ابنة المرحوم لـ “البلاد”: العائلة تقدم شكوى بـ “نهرا” ضد اختصاصية التخدير

إبراهيم دخل “السلمانية” لإزالة الحصى.. والتخدير الخاطئ توفاه

| محرر الشؤون المحلية

قالت‭ ‬منى‭ ‬ابنة‭ ‬المرحوم‭ ‬إبراهيم‭ ‬جاسم‭ ‬فخر‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬إن‭ ‬والدها‭ ‬دخل‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬للخضوع‭ ‬لعملية‭ ‬جراحية‭ ‬بسيطة‭ ‬لإزالة‭ ‬حصى‭ ‬من‭ ‬المرارة،‭ ‬ومدتها‭ ‬نصف‭ ‬ساعة،‭ ‬ولكن‭ ‬خطأ‭ ‬طبيا‭ ‬أدى‭ ‬لرحيل‭ ‬روحه‭ ‬لبارئها‭.‬

وأوضحت‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬مؤشرات‭ ‬علمية‭ ‬لوجود‭ ‬خطأ‭ ‬طبي‭ ‬متورطة‭ ‬فيه‭ ‬اختصاصية‭ ‬التخدير،‭ ‬وأنها‭ ‬لا‭ ‬تفقه‭ ‬معنى‭ ‬التخدير‭ ‬الطبي‭ ‬الدقيق‭ ‬الناجح،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬ذلك‭ ‬معلومات‭ ‬تلقتها‭ ‬العائلة‭ ‬من‭ ‬الطبيب‭ ‬ومن‭ ‬الكادر‭ ‬التمريضي‭ ‬وغيرهم‭.‬

وذكرت‭ ‬أن‭ ‬العائلة‭ ‬تقدمت‭ ‬بشكوى‭ ‬لدى‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ (‬نهرا‭) ‬ضد‭ ‬اختصاصية‭ ‬التخدير‭.‬

وانتقدت‭ ‬تأخر‭ ‬التجاوب‭ ‬مع‭ ‬الشكوى‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬مضمونها،‭ ‬إذ‭ ‬بلغت‭ ‬المدة‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬3‭ ‬أسابيع‭.‬

وتساءلت‭: ‬أليس‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬الاستعجال‭ ‬في‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬والشكاوى‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأرواح‭ ‬المرضى‭ ‬لئلا‭ ‬نعرض‭ ‬حياة‭ ‬مرضى‭ ‬آخرين‭ ‬للمصير‭ ‬نفسه؟‭ ‬وهل‭ ‬ننتظر‭ ‬وقائع‭ ‬أخرى‭ ‬مشابهة‭ ‬لنتحرك‭ ‬ونجري‭ ‬إجراءاتنا؟‭ ‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هيئة‭ ‬“نهرا”‭ ‬ردت‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬الشكوى‭ ‬بأنها‭ ‬بصدد‭ ‬مباشرة‭ ‬النظر‭ ‬بالوثائق‭ ‬والتقارير‭ ‬المطلوبة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬وسيتم‭ ‬إخطارها‭ ‬بالنتيجة‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬انتهى‭ ‬فحص‭ ‬الموضوع‭ ‬محل‭ ‬الشكوى‭.‬

وقالت‭ ‬إن‭ ‬العائلة‭ ‬قدمت‭ ‬الشكوى‭ ‬بتاريخ‭ ‬19‭ ‬يناير‭ ‬2020‭ ‬بينما‭ ‬رد‭ ‬الهيئة‭ ‬باستلام‭ ‬الشكوى‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬فبراير‭ ‬2020‭.‬

وسجلت‭ ‬استغرابها‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تسبيب‭ ‬شهادة‭ ‬الوفاة‭ ‬الصادرة‭.‬

مقال‭ ‬منى‭ ‬فخر

وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬نص‭ ‬المقال‭ ‬الذي‭ ‬كتبته‭ ‬منى‭ ‬لنشره‭ ‬بالصحيفة‭:‬

