أسعارها منخفضة وزبائنها الباصات وخزانات المقاولين والرافعات

“البلاد” ترصد سوقا سوداء لبيع الديزل في جرداب

| علوي الموسوي

كشفت‭ ‬“البلاد”‭ ‬بعد‭ ‬رصد‭ ‬ومتابعة‭ ‬قيام‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الآسيويين‭ ‬بعمليات‭ ‬بيع‭ ‬خارج‭ ‬القانون‭ ‬للديزل‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬مناطق‭ ‬جرداب،‭ ‬منذ‭ ‬أسابيع‭ ‬عدة،‭ ‬إذ‭ ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمليات‭ ‬التظليل‭ ‬باتخاذ‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬فيها‭ ‬مكانًا‭ ‬آمنًا‭ ‬للقيام‭ ‬بعمليات‭ ‬التهريب‭ ‬والبيع‭ ‬المنظم‭ ‬في‭ ‬علامة‭ ‬بارزة‭ ‬لسوق‭ ‬سوداء‭ ‬لبيع‭ ‬الديزل‭.‬

وتشير‭ ‬الدلائل‭ ‬الواضحة‭ ‬والموصوفة،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬تحقق‭ ‬“البلاد”‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬التي‭ ‬يديرها‭ ‬الآسيويون،‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬نقطة‭ ‬معينة‭ ‬اتخذها‭ ‬الآسيويون‭ ‬مركزًا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬جرداب‭ ‬المتاخمة‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬وجدعلي،‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬مظللة‭ ‬ويوجد‭ ‬بها‭ ‬مواقف‭ ‬للسيارات‭.‬

وينشط‭ ‬الآسيويون‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬الديزل‭ ‬على‭ ‬السيارات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬مادة‭ ‬الديزل‭ ‬كوقود‭ ‬لتشغيل‭ ‬محركها،‭ ‬كالرافعات،‭ ‬وسيارات‭ (‬بيك‭ ‬أب‭) ‬خصوصًا‭ ‬الباصات‭ ‬الكبيرة‭ ‬المخصصة‭ ‬لنقل‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬المدراس‭.‬

“البلاد”‭ ‬زارت‭ ‬الموقع‭ ‬ووثقت‭ ‬بالصور‭ ‬والفيديو‭ ‬عمليات‭ ‬البيع‭ ‬والتقت‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬الآسيويين‭ ‬الذين‭ ‬يمتلكون‭ ‬سيارة‭ (‬تنكر‭ ‬ديزل‭) ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬الموقع‭ ‬ذاته‭ ‬مكانًا‭ ‬لبيع‭ ‬الديزل‭ ‬وكانت‭ ‬الوقفة‭ ‬كالتالي‭:‬

السلام‭ ‬عليكم‭ ‬هل‭ ‬يوجد‭ ‬لديكم‭ ‬ديزل؟

نعم‭ ‬في،‭ ‬جم‭ ‬يبي؟

لدي‭ ‬“تانكي”‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أشحنه‭ ‬يوجد‭ ‬لديكم‭ ‬كفاية؟

إي‭ ‬أرباب‭ ‬في‭ ‬ديزل،‭ ‬انت‭ ‬جيب‭ ‬وأنا‭ ‬يخلي‭.‬

بكم‭ ‬سعركم؟

سعر‭ ‬لازم‭ ‬أرباب‭ ‬يقول‭ ‬أنا‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬يقول‭.‬

لكني‭ ‬أخاف‭ ‬أن‭ ‬يرصدونا‭ ‬الشرطة؟

لا‭ ‬بياه،‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬خوف،‭ ‬أنا‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬خوف‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬الحديث‭ ‬أصر‭ ‬العامل‭ ‬الآسيوي‭ ‬إلى‭ ‬حضور‭ ‬“التنكر”‭ ‬لإعطاء‭ ‬التسعيرة‭ ‬النهائية،‭ ‬ولكي‭ ‬يتحقق‭ ‬بأني‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أشتري‭ ‬ولا‭ ‬أضيع‭ ‬وقتهم‭ ‬بالأسئلة‭.‬

وفي‭ ‬اليوم‭ ‬التالي،‭ ‬تابعت‭ ‬“كاميرا”‭ ‬البلاد‭ ‬رصد‭ ‬الموقع،‭ ‬تكثر‭ ‬السيارات‭ ‬والباصات‭ ‬على‭ ‬التردد‭ ‬عليهم؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬عشرات‭ ‬الليترات‭ ‬من‭ ‬الديزل‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحريك‭ ‬سياراتهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬رصد‭ ‬سيارات‭ (‬سكسويل‭) ‬تقوم‭ ‬بشحن‭ ‬خزانات‭ ‬كبيرة‭ ‬بالديزل،‭ ‬وهي‭ ‬مغطية‭ ‬في‭ ‬الخلف‭.‬

