الطب الشرعي الإيراني يكذب روحاني حول قتلى الاحتجاجات

75 % من سكان طهران يقاطعون الانتخابات البرلمانية

| طهران - وكلات

أظهر‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجرته‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬الإيرانية‭ ‬أن‭ ‬75‭ % ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العاصمة‭ ‬لن‭ ‬يشاركوا‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬المزمع‭ ‬إجراؤها‭ ‬في21‭ ‬فبراير‭ ‬الجاري‭.‬

وذكر‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬الدراسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬طهران‭ ‬أحمد‭ ‬نادري‭ ‬أنه‭ ‬“وفق‭ ‬الاستطلاع‭ ‬الذي‭ ‬قمنا‭ ‬به‭ ‬بداية‭ ‬نوفمبر‭ ‬سيشارك‭ ‬24‭.‬2‭ % ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الإيرانيين‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬بالانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬القادمة”‭.‬

إلى‭ ‬ذلك‭ ‬نقلت‭ ‬وكالة‭ ‬“فارس”‭ ‬عن‭ ‬نادري‭ ‬قوله‭ ‬إن‭ ‬“93‭ % ‬من‭ ‬الإيرانيين‭ ‬أعلنوا‭ ‬أنهم‭ ‬غير‭ ‬راضين‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬والوضع‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬البلاد”‭. ‬تأتي‭ ‬هذه‭ ‬الإحصاءات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تصاعد‭ ‬دعوات‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات‭ ‬عقب‭ ‬احتجاجات‭ ‬نوفمبر‭ ‬التي‭ ‬عمت‭ ‬أغلب‭ ‬المدن‭ ‬والمحافظات‭ ‬وراح‭ ‬ضحيتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1500‭ ‬قتيل،‭ ‬وفق‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭.‬

“مسرحية”

وأعلن‭ ‬عدد‭ ‬الشخصيات‭ ‬والأحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬وخارجها‭ ‬عن‭ ‬رفضها‭ ‬ومقاطعتها‭ ‬للانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬التي‭ ‬يصفونها‭ ‬بـ‭ ‬“المسرحية”‭.‬

كما‭ ‬أصدر‭ ‬164‭ ‬ناشطا‭ ‬سياسيا‭ ‬ومدنيا‭ ‬إيرانيا‭ ‬بيانا‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“لا‭ ‬للتصويت”،‭ ‬طالبوا‭ ‬فيه‭ ‬المواطنين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬بمقاطعة‭ ‬الانتخابات،‭ ‬والقيام‭ ‬بعصيان‭ ‬مدني‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوقهم‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬قال‭ ‬محمد‭ ‬رضا‭ ‬باهنر،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الشخصيات‭ ‬المتشددة‭ ‬المقربة‭ ‬من‭ ‬المرشد،‭ ‬علي‭ ‬خامنئي،‭ ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬منافس‭ ‬حقيقي‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬القادم‭.‬

240‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬290

بدوره‭ ‬أعلن‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للإصلاحيين‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬أن‭ ‬90‎‭ % ‬من‭ ‬المرشحين‭ ‬الإصلاحيين‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬تزكيتهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجلس‭ ‬الخبراء‭ ‬لخوض‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية،‭ ‬وبهذا‭ ‬سيكون‭ ‬240‭ ‬مقعدا‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬290‭ ‬مقعدا‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬المتشددين‭ ‬بلا‭ ‬منافس‭.‬

وبحسب‭ ‬أوساط‭ ‬سياسية‭ ‬في‭ ‬طهران،‭ ‬يدفع‭ ‬المتشددون‭ ‬باتجاه‭ ‬تنصيب‭ ‬محمد‭ ‬باقر‭ ‬قاليباف،‭ ‬المرشح‭ ‬السابق‭ ‬لرئاسة‭ ‬البلاد‭ ‬لرئاسة‭ ‬البرلمان‭ ‬المقبل‭.‬

