السفير الساعاتي لـ “البلاد”: تأسيس مركز إقليمي بالمنامة لتوزيع منتجات الروس خليجيًا
قال سفير المملكة في روسيا الاتحادية أحمد الساعاتي لـ “البلاد” إن هذا العام سيشهد تأسيس مركز إقليمي لتوزيع وتسويق المنتجات الروسية في منطقة الخليج العربي عبر بوابة البحرين، مضيفا بأن هنالك مشروعا لإقامة منتدى اقتصادي بحريني روسي في المنامة بمشاركة كبار الشركات في مختلف المجالات.
وأوضح الساعاتي في حوار موسع أجرته معه “البلاد” بأن هنالك إعجابا روسيا كبيرا بنهج جلالة الملك في التقارب بين الشعوب ونشر السلام والوسطية والاعتدال، وهي السياسات التي عرفت بها البحرين في العالم ووضعتها في مصاف الدول ذات الاحترام في المجتمع الدولي.
إشراف ملكي
بداية كيف تقرأون تطور العلاقات البحرينية الروسية في الآونة الأخيرة؟ ما أهم الدلالات؟
العلاقات الآن بين روسيا والبحرين في أعلى مستوياتها وفي جميع المجالات، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ويرجع ذلك أولا وأخيرا إلى عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والذي دشن مرحلة جديدة من العلاقات منذ تسلمه الحكم، ليس فقط مع روسيا فحسب، وإنما مع جميع دول العالم.
وإشراف جلالته الشخصي وتوجيهاته لأن تكون البحرين حاضرة في كل المحافل والمناسبات وإرشاداته حول سبل تطوير وتعزيز العلاقات، حيث إن جلالته يستقبل المسؤولين ورؤساء الشركات الكبرى ويوجه القطاعات في البحرين إلى التعاون المشترك.
ضيف شرف
يقوم مجلس المفتين الروس بزيارات نوعية للمملكة، وكان عدد من ممثليه قد التقى في زيارته الأخيرة عاهل البلاد، ونظم العام الماضي مسابقة عالمية للقرآن الكريم تحت رعاية جلالة الملك، ما الرسائل التي تقرأها هنا؟
يحظى جلالة الملك باحترام كبير لدى المسؤولين السياسيين والقيادات الدينية والروحية الروسية بسبب نهجه في حوار الحضارات ودعمه للتعايش بين الديانات، ومحاربته التطرف، والإرهاب، فالرئيس بوتين يكن احتراما كبيرا لجلالته.
ولقد دعا جلالته قبل عامين ليكون ضيف الشرف بمعرض الدفاع بموسكو، وهناك دعوة خاصة أخرى لجلالته ليكون ضيف شرف لزيارة روسيا في المستقبل القريب.
ومجلس المفتين في روسيا معجب بنهج جلالته، لذلك اختاروه ليكون شخصية العام بالنسبة لمسابقة القرآن الكريم، والكنيسة الأرثوذوكسية في روسيا، والتي شاركت عدة مرات في مؤتمرات حوار الأديان التي أقيمت بالبحرين برعاية جلالة الملك.
يسترشدون سياسات جلالته في التقارب بين الشعوب ونشر السلام والوسطية والاعتدال، وهي السياسات التي عرفت بها البحرين في العالم ووضعتها في مصاف الدول ذات الاحترام في المجتمع الدولي، لذلك منحت أعلى الجامعات في روسيا مثل أكاديمية الدراسات الشرقية وأكاديمية العلماء الروس أعلى وسامين لجلالته، كما منحت جلالته جامعة موسكو، وهي أعلى مؤسسة أكاديمية في روسيا الدكتوراه الفخرية.
مشاركات
شهدت المنامة مؤخرا المؤتمر الأول للصناعات والمنتجات الروسية (حلال) وبمشاركة أكثر من عشرين شركة روسية، هل سنرى في المستقبل القريب المزيد من التعاون التجاري بين البلدين الصديقين؟
هنالك شراكات بين القطاع الخاص بين البلدين، خصوصا قطاعات الغاز والنفط والأغذية والتكنولوجيا والسياحة، وسنشهد هذا العام 2020 تأسيس مركز إقليمي لتوزيع وتسويق المنتجات الروسية في منطقة الخليج العربي عبر بوابة البحرين.
