إعداد بنية مؤسسية سليمة عامل رئيس لنجاحها

تريليون دولار قيمة المشروعات العقارية الخليجية العملاقة

| أبوظبي - استراتيجي & الشرق الأوسط

كشف‭ ‬تقرير‭ ‬جديد‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬شركة‭ ‬“استراتيجي‭ & ‬الشرق‭ ‬الأوسط”،‭ ‬وهي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬PwC،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استثمارات‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬العقارية‭ ‬العملاقة‭ ‬حتى‭ ‬أوائل‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬1‭ ‬تريليون‭ ‬دولار،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬جريئة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التحول‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬تنشده‭. ‬وتسهم‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬العملاقة‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬طابع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يضفي‭ ‬عليها‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجاذبية‭ ‬كوجهات‭ ‬ترفيهية‭ ‬وسياحية،‭ ‬ويجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬ملاءمة‭ ‬لسكانها،‭ ‬ويعد‭ ‬بتوفير‭ ‬مجتمعات‭ ‬سكانية‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬البيئي‭.‬

‭ ‬ودائمًا‭ ‬ما‭ ‬تنطوي‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬قيمتها‭ ‬إلى‭ ‬عشرات‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬على‭ ‬مخاطر،‭ ‬ولا‭ ‬تمثل‭ ‬المشروعات‭ ‬العقارية‭ ‬العملاقة‭ ‬التي‭ ‬تنتشر‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬أي‭ ‬استثناء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭. ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭ ‬إعداد‭ ‬البنية‭ ‬المؤسسية‭ ‬بشكل‭ ‬خاطئ‭.‬

‭ ‬تحدّد‭ ‬البنية‭ ‬المؤسسية‭ ‬وتحكم‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬راعي‭ ‬المشروع‭ ‬العملاق‭ ‬وأصحاب‭ ‬المصلحة،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬لضمان‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬أصحاب‭ ‬المصلحة‭ ‬الرئيسين‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬عقاري‭ ‬عملاق‭ ‬قد‭ ‬يتجاوز‭ ‬المائة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬الأساسية‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬المطور‭ ‬الرئيسي‭ ‬والجهات‭ ‬التنظيمية،‭ ‬ومطوري‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬والمطورين‭ ‬الفرعيين،‭ ‬ومطوري‭ ‬العقارات،‭ ‬ومديري‭ ‬الأصول،‭ ‬والسلطات‭ ‬البلدية،‭ ‬ومقدمي‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والمستثمرين،‭ ‬وشركاء‭ ‬التمويل‭.‬

‭ ‬وقال‭ ‬الشريك‭ ‬في‭ ‬“استراتيجي‭ & ‬الشرق‭ ‬الأوسط”‭ ‬رامي‭ ‬صفير‭ ‬“تتمثل‭ ‬نقطة‭ ‬البداية‭ ‬لأي‭ ‬مشروع‭ ‬عملاق‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬بنية‭ ‬مؤسسية‭ ‬صلبة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬توجّه‭ ‬تطوّر‭ ‬المشروع‭. ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬يرتكب‭ ‬رعاة‭ ‬المشروع‭ ‬أخطاء‭ ‬جوهرية‭ ‬مثل‭ ‬تأخير‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬بشأن‭ ‬إعداد‭ ‬البنية‭ ‬المؤسسية‭ ‬حتى‭ ‬مرحلة‭ ‬لاحقة،‭ ‬أو‭ ‬اختيار‭ ‬نماذج‭ ‬لا‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬الغرض‭ ‬العام‭ ‬للمشروع”‭.‬

وعموما،‭ ‬يمكن‭ ‬لراعي‭ ‬المشروع‭ ‬تبني‭ ‬5‭ ‬نماذج‭ ‬بأدوار‭ ‬متباينة،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬النموذج‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬يتولى‭ ‬فيه‭ ‬دور‭ ‬المطور‭ ‬الرئيس‭ ‬فحسب،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬نموذج‭ ‬يتولى‭ ‬فيه‭ ‬معظم‭ ‬الأدوار،‭ ‬مثل‭ ‬المطور‭ ‬الرئيس،‭ ‬والمطور‭ ‬العقاري،‭ ‬والجهة‭ ‬التنظيمية،‭ ‬ومزوّد‭ ‬خدمات‭ ‬البلدية‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والخدمات‭ ‬الاجتماعية‭.‬

‭ ‬من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬الشريك‭ ‬في‭ ‬“استراتيجي‭ & ‬الشرق‭ ‬الأوسط”‭ ‬كريم‭ ‬عبدالله‭ ‬“بمجرد‭ ‬إعداد‭ ‬البنية‭ ‬المؤسسية‭ ‬يمكن‭ ‬تحديد‭ ‬مهام‭ ‬وأدوار‭ ‬راعي‭ ‬المشروع‭ ‬بوضوح‭ ‬والتفريق‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬مهام‭ ‬وأدوار‭ ‬أصحاب‭ ‬المصلحة‭ ‬الآخرين‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭. ‬وعند‭ ‬صياغة‭ ‬البنية‭ ‬المؤسسية،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جدًّا‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬الهيكلة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬البدء‭ ‬بها‭ ‬ليست‭ ‬بالضرورة‭ ‬دائمة‭. ‬ومع‭ ‬زيادة‭ ‬حجم‭ ‬التفويض،‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬الكيانات،‭ ‬فإنه‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تتغير‭ ‬البنية‭ ‬المثلى‭ ‬للمشروع”‭.‬

‭ ‬وقال‭ ‬المدير‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬“استراتيجي‭ & ‬الشرق‭ ‬الأوسط”‭ ‬شارلي‭ ‬نخول‭ ‬“إن‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬بشأن‭ ‬إعداد‭ ‬البنية‭ ‬المؤسسية‭ ‬وهيكلية‭ ‬الشركة‭ ‬المنفذّة‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬المشروعات‭ ‬العقارية‭ ‬العملاقة‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬تصميم‭ ‬البنية‭ ‬المؤسسية‭ ‬وهيكلية‭ ‬الشركة‭ ‬المنفذّة‭ ‬يرتبط‭ ‬ارتباطًا‭ ‬وثيقًا‭ ‬بالخطة‭ ‬الرئيسة‭ ‬للمشروع،‭ ‬ونموذج‭ ‬التطوير،‭ ‬ونهج‭ ‬التمويل”‭.‬