المنطقة على مشارف كارثة بيئية والتطوير لم يطلها منذ سنوات

“البلاد” تجري جولة ميدانية في “عراد الصناعية”

| إبراهيم النهام - تصوير: رسول الحجيري

لم‭ ‬يختلف‭ ‬الحال‭ ‬الذي‭ ‬وقف‭ ‬عليه‭ ‬مندوب‭ ‬جريدة‭ ‬“البلاد”‭ ‬وعضو‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬أحمد‭ ‬المقهوي‭ ‬لعراد‭ ‬الصناعية‭ (‬مجمع‭ ‬243‭) ‬عما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬عشر‭ ‬أو‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاما‭ ‬منذ‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬عشوائية‭ ‬ومخالفات‭ ‬بالجملة‭.‬

فالمنطقة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعج‭ ‬بالفوضى‭ ‬والمخالفات‭ ‬البلدية‭ ‬والصناعية‭ ‬والتجارية،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬الازدحام‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو،‭ ‬وشغل‭ ‬السيارات‭ ‬المهجورة‭ ‬المساحات‭ ‬والأرصفة،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬الكثير‭.‬

ويقول‭ ‬المقهوي‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الجولة‭ ‬الميدانية‭ ‬بمعية‭ ‬مندوب‭ ‬الصحيفة‭: ‬بأن‭ ‬المنطقة‭ ‬تتوزع‭ ‬على‭ ‬94‭ ‬قسيمة‭ ‬تجارية‭ ‬وصناعية،‭ ‬نشاطاتها‭ ‬بالغالب‭ ‬خدمية،‭ ‬بقوله”‭ ‬الإشكالية‭ ‬الرئيسة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬مخالفات‭ ‬أصحاب‭ ‬المحال،‭ ‬وفي‭ ‬غياب‭ ‬الرقابة‭ ‬عليهم،‭ ‬فالمحال‭ ‬وكما‭ ‬ترى،‭ ‬تتجاوز‭ ‬بأنشطتها‭ ‬مساحاتها‭ ‬القانونية‭ ‬لتشغل‭ ‬مساحات‭ ‬من‭ ‬الأرصفة‭ ‬والشوارع‭ ‬والطرق،‭ ‬مسببة‭ ‬تضييق‭ ‬الشوارع‭ ‬بالسيارات‭ ‬وبالاختناقات‭ ‬المرورية‭ ‬المستمرة”‭.‬

ويضيف‭: ‬“هذه‭ ‬الحالة‭ ‬اليومية‭ ‬نتاجها‭ ‬معروفة‭ ‬المشاجرات‭ ‬والملاسنات‭ ‬بين‭ ‬أصحاب‭ ‬المحال،‭ ‬إذ‭ ‬يشكو‭ ‬كل‭ ‬جار‭ ‬من‭ ‬جاره،‭ ‬وبسبب‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬تحديدا‭ ‬يردني‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الاتصالات‭ ‬الهاتفية‭ ‬التي‭ ‬يشكو‭ ‬منها‭ ‬كل‭ ‬جار‭ ‬من‭ ‬جاره،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تعطيل‭ ‬مصالح‭ ‬الناس،‭ ‬وتأخيرهم،‭ ‬ودفع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السائقين‭ ‬لتغيير‭ ‬مساراتهم‭ ‬بسبب‭ ‬الازدحامات”‭.‬

ويؤكد‭ ‬العضو‭ ‬البلدي‭ ‬بأن‭ ‬الشوارع‭ ‬المعنية‭ ‬بهذه‭ ‬الحالات‭ ‬هي‭ ‬بالأرقام‭ ‬التالية‭: ‬4334،‭ ‬4335،‭ ‬4324،‭ ‬4332،‭ ‬4330‭.‬

