لم يستبعد أية عمليات استحواذ مصرفي

مراد يجيب عن السؤال: لماذا لا يندمج “البحرين والكويت” مع “الوطني”؟

تدخل‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬انهيار‭ ‬“البحرين‭ ‬والكويت”‭ ‬بالثمانينات‭ ‬ ”سوق‭ ‬المناخ”‭ ‬و‭ ‬”غزو‭ ‬الكويت”‭ ‬شكلا‭ ‬ضربتين‭ ‬للبنك مراد‭: ‬يصعب‭ ‬عليّ‭ ‬شخصيا‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬موظفين أكثر‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬ونحو‭ ‬15‭ ‬مؤسسة‭ ‬تابعوا‭ ‬الندوة الشهادة‭ ‬الجامعية‭ ‬شرط‭ ‬للترقية‭ ‬إلى‭ ‬المنصب‭ ‬التنفيذي‭ ‬بالبنك “بابكو”‭ ‬ابتعثته‭ ‬لدراسة‭ ‬المحاسبة‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬1966 مسيرة‭ ‬مهنية‭ ‬حافلة‭ ‬بالعطاء‭ ‬والتضحية‭ ‬ناهزت‭ ‬الـ‭ ‬48‭ ‬عامًا تسنّى‭ ‬له‭ ‬التدرب‭ ‬على‭ ‬القطع‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬بيروت بدأ‭ ‬العمل‭ ‬المصرفي‭ ‬بالالتحاق‭ ‬بـ‭ ‬“سيتي‭ ‬بنك”‭ ‬البحرين‭ ‬1972‭ ‬ مراد‭ ‬وجد‭  ‬75‭ % ‬من‭ ‬الحسابات‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬“غير‭ ‬منتظمة” وديعة‭ ‬حكومية‭ ‬بقيمة‭ ‬80‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬1987‭ -  ‬1992‭ ‬ البحرينيون‭ ‬هم‭ ‬عماد‭ ‬انطلاق‭ ‬البنك‭ ‬وتحقيقه‭ ‬للنمو‭ ‬منذ‭ ‬الثمانينات

 

‭ ‬ألمح‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت،‭ ‬مراد‭ ‬علي‭ ‬مراد،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬منفتح‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬استحواذ‭ ‬مصرفية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬تجاه‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ليكون‭ ‬ذراعه‭ ‬في‭ ‬الصيرفة‭ ‬الإسلامية‭.‬

‭ ‬وكان‭ ‬مراد‭ ‬يتحدّث‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬ندوة‭ ‬استضافتها‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للتدريب‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬ضمن‭ ‬برنامجها‭ ‬الذي‭ ‬يسط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مسيرة‭ ‬القيادات‭ ‬بالمملكة،‭ ‬إذ‭ ‬استعرض‭ ‬فيه‭ ‬مسيرة‭ ‬حياته‭ ‬المهنية‭ ‬التي‭ ‬ناهزت‭ ‬الـ‭ ‬48‭ ‬عامًا،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭ ‬قد‭ ‬تهيأ‭ ‬للمستقبل‭ ‬وأن‭ ‬ملاءته‭ ‬المالية‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬تحديات‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬التطورات‭ ‬التقنية‭ ‬المتلاحقة‭.‬

وأشار‭ ‬مراد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يسأل‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يندمج‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭ ‬وبنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬وهما‭ ‬البنكان‭ ‬الوطنان‭ ‬العملاقان‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬لتكوين‭ ‬بنك‭ ‬كبير،‭ ‬إذ‭ ‬رد‭ ‬بالقول‭ ‬أن‭ ‬المنافسة‭ ‬لطالما‭ ‬كانت‭ ‬عاملاً‭ ‬لتطوير‭ ‬القطاع‭ ‬منذ‭ ‬سبعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وأن‭ ‬اندماج‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬البنكين‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم‭ ‬يعني‭ ‬توجيه‭ ‬ضربة‭ ‬للمنافسة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬والتوجه‭ ‬إلى‭ ‬الاحتكار‭.‬