كما‭ ‬يقول‭ ‬المنتقدون‭ ‬إن‭ ‬خامنئي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬البرلمان‭ ‬والحكومة‭ ‬المقبلان‭ ‬من‭ ‬المتشددين‭ ‬لإنهاء‭ ‬الانقسامات‭ ‬الداخلية،‭ ‬وإقصاء‭ ‬أية‭ ‬أصوات‭ ‬إصلاحية‭ ‬تطالب‭ ‬بتغيير‭ ‬السياسات‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬وقبول‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

وأعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬أن‭ ‬نحو‭ ‬57‭ ‬مليون‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬لهم‭ ‬حق‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الحالية‭.‬

الدفع‭ ‬باتجاه‭ ‬المشاركة

إلى‭ ‬ذلك‭ ‬بدأت‭ ‬حملات‭ ‬الدعاية‭ ‬للانتخابات‭ ‬منذ‭ ‬الجمعة‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬الجاري،‭ ‬وستجري‭ ‬عملية‭ ‬التصويت‭ ‬الجمعة‭ ‬21‭ ‬فبراير‭.‬

وحث‭ ‬خامنئي‭ ‬المواطنين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬للمشاركة‭ ‬بالانتخابات‭ ‬البرلمانية‭. ‬

إلى‭ ‬ذلك‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬حسن‭ ‬روحاني‭ ‬إن‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬ألا‭ ‬يقاطعوا‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع؛‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬السائدة‭.‬

ويصف‭ ‬المحللون‭ ‬اهتمام‭ ‬المواطنين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬بالانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬بأنه‭ ‬“أبرد‭ ‬من‭ ‬الجو‭ ‬القارس‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬في‭ ‬إيران”؛‭ ‬نظراً‭ ‬لعدم‭ ‬اهتمام‭ ‬الناس‭ ‬بالموضوع‭ ‬وفقدان‭ ‬النظام‭ ‬مشروعيته،‭ ‬بعد‭ ‬قمعه‭ ‬الدموي‭ ‬لاحتجاجات‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭.‬

قتلى‭ ‬الاحتجاجات

ردّ‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭ ‬الإيراني‭ ‬أمس‭ ‬الإثنين،‭ ‬على‭ ‬تصريحات‭ ‬الرئيس‭ ‬حسن‭ ‬روحاني‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬الحكومة‭ ‬هي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬إعلان‭ ‬قتلى‭ ‬الاحتجاجات‭.‬

وقال‭ ‬عباس‭ ‬مسجدي‭ ‬آراني،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬نقلت‭ ‬وکالة‭ ‬“إیلنا”‭ (‬شبه‭ ‬رسمية‭) ‬إن‭ ‬“على‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬تعلن‭ ‬عن‭ ‬إحصاءات‭ ‬قتلى‭ ‬احتجاجات‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬وفقا‭ ‬لقرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬فإن‭ ‬الحکومة‭ ‬هي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الإحصاءات”‭.‬

وكان‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬حسن‭ ‬روحاني‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحافي‭ ‬الأحد‭ ‬“إن‭ ‬أعداد‭ ‬القتلى‭ ‬في‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬كانت‭ ‬تحت‭ ‬تصرف‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وينبغي‭ ‬علیهم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬واضحة‭ ‬لديهم”‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬ذكرت‭ ‬“إیلنا”‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭ ‬أكد‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬المنظمة‭ ‬أخطرت‭ ‬“السلطات‭ ‬المختصة”‭ ‬بما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬إحصاءات‭.  ‬يشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه،‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬بنوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬رفض‭ ‬المسؤولون‭ ‬الحكوميون‭ ‬والقضاء‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬أعداد‭ ‬القتلی‭ ‬والمعتقلین‭. ‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬ذكرت‭ ‬“رويترز”‭ ‬أن‭ ‬نحو‭ ‬1500‭ ‬شخص‭ ‬قتلوا‭ ‬في‭ ‬الاحتجاجات‭. ‬كما‭ ‬أکد‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬في‭ ‬تصریح‭ ‬له،‭ ‬أن‭ ‬قوات‭ ‬الشرطة‭ ‬أطلقت‭ ‬النار‭ ‬بشکل‭ ‬مباشر‭ ‬علی‭ ‬رؤوس‭ ‬وأجسام‭ ‬المتظاهرین‭.‬