في محاضرة استضافتها “مكتبة الخاطر” و“متحف الإصلاح”

مناقشة نشأة الصيرفة الإسلامية وتطورها

استضافت‭ ‬مكتبة‭ ‬مبارك‭ ‬الخاطر‭ ‬ومتحف‭ ‬الإصلاح‭ ‬بجمعية‭ ‬الإصلاح،‭ ‬بمقر‭ ‬المكتبة‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬16‭ ‬فبراير‭ ‬2020،‭ ‬فضيلة‭ ‬الشيخ‭ ‬فريد‭ ‬محمد‭ ‬هادي،‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬الصيرفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬محاضرة‭ ‬بعنوان‭ ‬“الصيرفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬ورسالة‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين”‭ ‬برعاية‭ ‬من‭ ‬بنك‭ ‬الإثمار‭ ‬وبنك‭ ‬البركة‭.‬

‭ ‬تطرّق‭ ‬المحاضر‭ ‬خلال‭ ‬المحاضرة‭ ‬إلى‭ ‬نشأة‭ ‬صناعة‭ ‬الصيرفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتطورها،‭ ‬حيث‭ ‬انطلقت‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أساتذة‭ ‬الجامعة‭ ‬بالسودان،‭ ‬إذ‭ ‬عكفوا‭ ‬على‭ ‬المناقشات‭ ‬والدراسات‭ ‬في‭ ‬الصيرفة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬حتى‭ ‬تولدت‭ ‬أول‭ ‬تجربة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬لم‭ ‬يكتب‭ ‬لها‭ ‬النجاح‭ ‬وهي‭: ‬بنك‭ ‬ناصر‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1963،‭ ‬ثم‭ ‬مصرف‭ ‬دبي‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1975،‭ ‬ثم‭ ‬انتشار‭ ‬كبير‭ ‬لهذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬والغرب‭ ‬ومنافستها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬للبنوك‭ ‬التقليدية‭. ‬كما‭ ‬تطرّق‭ ‬المحاضر‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬البحرين‭ ‬كدولة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬حيث‭ ‬اتخذت‭ ‬هيئة‭ ‬المحاسبة‭ ‬والمراجعة‭ ‬للمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الإسلامية‭ ‬“أيوفي”‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬مقرًّا‭ ‬رئيسًا‭ ‬لها‭ ‬والتي‭ ‬تضطلع‭ ‬بإعداد‭ ‬وإصدار‭ ‬معايير‭ ‬المحاسبة‭ ‬المالية‭ ‬والمراجعة‭ ‬والضبط‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬العمل‭ ‬والمعايير‭ ‬الشرعية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬45‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬كما‭ ‬تطرّق‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬نادي‭ ‬الإصلاح‭ ‬في‭ ‬السبعينات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المحاضرات‭ ‬التي‭ ‬دعا‭ ‬إليها‭ ‬أحد‭ ‬رواد‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وهو‭ ‬عيسى‭ ‬عبده‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬والوطن‭ ‬العربي‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬سببًا‭ ‬في‭ ‬توجه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬تجار‭ ‬البحرين‭ ‬وقتها‭ ‬للراحل‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬–‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬–‭ ‬أمير‭ ‬البلاد‭ ‬آنذاك،‭ ‬وطلبوا‭ ‬منه‭ ‬أمرًا‭ ‬ساميًا‭ ‬بإنشاء‭ ‬أول‭ ‬بنك‭ ‬إسلامي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فكان‭ ‬الانطلاقة‭ ‬لبنك‭ ‬البحرين‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1979‭.‬

‭ ‬وأشار‭ ‬هادي‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الصيرفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬كأحد‭ ‬مجالات‭ ‬الدعوة‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬تضع‭ ‬حلولًا‭ ‬ناجعة‭ ‬لحل‭ ‬مشكلات‭ ‬المال‭ ‬والاقتصاد‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬مشاربها‭ ‬ومعتقداتها‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬رسالة‭ ‬للإسلام‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭. ‬وأوضح‭ ‬جهود‭ ‬العلماء‭ ‬المخلصة‭ ‬التي‭ ‬توحدت‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تطوير‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬وإيجاد‭ ‬المعايير‭ ‬الشرعية‭ ‬حيث‭ ‬لاقت‭ ‬رواجًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬انتشار‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬بهذا‭ ‬النظام،‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬شهادات‭ ‬علمية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كم‭ ‬الدراسات‭ ‬والمؤلفات‭ ‬فيه‭. ‬وضرب‭ ‬هادي‭ ‬أمثلة‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬انتشار‭ ‬مجال‭ ‬الصيرفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الغرب‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬التي‭ ‬تفوقت‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬55‭ ‬مؤسسة‭ ‬تعليمية‭ ‬تعطي‭ ‬شهادات‭ ‬البكالوريوس‭ ‬والماجستير‭ ‬في‭ ‬الصيرفة‭ ‬الإسلامية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬تعمل‭ ‬بهذا‭ ‬النظام‭.‬