وفي‭ ‬أثناء‭ ‬الجولة‭ ‬أشار‭ ‬المقهوي‭ ‬لأعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬الخردة،‭ ‬والمهجورة،‭ ‬والسكراب،‭ ‬والتي‭ ‬هي‭ ‬تحت‭ ‬التصليح،‭ ‬والسمكرة،‭ ‬وهي‭ ‬تشغل‭ ‬مساحات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الأرصفة‭ ‬والساحات‭ ‬القريبة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬البعض‭ ‬منها‭ ‬يشغل‭ ‬الطرق‭ ‬والشوارع‭ ‬نفسها،‭ ‬حيث‭ ‬يضطر‭ ‬أصحاب‭ ‬الكراجات‭ ‬لركنها‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬بسبب‭ ‬ضيق‭ ‬المساحة،‭ ‬وكثرة‭ ‬عددها‭.‬

وفي‭ ‬مصادفة‭ ‬غريبة،‭ ‬تفاجأنا‭ ‬بالجولة‭ ‬بمرور‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬بعكس‭ ‬اتجاه‭ ‬السير،‭ ‬حيث‭ ‬أوضح‭ ‬العضو‭ ‬البلدي‭ ‬بأن‭ ‬منطقة‭ ‬عراد‭ ‬الصناعية‭ ‬فوضوية‭ ‬بامتياز،‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬غياب‭ ‬الحملات‭ ‬البلدية‭ ‬اليومية،‭ ‬والحملات‭ ‬المرورية،‭ ‬وشرطة‭ ‬المجتمع،‭ ‬وكذلك‭ ‬غياب‭ ‬اللوحات‭ ‬الإرشادية‭ ‬الكافية‭.‬

وعن‭ ‬ظاهرة‭ ‬السيارات‭ ‬المهجورة،‭ ‬قال‭: ‬“أزيل‭ ‬مؤخرا‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬150‭ ‬سيارة‭ ‬خردة‭ ‬ومهجورة‭ ‬من‭ ‬الساحات‭ ‬القريبة،‭ ‬الا‭ ‬أن‭ ‬الحال‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬كما‭ ‬هو،‭ ‬والسبب‭ ‬بأن‭ ‬الإشكالية‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬تجاوزات‭ ‬أصحاب‭ ‬المحال‭ ‬أنفسهم،‭ ‬هنالك‭ ‬غياب‭ ‬في‭ ‬الرقابة‭ ‬والمتابعة‭ ‬معا”‭.‬

لاحظنا‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الجولة،‭ ‬بأن‭ ‬أغلب‭ ‬الشوارع‭ ‬بعراد‭ ‬الصناعية،‭ ‬قديمة‭ ‬وضيقة،‭ ‬وبلا‭ ‬أرصفة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الامتداد‭ (‬الترابي‭) ‬هو‭ ‬لأغلبها‭ ‬تقريبا،‭ ‬بإشارات‭ ‬واضحة‭ ‬لغياب‭ ‬التطوير‭ ‬لها،‭ ‬وللبنية‭ ‬التحتية‭ ‬نفسها‭.‬

ويؤكد‭ ‬المقهوي‭ ‬أهمية‭ ‬الإسراع‭ ‬بتخصيص‭ ‬الموازنة‭ ‬اللازمة‭ ‬لتطوير‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتحسينها،‭ ‬وانتشالها‭ ‬مما‭ ‬هي‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬وعبث،‭ ‬موضحا‭ ‬بأنها‭ ‬تنبئ‭ ‬أيضا‭ ‬عن‭ ‬حدوث‭ ‬كوارث‭ ‬بيئية‭ ‬مختلفة،‭ ‬وزيادة‭ ‬في‭ ‬الشجارات،‭ ‬والتعديات‭ ‬على‭ ‬الأملاك‭ ‬العامة،‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬الرقابة‭ ‬المطلوبة،‭ ‬وشح‭ ‬المنافذ،‭ ‬وتصاعد‭ ‬وتيرة‭ ‬تجاوزات‭ ‬الأنشطة‭ ‬الصناعية‭ ‬المختلفة‭.‬