حكومة الملالي تمتنع عن إعلان عدد قتلی احتجاجات نوفمبر

استطلاع: 80 % من الإيرانيين لن يشارکوا بالانتخابات

| طهران ـ وكالات

أظهر‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجراه‭ ‬التلفزيون‭ ‬الإيراني‭ ‬عبر‭ ‬تطبيق‭ ‬“تليغرام”‭ ‬أن‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬الإيرانيين‭ ‬قرروا‭ ‬عدم‭ ‬المشارکة‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬مجلس‭ ‬الشوری‭ (‬البرلمان‭) ‬المزمع‭ ‬إجراؤها‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬فبراير‭ ‬الجاري‭.‬

وفقاً‭ ‬للاستطلاع‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬قناة‭ ‬“خبر”‭ ‬التابعة‭ ‬لهيئة‭ ‬الاذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬الإيرانية‭ ‬الحكومية،‭ ‬صوّت‭ ‬670‭ ‬ألف‭ ‬متابع‭ ‬بـ‭ ‬“لا”‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬القادمة‭.‬

هذا‭ ‬بينما‭ ‬صوّت‭ ‬8‭ % ‬لصالح‭ ‬الأصوليين‭ ‬المتشددين،‭ ‬و6‭ % ‬للمرشحين‭ ‬المستقلين،‭ ‬و4‭ % ‬للتيار‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬الذي‭ ‬رفضت‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬90‭ % ‬من‭ ‬مرشحيه‭ ‬لخوض‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭.‬

ومع‭ ‬قرب‭ ‬موعد‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬يتراجع‭ ‬اهتمام‭ ‬المواطنين‭ ‬بها؛‭ ‬بسبب‭ ‬الفساد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والإداري‭ ‬المتفشي‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬ونظراً‭ ‬للاحتجاجات‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر،‭ ‬التي‭ ‬ترکت‭ ‬خلفها‭ ‬جراحاً‭ ‬کثيرة‭ ‬لدی‭ ‬الإيرانيين،‭ ‬بعد‭ ‬مقتل‭ ‬أکثر‭ ‬من‭ ‬1500‭ ‬مواطن‭ ‬واعتقال‭ ‬الآلاف‭ ‬علی‭ ‬أيدي‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬والحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني،‭ ‬وفي‭ ‬خط‭ ‬موازٍ،‭ ‬تزداد‭ ‬أيضاً‭ ‬دعوات‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات‭.‬

ورداً‭ ‬على‭ ‬دعوات‭ ‬المقاطعة،‭ ‬كان‭ ‬المرشد‭ ‬الإيراني،‭ ‬علي‭ ‬خامنئي،‭ ‬قد‭ ‬حثّ‭ ‬في‭ ‬خطبة،‭ ‬الأربعاء،‭ ‬المواطنين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬على‭ ‬المشارکة‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬مجلس‭ ‬الشوری‭.‬

ويقول‭ ‬معارضو‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬إن‭ ‬الانتخابات‭ ‬“مسرحية‭ ‬معروفة‭ ‬النتائج‭ ‬مسبقاً”‭.‬

وآخر‭ ‬الدعوات‭ ‬التي‭ ‬طالبت‭ ‬بمقاطعة‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬کانت‭ ‬من‭ ‬الناشطة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬نرجس‭ ‬محمدي،‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬إلی‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات،‭ ‬برسالة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬سجنها‭ ‬في‭ ‬إيران‭.‬

وقالت‭ ‬الناشطة‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬مقاطعة‭ ‬الانتخابات‭ ‬تأتي‭ ‬وفاء‭ ‬لدماء‭ ‬الضحايا،‭ ‬الذين‭ ‬سقطوا‭ ‬في‭ ‬احتجاجات‭ ‬نوفمبر‭ ‬في‭ ‬إيران‭.‬

وتستمر‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬التهرّب‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬قتلى‭ ‬وجرحى‭ ‬احتجاجات‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬التي‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬وفقاً‭ ‬للمنظمات‭ ‬الدولية،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1500‭ ‬قتيل،‭ ‬وصرح‭ ‬محمود‭ ‬واعظي،‭ ‬مدير‭ ‬مكتب‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬حسن‭ ‬روحاني،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬إعلان‭ ‬عدد‭ ‬قتلى‭ ‬احتجاجات‭ ‬نوفمبر‭.‬

ووفقا‭ ‬لوكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الإيرانية‭ ‬“إرنا”،‭ ‬أكد‭ ‬واعظي‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي،‭ ‬أن‭ ‬“الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬حصلت‭ ‬علی‭ ‬عدد‭ ‬قتلی‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭ ‬واللجان‭ ‬المشترکة‭ ‬المعنية‭ ‬مازالت‭ ‬تدقق‭ ‬في‭ ‬العدد‭ ‬لتعلنه‭ ‬إلی‭ ‬العموم،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬نشره‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬للقتلی‭ ‬ليس‭ ‬صحيحا”‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬“الحكومة‭ ‬غير‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬نشر‭ ‬عدد‭ ‬القتلی”‭.‬

ولم‭ ‬تقتصر‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬إثر‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬سياسات‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬مطالبة‭ ‬برحيل‭ ‬النظام‭ ‬برمته‭ ‬وأطلق‭ ‬المحتجون‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬إيران‭ ‬هتاف‭ ‬“الموت‭ ‬للدكتاتور”‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬المرشد‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭.‬

وكان‭ ‬محافظ‭ ‬طهران‭ ‬انوشيروان‭ ‬محسني‭ ‬بندبي،‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي،‭ ‬إن‭ ‬عدد‭ ‬قتلی‭ ‬احتجاجات‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬كانت‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬1500‭ ‬شخص‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إعلان‭ ‬عدد‭ ‬القتلی‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭ ‬والهيئات‭ ‬الأخری”‭.‬

يذکر‭ ‬أن‭ ‬عدة‭ ‬قرارات‭ ‬أممية‭ ‬ودولية‭ ‬قد‭ ‬أدانت‭ ‬قتل‭ ‬المتظاهرين‭ ‬وقمع‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬السلمية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬منها‭ ‬قرار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجمعية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وقرار‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬الأوروبي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلی‭ ‬بيان‭ ‬مشترك‭ ‬لـ16‭ ‬خبيراً‭ ‬أممياً‭ ‬دعوا‭ ‬إيران‭ ‬للتحقيق‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬القمع‭ ‬ومحاسبة‭ ‬مرتكبي‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭.‬