متحدثا بـ “مؤسسة الحوار” عن تجربته المهنية ومن بينها 25 عاما بوزارات متعددة

فخرو للمسؤولين: “ارفسوا” الكرسي وأحذركم من الرشوة

| المنامة - المؤسسة البحرينية للحوار

أقامت‭ ‬المؤسسة‭ ‬البحرينية‭ ‬للحوار‭ ‬لقاءً‭ ‬لأعضائها‭ ‬مع‭ ‬المفكر‭ ‬والكاتب‭ ‬البحريني‭ ‬علي‭ ‬محمد‭ ‬فخرو‭ ‬في‭ ‬محاضرة‭ ‬بعنوان‭ ‬“علمتني‭ ‬الحياة”؛‭ ‬تحدث‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬خلاصة‭ ‬تجربته‭. ‬

“ربِّ‭ ‬لا‭ ‬تجعلني‭ ‬أموت‭ ‬على‭ ‬سريري‭.. ‬ودعني‭ ‬أموت‭ ‬في‭ ‬ساحات‭ ‬الحرية”‭... ‬بهذه‭ ‬العبارة‭ ‬التي‭ ‬قالها‭ ‬شاعر‭ ‬بولندي‭ ‬ابتدأ‭ ‬فخرو‭ ‬محاضرته،‭ ‬معتبرًا‭ ‬أنه‭ ‬وجد‭ ‬فيها‭ ‬ضالته‭ ‬منذ‭ ‬بدايات‭ ‬تكوينه‭ ‬الفكري‭ ‬والمعرفي،‭ ‬وشق‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬منهجه‭ ‬وطريقه‭ ‬في‭ ‬الحياة‭. ‬

وأخذ‭ ‬فخرو‭ ‬الحضور‭ ‬في‭ ‬جولة‭ ‬ثرية‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬حافلة‭ ‬بالجد‭ ‬والمثابرة‭ ‬ملأت‭ ‬حياة‭ ‬صاحبها‭ ‬بالإنجاز‭ ‬والنجاح‭ ‬في‭ ‬مشواره‭ ‬الكبير؛‭ ‬طالبًا،‭ ‬وطبيبًا،‭ ‬ثم‭ ‬وزيرًا‭ ‬للصحة،‭ ‬ووزيرًا‭ ‬للتربية‭ ‬والتعليم‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬ثم‭ ‬دبلوماسيًّا،‭ ‬ثم‭ ‬رئيسًا‭ ‬لمركز‭ ‬البحرين‭ ‬للبحوث‭ ‬والدراسات،‭ ‬ورئيسًا‭ ‬لمركز‭ ‬دراسات‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية‭ ‬أخيرًا،‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬المحطات‭ ‬باحثًا‭ ‬وناشطًا‭ ‬وكاتبًا‭ ‬وذا‭ ‬رأي‭ ‬وموقف‭ ‬يتسم‭ ‬بالمبدئية‭ ‬والالتزام‭.‬

ودعا‭ ‬فخرو‭ ‬في‭ ‬أولى‭ ‬نقاطه‭ ‬الثماني‭ ‬عشرة‭ ‬التي‭ ‬استعرضها‭ ‬أمس‭ ‬إلى‭ ‬القراءة‭ ‬والمطالعة‭ ‬باعتبارهما‭ ‬النافذة‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬متزنة‭ ‬وفاعلة؛‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬“الحياة‭ ‬تصبح‭ ‬بلا‭ ‬طعم‭ ‬وبلا‭ ‬جمال‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ثقافة‭ ‬واسعة،‭ ‬متعاظمة،‭ ‬متفاعلة،‭ ‬تمد‭ ‬الإنسان‭ ‬بأفكار‭ ‬جديدة،‭ ‬وبتذكير‭ ‬دائم‭ ‬بالقيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والإنسانية”‭. ‬

ومن‭ ‬وحي‭ ‬تجربته‭ ‬الوزارية‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬25‭ ‬عامًا،‭ ‬أوصى‭ ‬فخرو‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬الخاص،‭ ‬إلى‭ ‬الاستعداد‭ ‬لما‭ ‬عبَّر‭ ‬عنه‭ ‬بـ‭ ‬“رفس‭ ‬الكرسي”‭ ‬متى‭ ‬حان‭ ‬وقت‭ ‬استبداله،‭ ‬أو‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬لا‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬ضميره،‭ ‬محذرًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬من‭ ‬الرشوة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنها‭ ‬سلوك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تبريره‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭. ‬

وما‭ ‬إن‭ ‬أنهى‭ ‬فخرو‭ ‬تقديم‭ ‬تلك‭ ‬التجربة‭ ‬الملهمة‭ ‬حتى‭ ‬ضجت‭ ‬القاعة‭ ‬بالتحية‭ ‬والتصفيق،‭ ‬ليقدم‭ ‬بعدها‭ ‬سهيل‭ ‬غازي‭ ‬القصيبي‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء‭ ‬للمؤسسة‭ ‬البحرينية‭ ‬للحوار‭ ‬خالص‭ ‬شكره‭ ‬وتقديره‭ ‬للضيف‭ ‬الكبير،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنه‭ ‬قدَّم‭ ‬للجميع‭ ‬دروسًا‭ ‬للحياة‭ ‬وخلاصة‭ ‬ثرية‭ ‬لتجربة‭ ‬مازال‭ ‬الجميع‭ ‬يتغنى‭ ‬بإنجازاتها‭.‬