توجهنا‭ ‬لهم‭ ‬وسألنا‭ ‬الموجودين،‭ ‬هل‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نشحن‭ ‬خزان‭ ‬بحجم‭ ‬هذا‭ ‬الخزان‭ ‬من‭ ‬الديزل،‭ ‬فأجاب‭ ‬البائع‭ ‬نعم،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لدينا‭ ‬الآن‭ ‬كفاية‭ ‬انتظر‭ ‬ساعة‭ ‬وسنجلب‭ ‬لك‭.‬

أوقفنا‭ ‬أحد‭ ‬الزبائن‭ ‬المواطنين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قام‭ ‬بملء‭ ‬خزانات‭ ‬سياراته‭ (‬الرافعة‭) ‬بالديزل،‭ ‬فسألنا‭: ‬هل‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نشتري‭ ‬ديزل‭ ‬لشحن‭ ‬خزان‭ ‬سيارتنا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬مباشرة،‭ ‬أو‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تزكية‭ ‬أحدهم؟‭ ‬

فأجاب‭: ‬يمكنكم‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تزكية،‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬لديكم‭ ‬سيارة‭ ‬واستشعر‭ ‬هؤلاء‭ ‬أنكم‭ ‬تطلبون‭ ‬الديزل‭ ‬لشحن‭ ‬خزان‭ ‬سيارتكم‭.‬

وبشأن‭ ‬شرائه‭ ‬الديزل‭ ‬منهم‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬المحطة‭ ‬قال‭: ‬أنا‭ ‬أشتري‭ ‬منهم‭ ‬لأن‭ ‬السعر‭ ‬ينخفض‭ ‬عن‭ ‬سعر‭ ‬المحطات‭ ‬الرسمية‭ ‬بما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬30‭ %‬،‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬لحفظ‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬دفعها‭ ‬للمحطات‭.‬

وأضاف‭ ‬“المستفيدون‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬ليس‭ ‬أنا‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬لديهم‭ ‬سيارات‭ ‬أو‭ ‬باصات‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الديزل‭ ‬كوقود‭ ‬لمحركات‭ ‬سياراتهم،‭ ‬بل‭ ‬المستفيدون‭ ‬هم‭ ‬المقاولون‭ ‬الذي‭ ‬يشترون‭ ‬الديزل‭ ‬بأسعار‭ ‬مخفضة‭ ‬جدًا‭ ‬لديهم؛‭ ‬لتشغيل‭ ‬مولدات‭ ‬الكهرباء‭ ‬التي‭ ‬توفر‭ ‬الطاقة‭ ‬إلى‭ ‬الآليات‭ ‬الكهربائية‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬يستخدمونها‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬البناء‭ ‬والإنشاء”‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬الحديث‭ ‬طلب‭ ‬منها‭ ‬هذا‭ ‬المواطن‭ ‬بألا‭ ‬“نخرب‭ ‬عليهم”‭ ‬بالشكوى‭ ‬أو‭ ‬تمرير‭ ‬معلومات‭ ‬للصحافة؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬الأمر‭ ‬ويستفيد‭ ‬الجميع‭!‬

ولم‭ ‬يكشف‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬البيع‭ ‬والسوق‭ ‬السوداء‭ ‬عن‭ ‬مصدر‭ ‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬الديزل،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬اكتفوا‭ ‬بأنهم‭ ‬يبيعون‭ ‬الديزل‭ ‬بأسعار‭ ‬منخفضة‭ ‬وأقل‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬المحطات،‭ ‬وأنهم‭ ‬يحصلون‭ ‬عليه‭ ‬بأسعار‭ ‬مخفضة‭ ‬جدًا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يقومون‭ ‬ببيعه‭ ‬بأسعار‭ ‬منخفضة‭ ‬للعامة‭. ‬ورصدت‭ ‬“البلاد”‭ ‬رقم‭ ‬أحدى‭ ‬سيارات‭ ‬الخزانات‭ ‬التي‭ ‬يستخدمونها‭ ‬والعنوان‭ ‬الموجودين‭ ‬فيه،‭ ‬وبعض‭ ‬لوحات‭ ‬الزبائن،‭ ‬ورقم‭ ‬“التنكر”‭ ‬الذي‭ ‬يشحن‭ ‬نظيره‭ ‬الذي‭ ‬يبيع‭ ‬الزبائن‭ ‬يوميًا‭.‬