كما ستكون لروسيا مشاركة كبيرة هذا العام بمعرض البحرين الدولي للطيران بأكتوبر، ومشاركة بمعرض ومؤتمر البحرين للدفاع العام المقبل، كما أن هنالك مشروعا لإقامة منتدى اقتصادي بحريني روسي في المنامة بمشاركة كبار الشركات في مختلف المجالات.٫
المصلحة المشتركة
مثلت زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للسعودية والامارات منعطفا سياسيا كبيرا في المنطقة، هل تحمل هذه التطورات دلالات جديدة بشأن تنامي النفوذ الروسي بالشرق الأوسط؟
نحن لا ننظر للأمر كنفوذ، بل كوجود يحقق المصلحة المشتركة، فعندما دشنت المملكة العربية السعودية علاقات تجارية وثيقة مع روسيا، كانت تستهدف نقل الصناعات والخبرات الروسية إلى السعودية والمنطقة، ونحن في البحرين ندعم هذا التوجه، ونساند أي استثمار روسي في المنطقة.
فعندما تكون هنالك مصالح تجارية مشتركة، فإن ذلك ينعكس على حرص جميع الأطراف على تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، فالاقتصاد هو بوابة للاستقرار ويدعم الأمن والسلم، خصوصا وأن روسيا عضو فعال بمجلس الأمن وعليها مسؤولية والتزام في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم، ومحاربة الإرهاب والتطرف، وتدخل الدول الإقليمية في شؤون دول المنطقة.
الطاقة النظيفة
أعلن سابقا عن تعاون مصري روسي كبير لتنفيذ أحد أكبر المشاريع النووية في العالم، كيف تنظر للتعاون الروسي العربي بهذا المجال الإستراتيجي؟
تمتلك روسيا خبرات عريقة بمجال الطاقة النووية، واستخدامها في الأمور السلمية، لذلك استفادت مصر من هذه الخبرات، وهنالك تعاون مع السعودية والإمارات بهذا الجانب.
وما يعنينا هو تحقيق الأمان ونقل هذه التكنولوجيا إلى المنطقة وتوطينها؛ لأن تكلفتها قليلة وتساهم في دفع عجلة النمو الصناعي والاقتصادي الذي تتطلبها منطقة الشرق الأوسط، من بناء وتعمير وإنشاء مناطق صناعية تخدم شعوب المنطقة.
أما مملكة البحرين ونظرا لصغر جغرافيتها، فإنها تفضل التعاون في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة، كطاقتي الرياح والشمسية وغيرها، والآن وبعد تأسيس هيئة الطاقة المستدامة ستكون هنالك فرص للاستفادة من خبرات في روسيا وغيرها؛ لكي تكون بديلة عن الطاقة الأحفورية المسببة للضرر البيئي.
جامعة ومستشفى
هنالك حديث عن جامعة روسية ومستشفى روسي في طريقهما للافتتاح في البحرين، ما صحة ذلك؟
هنالك رغبة من جامعة النفط الروسية بفتح نوع من التعاون مع شركة نفط البحرين لتدريب الكوادر الوطنية ولاسيما بعد استكشاف الحقل البترولي الجديد، وستكون نواة لجامعة منطقة الخليج ككل، ولأن هنالك تعاظم لهذه الصناعة في المنطقة. وبالنسبة للمستشفى ونظرا لخبرات روسيا في طب العيون وأمراض السرطان وبعض الأمراض المزمنة، هنالك رغبة من بعض المستشفيات الخاصة بفتح مركز في البحرين يقدم الخدمة للمواطنين وأيضا للزوار من المملكة العربية السعودية، وهنالك نقاش مع بعض المستثمرين البحرينيين في هذا المجال.
مراسل روسيا
كيف تقرأ تعيين مراسل لقناة روسيا اليوم في العاصمة المنامة مؤخرا؟
استبشرنا بهذا القرار ويأتي تنفيذا لاتفاقية التعاون الإعلامي الموقع بين البلدين، ويعكس اهتمام روسيا في المنامة كمركز مهم، لنقل الصورة والمعلومات والتطورات الاقتصادية والسياسية للجمهور الروسي والعربي، حيث إن قناة روسيا اليوم، باتت إحدى أهم قناة مصادر المعلومات بالنسبة للمشاهد العربي، وأدعو المؤسسات في البحرين للتعاون مع مراسل القناة في المنامة؛ لمساعدته على توصيل المعلومات الصحيحة والإيجابية لروسيا الاتحادية.
