الجمعية رمت بشباكها على “التجارة”: الموقع وعمقه واللوحات الإرشادية غير مناسبة

“الصيادين” ترفض الاتهامات بشأن طائرة متنزه الغوص

| علي الفردان

خالد‭ ‬بوعنق‭ ‬يوجه‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬للوزير‭ ‬الزياني الجيران‭: ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬بانوش‭ ‬تنطلق‭ ‬تحت‭ ‬مراقبة‭ ‬خفر‭ ‬السواحل المسافة‭ ‬بين‭ ‬الطائرة‭ ‬وسطح‭ ‬المياه‭ ‬غير‭ ‬مناسبة

 

اعتبر‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬الصيادين‭ ‬المحترفين‭ ‬جاسم‭ ‬الجيران،‭ ‬اتهامات‭ ‬وزير‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة،‭ ‬للصيادين‭ ‬بتخريب‭ ‬مجسم‭ ‬طائرة‭ ‬“بوينج‭ ‬747”،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬غمرها‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬“منتزه‭ ‬الغوص”،‭ ‬أن‭ ‬“لا‭ ‬أساس‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الصحة”،‭ ‬وأنها‭ ‬محاولة‭ ‬لتحميل‭ ‬صيادي‭ ‬الروبيان‭ ‬أعباء‭ ‬إضافية‭ ‬بعد‭ ‬توقفهم‭ ‬عن‭ ‬مزاولة‭ ‬الصيد‭. ‬

وكان‭ ‬وزير‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة‭ ‬زايد‭ ‬الزياني،‭ ‬قد‭ ‬وجه‭ ‬أصابع‭ ‬الاتهام‭ ‬إلى‭ ‬صيادي‭ ‬روبيان‭ ‬غير‭ ‬مرخصين‭ ‬بالتسبب‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تخريب‭ ‬في‭ ‬“ساحل‭ ‬الغوص”،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬النائب‭ ‬خالد‭ ‬بوعنق‭ ‬لتوجيه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬للوزير‭ ‬بخصوص‭ ‬الإحداثيات‭ ‬التي‭ ‬بموجبها‭ ‬تم‭ ‬اختيار‭ ‬موقع‭ ‬الطائرة،‭ ‬وعن‭ ‬تأثر‭ ‬الطائرة‭ ‬بعد‭ ‬إغراقها،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الموقع‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إنزالها‭ ‬فيه،‭ ‬وأسباب‭ ‬تحركها‭ ‬من‭ ‬موقعها‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تحركت،‭ ‬مع‭ ‬التكلفة‭ ‬الإجمالية‭ ‬لعملية‭ ‬إغراق‭ ‬الطائرة‭.‬

وأبلغ‭ ‬الجيران‭ ‬“البلاد”‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬بانوش‭ ‬بحسب‭ ‬التقديرات،‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬موانئ‭ (‬فرض‭) ‬رئيسة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬ومراقبة‭ ‬وموافقة‭ ‬خفر‭ ‬السواحل،‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬البوانيش‭ ‬متوقفة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬ونصف‭ ‬العام،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬منعها‭ ‬من‭ ‬صيد‭ ‬الروبيان،‭ ‬وأن‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البوانيش‭ ‬لم‭ ‬يتحرك‭ ‬من‭ ‬موقعه،‭ ‬فكيف‭ ‬للوزير‭ ‬أن‭ ‬يتهمها‭ ‬بالتسبب‭ ‬بتخريب‭ ‬جسم‭ ‬الطائرة؟‭ ‬

وانتقد‭ ‬الجيران‭ ‬اختيار‭ ‬موقع‭ ‬الطائرة‭ ‬والعمق‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬دفنها‭ ‬عليه،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬20‭ ‬مترا،‭ ‬وهو‭ ‬عمق‭ ‬غير‭ ‬مناسب،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تتبق‭ ‬مسافة‭ ‬مقبولة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مجسم‭ ‬الطائرة‭ ‬وسطح‭ ‬المياه،‭ ‬ما‭ ‬يعرضها‭ ‬للانجراف‭ ‬والارتطام‭. ‬