‭ ‬مر‭ ‬على‭ ‬رحيله‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الشهر‭ ‬ومازلنا‭ ‬نعيش‭ ‬ألم‭ ‬الفقد‭ ‬وجرح‭ ‬قلة‭ ‬الحيلة‭.. ‬نعم‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬لنعرف‭ ‬بأن‭ ‬والدي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إدخاله‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬لإجراء‭ ‬عملية‭ ‬جراحية‭ ‬بسيطة‭ ‬لإزالة‭ ‬الحصى‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬النصف‭ ‬ساعة‭ ‬بأنه‭ ‬سيكسر‭ ‬ظهورنا‭ ‬ويقطّع‭ ‬نياط‭ ‬قلوبنا‭ ‬بخروج‭ ‬الطبيب‭ ‬واختصاصية‭ ‬التخدير‭ ‬ليخبرانا‭ ‬بتوقف‭ ‬قلب‭ ‬أبي‭ ‬نهاية‭ ‬العملية،‭ ‬التي‭ ‬خرج‭ ‬منها‭ ‬جثةً‭ ‬هامدة‭ ‬بعد‭ ‬إنعاشٍ‭ ‬دام‭ ‬ساعة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قولهم‭.. ‬وهنا‭ ‬نقف‭ ‬لنبكي‭ ‬ونندب‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬المشؤوم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬الاتصال‭ ‬بنا‭ ‬فيه‭ ‬قبل‭ ‬العملية‭ ‬بيوم‭ ‬لإدخاله‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬استعدادًا‭ ‬لدخول‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬وإجراء‭ ‬الفحوصات‭ ‬الطبية‭ ‬اللازمة‭ ‬التي‭ ‬أهلته‭ ‬لإجراء‭ ‬تلك‭ ‬العملية‭.‬

هل‭ ‬كان‭ ‬مقدرًا‭ ‬لأبي‭ ‬الغالي‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬تحت‭ ‬أيدي‭ ‬أطباء‭ ‬متدربين،‭ ‬أم‭ ‬كان‭ ‬قدره‭ ‬تواجد‭ ‬اختصاصية‭ ‬التخدير‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تفقه‭ ‬معنى‭ ‬التخدير‭ ‬الطبي‭ ‬الدقيق‭ ‬الناجح؟‭! ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬لنعلم‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬خطوة‭ ‬التخدير‭ ‬وكأنها‭ ‬خطوة‭ ‬ليست‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬لذلك‭ ‬يُقدّم‭ ‬للعمل‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يستأهلها‭ ‬ومن‭ ‬جعل‭ ‬للتدريب‭ ‬العابر‭ ‬غير‭ ‬الواقعي‭ ‬معيارًا‭ ‬للنجاح‭ ‬لمجرد‭ ‬انتهاء‭ ‬بعض‭ ‬الدورات‭ ‬لأناس‭ ‬غير‭ ‬مؤهلين‭ ‬وغير‭ ‬متخصصين‭.. ‬إذ‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬طبيب‭ ‬أو‭ ‬اختصاصي‭ ‬التخدير‭ ‬ذلك‭ ‬المستشار‭ ‬الفذ‭ ‬الذي‭ ‬يُعتمد‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬العملية‭ ‬وحتى‭ ‬نهايتها‭.. ‬ولم‭ ‬نعد‭ ‬نرى‭ ‬دائمًا‭ ‬أولئك‭ ‬المستشارين،‭ ‬بل‭ ‬أصبحنا‭ ‬حاليًا‭ ‬نرى‭ ‬ونسمع‭ ‬بحالاتٍ‭ ‬كثيرة‭ ‬راحت‭ ‬ضحية‭ ‬الاستهتار‭ ‬بقدسية‭ ‬ذلك‭ ‬التخصص‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬اختصاصي‭ ‬التخدير‭ ‬ذا‭ ‬صيتٍ‭ ‬طبي‭ ‬طيّب،‭ ‬إذ‭ ‬يَحترم‭ ‬حياة‭ ‬المريض‭ ‬ويخاف‭ ‬عليها‭ ‬ويحرص‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬روحه‭ ‬دون‭ ‬إخلال‭ ‬بأي‭ ‬وظيفة‭ ‬لأعضاء‭ ‬المريض‭.‬

