قراءة في عالم “الفيسبوك” الواسع المخيف

ترجمة عربية لكتاب “الفيسبوك... بم تفكر؟”

صدرت‭ ‬أخيرًا‭ ‬عن‭ ‬المركز‭ ‬القومي‭ ‬للترجمة‭ ‬ترجمة‭ ‬عربية‭ ‬لكتاب‭ ‬“الفيسبوك‭... ‬بم‭ ‬تفكر؟”‭ ‬بترجمة‭ ‬ربيع‭ ‬وهبة‭ ‬وتأليف‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المحررين‭.‬

‎جاء‭ ‬الفيسبوك،‭ ‬ليضع‭ ‬قدمًا‭ ‬ثقيلة‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية،‭ ‬وما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬ثقلها‭ ‬وتأثيرها‭ ‬فقط‭ ‬هذه‭ ‬المشكلات،‭ ‬بل‭ ‬ما‭ ‬قدم‭ ‬أيضًا‭ ‬بجانب‭ ‬المشكلات‭ ‬والخراب،‭ ‬فرصًا‭ ‬مذهلة‭ ‬في‭ ‬الارتباط‭ ‬وتكوين‭ ‬العلاقات‭ ‬وقنص‭ ‬وظائف‭ ‬وتحقيق‭ ‬شهرة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬أتاحت‭ ‬لجميع‭ ‬مستخدميه‭ ‬كمًّا‭ ‬هائلاً‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تتوفر‭ ‬لولا‭ ‬وجوده‭.‬

‎فمن‭ ‬الممكن‭ ‬اعتباره‭ ‬عالمًا‭ ‬موازيًا‭ ‬أو‭ ‬عالمًا‭ ‬بديلًا،‭ ‬فيبقى‭ ‬السؤال‭ ‬ما‭ ‬الخلفية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬العنكبوتى‭ ‬الرافع‭ ‬والخافض‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬مستخدميه‭ ‬شاؤوا‭ ‬أم‭ ‬أبوا،‭ ‬كما‭ ‬يتطرّق‭ ‬الكتاب‭ ‬أيضًا‭ ‬للعزلة‭ ‬والاغتراب‭ ‬النفسي‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬تأثيرات‭ ‬الفيسبوك،‭ ‬فهو‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬تفريق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأزواج‭ ‬والأحبّاء‭ ‬والأصدقاء،‭ ‬ولم‭ ‬يكتف‭ ‬هذا‭ ‬“التطبيق‭ ‬المزعج”‭ ‬بذلك‭ ‬فقد‭ ‬حرم‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬المهارات‭ ‬والمؤهلات‭ ‬والكفاءة‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬مناسبة،‭ ‬نتيجة‭ ‬ما‭ ‬ينشرونه‭ ‬على‭ ‬صفحتهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬حيث‭ ‬نتناسى‭ ‬دائما‭ ‬كمستخدمين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أنها‭ ‬“الصفحة‭ ‬الشخصية”‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬الفضيحة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬اضطر‭ ‬بسببها‭ ‬مارك‭ ‬زوكربيرج‭ ‬مؤسس‭ ‬فيسبوك‭ ‬للاعتذار‭ ‬بسببها،‭ ‬بعد‭ ‬اختراق‭ ‬50‭ ‬مليون‭ ‬حساب‭ ‬على‭ ‬فيسبوك‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬التي‭ ‬كلفت‭ ‬الشركة‭ ‬خسائر‭ ‬تقدر‭ ‬بعشرات‭ ‬المليارات‭.‬