‭ ‬ثم‭ ‬تطرّق‭ ‬مراد‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬الوظائف‭ ‬قائلاً‭: ‬إن‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬التفكير‭ ‬فيه‭ ‬عند‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬عملية‭ ‬اندماج‭ ‬بين‭ ‬كيانين‭ ‬هي‭ ‬مسألة‭ ‬الوظائف،‭ ‬معترفًا‭ ‬بأنه‭ ‬يصعب‭ ‬عليه‭ ‬شخصيًّا‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬موظفين،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬البحرينيين‭ ‬كانوا‭ ‬هم‭ ‬عمادًا‭ ‬لانطلاق‭ ‬البنك‭ ‬وتحقيقه‭ ‬للنمو‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬شارف‭ ‬على‭ ‬الانهيار‭ ‬في‭ ‬الثمانينات‭.‬

‭ ‬البداية‭ ‬من‭ ‬بابكو

‭ ‬وتطرّق‭ ‬مراد،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق،‭ ‬خلال‭ ‬الأمسية‭ ‬التي‭ ‬حضرها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬250‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬مؤسسة‭ ‬ومن‭ ‬المهتمين‭ ‬والمتابعين،‭ ‬إلى‭ ‬مسيرته‭ ‬المهنية‭ ‬التي‭ ‬بدأها‭ ‬متدربًا‭ ‬في‭ ‬أكاديمية‭ ‬بابكو،‭ ‬بعد‭ ‬إنهائه‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬حيث‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أقسام‭ ‬الشركة،‭ ‬معتبرًا‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬برامج‭ ‬التدريب‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ترسله‭ ‬الشركة‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬المحاسبة‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ (‬1966‭). ‬ويستذكر‭ ‬مراد‭ ‬زملاء‭ ‬الدراسة‭ ‬الذين‭ ‬رافقوه‭ ‬مسمّيًا‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحظر‭: ‬عبدالله‭ ‬سيف،‭ ‬جواد‭ ‬حبيب،‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬عبدالله،‭ ‬والذين‭ ‬تركوا‭ ‬“بابكو”‭ ‬وانضموا‭ ‬إلى‭ ‬جهات‭ ‬مختلفة‭.‬

الالتحاق‭ ‬بالبنوك

‭ ‬وعلى‭ ‬خطى‭ ‬أصدقائه،‭ ‬ترك‭ ‬مراد‭ ‬“بابكو”‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬فيها‭ ‬لبعض‭ ‬الوقت،‭ ‬ليقرّر‭ ‬الالتحاق‭ ‬بـ‭ ‬“سيتي‭ ‬بنك”‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ (‬1972‭)‬،‭ ‬لتكون‭ ‬بدايته‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬المصرفي،‭ ‬إذ‭ ‬تسنّى‭ ‬له‭ ‬التدرب‭ ‬على‭ ‬القطع‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬ليعود‭ ‬مسلّحًا‭ ‬بالخبرة‭ ‬الكافية‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬بوابته‭ ‬للتوغل‭ ‬في‭ ‬البنوك،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تولي‭ ‬منصب‭ ‬رفيع‭ ‬في‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬حينها،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬موعودًا‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬نائب‭ ‬للرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬البنك‭ ‬يمر‭ ‬بحركة‭ ‬تصحيح‭ ‬لأوضاعه‭ ‬آنذاك‭.‬

قيادة‭ ‬دفة‭ ‬البنك‭ ‬الأهلي‭ ‬السعودي

‭ ‬لكن‭ ‬مراد‭ ‬فضل‭ ‬تسلق‭ ‬سلم‭ ‬النجاح‭ ‬بأسرع‭ ‬وتيرة،‭ ‬ليترك‭ ‬منصبة‭ ‬في‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬ويقتنص‭ ‬الفرصة‭ ‬للانضمام‭ ‬للبنك‭ ‬الأهلي‭ ‬التجاري‭ ‬السعودي،‭ ‬الذي‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬مكتبه‭ ‬بالبحرين‭ ‬ليكون‭ ‬بنك‭ ‬“أوفشور”،‭ ‬ليتمكن‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬سدة‭ ‬البنك‭ ‬السعودي‭ ‬كأول‭ ‬رئيس‭ ‬تنفيذي‭ ‬بحريني‭ ‬للبنك‭ (‬1981‭)‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لبنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬عبدالله‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭. ‬

‭ ‬واستمر‭ ‬مراد‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬دفة‭ ‬البنك‭ ‬الأهلي‭ ‬التجاري‭ ‬السعودي‭ ‬والذي‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬جعله‭ ‬أحد‭ ‬أفضل‭ ‬البنوك‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وذلك‭ ‬لمدة‭ ‬تقارب‭ ‬الثمان‭ ‬سنوات‭ ‬بنسبة‭ ‬بحرنة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬95‭ %‬،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬فصل‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬المصرفية‭ ‬وربما‭ ‬يمثل‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬الأطول‭ ‬مع‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭.‬

‭ ‬قصة‭ ‬إنقاذ‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت

‭ ‬يحكي‭ ‬مراد‭ ‬قصة‭ ‬دخوله‭ ‬إلى‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت،‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬كمنقذ‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬إنقاذ‭ ‬تبناها‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬والمساهمين،‭ ‬وشهدت‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬والإدارة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬مراد‭ ‬لتولي‭ ‬عملية‭ ‬الإنقاذ‭ ‬وقيادة‭ ‬البنك‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتولاه‭ ‬قبله‭ ‬مدير‭ ‬أميركي،‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭.‬

يقول‭ ‬مراد‭ ‬إن‭ ‬المدقق‭ ‬الخارجي‭ ‬رفض‭ ‬التصديق‭ ‬على‭ ‬بيانات‭ ‬البنك‭ ‬في‭ ‬1986،‭ ‬وكان‭ ‬“البحرين‭ ‬والكويت”‭ ‬يعيش‭ ‬معضلة،‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬تدخل‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ووزارة‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب،‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬يوظف‭ ‬نحو‭ ‬400‭ ‬موظف،‭ ‬ليقرّر‭ ‬المساهمين‭ ‬ضخ‭ ‬رأس‭ ‬مال‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬وذلك‭ ‬بمقدار‭ ‬نحو‭ ‬54‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬التأمينات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بأن‭ ‬تدخل‭ ‬كمساهم‭ ‬في‭ ‬البنك‭.‬

‭ ‬وبعد‭ ‬اجتماع‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬إبراهيم‭ ‬الحمر‭ ‬وحسن‭ ‬الجلاهمة‭ ‬تم‭ ‬الطلب‭ ‬من‭ ‬مراد‭ ‬تولي‭ ‬منصب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لبنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭ ‬ليستلم‭ ‬المنصب‭ ‬في‭ ‬1987‭. ‬كانت‭ ‬بداية‭ ‬مراد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬صعبه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الحساسة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬البنك،‭ ‬فأخذ‭ ‬يعمل‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬السابعة‭ ‬صباحًا‭ ‬حتى‭ ‬التاسعة‭ ‬ليلاً‭ ‬لفك‭ ‬خيوط‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬وقع‭ ‬فيها‭ ‬البنك‭ ‬حينها،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬كلف‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬الأميركي‭ ‬السابق‭ ‬للبنك‭ ‬بعمل‭ ‬دراسة‭ ‬عن‭ ‬الحسابات،‭ ‬وجد‭ ‬مراد‭ ‬أن‭ ‬75‭ % ‬من‭ ‬الحسابات‭ ‬في‭ ‬البنك‭ ‬“غير‭ ‬منتظمة”‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬الاستمرار‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬رأس‭ ‬مال‭ ‬إضافي‭.‬

‭ ‬لذلك،‭ ‬طلب‭ ‬مراد‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬ضرورة‭ ‬مساعدته‭ ‬في‭ ‬عودة‭ ‬البنك‭ ‬إلى‭ ‬المسار‭ ‬الصحيح،‭ ‬وطلب‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬وديعة‭ ‬حكومية‭ ‬ثابتة‭ ‬في‭ ‬البنك،‭ ‬وهنا‭ ‬يتذكر‭ ‬مراد‭ ‬تمامًا‭ ‬موقف‭ ‬الحكومة‭ ‬بقيادة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬الذي‭ ‬أخذ‭ ‬قرارًا‭ ‬حازمًا‭ ‬بوضع‭ ‬وديعة‭ ‬حكومية‭ ‬لدى‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭ ‬بقيمة‭ ‬80‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬وذلك‭ ‬للفترة‭ ‬من‭ ‬1987‭ ‬وحتى‭ ‬العام‭ ‬1992‭ ‬كما‭ ‬جاءت‭ ‬بعدها‭ ‬رسالة‭ ‬الأمير‭ ‬الراحل‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭) ‬إلى‭ ‬الشيخ‭ ‬جابر‭ ‬الأحمد‭ ‬الجابر‭ ‬الصباح‭ ‬لتضح‭ ‬الكويت‭ ‬كذلك‭ ‬وديعة‭ ‬بنحو‭ ‬60‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬كويتي‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تعادل‭ ‬نحو‭ ‬80‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭.‬

