البحرين تلبّي رغبة شعبها في التعامل الحقوقي وليس رغبة الخارج

الزياني: جلالة الملك أظهر شجاعة فريدة من نوعها في قبول نتائج لجنة تقصي الحقائق

| المنامة - وزارة الخارجية

أكد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الزياني،‭ ‬حرص‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬جهودها‭ ‬لتحقيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنجزات‭ ‬والمبادرات‭ ‬الرائدة‭ ‬لحماية‭ ‬وتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬من‭ ‬الشراكة‭ ‬الفعالة‭ ‬بين‭ ‬مؤسساتها‭ ‬الحكومية‭ ‬الرسمية‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وبالتعاون‭ ‬البناء‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمفوضية‭ ‬السامية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬الشفافية‭ ‬والانفتاح‭ ‬والموضوعية‭.‬

‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬“مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬المسائل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬واطمئنان،‭ ‬وإن‭ ‬كافة‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السبيل‭ ‬هي‭ ‬إجراءات‭ ‬صحيحة‭ ‬ومتطورة‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬القوانين‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية،‭ ‬وتلبي‭ ‬رغبة‭ ‬شعب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وليس‭ ‬رغبة‭ ‬جهات‭ ‬أو‭ ‬هيئات‭ ‬خارجية،‭  ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬أتم‭ ‬الاستعداد‭ ‬للاستماع‭ ‬وتبني‭ ‬أية‭ ‬أفكار‭ ‬بناءة‭ ‬أو‭ ‬مشورة‭ ‬ناصحة‭ ‬أو‭ ‬رؤى‭ ‬إيجابية‭ ‬تثري‭ ‬جهودنا‭ ‬ومساعينا‭ ‬الخيرة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬وتشريع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يعود‭ ‬بالخير‭ ‬والمنفعة‭ ‬على‭ ‬شعب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أولاً‭ ‬وأخيرًا”‭.‬

‭ ‬جاء‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬امس‭ ‬أمام‭ ‬المؤتمر‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬لمجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬أعماله‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬جنيف،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬مساعد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬عبدالله‭ ‬الدوسري،‭ ‬والمندوب‭ ‬الدائم‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدى‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬يوسف‭ ‬بوجيري،‭ ‬والوفد‭ ‬المرافق‭ ‬للوزير‭.‬

‭ ‬وأعرب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬عن‭ ‬فخره‭ ‬بأن‭ ‬تتواكب‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬لعضوية‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬مع‭ ‬الزخم‭ ‬المستمر‭ ‬لإنجازات‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬حيث‭ ‬ترتكز‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬دستورية‭ ‬وتشريعية‭ ‬تعكس‭ ‬احترام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والتزاماتها‭ ‬الدولية‭ ‬بحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتتجسّد‭ ‬في‭ ‬مبادرات‭ ‬وسياسات‭ ‬تترجم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬الرؤية‭ ‬الشاملة‭ ‬لاحترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬السياسية‭ ‬والمدنية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والرفاه‭ ‬والتنمية‭ ‬للجميع،‭ ‬والتي‭ ‬أكد‭ ‬عليها‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إقراره‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2001م‭.‬

‭ ‬وعبّر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬عن‭ ‬اعتزاز‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بمواقفها‭ ‬وسياساتها‭ ‬الثابتة‭ ‬الملتزمة‭ ‬بمبادئ‭ ‬وأهداف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والتي‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬المبادرات‭ ‬الحضارية‭ ‬الرائدة‭ ‬التي‭ ‬تبناها‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬مشيرًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬إلى‭ ‬المبادرة‭ ‬الشجاعة‭ ‬التي‭ ‬تبناها‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2011م،‭ ‬عندما‭ ‬كلف‭ ‬لجنة‭ ‬قانونية‭ ‬دولية‭ ‬لتقصي‭ ‬الحقائق‭ ‬بشأن‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬ترأسها‭ ‬شخصية‭ ‬قانونية‭ ‬مرموقة‭ ‬دوليًّا‭ ‬هو‭ ‬محمود‭ ‬شريف‭ ‬بسيوني،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬وضمت‭ ‬في‭ ‬عضويتها‭ ‬قانونيين‭ ‬دوليين‭ ‬بارزين‭ ‬مشهود‭ ‬لهم‭ ‬بالنزاهة‭ ‬والاحترافية‭.‬