وأشار‭ ‬الجيران‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬حريا‭ ‬بالوزارة‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بوضع‭ ‬إرشادات‭ ‬واضحة‭ ‬ومرئية،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬للمنطقة‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مصائد‭ ‬الأسماك،‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬محدودة‭ ‬بعد‭ ‬تقسيم‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وقطر‭. ‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬اختيار‭ ‬موقع‭ ‬أكثر‭ ‬ملاءمة‭ ‬من‭ ‬الموقع‭ ‬الحالي‭.‬

ورأى‭ ‬الجيران‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬الطائرة‭ ‬لتكون‭ ‬بيئة‭ ‬للغوص‭ ‬غير‭ ‬مناسب،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬قوة‭ ‬هيكلها‭ ‬لتحمل‭ ‬التيارات‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬الانجراف،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬حديثا‭ ‬يتداول‭ ‬أن‭ ‬جسم‭ ‬الطائرة‭ ‬تأثر‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬إغراقها‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬لإقامة‭ ‬“منتزه‭ ‬الغوص”،‭ ‬واستدرك‭ ‬بالقول‭ ‬“ربما‭ ‬لو‭ ‬استخدموا‭ ‬جسم‭ ‬باخرة‭ ‬قديمة‭ ‬تكون‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬الفولاذ‭ ‬لكانت‭ ‬ستتحمل‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬وتدوم‭ ‬لسنوات”‭. ‬

وأعلن‭ ‬منتزه‭ ‬الغوص،‭ ‬أخيرًا،‭ ‬أن‭ ‬سفن‭ ‬صيد‭ ‬روبيان‭ ‬غير‭ ‬مرخصة‭ ‬للصيد‭ ‬دخلت‭ ‬الحدود‭ ‬المحمية‭ ‬لموقع‭ ‬المنتزه،‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬تلف‭ ‬بعض‭ ‬المجسمات‭ ‬تحت‭ ‬الماء،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬السفن‭ ‬المعنية،‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬السلطات‭ ‬على‭ ‬تحديدها،‭ ‬انتهكت‭ ‬بوضوح‭ ‬القرار‭ ‬الوزاري‭ ‬رقم‭ (‬205‭) ‬لسنة‭ ‬2018‭ ‬بشأن‭ ‬حظر‭ ‬الصيد‭ ‬البحري،‭ ‬بواسطة‭ ‬شباك‭ ‬الجر‭ ‬القاعية‭ (‬الكراف‭)‬،‭ ‬وإشعار‭ ‬البحارة‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬شؤون‭ ‬الموانئ‭ ‬والملاحة‭ ‬البحرية‭ (‬177/2019‭) ‬بتاريخ‭ ‬8‭ ‬يوليو‭ ‬2019،‭ ‬الذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬منطقة‭ ‬استبعاد‭ ‬بمسافة‭ ‬2‭ ‬ميل‭ ‬بحري‭ ‬حول‭ ‬المنتزه‭. ‬

 

التحقيق‭ ‬جارٍ‭ ‬بملابسات‭ ‬الحادث

أكد‭ ‬وزير‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة،‭ ‬أن‭ ‬التحقيق‭ ‬جارٍ‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬ملابسات‭ ‬الحادثة‭ ‬باستخدام‭ ‬رادار‭ ‬مفصل،‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬بيانات‭ ‬التتبع‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬السفن،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬النتائج‭ ‬الأولية‭ ‬للتحقيق‭ ‬الذي‭ ‬أُجري‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬فريق‭ ‬مختص‭ ‬من‭ ‬المحققين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬الضرر‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬تصادم‭ ‬بين‭ ‬شباك‭ ‬الجر‭ ‬الثقيلة‭ ‬ومجسم‭ ‬الطائرة‭. ‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬“منتزه‭ ‬الغوص”‭ ‬افتتح‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019‭ ‬شمال‭ ‬مياه‭ ‬البحرين؛‭ ‬ليكون‭ ‬مقصدًا‭ ‬سياحيًا‭ ‬لرياضة‭ ‬الغوص،‭ ‬إذ‭ ‬يقام‭ ‬على‭ ‬مراحل‭ ‬بمساحة‭ ‬100‭,‬000‭ ‬متر،‭ ‬وتمثلت‭ ‬المرحلة‭ ‬بغمر‭ ‬طائرة‭ ‬“بوينج‭ ‬747”‭ ‬في‭ ‬قاع‭ ‬البحر،‭ ‬وتثبيتها‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬المنتزه‭.‬