سكران يقود سيارته بشكل خطير ويعضّ يد شرطي

| عباس إبراهيم

لاحظ‭ ‬شرطي‭ ‬مدني‭ ‬برتبة‭ ‬رئيس‭ ‬عرفاء‭ ‬أن‭ ‬قائد‭ ‬السيارة‭ ‬التي‭ ‬خلفه‭ ‬يضيء‭ ‬له‭ ‬مصابيح‭ ‬الخطر‭ ‬ويضغط‭ ‬على‭ ‬البوق‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬فاعتقد‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬طوارئ،‭ ‬فسمح‭ ‬له‭ ‬بالمرور‭ ‬بحسن‭ ‬نية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬شاهد‭ ‬المذكور‭ ‬يقود‭ ‬سيارته‭ ‬بطريقة‭ ‬تسبب‭ ‬الخطر‭ ‬للمارة‭ ‬ويدخل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬السيارات‭ ‬بتجاوزات‭ ‬خاطئة‭ ‬كادت‭ ‬تتسبب‭ ‬بحادث‭ ‬مروري‭ ‬لسيدة،‭ ‬فقرر‭ ‬ملاحقته‭ ‬وتوقيفه،‭ ‬لكنه‭ ‬تفاجأ‭ ‬به‭ ‬يدخل‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬عالي‭ ‬وكانت‭ ‬الساعة‭ ‬حينها‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬11‭:‬30‭ ‬مساء‭ ‬بتاريخ‭ ‬4‭ ‬ديسمبر‭ ‬2019‭.‬

فقرر‭ ‬الشرطي‭ ‬متابعته‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬استيقاف‭ ‬سيارة‭ ‬الـ‭ ‬“البيك‭ ‬آب”‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص،‭ ‬وتبين‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬بحالة‭ ‬غير‭ ‬طبيعية،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنه‭ ‬عندما‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬التوقف‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬الطريق‭ ‬عند‭ ‬توقفه‭ ‬بجانب‭ ‬الإشارة‭ ‬الضوئية‭ ‬ألقى‭ ‬السائق‭ ‬على‭ ‬الدورية‭ ‬المدنية‭ ‬سيجارته‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يدخنها‭ ‬حينها‭ ‬ويرفض‭ ‬التوقف‭ ‬لهم‭ ‬ليتأكدوا‭ ‬من‭ ‬بياناته‭.‬

