“كورونا”... سباق مع الزمن لتطوير لقاح

فيروس‭ ‬قاتل‭ ‬جديد‭. ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يصابون‭ ‬به‭. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬علاج‭. ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لقاح‭. ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬تكرر‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

في‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الماضية‭ ‬وحدها،‭ ‬واجه‭ ‬العالم‭ ‬تفشي‭ ‬إيبولا،‭ ‬وزيكا،‭ ‬وفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬آخر‭ ‬يسمى‭ ‬ميرس‭ (‬متلازمة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬التنفسية‭)‬،‭ ‬والآن‭ ‬أصبح‭ ‬لدينا‭ ‬فيروس‭ ‬يعرف‭ ‬ببساطة‭ ‬باسم‭ ‬“‭ ‬2019-nCoV”‭.‬

لكن‭ ‬بخلاف‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬تفشي‭ ‬الأمراض‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬حيث‭ ‬استغرق‭ ‬تطوير‭ ‬لقاحات‭ ‬لحماية‭ ‬الناس‭ ‬سنوات،‭ ‬فإن‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬لقاح‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬طبيعة‭ ‬الفيروس‭.‬

فقد‭ ‬نشر‭ ‬المسؤولون‭ ‬الصينيون‭ ‬الشفرة‭ ‬الوراثية‭ ‬للفيروس‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة‭. ‬وهذه‭ ‬المعلومة‭ ‬تساعد‭ ‬العلماء‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬المصدر‭ ‬المرجح‭ ‬للفيروس،‭ ‬والكيفية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يتحور‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬انتشاره‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬وقاية‭ ‬الناس‭ ‬منه‭.‬

ومع‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والتزام‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬بدرجة‭ ‬أكبر‭ ‬بتمويل‭ ‬الأبحاث‭ ‬حول‭ ‬الأمراض‭ ‬الناشئة،‭ ‬تمكنت‭ ‬مرافق‭ ‬البحوث‭ ‬من‭ ‬البدء‭ ‬سريعا‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬إيجاد‭ ‬لقاح‭.‬

في‭ ‬مختبر‭ ‬“إينوفيو”‭ ‬في‭ ‬سان‭ ‬دييغو،‭ ‬يستخدم‭ ‬العلماء‭ ‬نوعا‭ ‬جديدا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬تقنية‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬لتطوير‭ ‬لقاح‭ ‬محتمل‭. ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬اللقاح‭ ‬حاليا‭ ‬اسم‭ ‬“‭ ‬INO-4800”‭. ‬ويخطط‭ ‬العلماء‭ ‬لاختباره‭ ‬على‭ ‬البشر‭ ‬أوائل‭ ‬الصيف‭ ‬المقبل‭.‬

وقالت‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬وحدة‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬في‭ ‬إينوفيو‭ ‬كايت‭ ‬برودريك‭: ‬“بمجرد‭ ‬أن‭ ‬قدمت‭ ‬الصين‭ ‬تسلسل‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬لهذا‭ ‬الفيروس،‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬إخضاعه‭ ‬لتكنولوجيا‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬المخبرية‭ ‬الخاصة‭ ‬بنا،‭ ‬وتصميم‭ ‬لقاح‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬3‭ ‬ساعات”‭.‬