ضربها وطردها مع ابنتها من المنزل ويرفض جميع أشكال الصلح

في حكم نادر... شابة تثبت نشوز زوجها

| عباس إبراهيم

الزوج‭: ‬لديَّ‭ ‬مفتاح‭ ‬واحد‭ ‬والمحكمة‭ ‬ترد‭ ‬عليه‭ ‬بأنه‭ ‬يُنسخ‭ ‬في‭ ‬دقائق حظرها‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي

 

قالت‭ ‬المحامية‭ ‬ابتسام‭ ‬الصباغ‭ ‬إنه‭ ‬وفي‭ ‬حكم‭ ‬نادر‭ ‬قليلا‭ ‬ما‭ ‬تتمكن‭ ‬الزوجة‭ ‬من‭ ‬إثباته،‭ ‬فإن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الشرعية‭ ‬الثانية‭ ‬قضت‭ ‬بإثبات‭ ‬نشوز‭ ‬زوج‭ ‬موكلتها،‭ ‬التي‭ ‬تسكن‭ ‬بمنزل‭ ‬والدها‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬ونصف‭ ‬السنة،‭ ‬حيث‭ ‬يرفض‭ ‬زوجها‭ ‬الناشز‭ ‬عودتها‭ ‬لمنزل‭ ‬الزوجية‭ ‬الذي‭ ‬طردها‭ ‬منه،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬قام‭ ‬بحظرها‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كافة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬التواصل‭ ‬أو‭ ‬الحديث‭ ‬معه،‭ ‬ويرفض‭ ‬ويعطل‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬الصلح‭ ‬الممكنة،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬تذرع‭ ‬بعدم‭ ‬إعطائها‭ ‬مفتاح‭ ‬المنزل‭ ‬بعد‭ ‬إجبار‭ ‬الشرطة‭ ‬له‭ ‬بإدخالها‭ ‬المنزل‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬سوى‭ ‬مفتاح‭ ‬واحد،‭ ‬وطردها‭ ‬مجددا‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لابنتهما‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬فيها‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭.‬

وفي‭ ‬التفاصيل‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬موكلتها‭ - ‬المدعية‭ - ‬أقامت‭ ‬الدعوى‭ ‬ضد‭ ‬زوجها‭ - ‬المدعى‭ ‬عليه‭ - ‬الذي‭ ‬أبرم‭ ‬عقد‭ ‬نكاحهما‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2015،‭ ‬أنه‭ ‬يعتدي‭ ‬عليها‭ ‬بالضرب‭ ‬والإهانات،‭ ‬وأنه‭ ‬طردها‭ ‬من‭ ‬منزل‭ ‬الزوجية‭ ‬دون‭ ‬مسوغ،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يمتنع‭ ‬عن‭ ‬الحديث‭ ‬معها‭ ‬ويقوم‭ ‬بحظرها‭ ‬بوسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬رعايته‭ ‬وغير‭ ‬مقصرة‭ ‬في‭ ‬إيفائه‭ ‬حقوقه،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬أقفال‭ ‬الشقة،‭ ‬وكان‭ ‬بالفترة‭ ‬السابقة‭ ‬عند‭ ‬الاجتماع‭ ‬بأهلها‭ ‬يكثر‭ ‬من‭ ‬انتقادها‭ ‬ونعتها‭ ‬بصفات‭ ‬ذميمة‭ ‬ويرفض‭ ‬معاشرتها‭ ‬بالمعروف‭.‬