وتحرك‭ ‬المتهم‭ ‬من‭ ‬الموقع‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬استغراب‭ ‬رئيس‭ ‬العرفاء‭ ‬حسبما‭ ‬أدلى‭ ‬بإفادته‭ ‬لدى‭ ‬التحقيق‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬ولحق‭ ‬به‭ ‬لحين‭ ‬وصوله‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الدوريات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ووقف‭ ‬بجانبه‭ ‬مرة‭ ‬ثانية،‭ ‬وتحدث‭ ‬معه،‭ ‬وأبلغه‭ ‬بضرورة‭ ‬التوقف‭ ‬تفاديا‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬بحقه،‭ ‬فركب‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬الرصيف‭ ‬ونزل‭ ‬من‭ ‬سيارته،‭ ‬وعندما‭ ‬طلبوا‭ ‬منه‭ ‬تسليمهم‭ ‬إثبات‭ ‬هويته‭ ‬رفض،‭ ‬ما‭ ‬دعاهم‭ ‬إلى‭ ‬الاستفسار‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬الرئيسة‭ ‬عن‭ ‬بيانات‭ ‬مالك‭ ‬المركبة‭ ‬المذكورة‭. ‬وحينها‭ ‬حاول‭ ‬المتهم‭ ‬تحريك‭ ‬السيارة‭ ‬والهرب،‭ ‬فمنعه‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬أخبره‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬له‭ ‬التحرك‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة،‭ ‬فنزل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ووقف‭ ‬بالقرب‭ ‬منها،‭ ‬وغافلهم‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أثناء‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬بياناتها‭ ‬وطلب‭ ‬دورية‭ ‬مرور‭ ‬له‭ ‬حيث‭ ‬تفاجأ‭ ‬الشرطة‭ ‬الثلاثة‭ ‬الذين‭ ‬استوقفوه‭ ‬بالموقوف‭ ‬يهرب‭ ‬ركضا‭ ‬على‭ ‬الأقدام‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬منطقة‭ ‬عالي،‭ ‬فلحق‭ ‬به‭ ‬رئيس‭ ‬العرفاء‭ ‬لمسافة‭ ‬قرابة‭ ‬300‭ ‬متر‭ ‬حتى‭ ‬تمكن‭ ‬الإمساك‭. ‬وحصل‭ ‬تشابك‭ ‬بينهما‭ ‬دفعه‭ ‬على‭ ‬إثره‭ ‬المتهم‭ ‬بقوة،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬لسقوط‭ ‬الشرطي‭ ‬على‭ ‬جدار‭ ‬وتعرضه‭ ‬لإصابة‭ ‬في‭ ‬يده،‭ ‬لكنه‭ ‬نهض‭ ‬وأمسك‭ ‬به‭ ‬بأن‭ ‬حضنه‭ ‬من‭ ‬الخلف،‭ ‬فلم‭ ‬يتوقف‭ ‬المتهم‭ ‬عند‭ ‬ذلك،‭ ‬بل‭ ‬تفاجأ‭ ‬به‭ ‬يقوم‭ ‬بعضه‭ ‬في‭ ‬يده،‭ ‬حتى‭ ‬تمكن‭ ‬هو‭ ‬وزميله‭ ‬النائب‭ ‬عريف‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه،‭ ‬فيما‭ ‬أحضر‭ ‬الشرطي‭ ‬الثالث‭ ‬سيارة‭ ‬الدورية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬رفض‭ ‬الانصياع‭ ‬لأوامرهم‭ ‬بالركوب‭ ‬لداخلها‭ ‬ما‭ ‬دعاهم‭ ‬لاستدعاء‭ ‬دورية‭ ‬مساندة‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬الرفاع‭ ‬الغربي،‭ ‬ورفض‭ ‬بداية‭ ‬الركوب‭ ‬ورضخ‭ ‬بعدها‭ ‬لأمرهم‭. ‬وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الأربعيني‭ ‬العاطل‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬بمعرفة‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬قرر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬وعند‭ ‬الساعة‭ ‬6‭:‬00‭ ‬مساء‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬بمنطقة‭ ‬سند؛‭ ‬وتناول‭ ‬برفقة‭ ‬أصدقائه‭ ‬عدد‭ ‬6‭ ‬علب‭ ‬من‭ ‬البيرة،‭ ‬وأثناء‭ ‬عودته‭ ‬وعند‭ ‬وصوله‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬عالي،‭ ‬كانت‭ ‬خلفه‭ ‬سيارة‭ ‬تشير‭ ‬له‭ ‬بالإضاءة،‭ ‬فتوقف‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬الطريق،‭ ‬وعندما‭ ‬شاهد‭ ‬3‭ ‬أشخاص‭ ‬ينزلون‭ ‬منها‭ ‬وقادمين‭ ‬نحوه‭ ‬وهم‭ ‬يركضون‭ ‬خاف‭ ‬منهم‭ ‬ونزل‭ ‬من‭ ‬السيارة‭ ‬وركض‭ ‬هربا‭ ‬منهم،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬لحقوا‭ ‬به‭ ‬وأمسكه‭ ‬أحدهم‭ ‬ووضع‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬رقبته،‭ ‬وقال‭ ‬له‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بدأ‭ ‬بالصراخ‭ ‬طالبا‭ ‬النجدة،‭ ‬فقام‭ ‬الثاني‭ ‬بوضع‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬فمه‭ ‬لمنعه‭ ‬من‭ ‬الصراخ‭ ‬وضغط‭ ‬عليه‭ ‬بقوه‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬لانقطاع‭ ‬النفس‭ ‬منه‭ ‬فقام‭ ‬بعضه‭ ‬في‭ ‬يده‭ ‬لكي‭ ‬يبعدها‭ ‬عنه،‭ ‬مدعيا‭ ‬أنهم‭ ‬اعتدوا‭ ‬عليه‭ ‬بالضرب‭ ‬على‭ ‬أماكن‭ ‬متفرقة‭ ‬من‭ ‬جسمه‭ ‬وأثناء‭ ‬ذلك‭ ‬لاحظ‭ ‬وجود‭ ‬جهاز‭ ‬اللاسلكي‭ ‬فاطمأن‭ ‬قليلا،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬تعرض‭ ‬قبل‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬لموقف‭ ‬مشابه‭ ‬مع‭ ‬شرطة‭ ‬مدنيين‭ ‬ولم‭ ‬يصدقهم‭ ‬إلا‭ ‬حينما‭ ‬حضرت‭ ‬له‭ ‬دورية‭ ‬شرطة‭.‬

وأضاف‭ ‬أنهم‭ ‬عندما‭ ‬طلبوا‭ ‬منه‭ ‬الركوب‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬سيارته‭ ‬رفض‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬متأكدا‭ ‬من‭ ‬كونهم‭ ‬شرطة‭ ‬وطلب‭ ‬منهم‭ ‬إحضار‭ ‬دورية‭ ‬رسمية،‭ ‬وبالفعل‭ ‬حضرت‭ ‬دورية‭ ‬وركب‭ ‬معهم‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬نيابة‭ ‬المرور‭ ‬تم‭ ‬إخلاء‭ ‬سبيله‭ ‬بضمان‭ ‬مالي‭ ‬وقدره‭ ‬600‭ ‬دينار،‭ ‬لكن‭ ‬ولأنه‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬ذلك‭ ‬المبلغ‭ ‬تم‭ ‬إيداعه‭ ‬في‭ ‬توقيف‭ ‬الحوض‭ ‬الجاف،‭ ‬وبتاريخ‭ ‬8‭ ‬ديسمبر‭ ‬2019‭ ‬دفع‭ ‬المبلغ،‭ ‬وحينها‭ ‬تفاجأ‭ ‬بوجود‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬ضده‭.‬