خارطة طريق

| زهير توفيقي

ككاتب‭ ‬عمود‭ ‬عهدت‭ ‬على‭ ‬نفسي‭ ‬ومنذ‭ ‬البداية‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬محايدًا‭ ‬ومنصفًا‭ ‬في‭ ‬مقالاتي‭ ‬تجاه‭ ‬أية‭ ‬جهة‭ ‬سواء‭ ‬بالسلب‭ ‬أو‭ ‬الإيجاب،‭ ‬واضعًا‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬اعتبار‭.‬

لقد‭ ‬رسمت‭ ‬هذا‭ ‬الخط‭ ‬كخارطة‭ ‬طريق‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأنه‭ ‬التوجه‭ ‬الصحيح‭ ‬وذلك‭ ‬لئلا‭ ‬أنجرف‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬معينة‭ ‬وبعدها‭ ‬أتهم‭ ‬بالمحاباة،‭ ‬ومنذ‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬الكتابة‭ ‬رسميًا‭ ‬وتخصيص‭ ‬عمود‭ ‬خاص‭ ‬باسمي‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬“البلاد”‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠١٥‬،‭ ‬حرصت‭ ‬كل‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مقالاتي‭ ‬عن‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬وليس‭ ‬غيره،‭ ‬ونقل‭ ‬شجون‭ ‬المواطنين‭ ‬وانتقاد‭ ‬أي‭ ‬عمل‭ ‬غير‭ ‬متقن‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بأسلوب‭ ‬حضاري‭ ‬بعيدا‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تهجم‭ ‬أو‭ ‬إساءة‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬مؤسسة‭ ‬حكومية‭ ‬كانت‭ ‬أو‭ ‬خاصة،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬أحرص‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬منصفًا‭ ‬وأشيد‭ ‬بأي‭ ‬عمل‭ ‬متقن‭ ‬واحترافي‭ ‬يستحق‭ ‬التنويه‭ ‬والإشادة‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تلاقي‭ ‬مقالاتي‭ ‬صدرا‭ ‬رحبًا‭ ‬وتجاوبا‭ ‬من‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬التواصل‭ ‬معي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬حدوث‭ ‬ذلك‭ ‬نادر‭ ‬جد،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬صوتي‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬عبر‭ ‬قنوات‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬المختلفة‭ ‬وبسرعة‭ ‬البرق‭.‬

وللأمانة‭ ‬وأقولها‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬إن‭ ‬جميع‭ ‬المقالات‭ ‬لاقت‭ ‬استحسان‭ ‬القراء،‭ ‬وكان‭ ‬تفاعلهم‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬لي‭ ‬بمثابة‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬وحافز‭ ‬للمواصلة‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬المزيد،‭ ‬بالطبع‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أتوقع‭ ‬تأييد‭ ‬القراء‭ ‬لجميع‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬أطرحها‭ ‬وهذه‭ ‬ظاهرة‭ ‬صحية،‭ ‬وكما‭ ‬يقولون‭ ‬الاختلاف‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬لا‭ ‬يفسد‭ ‬للود‭ ‬قضية،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬غريب‭ ‬وغريب‭ ‬جدًا‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يتابعون‭ ‬مقالاتي‭ ‬التي‭ ‬أرسلها‭ ‬لهم‭ ‬بشكل‭ ‬منتظم،‭ ‬ودائما‭ ‬ما‭ ‬يشيدون‭ ‬بها،‭ ‬هم‭ ‬أنفسهم‭ ‬قابلوني‭ ‬بهجوم‭ ‬شرس‭ ‬وحاربوني‭ ‬وتلفضوا‭ ‬بأشد‭ ‬العبارات‭ ‬والكلمات‭ ‬غير‭ ‬اللائقة‭ ‬عندما‭ ‬كتبت‭ ‬عن‭ ‬موضوع‭ ‬يخصهم‭ ‬أو‭ ‬يخص‭ ‬مؤسستهم‭! ‬إن‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يأخذ‭ ‬أي‭ ‬انتقاد‭ ‬بشكل‭ ‬شخصي‭ ‬فهذه‭ ‬مصيبة‭! ‬وشخصيا‭ ‬أعتبر‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬غير‭ ‬المنصفة‭ ‬بمثابة‭ ‬ضريبة‭ ‬نجاح‭ ‬لي،‭ ‬ما‭ ‬يعطيني‭ ‬دافعًا‭ ‬قويًا‭ ‬للاستمرار‭ ‬فداء‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭.‬

تصوروا‭... ‬أدركت‭ ‬أننا‭ ‬مهما‭ ‬بلغنا‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬ورقي‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬تقبل‭ ‬أي‭ ‬نقد‭!.‬