وأفادت‭ ‬أن‭ ‬الزوج‭ ‬الناشر‭ ‬طرد‭ ‬موكلتها‭ ‬من‭ ‬بيت‭ ‬الزوجية‭ ‬بعدما‭ ‬ضربها،‭ ‬تاركا‭ ‬إياها‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬أهلها‭ ‬منذ‭ ‬18‭ ‬يوليو‭ ‬2018،‭ ‬ويمتنع‭ ‬عن‭ ‬التواصل‭ ‬معها‭ ‬ومع‭ ‬أهلها،‭ ‬ويرفض‭ ‬التفاهم‭ ‬بشأن‭ ‬رجوعها‭ ‬لمنزل‭ ‬الزوجية‭ ‬دون‭ ‬بيان‭ ‬أسباب‭ ‬هجره‭ ‬لها‭. ‬وقد‭ ‬أرسل‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬إلى‭ ‬زوجته‭ ‬بنودا‭ ‬للصلح‭ ‬على‭ ‬الطلاق‭ ‬والتنازل‭ ‬على‭ ‬النفقة‭ ‬والسكن‭ ‬وما‭ ‬يتعلق‭ ‬بابنتهما‭ ‬وعدم‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬المدعية،‭ ‬وأن‭ ‬والدتها‭ ‬حاولت‭ ‬الاتصال‭ ‬به‭ ‬للتفاهم‭ ‬معه،‭ ‬فأخبرها‭ ‬أنه‭ ‬برفض‭ ‬رجوعها‭ ‬ويريد‭ ‬طلاقها،‭ ‬وعندما‭ ‬طلبت‭ ‬بعض‭ ‬ملابسها‭ ‬أحضر‭ ‬لها‭ ‬جميع‭ ‬أغراضها‭ ‬وأغراض‭ ‬ابنتهما،‭ ‬وطالبت‭ ‬موكلتها‭ ‬بنهاية‭ ‬الدعوى‭ ‬إثبات‭ ‬نشوز‭ ‬زوجها‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭.‬

لكن‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬تقدم‭ ‬بدعوى‭ ‬متقابلة،‭ ‬ادعى‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬موكلتها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬ودون‭ ‬إذن‭ ‬منه،‭ ‬وأنها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬ترفض‭ ‬التواصل‭ ‬معه،‭ ‬وأن‭ ‬أهله‭ ‬يسعون‭ ‬دائما‭ ‬لعودتها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬أهله‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يرفضون‭ ‬ذلك،‭ ‬منكرا‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬لائحة‭ ‬دعوى‭ ‬زوجته‭ ‬جملة‭ ‬وتفصيلا،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يطلب‭ ‬منه‭ ‬العودة‭ ‬لمنزل‭ ‬الزوجية،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬متعنتة‭ ‬وترفض‭ ‬الالتزام‭ ‬بأوامره‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيره،‭ ‬وطالب‭ ‬بعد‭ ‬اعتبارها‭ ‬ناشزا‭ ‬بإسقاط‭ ‬نفقتها‭.‬

لذا‭ ‬فقد‭ ‬عرضت‭ ‬المحكمة‭ ‬على‭ ‬الطرفين‭ ‬الجلوس‭ ‬فيما‭ ‬بينهما‭ ‬لأجل‭ ‬الصلح‭ ‬والتفاهم‭ ‬حماية‭ ‬لحياتهما‭ ‬الزوجية‭ ‬والوصول‭ ‬لنتيجة‭ ‬ترضيهما،‭ ‬ولهما‭ ‬أن‭ ‬يستعينا‭ ‬بأهل‭ ‬الخير‭ ‬والإصلاح‭ ‬كوسطاء‭ ‬لحل‭ ‬ما‭ ‬بينهما‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬تفاهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قبلت‭ ‬به‭ ‬موكلتها‭ ‬وقدمت‭ ‬اتفاقية‭ ‬صلح‭ ‬لعرضها‭ ‬على‭ ‬المدعى‭ ‬عليه،‭ ‬فأفاد‭ ‬وكيله‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬مانع‭ ‬لدى‭ ‬موكله‭ ‬من‭ ‬الصلح،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬لديه‭ ‬تحفظات‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬بنود‭ ‬الصلح‭ ‬ويطلب‭ ‬أجلا‭ ‬لحلها،‭ ‬ورغم‭ ‬تأجيل‭ ‬القضية‭ ‬جلستين‭ ‬متتاليتين‭ ‬لحل‭ ‬تلك‭ ‬التحفظات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الطرفين‭ ‬لم‭ ‬يتوصلا‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬حل‭ ‬للمسألة،‭ ‬مدعيا‭ ‬الزوج‭ ‬أنه‭ ‬بسبب‭ ‬وفاة‭ ‬والده‭ ‬بتلك‭ ‬الفترة‭.‬