‭ ‬وقال‭ ‬الزياني‭ ‬إنه‭ ‬تأكيدًا‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬مبادئ‭ ‬الشفافية‭ ‬والعدالة‭ ‬فقد‭ ‬منح‭ ‬اللجنة،‭ ‬بأمر‭ ‬ملكي،‭ ‬حق‭ ‬الوصول‭ ‬الكامل‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬والمسؤولين‭ ‬والملفات،‭ ‬ومقابلة‭ ‬من‭ ‬تراه‭ ‬حسب‭ ‬مقتضيات‭ ‬إجراءاتها‭ ‬القانونية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جلالته‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬بذلك،‭ ‬فقد‭ ‬حضر‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،،‭ ‬الجلسة‭ ‬المخصصة‭ ‬لإعلان‭ ‬تقرير‭ ‬اللجنة‭ ‬البحرينية‭ ‬المستقلة‭ ‬لتقصي‭ ‬الحقائق،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بما‭ ‬سيتضمنه‭ ‬التقرير‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬وتوصيات‭.‬

وأضاف‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬قدمت‭ ‬تقريرها‭ ‬وتوصياتها‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬رسمي‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬600‭ ‬شخصية‭ ‬محلية‭ ‬وإقليمية‭ ‬ودولية،‭ ‬وبحضور‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العالمية،‭ ‬منوّهًا‭ ‬بأن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬أعلن‭ ‬دون‭ ‬تردد‭ ‬وبكل‭ ‬ثقة‭ ‬قبول‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كافة‭ ‬توصيات‭ ‬اللجنة،‭ ‬وأصدر‭ ‬أوامره‭ ‬السامية‭ ‬بتنفيذها‭.‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الشجاعة‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬وسابقة‭ ‬دولية‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية،‭ ‬وهي‭ ‬دليل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬إيمان‭ ‬جلالته‭ ‬المطلق‭ ‬بحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ورغبته‭ ‬الصادقة‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬دعائم‭ ‬دولة‭ ‬العدالة‭ ‬والقانون‭ ‬وتعزيز‭ ‬أسس‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والسلم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬مشدّدًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬أنجزته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬جاء‭ ‬متطابقًا‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬سيركوزا‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬مبادئ‭ ‬عالمية‭ ‬حسب‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬المعتمدة‭.‬

وأكد‭ ‬الزياني‭ ‬حرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬توجيه‭ ‬الأجهزة‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتكثيف‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مؤسسات‭ ‬فاعلة‭ ‬وناشطة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وهي‭ ‬عرضة‭ ‬للمساءلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ممثلي‭ ‬الشعب،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الترخيص‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬رعاية‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬إصدار‭ ‬إعلان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتعزيز‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬بمختلف‭ ‬انتماءاتها‭ ‬الدينية‭ ‬والعرقية‭ ‬والثقافية،‭ ‬وإنشاء‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي،‭ ‬والذي‭ ‬يبرز‭ ‬منظومة‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬الجامعة‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭ ‬والثقافات،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬إقرار‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬إقراره‭ ‬وتطبيقه‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل،‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬منسجمًا‭ ‬مع‭ ‬السياسات‭ ‬الجنائية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حماية‭ ‬وتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وآلية‭ ‬حقيقية‭ ‬لإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الفرد‭ ‬وانخراطه‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬الطبيعية‭ ‬ومحيطه‭ ‬الاجتماعي‭.‬