سيدي أيها الوالد الحنون

| زكريا الكاظم

سيدي‭ ‬أيها‭ ‬الوالد‭ ‬الحنون‭..‬

وحشتنا‭..‬

وحشنا‭ ‬ثغرك‭ ‬الباسم‭..‬

وحشنا‭ ‬موكب‭ ‬سموك‭ ‬صباح‭ ‬كل‭ ‬يوم‭..‬

وحشنا‭ ‬ذاك‭ ‬الصباح‭ ‬إلي‭ ‬نعي‭ ‬فيه‭ ‬اننا‭ ‬في‭ ‬رعايتك‭..‬

وحشنا‭ ‬ملقاك‭ ‬وترحابك‭..‬

وحشنا‭ ‬حجيك‭ ‬وسواليفك‭..‬

وحشنا‭ ‬سؤالك‭.. ‬“كيف‭ ‬حالكم‭ ‬يا‭ ‬اخوان‭.. ‬انا‭ ‬سعيد‭ ‬اني‭ ‬التقيكم‭ ‬وأتفقدكم‭ ‬وأتفقد‭ ‬أحوالكم‭ ‬وأخباركم‭ ‬وأخبار‭ ‬أهلكم‭ ‬وعيالكم‭.. ‬ما‭ ‬عندي‭ ‬أغلى‭ ‬ولا‭ ‬أعز‭ ‬منكم،‭ ‬يسرني‭ ‬أسمع‭ ‬عنكم‭ ‬انكم‭ ‬بخير‭ ‬ويحزني‭ ‬لو‭ ‬سمعت‭ ‬عن‭ ‬واحد‭ ‬فيكم‭ ‬مب‭ ‬صاحي‭...‬”‭.‬

وحشني‭ ‬مناداك‭.. ‬“زكريا‭.. ‬وينه؟؟”‭.‬

سيدي‭ ‬لما‭ ‬تضيق‭ ‬الدنيا‭ ‬وتحيطنا‭ ‬الغيوم‭ ‬الملبدة‭ ‬بالسواد‭ ‬يكفينا‭ ‬ننظر‭ ‬لهدوئك‭ ‬فنعلم‭ ‬أنها‭ ‬ساحبة‭ ‬صيف‭ ‬وتمر،‭ ‬في‭ ‬ضحكك‭ ‬أمان‭ ‬واطمئنان،‭ ‬الصغير‭ ‬يدرس‭ ‬والكبير‭ ‬يعمل‭ ‬طالما‭ ‬الأمير‭ ‬مبتسم،‭ ‬فذاك‭ ‬يدعو‭ ‬لليقين‭ ‬بأننا‭ ‬بخير،‭ ‬لقد‭ ‬خبروا‭ ‬أن‭ ‬الدنيا‭ ‬غادرة‭ ‬تدور‭ ‬دور‭ ‬الرحى‭ ‬وتسحق‭ ‬متوسطها‭ ‬لكننا‭ ‬في‭ ‬عزك‭ ‬انشغلنا‭ ‬بالعمل‭ ‬والعمران‭ ‬وتزويج‭ ‬الأبناء‭.‬

لقد‭ ‬عرفك‭ ‬شعبك،‭ ‬شجاعا‭ ‬مقداما‭ ‬شديدا‭ ‬العزم،‭ ‬وعرف‭ ‬عن‭ ‬سموكم‭ ‬أنك‭ ‬أمير‭ ‬عادل‭ ‬عطوف‭ ‬حازم،‭ ‬كثير‭ ‬السعي‭ ‬في‭ ‬الإصلاح،‭ ‬وميمونا‭ ‬في‭ ‬الوساطة،‭ ‬ناصح‭ ‬شفيق،‭ ‬وصادق‭ ‬رفيق،‭ ‬يصحبك‭ ‬اليمن‭ ‬والإسعاد،‭ ‬محط‭ ‬الآمال‭ ‬ومعقد‭ ‬الرجاء،‭ ‬وصولا‭ ‬لذوي‭ ‬الأرحام،‭ ‬رحب‭ ‬الذراع،‭ ‬باسط‭ ‬اليد،‭ ‬عالما‭ ‬بالناس،‭ ‬مهتما‭ ‬بأمورهم،‭ ‬رفيق‭ ‬بهم‭ ‬منشغلا‭ ‬بالتوسيع‭ ‬عليهم‭ ‬فيما‭ ‬يحبون،‭ ‬ودفع‭ ‬ما‭ ‬يكرهون،‭ ‬محبا‭ ‬للعلم‭ ‬والخير‭ ‬والأخيار،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬أجمل‭ ‬وأمتع‭ ‬وأوقع‭ ‬فواضلك‭ ‬سيدي‭ ‬وإنعاماتك،‭ ‬تشجيع‭ ‬الكفاءات‭ ‬على‭ ‬الظهور‭ ‬واستحثاث‭ ‬أصحاب‭ ‬الهمم‭ ‬والعزائم‭ ‬والمواهب‭ ‬والعبقريات‭ ‬على‭ ‬الإحسان‭ ‬والإجادة‭ ‬والإتقان‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬بني‭ ‬الإنسان‭ ‬وفي‭ ‬رفعة‭ ‬الأوطان،‭ ‬لقد‭ ‬أقمت‭ ‬سياجًا‭ ‬من‭ ‬العدل‭ ‬والإنصاف،‭ ‬وطالما‭ ‬شغل‭ ‬تفكير‭ ‬سموكم‭ ‬طلبات‭ ‬أبنائكم‭ ‬واحتطت‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬أمر‭ ‬المكلفين‭ ‬بخدمة‭ ‬شعبك‭ ‬من‭ ‬وزراء‭ ‬وعمال‭ ‬فأصبحت‭ ‬أبًا‭ ‬للجميع‭ ‬تشملهم‭ ‬بحبك‭ ‬وعطفك‭ ‬وتفيض‭ ‬عليهم‭ ‬بحكمتك‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الأثر‭ ‬البالغ‭ ‬في‭ ‬رفعة‭ ‬ومكانة‭ ‬البحرين‭ ‬محليًا‭ ‬ودوليًا

قيل‭ ‬إن‭ ‬رجلا‭ ‬مدح‭ ‬سيده‭ ‬قائلا‭: ‬لو‭ ‬سبقت‭ ‬حاتما‭ ‬بيوم‭ ‬واحد‭ ‬ما‭ ‬ذكرته‭ ‬العرب‭ ‬أبدا،‭ ‬لكنه‭ ‬سبقك‭ ‬فصرت‭ ‬له‭ ‬تاليا،‭ ‬وأنا‭ ‬أشهد‭ ‬أن‭ ‬عفوك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجهوده،‭ ‬وطل‭ ‬كرمك،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وابله‭.‬

 

الداعي‭ ‬لسموكم‭ ‬بالخير

ابنكم‭ ‬زكريا‭ ‬ابراهيم‭ ‬الكاظم