العزيمة السياسية هي الطريق لتحقيق التكامل الإقليمي العربي

فريجي لــ“البلاد”: نرفض جعل منطقتنا مسرحًا لحروب العالم

| محرر الشؤون المحلية

قال‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للسلام‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬نجيب‭ ‬فريجي‭ ‬إن‭ ‬“هنالك‭ ‬اهتمامًا‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬بتلبية‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬نحول‭ ‬التكامل‭ ‬الإقليمي‭ ‬العربي،‭ ‬هذا‭ ‬الحلم‭ ‬الذي‭ ‬مر‭ ‬بمراحل‭ ‬وتجارب‭ ‬لم‭ ‬ترتق‭ ‬لطموحات‭ ‬الشعوب‭ ‬والقيادات‭ ‬معًا”‭.‬

‭ ‬وأكد‭ ‬فريجي‭ ‬بتصريح‭ ‬خص‭ ‬به‭ ‬“البلاد”‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الجلسة‭ ‬الحوارية‭ ‬التي‭ ‬نظمها‭ ‬المعهد‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬تحت‭ ‬عنوان”‭ ‬التكامل‭ ‬الإقليمي”‭ ‬وبحضور‭ ‬عدد‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬السفراء‭ ‬والسلك‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بأنه”‭ ‬بدأنا‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬بسلسلة‭ ‬من‭ ‬المحاضرات‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬السفراء،‭ ‬بدعوة‭ ‬سفيري‭ ‬دولتين‭ ‬أوروبيتين‭ (‬المانيا‭ ‬وفرنسا‭)‬،‭ ‬ساهمتا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سبعين‭ ‬سنة،‭ ‬بتأسيس‭ ‬أكبر‭ ‬تجمع‭ ‬عالمي‭ ‬وهو‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي”‭.‬

وأضاف‭ ‬“اخترنا‭ ‬هذين‭ ‬السفيرين‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬أوروبا‭ ‬قبل‭ ‬زرع‭ ‬بذرة‭ ‬التوحد‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬منتصف‭ ‬الخمسينات‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬دخول‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬ابشع‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬والانقسامات‭ ‬والتشرذم،‭ ‬ليقرروا‭ ‬بعد‭ ‬الحربين‭ ‬الكونيتين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬أن‭ ‬يضعوا‭ ‬يحد‭ ‬لهذه‭ ‬الدوامة،‭ ‬ودخلوا‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التكامل‭ ‬الإقليمي”‭.‬

‭ ‬وتابع‭: ‬“ولقد‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بطريقة‭ ‬تدريجية‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬إلى‭ ‬27‭ ‬دولة‭ ‬الآن،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬قابل‭ ‬للزيادة‭ ‬خصوصًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بلدان‭ ‬البلقان،‭ ‬ونحن‭ ‬نقول‭ ‬بأن‭ ‬منطقتنا‭ ‬لها‭ ‬كل‭ ‬المعطيات‭ ‬والعناصر‭ ‬الكفيلة‭ ‬بالتسريع‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬التكامل‭ ‬بها،‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬وقاعدة‭ ‬جديدة‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬أولاً‭ ‬من‭ ‬خصوصياتنا‭ ‬نحن،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يملي‭ ‬علينا‭ ‬أحد‭ ‬ماذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفعل،‭ ‬ولأنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬ناجحًا‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬نابعًا‭ ‬من‭ ‬قناعاتنا‭ ‬وأصولنا‭ ‬وحقائقنا‭ ‬وواقعنا”‭.‬

‭ ‬وأكمل‭ ‬“نهتم‭ ‬وفقًا‭ ‬لذلك،‭ ‬أن‭ ‬نسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التجربة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نستأنس‭ ‬بها،‭ ‬وأن‭ ‬نستفيد‭ ‬من‭ ‬نجاحاتها،‭ ‬ونتفادى‭ ‬إخفاقاتها،‭ ‬ونحن‭ ‬نعول‭ ‬على‭ ‬البلدان‭ ‬العربية،‭ ‬مثقفيها‭ ‬وسياسيها‭ ‬وخبرائها،‭ ‬أن‭ ‬يفكروا‭ ‬جديًّا‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬التكامل‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬منطقتنا،‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مقبولاً‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬أكبر‭ ‬منطقة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تمزقًا‭ ‬وتشرذمًا”‭.‬

‭ ‬وعن‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬أوطان‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬الإقليمي،‭ ‬قال‭ ‬فريجي‭ ‬“العزيمة‭ ‬السياسية‭ ‬للشروع‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬هذا‭ ‬الصرح،‭ ‬هذا‭ ‬الفضاء‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬مقومات‭ ‬عديدة،‭ ‬لتساعد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬البناء،‭ ‬فتجارتنا‭ ‬البينية‭ -‬مثالاً‭- ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬إلا‭ ‬نسبة‭ ‬ضئيلة‭ ‬من‭ ‬تجاراتنا‭ ‬على‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬الأطراف‭ ‬الأخرى”‭.‬

‭ ‬ويزيد‭ ‬“لم‭ ‬نبن‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الكافية‭ ‬للتقريب‭ ‬بين‭ ‬البلدان،‭ ‬والتسهيل‭ ‬في‭ ‬التنقل‭ ‬السريع‭ ‬للبضاعة‭ ‬والأشخاص‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الفضاء‭ ‬العريض،‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬إلى‭ ‬الخليج‭ ‬وأبعد‭ ‬من‭ ‬ذلك”‭.‬

‭  ‬وعن‭ ‬الرؤى‭ ‬حول‭ ‬أداء‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬منها،‭ ‬علق‭ ‬بالقول‭ ‬“نعتبر‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يحكم،‭ ‬لم‭ ‬نحقق‭ ‬التكامل‭ ‬الإقليمي‭ ‬الذي‭ ‬تطمح‭ ‬إليه‭ ‬الشعوب‭ ‬والأجيال،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬قوانين‭ ‬ولوائح‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬مليئة‭ ‬بهذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬وهذه‭ ‬المشاريع،‭ ‬لكن‭ ‬العزيمة‭ ‬السياسية‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬نحتاج‭ ‬إليه،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القيادات‭ ‬والأجيال‭ ‬الصاعدة‭ ‬والثقافات‭ ‬والكفاءات‭ ‬والخبرات‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم”‭.‬

‭ ‬وأردف‭: ‬“يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬القناعة‭ ‬الكاملة‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬مناص‭ ‬من‭ ‬التكامل‭ ‬الإقليمي‭ ‬العربي،‭ ‬إذ‭ ‬ما‭ ‬أردنا‭ ‬فعلاً‭ ‬أن‭ ‬نتجاوز‭ ‬التشرذم‭ ‬والخلافات‭ ‬والنزاعات،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقبل‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬منطقتنا‭ ‬مسرح‭ ‬لأبشع‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬العالم”‭.‬