غيَّرا وصف الشحنة لإكسسوارات شيش إلكترونية لتجنب الضريبة الانتقائية

5 سنوات لموظف وصاحب محل “Vape” احتالا على القانون

| محرر الشؤون المحلية

عاقبت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬موظف‭ ‬جمارك‭ ‬وصاحب‭ ‬محل‭ ‬لبيع‭ ‬الشيش‭ ‬الإلكترونية‭ ‬“Vape”‭ ‬بسجنهما‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬وبتغريم‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬مبلغ‭ ‬14250‭ ‬دينارا،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إلزامهما‭ ‬متضامنين‭ ‬برد‭ ‬ذات‭ ‬المبلغ‭ ‬قيمة‭ ‬ضرائب‭ ‬لصالح‭ ‬شؤون‭ ‬الجمارك؛‭ ‬وذلك‭ ‬بعدما‭ ‬غيرا‭ ‬وصف‭ ‬بضاعة‭ ‬نكهات‭ ‬شيش،‭ ‬المستوجب‭ ‬دفع‭ ‬ضريبة‭ ‬عليها‭ ‬بمقدار‭ ‬200‭ %‬،‭ ‬إلى‭ ‬إكسسوارات‭ ‬الشيش‭ ‬والتي‭ ‬تمر‭ ‬دون‭ ‬ضريبة‭ ‬انتقائية،‭ ‬مما‭ ‬فوت‭ ‬على‭ ‬جهة‭ ‬عمل‭ ‬الأول‭ ‬قيمة‭ ‬تلك‭ ‬الضرائب،‭ ‬بعدما‭ ‬أبلغ‭ ‬ضدهما‭ ‬مدير‭ ‬مبيعات‭ ‬بشركة‭ ‬منافسة‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬التفاصيل‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬وبصفته‭ ‬ضابط‭ ‬جمارك‭ ‬ومعهود‭ ‬إليه‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬شؤون‭ ‬جهة‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬تحصيل‭ ‬الضريبة‭ ‬المستحقة‭ ‬عن‭ ‬البضائع،‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬الإضرار‭ ‬عمدا‭ ‬بجهة‭ ‬عمله،‭ ‬بأن‭ ‬مرر‭ ‬شحنة‭ ‬بضاعة‭ ‬خاصة‭ ‬بشركة‭ ‬متخصصة‭ ‬ببيع‭ ‬الـ‭ ‬“Vape”‭ ‬والمملوكة‭ ‬للمتهم‭ ‬الثاني،‭ ‬الذي‭ ‬ساعده‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬أمده‭ ‬ببيانات‭ ‬الشحنة،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬نكهات‭ ‬شيش‭ ‬إلكترونية‭ ‬بالمخالفة‭ ‬للقواعد‭ ‬والإجراءات‭ ‬واجهة‭ ‬الاتباع‭ ‬دون‭ ‬سداد‭ ‬قيمة‭ ‬الضرائب‭ ‬والرسوم‭ ‬المستحقة‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬البضائع‭ ‬والبالغ‭ ‬مقدارها‭ ‬14250‭ ‬دينارا،‭ ‬مما‭ ‬أضاع‭ ‬على‭ ‬جهة‭ ‬عمله‭ ‬تحصيل‭ ‬ذلك‭ ‬المبلغ؛‭ ‬بغرض‭ ‬تظفير‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬بربح‭ ‬مادي‭ ‬مقداره‭ ‬قيمة‭ ‬الضرائب‭ ‬والرسوم‭ ‬المذكورة،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬إعفاؤه‭ ‬من‭ ‬سدادها‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭.‬

وبعد‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الجريمة‭ ‬استردت‭ ‬هيئة‭ ‬الجمارك‭ ‬تلك‭ ‬البضاعة‭ ‬من‭ ‬مخازن‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني،‭ ‬والذي‭ ‬سدد‭ ‬الضريبة‭ ‬لاحقا‭ ‬واستلمها‭ ‬قانونا‭.‬

وكان‭ ‬أبلغ‭ ‬عن‭ ‬الواقعة‭ ‬مدير‭ ‬مبيعات‭ ‬بشركة‭ ‬منافسة،‭ ‬والذي‭ ‬قرر‭ ‬لصديقه‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬الجمارك‭ ‬بأنه‭ ‬يعتقد‭ ‬بوجود‭ ‬موظف‭ ‬لديهم‭ ‬يمرر‭ ‬لصالح‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬دفع‭ ‬الضرائب،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬يبيع‭ ‬تلك‭ ‬النكهات‭ ‬بسعر‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬سعر‭ ‬السوق‭ ‬بفارق‭ ‬يصل‭ ‬لدينار‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬المنتج‭ ‬الواحد،‭ ‬وأنه‭ ‬بالفعل‭ ‬اشترى‭ ‬منه‭ ‬كمية‭ ‬نكهات‭ ‬وأعاد‭ ‬بيعها‭ ‬بشركته‭ ‬بالسعر‭ ‬السوقي،‭ ‬ولإثبات‭ ‬ذلك‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬وسيط‭ ‬وطلب‭ ‬شراء‭ ‬نكهات‭ ‬يعلم‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬إلا‭ ‬لدى‭ ‬متعهد‭ ‬محدد‭ ‬بدولة‭ ‬خليجية‭ ‬وتواصل‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬المتعهد،‭ ‬وحصل‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬رقم‭ ‬بوليصة‭ ‬شحن‭ ‬تلك‭ ‬البضاعة‭ ‬الخاص‭ ‬بشركة‭ ‬الشحن‭ ‬وزود‭ ‬الشاهد‭ ‬الثاني‭ - ‬ضابط‭ ‬الجمارك‭ - ‬بذلك‭ ‬الرقم‭ ‬الذي‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬خاص‭ ‬بالبضاعة‭ ‬محل‭ ‬الواقعة‭ ‬لمراقبتها‭ ‬والتحقق‭ ‬منها‭.‬

