على المجتمع والآباء الثقة في قدرات الأطفال

كانو الثقافي يناقش “الواقع والتنمية المستدامة للأشخاص ذوي الإعاقة”

ضمن‭ ‬التجارب‭ ‬الأولية‭ ‬لاستخدامات‭ ‬المبنى‭ ‬الجديد‭ ‬نظم‭ ‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الموافق‭ ‬18‭ ‬فبراير‭ ‬محاضرة‭ ‬بعنوان‭ ‬“الواقع‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬“‭ ‬لعبير‭ ‬الجودر،‭ ‬وأدار‭ ‬الحوار‭ ‬سلمان‭ ‬الحوطي‭.‬

وقد‭ ‬استهلت‭ ‬الجودر‭ ‬المحاضرة‭ ‬بحديثها‭ ‬عن‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬دفعتها‭ ‬لدخول‭ ‬مجال‭ ‬التربية‭ ‬الخاصة‭ ‬وتعليم‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة؛‭ ‬كونها‭ ‬أما‭ ‬لإحدى‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬ثم‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬أهم‭ ‬المحاور‭ ‬الرئيسة‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬مناقشتها‭ ‬في‭ ‬الأمسية‭ ‬وأولها‭ ‬محور‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬ويليه‭ ‬محور‭ ‬مساندة‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رعايته‭ ‬وتربيته‭ ‬وتعليمه،‭ ‬محور‭ ‬المدارس‭ ‬والمعاهد‭ ‬الخاصة‭ ‬المعنية‭ ‬بتعليم‭ ‬وتأهيل‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬محور‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية‭ ‬والمستشفيات‭ ‬ودورها،‭ ‬محور‭ ‬الجامعات‭ ‬والكليات‭ ‬والمعاهد،‭ ‬وآخرها‭ ‬محور‭ ‬واقع‭ ‬ومستقبل‭ ‬الأشخاص‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭.‬

وفي‭ ‬بداية‭ ‬حديثها،‭ ‬شددت‭ ‬الجودر‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬إيمان‭ ‬الفرد‭ ‬بالقضاء‭ ‬والقدر‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬إنجاب‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬فالوالدين‭ ‬يجدر‭ ‬بهم‭ ‬الافتخار‭ ‬بكونهم‭ ‬يمتلكون‭ ‬ميزة‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬فهذه‭ ‬هبة‭ ‬وعطاء‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬يكون‭ ‬فيه‭ ‬الخير‭ ‬الكثير‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬المؤمنة،‭ ‬إعاقة‭ ‬ليست‭ ‬نهاية‭ ‬للحياة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬بداية‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬والقدرات‭. ‬وعرفت‭ ‬الجودر‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بعملية‭ ‬تطوير‭ ‬المدن‭ ‬والأرض‭ ‬والمجتمعات‭ ‬والأعمال‭ ‬التجارية‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬تلبي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الحاضرة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بقدرة‭ ‬الاجيال‭ ‬القادمة‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجاتها‭. ‬

وأضافت‭ ‬الجودر‭ ‬بأن‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬مساندة‭ ‬الأسرة‭ ‬التي‭ ‬وهبها‭ ‬الله‭ ‬طفل‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬ويبدأ‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مساندة‭ ‬الطبيب‭ ‬الناقل‭ ‬للخبر‭ ‬عند‭ ‬ولادة‭ ‬الطفل،‭ ‬يتبعها‭ ‬دور‭ ‬الوالدين‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬الصحة‭ ‬الجسدية‭ ‬للطفل‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامته؛‭ ‬لتقليل‭ ‬أثر‭ ‬الإعاقة‭ ‬ترافقها‭ ‬العناية‭ ‬بالصحة‭ ‬النفسية‭ ‬للطفل‭ ‬ووالديه،‭ ‬فالطبيب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يزرع‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الوالدين‭ ‬وعدم‭ ‬دفع‭ ‬الأسرة‭ ‬لدخول‭ ‬حيز‭ ‬الإحباط‭ ‬واليأس‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬العناية‭ ‬بالطفل،‭ ‬ويبدأ‭ ‬دور‭ ‬الوالدين‭ ‬بالتثقف‭ ‬وإحاطة‭ ‬الطفل‭ ‬بالحب‭ ‬والأمان‭ ‬والتقبل‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الطفل‭ ‬معاملة‭ ‬سوية‭ ‬كالأطفال‭ ‬الطبيعيين،‭ ‬فيميل‭ ‬الطفل‭ ‬ذو‭ ‬الإعاقة‭ ‬إلى‭ ‬تقليد‭ ‬المحيطين‭ ‬به،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬وضحتها‭ ‬الجودر‭ ‬في‭ ‬حديثها‭ ‬حاجة‭ ‬المربي‭ ‬إلى‭ ‬الصبر‭ ‬وطولة‭ ‬البال‭ ‬لملاحظة‭ ‬قدرات‭ ‬الطفل‭ ‬ذي‭ ‬الإعاقة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬قدراته‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬معها‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬حديثها‭ ‬وضحت‭ ‬الجودر‭ ‬المقاييس‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬وضعها‭ ‬لأختيار‭ ‬معلمين‭ ‬صعوبات‭ ‬التعلم‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬المعايير‭ ‬وضع‭ ‬اختبار‭ ‬أنماط‭ ‬الشخصية‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬فخلق‭ ‬العلاقة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الطفل‭ ‬والمعلم‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأمور‭ ‬للتعليم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