دعوة لـ “الغرفة” لبحث تداعيات “كورونا” التجارية

تأخر وصول البضائع الصينية للسوق البحرينية ينذر بأزمة

| علي الفردان

تحدث‭ ‬تجار‭ ‬بحرينيون‭ ‬عن‭ ‬تأخر‭ ‬وصول‭ ‬بعض‭ ‬البضائع‭ ‬الصينية،‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬تداعيات‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬“كورونا”،‭ ‬الذي‭ ‬يعمق‭ ‬جراحه‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭ ‬المعروفة‭ ‬بـ‭ ‬“مصنع‭ ‬العالم”‭.‬

وقال‭ ‬أصحاب‭ ‬أعمال‭ ‬إن‭ ‬التأخير‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬أشهر‭ ‬وربما‭ ‬لفترة‭ ‬مفتوحة‭ ‬غير‭ ‬محددة،‭ ‬وإن‭ ‬هذا‭ ‬التأخير‭ ‬يسبب‭ ‬كسادا‭ ‬لدى‭ ‬الشركات‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المنظور‭.‬

وأبلغ‭ ‬صاحب‭ ‬الأعمال‭ ‬عبدالكريم‭ ‬فليج،‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬الملابس‭ ‬ويستورد‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬“البلاد”‭ ‬بأن‭ ‬الشحنات‭ ‬الصينية‭ ‬بدأت‭ ‬تتأخر‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬التجار‭ ‬إزاء‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬قطع‭ ‬الملابس‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬المصانع‭ ‬البحرينية‭ ‬بدأت‭ ‬تشعر‭ ‬بنقص‭ ‬في‭ ‬إمدادات‭ ‬قطع‭ ‬الغيار‭.‬

وكانت‭ ‬وكالات‭ ‬سيارات‭ ‬صينية‭ ‬قد‭ ‬أكدت‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬قبل‭ ‬أسبوع،‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬نقص‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬قطع‭ ‬غيار‭ ‬السيارات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مسؤولا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬لم‭ ‬يخف‭ ‬خشيته‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬مشكلة‭ ‬“الكورونا”،‭ ‬متوقعا‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأسواق‭ ‬وجميع‭ ‬القطاعات‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭.‬

وقال‭ ‬الفليج‭ ‬“إن‭ ‬مؤسسته‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تستلم‭ ‬شحنة‭ ‬ملابس‭ ‬صيفية‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬فبراير‭ ‬الجاري،‭ ‬وأخرى‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الشهر‭ ‬نفسه؛‭ ‬استعدادًا‭ ‬لرمضان‭ ‬المبارك‭ ‬وعيد‭ ‬الفطر،‭ ‬لكن‭ ‬الصين‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬بالشحن”‭.‬

وأفاد‭ ‬فليج‭ ‬“بحسب‭ ‬مزودينا‭ ‬والمصانع‭ ‬التي‭ ‬نتعامل‭ ‬معها،‭ ‬فإن‭ ‬أقرب‭ ‬شحنة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬أو‭ ‬يونيو‭ ‬المقبلين،‭ ‬مستدركا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬مشروط‭ ‬بالقضاء‭ ‬على‭ ‬“كورونا”‭ ‬في‭ ‬أبريل”‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬استمرار‭ ‬الوضع‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المنوال،‭ ‬سنفقد‭ ‬سوقنا‭ ‬لعيد‭ ‬الأضحى‭ ‬أيضًا‭.‬

ودعا‭ ‬فليج‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬وجهها‭ ‬لغرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين،‭ ‬المبادرة‭ ‬وعقد‭ ‬اجتماع‭ ‬لاقتراح‭ ‬الحلول‭ ‬الممكنة‭ ‬لمساعدة‭ ‬التجار،‭ ‬وتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬لبحث‭ ‬الموضوع،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الصين‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الاستيراد‭.‬

وقال‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬للغرفة‭ ‬“إن‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مزودين‭ ‬جدد‭ ‬وموثوقين،‭ ‬سوف‭ ‬يأخذ‭ ‬وقتا‭ ‬وبحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬نفتقدها‭ ‬لهذا‭ ‬الموسم‭ (...)‬،‭ ‬علينا‭ ‬التزامات‭ ‬للبنوك،‭ ‬فإذا‭ ‬تأثرت‭ ‬تجارتنا؛‭ ‬بسبب‭ ‬فيروس‭ ‬“كورونا”،‭ ‬فبالتأكيد‭ ‬التزاماتنا‭ ‬للبنوك‭ ‬سوف‭ ‬تتأثر”‭.‬

وذكر‭ ‬تاجر‭ ‬آخر،‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬تجارة‭ ‬المعدات‭ ‬المكتبية،‭ ‬فضل‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه،‭ ‬“كانت‭ ‬التواريخ‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬محددة‭ ‬وواضحة‭ ‬للمعدات‭ ‬الصينية،‭ ‬حاليًا‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تاريخ‭ ‬محددة،‭ ‬وهذا‭ ‬يسبب‭ ‬إرباكا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية،‭ ‬وكنا‭ ‬بالسابق‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬العادية،‭ ‬تستغرق‭ ‬شحناتنا‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬35‭ ‬يوما،‭ ‬حاليًا‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬عنها‭ ‬شيئا”‭.‬