أعمال المعرض كأنها تحكي قصة في الفضاء المفتوح

“بيت البنك”.. قيم فنية عالمية

| أسامة الماجد

يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬معرض”‭ ‬بيت‭ ‬البنك”‭ ‬الذي‭ ‬أقامته‭ ‬الفنانة‭ ‬لبنى‭ ‬الأمين‭ ‬وشارك‭ ‬به‭ ‬25‭ ‬فنانا،‭ ‬أحدث‭ ‬انقلابا‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬التشكيل‭ ‬مع‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬قيم‭ ‬فنية‭ ‬عالمية‭ ‬ومضمون‭ ‬إنساني‭ ‬عام،‭ ‬عبر‭ ‬الدلالة‭ ‬الرمزية‭ ‬للخامات‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬هموم‭ ‬الإنسان‭ ‬المعاصر‭ ‬ورغبته‭ ‬واغترابه‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الأخرى‭. ‬

كل‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬عرضت‭ ‬تبدو‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنها‭ ‬تحكي‭ ‬قصة،‭ ‬فكل‭ ‬عمل‭ ‬يقود‭ ‬بالضرورة‭ ‬إلى‭ ‬الآخر،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬أحيانا‭ ‬متتابعات‭ ‬أو‭ ‬متتاليات‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الفكرة،‭ ‬والتوازن‭ ‬المحقق‭ ‬بين‭ ‬كافة‭ ‬الأعمال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬رائع،‭ ‬وتنوع‭ ‬الحركات‭ ‬والأشكال‭ ‬يجعل‭ ‬المتلقي‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬الكتل‭ ‬لها‭ ‬طابع‭ ‬هندسي‭ ‬مشخص‭ ‬ستتحرك‭ ‬من‭ ‬مكانها‭ ‬وتنطلق،‭ ‬بل‭ ‬وتتكلم،‭ ‬وان‭ ‬كل‭ ‬زاوية‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬القطع‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬احتواها‭ ‬المعرض‭ ‬تعطي‭ ‬العين‭ ‬شكلا‭ ‬جديدا،‭ ‬جميلا‭ ‬ومعبرا‭.‬

وبعض‭ ‬الأعمال‭ ‬لونها‭ ‬هادئ،‭ ‬رصين،‭ ‬والفراغات‭ ‬واعية،‭ ‬وتعد‭ ‬الفراغات‭ ‬المحيطة‭ ‬بالعمل‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الجوانب‭ ‬عاملا‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬العمل‭ ‬وتفهمه‭.‬

إنها‭ ‬مرتبطة‭ ‬به‭ ‬ارتباطا‭ ‬مباشرا‭. ‬وبقوة‭ ‬خيال‭ ‬بعض‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬وجدوا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق،‭ ‬وإلى‭ ‬المكان‭ ‬المفتوح،‭ ‬وإلى‭ ‬حديقة؛‭ ‬كي‭ ‬تتنفس‭ ‬وتعيش‭ ‬وتقع‭ ‬أنظار‭ ‬الجمهور‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬فنية‭ ‬جميلة‭ ‬وقيمة،‭ ‬فتخلق‭ ‬بذلك‭ ‬الذوق‭ ‬الفني‭ ‬والتربية‭ ‬الجمالية‭.‬

والأعمال‭ ‬ذات‭ ‬الأحجام‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬المعرض،‭ ‬اقرب‭ ‬إلى‭ ‬التجريدية‭ ‬الهندسية‭ ‬لكنها‭ ‬واعية،‭ ‬فقد‭ ‬عبر‭ ‬الفنان‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬“خاصة‭ ‬النخلة”‭ ‬عن‭ ‬شيء‭ ‬غير‭ ‬محسوس،‭ ‬عن‭ ‬عالم‭ ‬غير‭ ‬مرئي‭.‬

‎والفنانون‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬لبنى‭ ‬الأمين،‭ ‬هم‭: ‬أصغر‭ ‬إسماعيل،‭ ‬نبيلة‭ ‬الخير،‭ ‬وهاب‭ ‬تقي،‭ ‬فائقة‭ ‬الحسن،‭ ‬نادر‭ ‬العباسي،‭ ‬جعفر‭ ‬العريبي،‭ ‬زهير‭ ‬السعيد،‭ ‬علي‭ ‬حسين‭ ‬ميرزا،‭ ‬أحمد‭ ‬أمام،‭ ‬حازم‭ ‬طه،‭ ‬عباس‭ ‬يوسف،‭ ‬فيصل‭ ‬سمرة،‭ ‬محسن‭ ‬غريب،‭ ‬محسن‭ ‬المبارك،‭ ‬جيهان‭ ‬صالح،‭ ‬عادل‭ ‬العباسي،‭ ‬مريم‭ ‬النعيمي،‭ ‬على‭ ‬فلا‭ ‬مرزي،‭ ‬على‭ ‬أوغلو،‭ ‬وفاء‭ ‬الغتم،‭ ‬أسماء‭ ‬مراد،‭ ‬حنان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬محمد‭ ‬المبارك،‭ ‬نور‭ ‬الصيرفي،‭ ‬محمد‭ ‬البوعينين‭ ‬ومتابعة‭ ‬إنتاج‭ ‬موسى‭ ‬الحايكي‭.‬

ومشروع‭ ‬“بيت‭ ‬البنك”‭ ‬يستمر‭ ‬لغاية‭ ‬‮١٤‬‭ ‬مارس‭ ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬لبنى‭ ‬الأمين‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬“نزل‭ ‬88”‭ ‬العام‭ ‬2013،‭ ‬ومشروع‭ ‬“العمارة‭ ‬1466”‭ ‬العام‭ ‬2014،‭ ‬ثم‭ ‬مشروع‭ ‬“‭ ‬البيت”‭ ‬العام‭ ‬2018

وكانت‭ ‬محاور‭ ‬الورشة‭ ‬والمعرض‭ ‬تعنى‭ ‬بتأثير‭ ‬البنك‭ ‬على‭ ‬مجتمعنا‭ ‬ومساهمته‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الوعي،‭ ‬هل‭ ‬تغيرت‭ ‬أشكال‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية؟‭ ‬وما‭ ‬البديل‭ ‬لفكرة‭ ‬البنك‭ ‬في‭ ‬المستقبل؟‭ ‬وهل‭ ‬المقتنيات‭ ‬الفكرية‭ ‬والإنسانية‭ ‬اقل‭ ‬أهمية‭ ‬من‭ ‬المقتنيات‭ ‬المادية؟