“إذا تعرفون شخص مدمن.. قولوا لنا ولن نقصر معه”

“زمالة المدمن المجهول” تحارب المخدرات في 14 مقرًّا

| سعيد محمد من المحرق

أمام‭ ‬جمع‭ ‬حضر‭ ‬اللقاء‭ ‬المفتوح‭ ‬بعنوان‭: ‬“زمالة‭ ‬المدمنين‭ ‬المجهولين‭.. ‬حكايات‭ ‬ومواقف‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬حياة‭ ‬المتعافين”‭ ‬نظّمه‭ ‬مركز‭ ‬الجزيرة‭ ‬الثقافي‭ ‬مساء‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ ‬ضمن‭ ‬موسمه‭ ‬الثقافي‭ ‬الثامن‭ ‬وتزامنًا‭ ‬مع‭ ‬ذكرى‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬وجّه‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الإعلام‭ ‬الجنائي‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمباحث‭ ‬والأدلة‭ ‬الجنائية‭ ‬الرائد‭ ‬محمد‭ ‬المهيزع‭ ‬ونائب‭ ‬رئيس‭ ‬زمالة‭ ‬المدمن‭ ‬المجهول‭ ‬جواد‭ ‬العرادي‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬الجميع‭: ‬“نمد‭ ‬أيدينا‭ ‬إلى‭ ‬المدمنين،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يهمنا‭ ‬توقفهم‭ ‬عن‭ ‬الإدمان‭ ‬وتعافيهم”‭.‬

‭ ‬وعبّر‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬الجزيرة‭ ‬الثقافي‭ ‬محمد‭ ‬الجزاف‭ ‬عن‭ ‬تقديره‭ ‬للجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬زمالة‭ ‬المدمن‭ ‬المجهول‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬المدمنين،‭ ‬ولدورهم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬كما‭ ‬شكر‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬التي‭ ‬افتتح‭ ‬بها‭ ‬اللقاء‭ ‬المسئولين‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬والضباط‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬المحرق،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬تم‭ ‬تنظيم‭ ‬ذات‭ ‬اللقاء‭ ‬مع‭ ‬الزمالة،‭ ‬وحقق‭ ‬ثماره‭ ‬بالتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬المسئولين‭ ‬الأمنيين،‭ ‬منوّهًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المركز‭ ‬منح‭ ‬الزمالة‭ ‬إحدى‭ ‬قاعاته‭ ‬لعقد‭ ‬اجتماعهم‭ ‬دعمًا‭ ‬لبرامج‭ ‬عملهم‭.‬

وقدّم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬محمد‭ ‬راشد‭ ‬المهيزع‭ ‬وخالد‭ ‬صالح‭ ‬الحماد‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمباحث‭ ‬والأدلة‭ ‬الجنائية،‭ ‬ورقتي‭ ‬عمل‭ ‬تناولت‭ ‬تقديم‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬مخاطر‭ ‬ظاهرة‭ ‬المخدرات‭ ‬وآثارها‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬وجهود‭ ‬مكافحتها،‭ ‬وأهمية‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الشباب‭ ‬ومختلف‭ ‬الفئات‭ ‬من‭ ‬آثارها‭ ‬المدمرة‭.‬

