القبعات “الحمراء” بمواجهة “الزرقاء” في جميع مراكز الاحتجاج

العراق ينجرف نحو “منعطف خطير”

| أبوظبي ـ سكاي نيوز عربية

بعد‭ ‬تبني‭ ‬أنصار‭ ‬زعيم‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬مقتدى‭ ‬الصدر‭ ‬ارتداء‭ ‬القبعات‭ ‬الزرقاء،‭ ‬قرر‭ ‬المتظاهرون‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬العراقية‭ ‬ارتداء‭ ‬“القبعات‭ ‬الحمراء”،‭ ‬ردا‭ ‬عليهم‭. ‬وانتشرت‭ ‬فيديوهات‭ ‬مؤخرا‭ ‬لأصحاب‭ ‬القبعات‭ ‬الزرقاء،‭ ‬وهم‭ ‬يعتدون‭ ‬على‭ ‬المتظاهرين‭ ‬السلميين‭ ‬في‭ ‬الساحات‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬الشارع‭ ‬العراقي‭ ‬تجاههم‭.‬

وقرر‭ ‬الشباب‭ ‬المحتجون‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬واسط،‭ ‬التظاهر‭ ‬مرتدين‭ ‬قبعات‭ ‬حمراء،‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬دماء‭ ‬ضحايا‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬العراقية،‭ ‬وردا‭ ‬على‭ ‬القبعات‭ ‬الزرقاء‭ ‬التي‭ ‬هاجم‭ ‬عناصرها‭ ‬المحتجين‭.‬

وشهد‭ ‬جنوبي‭ ‬العراق،‭ ‬تطورات‭ ‬متسارعة‭ ‬فيما‭ ‬دعت‭ ‬مجموعات‭ ‬من‭ ‬الحراك‭ ‬الاحتجاجي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬تظاهرة‭ ‬حاشدة‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬رفضا‭ ‬لسلوك‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‭ ‬“أصاحب‭ ‬القبعات‭ ‬الزرقاء”‭. ‬وجاءت‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬عقب‭ ‬استيلاء‭ ‬“أصحاب‭ ‬القبعات‭ ‬الزرقاء”‭ ‬من‭ ‬اتباع‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬على‭ ‬المطعم‭ ‬التركي،‭ ‬وهو‭ ‬مبنى‭ ‬مهجور‭ ‬يقع‭ ‬قرب‭ ‬ساحة‭ ‬التحرير‭ ‬في‭ ‬بغداد،‭ ‬ويعتبرونه‭ ‬خط‭ ‬دفاع‭ ‬عنهم‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬القوات‭ ‬الأمنية‭. ‬وأفاد‭ ‬مراسل‭ ‬“سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية”‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬بأن‭ ‬أنصار‭ ‬زعيم‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬مقتدى‭ ‬الصدر‭ ‬أطلقوا‭ ‬الرصاص‭ ‬على‭ ‬المحتجين‭ ‬في‭ ‬النجف‭.‬

القبعات‭ ‬الحمراء

وظهر‭ ‬الثلاثاء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحتجين‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬واسط،‭ ‬مرتدين‭ ‬قبعات‭ ‬حمراء،‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬القبعات‭ ‬الزرقاء،‭ ‬المدعومين‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬الحكومية‭.‬

وناشد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الناشطين‭ ‬بقية‭ ‬المحافظات‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬لاتباع‭ ‬خطوة‭ ‬المتظاهرين‭ ‬في‭ ‬واسط،‭ ‬وارتداء‭ ‬القبعات‭ ‬الحمراء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مراكز‭ ‬الاحتجاج،‭ ‬تأكيدا‭ ‬لرفظهم‭ ‬القاطع‭ ‬للأحزاب‭ ‬السياسية‭.‬

وكتب‭ ‬أحد‭ ‬الناشطين‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬تويتر‭: ‬“القبعات‭ ‬الحمراء‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬واسط‭ ‬إكراما‭ ‬لدماء‭ ‬الشهداء‭ ‬الذي‭ ‬أرقيت‭ ‬دماؤهم‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬بابل‭ ‬والنجف‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أصحاب‭ ‬القبعات‭ ‬الزرقاء‭ ‬التابعين‭ ‬لسرايا‭ ‬السلام”‭.‬

وكتب‭ ‬آخر‭: ‬“تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ثوار‭ ‬واسط‭ ‬الأحرار‭ ‬على‭ ‬ارتداء‭ ‬قبعات‭ ‬حمراء‭ (‬دماء‭ ‬الشهداء‭ ‬فوق‭ ‬رؤوسنا‭) ‬وهذا‭ ‬وفاء‭ ‬لدماء‭ ‬الشهداء،‭ ‬هذا‭ ‬ويتكفل‭ ‬أصحاب‭ ‬القبعات‭ ‬الحمراء‭ ‬بحماية‭ ‬الساحة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تدخل‭ ‬خارجي‭.. ‬وأيضا‭ ‬يدعون‭ ‬ثوار‭ ‬واسط‭ ‬بقية‭ ‬الثوار‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬للانضمام‭ ‬إليهم”‭.‬

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬طالب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الناشطين‭ ‬بعدم‭ ‬الانجراف‭ ‬وراء‭ ‬“أصحاب‭ ‬القبعات‭ ‬الزرقاء”،‭ ‬وعدم‭ ‬الانقياد‭ ‬نحو‭ ‬المواجهة،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تراجع‭ ‬ظهور‭ ‬القبعات‭ ‬الزرقاء،‭ ‬الثلاثاء‭.‬

وكان‭ ‬محافظ‭ ‬النجف‭ ‬قد‭ ‬أعلن‭ ‬عن‭ ‬اتفاقه‭ ‬مع‭ ‬قيادات‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬على‭ ‬سحب‭ ‬أصحاب‭ ‬القبعات‭ ‬الزرق‭ ‬من‭ ‬ساحة‭ ‬الاعتصام‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭.‬

وسبق‭ ‬أن‭ ‬دعا‭ ‬زعيم‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬مقتدى‭ ‬الصدر‭ ‬أنصاره‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬الطرق‭ ‬التي‭ ‬أغلقت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الاعتصامات‭ ‬والاحتجاجات،‭ ‬وطالب‭ ‬بعودة‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها،‭ ‬بعد‭ ‬تكليف‭ ‬محمد‭ ‬توفيق‭ ‬علاوي‭ ‬لرئاسة‭ ‬الوزراء،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يرفضه‭ ‬الشارع‭ ‬العراقي‭.‬

وتواصلت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬الجنوبية،‭ ‬مطلع‭ ‬الأسبوع،‭ ‬اعتراضا‭ ‬على‭ ‬تكليف‭ ‬علاوي‭ ‬بتشكيل‭ ‬الحكومة،‭ ‬ومحاولة‭ ‬أنصار‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬إخلاء‭ ‬ساحات‭ ‬الاعتصام‭ ‬من‭ ‬المحتجين،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬المتظاهرين‭ ‬إلى‭ ‬اتهامهم‭ ‬بـ‭ ‬“العمالة‭ ‬لإيران”‭.‬

وبينما‭ ‬تتواصل‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬أوردت‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬العراقية‭ ‬حصيلة‭ ‬جديدة‭ ‬لضحايا‭ ‬المظاهرات‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬منذ‭ ‬25‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬قائلة‭ ‬إنها‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬287‭ ‬قتيلا‭ ‬من‭ ‬المتظاهرين،‭ ‬و5‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭.‬