لا خيار أمامي بسبب ظروفي كـ “مطلقة” وتخلصت من الأدلة

فنية حسابات “الصحة” تعترف باختلاس 15 ألف دينار

| عباس إبراهيم

بررت‭ ‬شابة‭ ‬ثلاثينية‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بوظيفة‭ ‬فني‭ ‬حسابات‭ ‬اختلاسها‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬تستلمها‭ ‬باعتبارها‭ ‬مأمور‭ ‬تحصيل‭ ‬معتمد‭ ‬بالوزارة؛‭ ‬بسبب‭ ‬حاجتها‭ ‬للأموال‭ ‬لسداد‭ ‬الأقساط‭ ‬المتأخر‭ ‬سدادها‭ ‬لسيارتها‭ ‬وأقساط‭ ‬قرض‭ ‬شخصي‭ ‬آخر‭ ‬وإعالة‭ ‬أبنائها‭ ‬وشراء‭ ‬الحاجيات‭ ‬لهما؛‭ ‬نظرا‭ ‬للمشاكل‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬مع‭ ‬طليقها،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعمل‭ ‬لدى‭ ‬الوزارة‭ ‬سوى‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬اختلست‭ ‬نحو‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬خلال‭ ‬سنتين‭.‬وقررت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬تأجيل‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬القضية‭ ‬حتى‭ ‬جلسة‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬فبراير‭ ‬الجاري؛‭ ‬وذلك‭ ‬للاطلاع‭ ‬والرد‭ ‬مع‭ ‬التصريح‭ ‬بصورة‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬لوكيلتها‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬باستمرار‭ ‬حبس‭ ‬المتهمة‭ ‬لحين‭ ‬الجلسة‭ ‬المقبلة‭.‬

وكانت‭ ‬وجهت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمتهمة‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عامي‭ ‬2016‭ ‬و2017،‭ ‬وحال‭ ‬كونها‭ ‬موظفا‭ ‬عاما‭ - ‬فني‭ ‬حسابات‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭ - ‬اختلست‭ ‬مالا‭ ‬نقديا‭ ‬وقدره‭ ‬14797‭ ‬دينارا،‭ ‬والذي‭ ‬وجد‭ ‬في‭ ‬حيازتها‭ ‬بسبب‭ ‬وظيفتها‭ ‬كونها‭ ‬مأمور‭ ‬تحصيل‭.‬

وفي‭ ‬التفاصيل‭ ‬قالت‭ ‬مسؤولة‭ ‬قسم‭ ‬الحسابات‭ ‬أثناء‭ ‬التحقيق‭ ‬بمعرفة‭ ‬النيابة‭ ‬بشأن‭ ‬المتهمة،‭ ‬إن‭ ‬الأخيرة‭ ‬كانت‭ ‬وظيفتها‭ ‬استلام‭ ‬مبالغ‭ ‬العلاج‭ ‬بالخارج‭ ‬وإيجارات‭ ‬المحلات‭ ‬المستحقة‭ ‬للوزارة،‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬استلام‭ ‬المبلغ‭ ‬من‭ ‬المراجع‭ ‬وتحرير‭ ‬رصيد‭ ‬يثبت‭ ‬الاستلام‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬تسليم‭ ‬المبلغ‭ ‬إلى‭ ‬أمين‭ ‬الصندوق‭ ‬لإيداعه‭ ‬في‭ ‬الحساب‭ ‬البنكي‭ ‬الخاص‭ ‬بالوزارة‭.‬

وأفادت‭ ‬أن‭ ‬إحدى‭ ‬الموظفات‭ ‬اكتشفت‭ ‬استلام‭ ‬المتهمة‭ ‬لمبلغ‭ ‬إيجار‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المحلات‭ ‬دون‭ ‬توريده‭ ‬إلى‭ ‬أمين‭ ‬الصندوق،‭ ‬كما‭ ‬اكتشف‭ ‬موظف‭ ‬آخر‭ ‬أنها‭ ‬استولت‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المراجعين‭ ‬خاص‭ ‬باسترجاع‭ ‬مبالغ‭ ‬العلاج‭ ‬بالخارج،‭ ‬وسلمته‭ ‬مستند‭ ‬دفع‭ ‬غير‭ ‬مخصص‭ ‬لذلك‭ ‬الغرض‭.‬

وأشارت‭ ‬المسؤولة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وبالتدقيق‭ ‬والمراجعة‭ ‬تبين‭ ‬اختفاء‭ ‬دفتر‭ ‬أرصدة‭ ‬بالكامل‭ ‬وعدد‭ ‬6‭ ‬أرصدة‭ ‬من‭ ‬دفتر‭ ‬آخر‭ ‬خاص‭ ‬بمستندات‭ ‬الدفع‭ ‬وقد‭ ‬بلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬14797‭ ‬دينار،‭ ‬وعندما‭ ‬تواصلوا‭ ‬مع‭ ‬المرضى‭ ‬قرروا‭ ‬أنهم‭ ‬دفعوا‭ ‬المبالغ‭ ‬بالفعل،‭ ‬وقرر‭ ‬شاهدان‭ ‬آخران‭ ‬بالمضمون‭ ‬نفسه‭.‬

وأكدت‭ ‬مديرة‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬ضمن‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬الإداري‭ ‬مع‭ ‬المتهمة،‭ ‬بأن‭ ‬الأخيرة‭ ‬اعترفت‭ ‬بالواقعة،‭ ‬وأنها‭ ‬تخلصت‭ ‬من‭ ‬الأرصدة‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭ ‬لإخفاء‭ ‬فعلتها،‭ ‬مدعية‭ ‬حاجتها‭ ‬للنقود‭.‬

ولم‭ ‬تنكر‭ ‬المتهمة‭ ‬ارتكابها‭ ‬الجريمة‭ ‬خلال‭ ‬التحقيق،‭ ‬مبينة‭ ‬أنها‭ ‬اختلست‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬8‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬مدعية‭ ‬أن‭ ‬المبلغ‭ ‬لا‭ ‬يصل‭ ‬لما‭ ‬هي‭ ‬متهمة‭ ‬باختلاسه،‭ ‬وبررت‭ ‬الجريمة‭ ‬بسبب‭ ‬ظروفها‭ ‬الصعبة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭.‬

وأوضحت‭ ‬أنها‭ ‬تزوجت‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العام‭ ‬2005‭ ‬وأنجبت‭ ‬من‭ ‬زوجها‭ ‬ولد‭ ‬وبنت‭ ‬أكبرهما‭ ‬يبلغ‭ ‬12‭ ‬عاما،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬نالت‭ ‬الوظيفة‭ ‬لدى‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2016‭ ‬حصلت‭ ‬بينها‭ ‬مشاكل‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬ختمت‭ ‬بقضايا‭ ‬طلاق‭ ‬وحضانة،‭ ‬وبسبب‭ ‬ذلك‭ ‬ساءت‭ ‬ظروفها‭ ‬المالية‭ ‬جدا،‭ ‬فسيارتها‭ ‬التي‭ ‬استخرجتها‭ ‬بتسهيل‭ ‬مالي‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬تم‭ ‬سحبها‭ ‬بذلك‭ ‬الوقت‭ ‬بسبب‭ ‬المتأخرات‭ ‬البالغة‭ ‬500‭ ‬دينار،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مطالبة‭ ‬أحد‭ ‬البنوك‭ ‬لها‭ ‬بقيمة‭ ‬قرض‭ ‬استخرجته‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭.‬

وتابعت‭: ‬أنها‭ ‬فكرت‭ ‬بسرقة‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬تستلمها‭ ‬بحكم‭ ‬وظيفتها‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬الدفع‭ ‬للشركة‭ ‬والبنك،‭ ‬مدعية‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬خيار‭ ‬آخر‭ ‬أمامها،‭ ‬وبالفعل‭ ‬استلمت‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬مبلغ‭ ‬مالي‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬المرضى‭ ‬المراجعين‭ ‬وحررت‭ ‬له‭ ‬إيصال‭ ‬من‭ ‬دفتر‭ ‬الإيجارات‭ ‬الموجود‭ ‬لديها‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬وأخذت‭ ‬المبلغ‭ ‬ومزقت‭ ‬كافة‭ ‬نسخ‭ ‬الإيصال‭ ‬بالكامل‭ ‬وتخلصت‭ ‬منها،‭ ‬وقد‭ ‬كررت‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬لنحو‭ ‬10‭ ‬مرات‭.‬

وبعد‭ ‬ضبط‭ ‬الوزارة‭ ‬لأعمالها‭ ‬اعترفت‭ ‬للجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬وسلمتهم‭ ‬مبلغ‭ ‬400‭ ‬دينار‭ ‬وعرضت‭ ‬عليهم‭ ‬إرجاع‭ ‬باقي‭ ‬المبلغ،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬قرروا‭ ‬لها‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬فصلها‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬إغلاق‭ ‬القضية،‭ ‬فوافقت‭ ‬وتم‭ ‬فصلها‭ ‬بالفعل‭ ‬وتسليمها‭ ‬مستحقاتها‭ ‬المالية‭ ‬بلغت‭ ‬قرابة‭ ‬5000‭ ‬دينار،‭ ‬وظلت‭ ‬سنتين‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬معتقدة‭ ‬انتهاء‭ ‬القضية،‭ ‬حتى‭ ‬عادت‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬بعد‭ ‬سفرها‭ ‬برفقة‭ ‬صديقتها‭ ‬فتم‭ ‬توقيفها‭ ‬بتاريخ‭ ‬21‭ ‬نوفمبر‭ ‬2019‭ ‬حال‭ ‬وصولها‭ ‬للمطار‭.‬