ثالث‭ ‬تجارة‭ ‬في‭ ‬العالم

ولخّص‭ ‬المهيزع‭ ‬تلك‭ ‬المخاطر‭ ‬بأن‭ ‬المخدرات‭ ‬تشكل‭ ‬أزمة‭ ‬إنسانية‭ ‬عالمية،‭ ‬وكذلك‭ ‬ارتباط‭ ‬هذه‭ ‬الظاهر‭ ‬وتجارتها‭ ‬بجرائم‭ ‬أخلاقية‭ ‬ومساهمة‭ ‬المتعاطين‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬والأوبئة‭ ‬وأخطرها‭ ‬الأيدز‭ ‬والكبد‭ ‬الوبائي،‭ ‬مع‭ ‬الازدياد‭ ‬المخيف‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬متعاطي‭ ‬المخدرات‭ ‬وتدميرها‭ ‬لاقتصاديات‭ ‬الدول‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬التفكك‭ ‬الأسر‭ ‬والدمار‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فتجارة‭ ‬المخدرات‭ ‬هي‭ ‬ثالث‭ ‬تجارة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬النفط‭ ‬والسلاح،‭ ‬وهي‭ ‬تمثل‭ ‬8‭ % ‬من‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬600‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنويًّا‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬وبأمر‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬تم‭ ‬تأسيس‭ ‬شعبة‭ ‬التعاطي،‭ ‬وأسهمت‭ ‬في‭ ‬شفاء‭ ‬وتعافي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تراوحت‭ ‬سنوات‭ ‬تعاطيها‭ ‬بين‭ ‬سنة‭ ‬و6‭ ‬سنوات‭ ‬وستة‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬سفارة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬لإدخال‭ ‬المدمنين‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬علاجية‭ ‬بمستشفى‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬والدمام،‭ ‬والمتابعة‭ ‬لتقديم‭ ‬التسهيلات‭ ‬للمدمنين‭ ‬لإدماجهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

هيروين‭ ‬في‭ ‬المصاحف

‭ ‬وتطرّق‭ ‬الحديث‭ ‬إلى‭ ‬أساليب‭ ‬المهربين‭ ‬ضمن‭ ‬خططهم‭ ‬الاحترافية‭ ‬وتكتيكاتهم‭ ‬وفق‭ ‬عمل‭ ‬العصابات‭ ‬ومستشاريها‭ ‬فقال‭: ‬“اكتشفنا‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬السنوات‭ ‬كمية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المصاحف‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬البحرين،‭ ‬بعضها‭ ‬سليم‭ ‬وبعضها‭ ‬الآخر‭ ‬محشو‭ ‬بمادة‭ ‬الهيروين،‭ ‬لذا‭ ‬تبدأ‭ ‬عمليات‭ ‬التصدي‭ ‬والمكافحة‭ ‬من‭ ‬المنافذ‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الجمارك”‭.‬

التأسيس‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1985

‭ ‬ومن‭ ‬جهته،‭ ‬تحدّث‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬زمالة‭ ‬المدمن‭ ‬المجهول‭ ‬جواد‭ ‬العرادي‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬زمالة‭ ‬المدمنين‭ ‬المجهولين‭ ‬عالميًّا‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1984‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬انتشارها‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬1985‭ ‬تم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الفكرة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المؤسسين‭ ‬الذين‭ ‬بذلوا‭ ‬جهدًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬علاقاتهم‭ ‬مع‭ ‬المسئولين‭ ‬والجهات‭ ‬والرسمية‭ ‬لإتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬للزمالة‭ ‬لكي‭ ‬تعمل،‭ ‬ولولاهم‭ ‬لكنا‭ ‬اليوم‭ ‬غير‭ ‬موجودين،‭ ‬والزمالة‭ ‬هي‭ ‬مسجلة‭ ‬عالمية‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬كزمالة‭ ‬غير‭ ‬ربحية‭ ‬هدفها‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬المدمن‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تخليصه‭ ‬من‭ ‬الإدمان‭ ‬والسير‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬التعافي‭.‬

14‭ ‬مركزًا‭ ‬واجتماعات‭ ‬أسبوعية

‭ ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬زمالة‭ ‬المدمن‭ ‬المجهول‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لديها‭ ‬اليوم‭ ‬14‭ ‬مركزًا‭ ‬وتعقد‭ ‬اجتماعات‭ ‬أسبوعية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬“محاربتها”‭ ‬لهذه‭ ‬الآفة‭ ‬وإنقاذ‭ ‬المدمنين،‭ ‬مثنيًا‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬وزارات‭ ‬الداخلية‭ ‬والصحة‭ ‬والتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬وكذلك‭ ‬دور‭ ‬مركز‭ ‬الجزيرة‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬الزمالة‭ ‬للقيام‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