الفرقاء بموسكو
احتضنت موسكو أخيرا اجتماعات كبرى تتعلق بالأزمة الليبية، وسد النهضة والأزمة السورية غيرها، هل ستتحول روسيا إلى مركز سياسي عالمي لقضايا الشرق الأوسط؟
بحكم أن روسيا دولة عظمى، وعضو دائم في مجلس الأمن، فإنها معنية بتحقيق الأمن والاستقرار في العالم، القائم على مبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، فيما يتعلق بسوريا كان الهدف من التدخل العسكري الروسي حول محاربة الإرهاب ودعم الشرعية والحفاظ على وحدة الأراضي.
وتطور هذا الدور بإجراء محادثات بين الأطراف المتنازعة بسوريا، بالتوازي مع جهود الأمين العام للأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار بهذا البلد.
كذلك في ليبيا، كان لسوريا جهود بجمع الفرقاء بموسكو، والعمل على محاربة الإرهابيين، وتضع روسيا دائما الدول العربية في الصورة حول المستجدات، ولدينا - بالمقابل - حوار مستمر مع روسيا بالنسبة للتهديدات التي تتعرض لها منطقة الخليج، خصوصا التدخلات الإيرانية واعتداءاتها على المنشآت النفطية السعودية، وخرقها للاتفاق النووي.
ونؤكد ضرورة أن تعمل روسيا كضامن لمنع هذه الممارسات التي تهدد الاستقرار والسلم في المنطقة.
180 طالبا
كم عدد الطلاب البحرينيين في الجامعات الروسية وما أهم التخصصات التي يتجهون إليها؟
يبلغ عددهم في حدود 180 طالبا وطالبة، ومعظمهم يدرسون الطب البشري والأسنان، وبعض التخصصات مثل حقوق الإنسان والإدارة، ملتحقين بذلك بجامعة عريقة تتجاوز بأعمارهم 200 سنة، وهنالك اعتراف من وزارة التربية والتعليم بمؤهلاتهم حسب النظام المعمول به بالمملكة.
تحفظ
كيف تنظر للعلاقات الروسية التركية في ظل تدخلات أردوغان في القضايا العربية كالملفين الليبي والسوري؟
نحن نعبر للجانب الروسي عن تحفظاتنا لأي تدخل إقليمي أجنبي في الشؤون العربية، ومن بينها التدخل الإيراني ببعض الدول العربية، والتدخل التركي في ليبيا وسوريا، ونؤكد ضرورة تنفيذ القرارات الأممية المتعلقة بالأزمتين السورية والليبية. وتشاركنا روسيا بضرورة تنفيذ القرارات الدولية، وبرفض التدخل الخارجي ما لم يأت من الحكومة الشرعية المعترف بها من الدولة نفسها.
استشارات
ما أهم المكاسب التي حققتها الدبلوماسية البحرينية في موسكو بالآونة الأخيرة؟
نحن محظوظون بأن تحظى الدبلوماسية البحرينية بتقدير ودعم من سيدي جلالة الملك، واستطاعت بفضل ذلك أن تحقق إنجازات في كثير من المحافل الدولية، وتفوقت على كثير من دول العالم الأكبر حجما والأكثر ثراء؛ لأن نهج سياسة الخارجية البحرينية يقوم على التعاون المشترك، والمصلحة المتبادلة، وإشاعة روح السلام، والصداقة، والالتزام بتطبيق القرارات والأعراف الدولية. ولذلك، تحظى سفارة المملكة بروسيا باحترام كبير من المسؤولين الروس، تتضح من خلال الرسائل وزيارات المسؤولين للسفارة والمملكة، وتعتمد السياسة الروسية كثيرا على بعثة البحرين في ملفات سياسية كبيرة وكثيرة، كمواضيع الأمن، ومحاربة الإرهاب، والتعاون بمجالات الطاقة، وتستشير دائما الخارجية الروسية البعثة عن رأي المملكة بهذه الملفات.
دينامو الخارجية
خيرا، كلمة توجهها للشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بعد ترجله من حقيبة الخارجية؟
الشيخ خالد بن أحمد هو (دينامو) السياسة الخارجية للمملكة، وبفضل حنكته وخبرته العريقة في العديد من الملفات الدولية، وتواصله المباشر مع سفراء المملكة في الخارج، وزياراته المكوكية لعواصم العالم.
حققت هذه الدبلوماسية نجاحات كبيرة في عهده، ولاشك بأنه سيكون له دور كبير في مهماته القادمة، والتي نتمنى له بها كل التوفيق.