لنشر الدوريات المرورية بالمناطق السكنية

“البلاد” توثق بالصور ظاهرة إقفال الشوارع والمنافذ بالسيارات

| محرر الشؤون المحلية

وثقت‭ ‬عدسة‭ ‬“البلاد”‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬البحرين،‭ ‬ظاهرة‭ ‬غريبة‭ ‬تتمثل‭ ‬بإقفال‭ ‬المنافذ‭ ‬والشوارع‭ ‬الداخلية‭ ‬للأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬بالسيارات‭ ‬الخاصة،‭ ‬لأسباب‭ ‬تتفاوت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬شح‭ ‬المواقف،‭ ‬وازدياد‭ ‬الرقعة‭ ‬العمرانية،‭ ‬والكثافة‭ ‬السكانية،‭ ‬والكسل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬حيث‭ ‬تتوافر‭ ‬المواقف‭ ‬الرحبة،‭ ‬لكن‭ ‬البعض‭ ‬يفضل‭ ‬اختصار‭ ‬المسافة‭ ‬لمقر‭ ‬السكن‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭. ‬وتظهر‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬تنشرها‭ ‬“البلاد”‭ ‬صورة‭ ‬لسيارة‭ ‬خاصة‭ ‬وهي‭ ‬تغلق‭ ‬نصف‭ ‬الشارع‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ (‬929‭) ‬بالحجيات،‭ ‬وهي‭ ‬تقف‭ ‬خلف‭ ‬سيارة‭ ‬أخرى‭ ‬لنفس‭ ‬الملاك،‭ ‬والذين‭ ‬يقطنون‭ ‬شقة‭ ‬في‭ ‬العمارة‭ ‬السكنية‭ ‬المقابلة‭. ‬ويتساءل‭ ‬مواطن‭ ‬رفض‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭ ‬“هل‭ ‬يعقل‭ ‬لقاطن‭ ‬شقة‭ ‬بالإيجار‭ ‬أن‭ ‬يستحوذ‭ ‬على‭ ‬نصف‭ ‬الشارع‭ ‬لنفسه؟‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجري؟”‭.‬

ويزيد”‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الساكنين‭ ‬يتجنبون‭ ‬تقديم‭ ‬بلاغات‭ ‬ضد‭ ‬المخالفين‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬الشرطة،‭ ‬منعاً‭ ‬للخصومة‭ ‬والشجارات،‭ ‬وعليه‭ ‬فمن‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬دوريات‭ ‬مرورية‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية‭ ‬لمخالفة‭ ‬هؤلاء،‭ ‬ولحفظ‭ ‬حق‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الشارع‭ ‬العام،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يستحوذ‭ ‬عليه‭ ‬أحد”‭. ‬وفي‭ ‬موقف‭ ‬مدهش،‭ ‬قام‭ ‬مؤجر‭ ‬آخر‭ ‬بنفس‭ ‬العمارة،‭ ‬بركن‭ ‬سيارته‭ ‬الثانية‭ ‬بنفس‭ ‬الطريقة،‭ ‬وكأنه‭ ‬يقول‭ ‬“شمعنى‭ ‬هو؟”‭. ‬بحيث‭ ‬تركن‭ ‬السيارة‭ ‬الأولى‭ ‬بالموقف‭ ‬المخصص‭ ‬للشقة‭ ‬المؤجرة،‭ ‬والسيارة‭ ‬الثانية‭ ‬خلفها،‭ ‬أي‭ ‬بمنتصف‭ ‬الشارع‭. ‬وفي‭ ‬صور‭ ‬أخرى‭ ‬تنشرها‭ ‬“البلاد”‭ ‬يظهر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬وهي‭ ‬تغلق‭ ‬منافذ‭ ‬شوارع‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬المجمعات‭ ‬السكنية‭ (‬203‭) ‬و‭(‬205‭) ‬بمحافظة‭ ‬المحرق،‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬بعض‭ ‬الملاك‭ ‬بوضع‭ ‬قصاصات‭ ‬ورقية‭ ‬على‭ (‬دشبورد‭) ‬السيارة،‭ ‬وآخرون‭ ‬يتجاهلون‭ ‬ذلك‭ ‬بالمرة‭. ‬ويقول‭ ‬عبدالله‭ ‬الشوملي‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى‭ ‬ليست‭ ‬بالجديدة،‭ ‬وهي‭ ‬قائمة؛‭ ‬نظراً‭ ‬لغياب‭ ‬الرقابة‭ ‬ولعدم‭ ‬إقدام‭ ‬الأهالي‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬شكاوى‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬الشرطة‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مطلوب‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬العبث‭ ‬والاستغلال،‭ ‬ومنعاً‭ ‬لانتشار‭ ‬الفوضى‭. ‬ويردف‭ ‬الشوملي‭ ‬“هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬السيئة‭ ‬تعطل‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬وتجمدها،‭ ‬فلك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬حدوث‭ ‬عارض‭ ‬طبي‭ ‬لأحدهم،‭ ‬كيف‭ ‬لذويه‭ ‬أن‭ ‬ينقلوه‭ ‬بالسيارة‭ ‬والمنفذ‭ ‬بهذا‭ ‬الحال؟‭ ‬أو‭ ‬مشوارا‭ ‬طارئا‭ ‬لأحدهم،‭ ‬كيف‭ ‬سيتصرف؟‭ ‬كثير‭ ‬ممن‭ ‬يضعون‭ ‬قصاصات‭ ‬ورقية‭ ‬بها‭ ‬أرقامهم‭ ‬على‭ ‬“دشبورد”‭ ‬السيارة‭ ‬لا‭ ‬يردون‭ ‬على‭ ‬الاتصال،‭ ‬خصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬العاشرة‭ ‬مساء”‭. ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬عينه،‭ ‬يؤكد‭ ‬مواطنون‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬اقفال‭ ‬الشوارع‭ ‬بالسيارات‭ ‬الخاصة‭ ‬مستفحلة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬المنامة،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬الفرجان‭ ‬والمناطق‭ ‬القديمة،‭ ‬موضحين‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الساكنين‭ ‬يضطرون‭ ‬لركن‭ ‬سياراتهم‭ ‬بمناطق‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬السكن،‭ ‬تجنباً‭ ‬للتعطل‭ ‬وللانتظار‭. ‬وما‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وتناميها،‭ ‬يؤمل‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬خطة‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم،‭ ‬تنفذ‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الشارع‭.‬