ورفض‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬إحالة‭ ‬الدعوى‭ ‬للتحقيق‭ ‬لإثبات‭ ‬أنه‭ ‬يرفض‭ ‬عودتها‭ ‬للمنزل‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬مدعيا‭ ‬أنه‭ ‬حكم‭ ‬غير‭ ‬منتج‭ ‬بالدعوى،‭ ‬وعرض‭ ‬إمكان‭ ‬عودتها‭ ‬للمنزل‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مانع‭ ‬لديه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الزوجة‭ ‬وعندما‭ ‬توجهت‭ ‬لمنزلها‭ ‬لم‭ ‬يفتح‭ ‬لها‭ ‬الباب،‭ ‬فتوجهت‭ ‬مباشرة‭ ‬لمركز‭ ‬الشرطة،‭ ‬وبعد‭ ‬الاتصال‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬فتحه‭ ‬بأمر‭ ‬من‭ ‬الشرطة،‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬وإيداع‭ ‬أغراضها‭ ‬فيه،‭ ‬ولكنه‭ ‬رفض‭ ‬التفاهم‭ ‬معها‭ ‬وإعطائها‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬مفتاح‭ ‬شقة‭ ‬الزوجية،‭ ‬وطلب‭ ‬منها‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬أهلها،‭ ‬ورفض‭ ‬أن‭ ‬يعيدها‭ ‬من‭ ‬منزل‭ ‬أهلها‭ ‬لمنزل‭ ‬الزوجية‭ ‬بعدما‭ ‬أعادها‭ ‬إليهم‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إنه‭ ‬ثبت‭ ‬لديها‭ ‬أن‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يمنع‭ ‬زوجته‭ ‬من‭ ‬الالتحاق‭ ‬بمسكن‭ ‬الزوجية‭ ‬ومن‭ ‬توفيتها‭ ‬حقوقها‭ ‬وعدم‭ ‬رضاه‭ ‬بما‭ ‬تطالب‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬نفقة‭ ‬زوجية‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مطلبها‭ ‬تسوية‭ ‬الأمور‭ ‬معه‭ ‬ومماطلته‭ ‬فيما‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬تمكينها‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬وعدم‭ ‬تعاونه‭ ‬وتفاهمه‭ ‬أو‭ ‬حضوره‭ ‬للمحكمة،‭ ‬ورفضه‭ ‬لبنود‭ ‬الصلح‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬قبلها‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬مخالفتها‭ ‬للواجب‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬الزوجين،‭ ‬وامتنع‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬صيغة‭ ‬أخرى‭ ‬معدلة‭ ‬يرتضيها،‭ ‬وأن‭ ‬حجته‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬نسخة‭ ‬أخرى‭ ‬لمفتاح‭ ‬المنزل‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬سببا‭ ‬يمكن‭ ‬قبوله‭ ‬خصوصا‭ ‬أنه‭ ‬توفير‭ ‬نسخ‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬مفاتيح‭ ‬السكن‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬دقائق‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يحتاج‭ ‬أسابيع‭ ‬عدة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يثبت‭ ‬أن‭ ‬المدعية‭ ‬غير‭ ‬ممتنعة‭ ‬من‭ ‬الالتحاق‭ ‬بمسكنه‭ ‬وأنه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يمنعها‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬مسكن‭ ‬الزوجية‭.‬

فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بإثبات‭ ‬نشوز‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المدعية،‭ ‬ورفضت‭ ‬دعواه‭ ‬المتقابلة‭.‬