بعد تحقيق موسع دام عدة سنوات أجرته النيابة العامة

بدء توجيه التهم في قضية غسل الأموال المرتبطة بالبنوك الإيرانية

| المنامة - بنا

أعلن‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬علي‭ ‬البوعينين‭ ‬أمس‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬تحقيق‭ ‬موسع‭ ‬دام‭ ‬عدة‭ ‬سنوات،‭ ‬أحالت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬الأفراد‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬مخطط‭ ‬ضخم‭ ‬لغسل‭ ‬الأموال،‭ ‬حيث‭ ‬تتعلق‭ ‬الملاحقات‭ ‬القضائية‭ ‬بغسل‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬عبر‭ ‬بنك‭ ‬المستقبل‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تأسيسه‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والتحكم‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بنكين‭ ‬إيرانيين‭ ‬مملوكين‭ ‬لإيران،‭ ‬هما‭ ‬البنك‭ ‬الوطني‭ ‬الإيراني‭ (‬ملي‭) ‬وبنك‭ ‬صادرات‭ ‬إيران‭.‬

وأسفرت‭ ‬نتائج‭ ‬التحقيق‭ ‬الأولية‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة‭ ‬عن‭ ‬كشف‭ ‬مخطط‭ ‬كبير‭ ‬مكّن‭ ‬مختلف‭ ‬الكيانات‭ ‬الإيرانية‭ - ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الكيانات‭ ‬المتورطة‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬أو‭ ‬الخاضعة‭ ‬للعقوبات‭ ‬الدولية‭ - ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬المعاملات‭ ‬الدولية‭ ‬مع‭ ‬تجنب‭ ‬التدقيق‭ ‬التنظيمي‭.‬

ووجهت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬تهما‭ ‬مختلفة‭ ‬للمدعى‭ ‬عليهم‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬متعددة‭ ‬بموجب‭ ‬قانون‭ ‬حظر‭ ‬ومكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وكذلك‭ ‬بموجب‭ ‬انتهاكاتهم‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬المصرفية‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

وأشار‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬قد‭ ‬أحالت‭ ‬القضايا‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الكبرى،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬متورطين‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬المخطط‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬التحقيقات‭ ‬في‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المعاملات‭ ‬المتبقية‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬أردف‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬مباحثات‭ ‬يتم‭ ‬إجراؤها‭ ‬مع‭ ‬البلدان‭ ‬الأخرى‭ ‬المتأثرة‭ ‬جراء‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬للتحقيق‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬تأثير‭ ‬المعاملات‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬سالفة‭ ‬الذكر‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي‭ ‬العالمي‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬ذكر‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬تم‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬بنك‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬الذي‭ ‬استنتج‭ ‬بعد‭ ‬التدقيق‭ ‬وعدة‭ ‬عمليات‭ ‬تحري‭ ‬شاملة‭ ‬أن‭ ‬بنك‭ ‬المستقبل‭ ‬ومساهميه‭ ‬المسيطرين‭ ‬قد‭ ‬تورطوا‭ ‬في‭ ‬انتهاكات‭ ‬ممنهجة‭ ‬وواسعة‭ ‬للقوانين‭ ‬المصرفية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬قام‭ ‬بالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬موظفي‭ ‬بنك‭ ‬المستقبل‭ ‬ومراجعة‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬وثائق‭ ‬البنك‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وحدة‭ ‬التحقيقات‭ ‬المالية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وخبراء‭ ‬دوليين‭ ‬مستقلين‭ ‬ومحللين‭ ‬جنائيين‭.‬

وقد‭ ‬توصلت‭ ‬تلك‭ ‬التحقيقات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بنك‭ ‬المستقبل،‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬البنك‭ ‬الوطني‭ ‬الإيراني‭ (‬ملي‭) ‬وبنك‭ ‬صادرات‭ ‬إيران،‭ ‬قد‭ ‬نفذ‭ ‬آلاف‭ ‬المعاملات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬مع‭ ‬توفير‭ ‬غطاءات‭ ‬للكيانات‭ ‬الإيرانية‭ ‬فيها‭. ‬وقد‭ ‬تضمنت‭ ‬أحد‭ ‬أشكال‭ ‬الإخفاء‭ ‬الإزالة‭ ‬المتعمدة‭ ‬للمعلومات‭ ‬الأساسية‭ ‬عند‭ ‬تحويل‭ ‬الأموال‭ ‬عبر‭ ‬شبكة‭ ‬سويفت‭ - ‬وهي‭ ‬ممارسة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬يشار‭ ‬إليها‭ ‬باسم‭ ‬“Wire Stripping”‭. ‬كما‭ ‬حدد‭ ‬التحقيق‭ ‬آلاف‭ ‬المعاملات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تجريدها‭ ‬من‭ ‬البيانات،‭ ‬وبلغ‭ ‬مجموعها‭ ‬نحو‭ ‬5‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭.‬

وأعقب‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬بأن‭ ‬شكلا‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الإخفاء‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬خدمة‭ ‬الرسائل‭ ‬السرية‭ ‬كبديل‭ ‬لنظام‭ ‬سويفت،‭ ‬الذي‭ ‬أخفى‭ ‬عمدًا‭ ‬المعاملات‭ ‬من‭ ‬المنظمين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬حيث‭ ‬سمحت‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬لبنك‭ ‬المستقبل‭ ‬بإخفاء‭ ‬ما‭ ‬مجموعه‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬من‭ ‬المعاملات‭.‬

وقال‭ ‬محافظ‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬رشيد‭ ‬المعراج‭ ‬“كجزء‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬المالي‭ ‬وعضو‭ ‬مؤسس‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬العمل‭ ‬المالي‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ (‬MENA-FATF‭)‬،‭ ‬إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تلتزم‭ ‬بالتنفيذ‭ ‬الكامل‭ ‬للمعايير‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ويعد‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬الانتهاكات‭ ‬وملاحقتها‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬من‭ ‬حماية‭ ‬نزاهة‭ ‬النظام‭ ‬المالي‭ ‬الدولي”‭.‬

‭ ‬وتابع‭ ‬المحافظ‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬وقيمة‭ ‬المعاملات‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬يمكن‭ ‬مقارنتهما‭ ‬بالتحقيقات‭ ‬الدولية‭ ‬الأخرى‭ ‬المتعلقة‭ ‬بغسل‭ ‬الأموال،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تعقيد‭ ‬وحجم‭ ‬المعاملات‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الروابط‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بتمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬إيران‭.‬