‭ ‬فيما‭ ‬برأت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة؛‭ ‬نظرا‭ ‬لعدم‭ ‬تيقن‭ ‬المحكمة‭ ‬من‭ ‬ارتكابه‭ ‬الجرم‭ ‬المسند‭ ‬إليه‭.‬

وذكرت‭ ‬أن‭ ‬الواقعة‭ ‬تتحصل‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬ضابط‭ ‬جمارك‭ ‬على‭ ‬واجب‭ ‬عمله‭ ‬بالمنطقة‭ ‬الجمركية‭ ‬بمنفذ‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد،‭ ‬إذ‭ ‬وصلت‭ ‬سيارة‭ ‬كان‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المستأنف‭ ‬وصديقه‭ - ‬المتهم‭ ‬الثاني‭- ‬وإبان‭ ‬ذلك‭ ‬أشارت‭ ‬الكلبة‭ ‬التابعة‭ ‬لجناح‭ ‬الأثر‭ ‬على‭ ‬سيارتهما،‭ ‬فاشتبه‭ ‬بهما،‭ ‬وسألهما‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬بحوزتهما‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬يرغبان‭ ‬الإفصاح‭ ‬عنه‭ ‬للجمارك‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬فأجاباه‭ ‬بالنفي‭. ‬وعلى‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك‭ ‬باشر‭ ‬الضابط‭ ‬عملية‭ ‬تفتيش‭ ‬السيارة،‭ ‬والذي‭ ‬عثر‭ ‬في‭ ‬الصندوق‭ ‬الموجود‭ ‬بين‭ ‬المقعدين‭ ‬الأماميين‭ ‬على‭ ‬قطعة‭ ‬يشتبه‭ ‬بأنها‭ ‬مادة‭ ‬مخدرة،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنها‭ ‬كانت‭ ‬مخبأة‭ ‬بطريقة‭ ‬فنية‭ ‬وملفوفة‭ ‬بلاصق‭ ‬أسود‭ - ‬ثبت‭ ‬معمليا‭ ‬أنها‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مادة‭ ‬الحشيش‭ ‬المخدرة‭ ‬وأن‭ ‬وزنها‭ ‬268‭.‬2‭ ‬جرام‭- ‬فسأل‭ ‬المستأنف‭ ‬عنها،‭ ‬فأقر‭ ‬أنها‭ ‬تخصه‭ ‬ولاستعماله‭ ‬الشخصي‭.‬

وبتحويلهما‭ ‬لإدارة‭ ‬مكافحة‭ ‬المخدرات‭ ‬أجرى‭ ‬الملازم‭ ‬أول‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬تحرياته،‭ ‬والتي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ - ‬المستأنف‭ - ‬جلب‭ ‬مادة‭ ‬الحشيش‭ ‬المخدرة‭ ‬بقصد‭ ‬الإتجار‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة‭ ‬اعتاد‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬للمملكة‭ ‬والمكوث‭ ‬فيها‭ ‬لفترات‭ ‬بسيطة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬المغادرة،‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يجلب‭ ‬المخدرات‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يعود‭ ‬لبلاده‭ ‬لاستلام‭ ‬حصيلة‭ ‬بيعها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنه‭ ‬ثبت‭ ‬بفحص‭ ‬عينة‭ ‬إدراره‭ ‬احتواؤها‭ ‬على‭ ‬مادة‭ ‬الحشيش‭ ‬المخدرة‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬وقر‭ ‬في‭ ‬يقين‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬بتاريخ‭ ‬10‭ ‬يونيو‭ ‬2018‭ ‬جلب‭ ‬بقصد‭ ‬الإتجار‭ ‬مادة‭ ‬الحشيش‭ ‬المخدرة‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الأحوال‭ ‬المصرح‭ ‬بها‭ ‬قانونا،‭ ‬لكنها‭ ‬ونظرا‭ ‬لظروف‭ ‬الدعوى‭ ‬وملابساتها،‭ ‬فقد‭ ‬أخذته‭ ‬بقسط‭ ‬من‭ ‬الرأفة‭ ‬عملا‭ ‬بحقها‭ ‬المخول‭ ‬لها‭ ‬بمقتضى‭ ‬المادة‭ (‬72‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬أوضحت‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمتهم‭ ‬الثاني،‭ ‬فإن‭ ‬الأحكام‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬الأدلة‭ ‬التي‭ ‬يقتنع‭ ‬بها‭ ‬قاضي‭ ‬المحكمة‭ ‬لإدانة‭ ‬المتهم‭ ‬أو‭ ‬لبراءته،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬العقيدة‭ ‬بما‭ ‬يجري‭ ‬بمن‭ ‬تحقيق‭ ‬بنفسه‭ ‬ولا‭ ‬يشاركه‭ ‬فيه‭ ‬غيره،‭ ‬ولا‭ ‬يصح‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬تلكم‭ ‬العقيدة‭ ‬بصحة‭ ‬الواقعة‭ ‬التي‭ ‬أقام‭ ‬قضاؤه‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬بعدم‭ ‬صحتها‭ ‬حكما‭ ‬لِسواه‭.‬

وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬الأصل‭ ‬للمحكمة‭ ‬أن‭ ‬تعول‭ ‬على‭ ‬التحريات؛‭ ‬بوصفها‭ ‬معززة‭ ‬لما‭ ‬ساقتها‭ ‬من‭ ‬أدلة‭ ‬طالما‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬مطروحة‭ ‬على‭ ‬بساط‭ ‬البحث،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬لوحدها‭ ‬قرينة‭ ‬مُعِينةً‭ ‬أو‭ ‬دليلا‭ ‬على‭ ‬ثبوت‭ ‬التهمة‭. ‬وتابعت‭: ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬الأحكام‭ ‬الجنائية‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬الجزم‭ ‬واليقين‭ ‬لا‭ ‬الظن‭ ‬والتخمين‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬الثابت‭ ‬أن‭ ‬الأوراق‭ ‬قد‭ ‬جاءت‭ ‬خلوا‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬للواقعة‭ ‬المسندة‭ ‬إليه،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬تحريات‭ ‬المباحث،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬بمفردها‭ ‬دليلا‭ ‬يمكن‭ ‬الارتكان‭ ‬إليه‭ ‬منفردا‭ ‬في‭ ‬مؤاخذة‭ ‬المتهم،‭ ‬بل‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬دليل‭ ‬آخر‭ ‬أو‭ ‬قرينة‭ ‬تعززها‭ ‬وتشد‭ ‬من‭ ‬أزرها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬خلت‭ ‬منه‭ ‬الأوراق،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تطمئن‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬ثبوت‭ ‬الاتهام‭ ‬قبل‭ ‬المتهم‭ ‬ويضحى‭ ‬الاتهام‭ ‬المسند‭ ‬إليه‭ ‬محل‭ ‬شك‭ ‬تنتهي‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬ببراءته‭ ‬عملا‭ ‬بنص‭ ‬المادة‭ (‬255‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭.‬