‭ ‬وكانت‭ ‬الكويت‭ ‬حينها‭ ‬تقدم‭ ‬المساعدة‭ ‬للبنوك‭ ‬الكويتية‭ ‬لاستيعاب‭ ‬أزمة‭ ‬“المناخ”‭. ‬وكان‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭ ‬يمنى‭ ‬بخسائر‭ ‬في‭ ‬1987‭ ‬ولكن‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬نقطة‭ ‬الموازنة‭ ‬في‭ ‬1988‭ ‬وتحقيق‭ ‬الربحية‭ ‬في‭ ‬1989‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬بمرحلة‭ ‬مفصلية‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬أزمة‭ ‬“المناخ”‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬غزو‭ ‬الكويت‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬فرع‭ ‬البنك‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬نشط‭ ‬ولديه‭ ‬زبائن‭ ‬واستثمارات‭ ‬كبيرة،‭ ‬ما‭ ‬شكل‭ ‬تحدّيًا‭ ‬للبنك‭.‬

ولكن‭ ‬بفضل‭ ‬جهود‭ ‬الموظفين‭ ‬والإدارة‭ ‬والعمل‭ ‬الشاق،‭ ‬وبعد‭ ‬تحرير‭ ‬الكويت،‭ ‬استطاع‭ ‬البنك‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1992‭ ‬العودة‭ ‬للربحية‭ ‬وتحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭.‬

‭ ‬ويستذكر‭ ‬مراد‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬عند‭ ‬توليه‭ ‬سدة‭ ‬قيادة‭ ‬البنك،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬السكرتيرات‭ ‬كن‭ ‬من‭ ‬الأجانب،‭ ‬وعند‭ ‬سؤاله‭ ‬عن‭ ‬السبب،‭ ‬قيل‭ ‬أن‭ ‬أجرهن‭ ‬أقل،‭ ‬فأجرى‭ ‬مراد‭ ‬التغيير‭ ‬وجعل‭ ‬الأجور‭ ‬متساوية‭ ‬بين‭ ‬العاملين،‭ ‬ليتم‭ ‬بعدها‭ ‬بأشهر‭ ‬بحرنة‭ ‬هذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬في‭ ‬البنك،‭ ‬كما‭ ‬لاحظ‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فروقات‭ ‬في‭ ‬التحصيل‭ ‬الأكاديمي‭ ‬بين‭ ‬الموظفين‭ ‬القدامى‭ ‬والجدد‭ ‬الذين‭ ‬يحلمون‭ ‬شهادات‭ ‬جامعية،‭ ‬فأصدر‭ ‬قرارًا‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬تتم‭ ‬الترقية‭ ‬إلى‭ ‬منصب‭ ‬تنفيذي‭ ‬حتى‭ ‬يحصل‭ ‬الموظف‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬جامعية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬جميع‭ ‬القياديين‭ ‬يحملون‭ ‬الشهادات‭ ‬الجامعية‭.‬

‭ ‬ثلاثة‭ ‬عوامل‭ ‬لنهضة‭ ‬البنوك

‭ ‬يقول‭ ‬مراد‭ ‬إنه‭ ‬لولا‭ ‬وجود‭ ‬قرار‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬السبعينات‭ ‬لتكون‭ ‬البحرين‭ ‬قبلة‭ ‬للبنوك‭ ‬التي‭ ‬أخلت‭ ‬لبنان‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬هناك،‭ ‬لما‭ ‬شهدت‭ ‬المملكة‭ ‬نهضة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬وتكون‭ ‬مركزًا‭ ‬ماليًّا‭ ‬يخدم‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬القرار‭ ‬السياسي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬وجود‭ ‬تنظيم‭ ‬محكم‭ ‬متمثل‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬نقد‭ ‬البحرين‭ ‬سابقًا‭ ‬ومصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬حاليًّا،‭ ‬وثالثًا‭: ‬الموظفون‭ ‬البحرينيون‭ ‬ذوو‭ ‬الكفاءة‭ ‬والقدرة‭ ‬مع‭ ‬تدريبهم‭ ‬ومنحهم‭ ‬الثقة‭ ‬والفرصة‭ ‬لتطوير‭ ‬القطاع‭.‬