وبالفعل‭ ‬اكتشف‭ ‬الشاهد‭ ‬الثاني‭ ‬صحة‭ ‬أقوال‭ ‬الأول،‭ ‬إذ‭ ‬تأكد‭ ‬بأنها‭ ‬مسجلة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬إكسسوارات‭ ‬شيش‭ ‬إلكترونية‭ ‬غير‭ ‬خاضعة‭ ‬للضريبة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬صورة‭ ‬الأشعة‭ ‬تثبت‭ ‬أنها‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬نكهات‭ ‬وليس‭ ‬إكسسوارات،‭ ‬وأن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬أفسح‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الشحنة‭ ‬دون‭ ‬تفتيشها‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬يومين‭ ‬وردت‭ ‬بضاعة‭ ‬أخرى‭ ‬مكملة‭ ‬للأولى،‭ ‬وبرقم‭ ‬بوليصة‭ ‬الشحنة‭ ‬ذاتها‭ ‬وتحوي‭ ‬أيضا‭ ‬نكهات‭ ‬ومستنداتها‭ ‬مذكور‭ ‬بها‭ ‬أنها‭ ‬إكسسوارات‭ ‬شيش‭ ‬إلكترونية‭.‬

وثبت‭ ‬للمحكمة‭ ‬أن‭ ‬المستأنفين‭ ‬بتاريخ‭ ‬7‭ ‬ديسمبر‭ ‬2018،‭ ‬ارتكبا‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬المستأنف‭ ‬الأول‭: ‬حال‭ ‬كونه‭ ‬موظفا‭ ‬عاما‭ ‬ضابط‭ ‬جمارك‭ ‬“ومعهود‭ ‬إليه‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬لشؤون‭ ‬الجمارك‭ ‬في‭ ‬تحميل‭ ‬الضريبة‭ ‬المستحقة‭ ‬قبل‭ ‬الإفساح‭ ‬عن‭ ‬البضائع،‭ ‬أضر‭ ‬عمدا‭ ‬بهذه‭ ‬المصلحة‭ ‬ليحصل‭ ‬على‭ ‬ربح‭ ‬للغير‭ ‬بأن‭ ‬أفسح‭ ‬عن‭ ‬البضاعة‭ ‬المبينة‭ ‬وصفا‭ ‬بالأوراق‭ ‬نكهات‭ ‬شيش‭ ‬إلكترونية‭ ‬بالمخالفة‭ ‬للقواعد‭ ‬والإجراءات‭ ‬واجبة‭ ‬الاتباع‭ ‬دون‭ ‬سداد‭ ‬قيمة‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية‭ ‬المقدرة‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬البضائع‭ ‬والبالغ‭ ‬مقدارها‭ ‬14250‭ ‬دينارا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬أضاع‭ ‬على‭ ‬جهة‭ ‬صله‭ ‬تحصيل‭ ‬ذلك‭ ‬المبلغ؛‭ ‬بغرض‭ ‬تظفير‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬بربح‭ ‬مادي‭ ‬مقداره‭ ‬فيه‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إعطاؤه‭ ‬من‭ ‬سدادها‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭.‬

ثانيا‭: ‬المستأنف‭ ‬الثاني‭: ‬اشترك‭ ‬بطريقي‭ ‬الاتفاق‭ ‬والمساعدة‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬الإضرار‭ ‬العمدي‭ ‬بالمصالح‭ ‬لتربيح‭ ‬الغير‭ ‬محل‭ ‬البند‭ ‬أولا‭ ‬بأن‭ ‬تلاقت‭ ‬إرادته‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬الإفساح‭ ‬عن‭ ‬البضاعة‭ ‬الخاصة‭ ‬بمحله‭ ‬بطريقة‭ ‬مخالفة‭ ‬للقانون‭ ‬وأمده‭ ‬ببياناتها؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬الغرض،‭ ‬فتمت‭ ‬الجريمة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق‭ ‬والمساعدة‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬قضت‭ ‬أيضا‭ ‬ببراءة‭ ‬متهم‭ ‬ثالث‭ ‬بالقضية‭ ‬يعمل‭ ‬بمحل‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني؛‭ ‬وذلك‭ ‬لتشكك‭ ‬المحكمة‭ ‬وعدم‭ ‬اطمئنانها‭ ‬بما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهام‭.‬