من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬فقد‭ ‬توجهت‭ ‬بشكوى‭ ‬للهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ (‬نهرا‭) ‬لعلّ‭ ‬وعسى‭ ‬نشهد‭ ‬أنا‭ ‬وأخواتي‭ ‬وإخواني‭ ‬ما‭ ‬يهوّن‭ ‬علينا‭ ‬حساب‭ ‬النفس‭ ‬في‭ ‬التفريط‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬والدنا‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬وقد‭ ‬انتظرت‭ ‬الرد‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬وبعد‭ ‬مضي‭ ‬الوقت‭ ‬أتصل‭ ‬لأفاجأ‭ ‬بالرد‭ ‬بأن‭ ‬الموضوع‭ ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬في‭ ‬أدنى‭ ‬حد‭ ‬ست‭ ‬أشهر‭ ‬وقد‭ ‬يزيد،‭ ‬ولا‭ ‬أعرف‭ ‬حقيقةً‭ ‬مدى‭ ‬جدية‭ ‬العمل‭ ‬بذلك‭ ‬طالما‭ ‬تأخذ‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬رغم‭ ‬كونها‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬ملف‭ ‬المريض‭ ‬لمتابعة‭ ‬ماجاء‭ ‬في‭ ‬الشكوى،‭ ‬وحتى‭ ‬إفادة‭ ‬استلام‭ ‬الشكوى‭ ‬نفسها‭ ‬لم‭ ‬أستلمها‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬مهاتفتي‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬لهم،‭ ‬علمًا‭ ‬بأن‭ ‬شهادة‭ ‬الوفاة‭ ‬نفسها‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬تخصيص‭ ‬خانة‭ ‬لذكر‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭ ‬رغم‭ ‬أهمية‭ ‬الإشارة‭ ‬إليها‭ ‬كحقٍ‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬العام‭ ‬والمقصد‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭. ‬أليس‭ ‬من‭ ‬الضرورة‭ ‬الاستعجال‭ ‬في‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬والشكاوى‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأرواح‭ ‬المرضى‭ ‬لئلا‭ ‬نعرض‭ ‬حياة‭ ‬مرضى‭ ‬آخرين‭ ‬للمصير‭ ‬نفسه؟‭ ‬هل‭ ‬ننتظر‭ ‬وقائع‭ ‬أخرى‭ ‬مشابهة‭ ‬لنتحرك‭ ‬ونجري‭ ‬إجراءاتنا؟‭ ‬هل‭ ‬يا‭ ‬ترى‭ ‬لوكان‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭ ‬المتوفى‭ ‬المتعرض‭ ‬لذلك‭ ‬الخطأ‭ ‬الطبي‭ ‬أحد‭ ‬أقارب‭ ‬من‭ ‬قدمت‭ ‬لهم‭ ‬الشكوى‭ ‬ومن‭ ‬يقومون‭ ‬بسحلفة‭ ‬الإجراءات‭ ‬ستتطلب‭ ‬المدة‭ ‬نفسها؟

أنا‭ ‬ابنة‭ ‬المتوفى‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وأطالب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬الحر‭ ‬أن‭ ‬يُحاسب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬حياة‭ ‬والدي‭ ‬الغالي،‭ ‬وأدعو‭ ‬أصحاب‭ ‬كلمة‭ ‬الحق‭ ‬أن‭ ‬يقفوا‭ ‬موقفًا‭ ‬جليًّا‭ ‬جريئًا‭ ‬وأن‭ ‬يُعلوا‭ ‬كلمة‭ ‬الحق‭ ‬ويطبقوا‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬محكم‭ ‬كتابه‭: (‬فَأَمَّا‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬فَيَعْلَمُونَ‭ ‬أَنَّهُ‭ ‬الْحَقُّ‭ ‬مِنْ‭ ‬رَبِّهِمْ‭).‬