أربكت استقرار عائلته لمخالفتها بنود العقد

إلزام شركة بدفع 61 ألف دينار لموظف فصلته لاعتراضه على تكرار نقله

| عباس إبراهيم

قال‭ ‬المحامي‭ ‬محمد‭ ‬الذوادي‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬العمالية‭ ‬الأولى‭ ‬ألزمت‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬لصالح‭ ‬موكله‭ ‬المفصول‭ ‬تعسفيًّا‭ ‬من‭ ‬عمله‭ ‬بعد‭ ‬خدمتها‭ ‬لمدة‭ ‬تجاوزت‭ ‬15‭ ‬عامًا،‭ ‬مبلغ‭ ‬61‭ ‬ألف‭ ‬دينار؛‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬لدى‭ ‬الشركة‭ ‬الأم‭ ‬المالكة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬نقلته‭ ‬الأخيرة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بوظيفة‭ ‬مدير‭ ‬مشروع‭ ‬براتب‭ ‬أساسي‭ ‬يصل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬2100‭ ‬دينار،‭ ‬وبعد‭ ‬استقراره‭ ‬وتنظيم‭ ‬أمور‭ ‬عائلته‭ ‬ودراسة‭ ‬أبنائه‭ ‬فيها‭ ‬قرّرت‭ ‬إعادته‭ ‬مجددًا‭ ‬للعمل‭ ‬لدى‭ ‬الشركة‭ ‬الأم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقبل‭ ‬به،‭ ‬ورفض‭ ‬تكرار‭ ‬نقله،‭ ‬خصوصًا‭ ‬وأنه‭ ‬ملزم‭ ‬بالعودة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬تعجيزية‭ ‬قدرت‭ ‬بـ24‭ ‬ساعة‭ ‬فقط،‭ ‬وبالفعل‭ ‬استلم‭ ‬خطاب‭ ‬من‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬يفيد‭ ‬بإنهاء‭ ‬خدماته‭ ‬بدعوى‭ ‬مخالفته‭ ‬للعقد‭.  ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬موكله‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬التحق‭ ‬بالعمل‭ ‬لدى‭ ‬شركة‭ ‬تجارة‭ ‬ومقاولات‭ -‬الشركة‭ ‬الأم‭ ‬المالكة‭ ‬للشركة‭ ‬للمدعى‭ ‬عليها‭- ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬العام‭ ‬2004،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬نقلته‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2012‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدى‭ ‬الشركة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها،‭ ‬وأكدت‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬المبرم‭ ‬بينهم‭ ‬أن‭ ‬علاقة‭ ‬العمل‭ ‬هي‭ ‬استمرار‭ ‬للعقد‭ ‬المبرم‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬الأم‭ ‬كون‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يستلم‭ ‬أيًّا‭ ‬من‭ ‬مستحقاته‭ ‬العمالية‭ ‬هناك‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬عمله‭ ‬السابقة،‭ ‬ليضمن‭ ‬حقوقه‭ ‬وفقًا‭ ‬لذلك،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬2017‭ ‬أبرم‭ ‬عقد‭ ‬عمل‭ ‬جديدا‭ ‬مع‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬ولمدة‭ ‬غير‭ ‬محددة‭ ‬بوظيفة‭ ‬مدير‭ ‬مشروع‭ ‬لقاء‭ ‬راتب‭ ‬أساسي‭ ‬مقداره‭ ‬1875‭ ‬دينارًا‭ ‬شهريًّا،‭ ‬وقد‭ ‬تمت‭ ‬زيادته‭ ‬قبل‭ ‬فصله‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬2125‭ ‬دينارًا‭.‬

‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موكله‭ ‬تفاجأ‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬وتحديدًا‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬نوفمبر،‭ ‬برسالة‭ ‬من‭ ‬الشركة‭ ‬تخطره‭ ‬بصدور‭ ‬قرار‭ ‬نقل‭ ‬موقع‭ ‬عمله‭ ‬إلى‭ ‬ذات‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬سابقًا،‭ ‬لكنه‭ ‬اعترض‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العقد‭ ‬الجديد‭ ‬نصّ‭ ‬صراحة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقر‭ ‬عمله‭ ‬هو‭ ‬البحرين‭ ‬وليس‭ ‬خارجها،‭ ‬خصوصًا‭ ‬وأن‭ ‬الأمر‭ ‬صعب‭ ‬عليه‭ ‬وعائلته‭ ‬التي‭ ‬استقرت‭ ‬برفقته‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ولصعوبة‭ ‬ترتيب‭ ‬الانتقال‭ ‬المفاجئ‭ ‬أو‭ ‬تركهم‭ ‬وحيدين‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬أبنائه‭ ‬مريض‭ ‬وبحاجة‭ ‬لرعايته‭ ‬ومتابعة‭ ‬علاجه‭.  ‬لكنه‭ ‬تفاجأ‭ ‬برد‭ ‬الشركة‭ ‬بخطاب‭ ‬أرسلته‭ ‬إليه،‭ ‬تطلب‭ ‬فيه‭ ‬تنفيذ‭ ‬قرارها‭ ‬بنقله‭ ‬وبشكل‭ ‬سريع‭ ‬خلال‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬فقط،‭ ‬وقبل‭ ‬انقضاء‭ ‬المدة‭ ‬التعجيزية‭ ‬استلم‭ ‬خطابًا‭ ‬ثانيًا‭ ‬توضح‭ ‬فيه‭ ‬إنهائها‭ ‬لخدماته‭ ‬زاعمة‭ ‬مخالفته‭ ‬لعقد‭ ‬العمل‭ ‬وعدم‭ ‬تنفيذه‭ ‬للتعليمات‭ ‬الإدارية‭ ‬مطالبة‭ ‬إياه‭ ‬بالتوقف‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬المرسل‭ ‬فيه‭ ‬الخطاب‭ ‬وبدون‭ ‬تصفية‭ ‬حساباته‭ ‬معها‭ ‬أو‭ ‬استلامه‭ ‬لحقوقه‭ ‬العمالية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إجراء‭ ‬تسوية‭ ‬ودية‭ ‬معه‭ ‬وتعويضه‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬التعسفي‭ ‬جبرًا‭ ‬للأضرار‭.‬

‭ ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موكله‭ ‬طالب‭ ‬المحكمة‭ ‬بصرف‭ ‬تعويض‭ ‬له‭ ‬نظير‭ ‬الفصل‭ ‬التعسفي‭ ‬بمقدار‭ ‬راتب‭ ‬12‭ ‬شهرًا،‭ ‬كون‭ ‬أنه‭ ‬عمل‭ ‬لديها‭ ‬لمدة‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ ‬و5‭ ‬شهور،‭ ‬وذلك‭ ‬بمبلغ‭ ‬25500‭ ‬دينار،‭ ‬كما‭ ‬طالب‭ ‬بصرف‭ ‬مقابل‭ ‬نقدي‭ ‬عن‭ ‬رصيد‭ ‬إجازاته‭ ‬الاعتيادية،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬يستنفدها‭ ‬بواقع‭ ‬120‭ ‬يومًا‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬أجر‭ ‬4‭ ‬أشهر‭ ‬وبإجمالي‭ ‬وقدره‭ ‬8500‭ ‬دينار،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أجر‭ ‬شهر‭ ‬كامل‭ ‬بمبلغ‭ ‬2125‭ ‬دينارًا‭ ‬كبدل‭ ‬للاخطار،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬صرف‭ ‬مكافأة‭ ‬نهاية‭ ‬الخدمة‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬مدة‭ ‬العمل‭ ‬المذكور‭ ‬لدى‭ ‬المدعى‭ ‬عليها،‭ ‬وذلك‭ ‬بمبلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬وقدره‭ ‬29368‭ ‬دينارًا‭.‬

‭ ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬وخلال‭ ‬مدة‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2012‭ ‬لم‭ ‬يستلم‭ ‬أي‭ ‬مقابل‭ ‬لتذاكر‭ ‬الطيران،‭ ‬إذ‭ ‬نص‭ ‬عقد‭ ‬عمله‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تصرف‭ ‬له‭ ‬تذاكر‭ ‬سياحية‭ ‬كل‭ ‬سنتين‭ ‬ذهابًا‭ ‬وإيابًا،‭ ‬ويطالب‭ ‬بمبلغ‭ ‬1000‭ ‬دينار‭ ‬بواقع‭ ‬250‭ ‬دينارًا‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬تذكرة‭ ‬عن‭ ‬المدة‭ ‬الماضية‭.  ‬وتابع‭: ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬لم‭ ‬تكتف‭ ‬بتلك‭ ‬المخالفات،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬لم‭ ‬توفر‭ ‬له‭ ‬سكنًا‭ ‬حسبما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭ ‬بالعقد‭ ‬المبرم،‭ ‬مما‭ ‬اضطره‭ ‬لاستئجار‭ ‬شقة‭ ‬بأجرة‭ ‬شهرية‭ ‬مقدارها‭ ‬180‭ ‬دينارًا،‭ ‬يسدّدها‭ ‬من‭ ‬راتبه‭ ‬الخاص‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬والتي‭ ‬يصل‭ ‬متوسط‭ ‬فواتيره‭ ‬الشهرية‭ ‬عليها‭ ‬مبلغ‭ ‬100‭ ‬دينار،‭ ‬لذا‭ ‬فإنه‭ ‬طالب‭ ‬المحكمة‭ ‬بمبلغ‭ ‬7840‭ ‬دينارًا‭ ‬عن‭ ‬مدة‭ ‬أجرة‭ ‬وفواتير‭ ‬28‭ ‬شهرًا‭ ‬منذ‭ ‬توقيع‭ ‬العقد‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭. ‬فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬العمالية‭ ‬بإلزام‭ ‬الشركة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬للمدعي‭ ‬مبلغًا‭ ‬وقدره‭ ‬61062‭ ‬دينارًا‭ ‬و521‭ ‬فلسًا‭ ‬والفائدة‭ ‬التأخيرية‭ ‬بواقع‭ ‬1‭ % ‬سنويًّا‭ ‬محسوبة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬رفع‭ ‬الدعوى‭ ‬حتى‭ ‬السداد‭ ‬التام،‭ ‬مع‭ ‬شهادة‭ ‬الخدمة‭ ‬وتذكرة‭ ‬العودة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬قيمتها،‭ ‬ورفضت‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬طلبات،‭ ‬وألزمتها‭ ‬بمبلغ‭ ‬20‭ ‬دينارًا‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