باقر: الخبير المحاسبي قرر عدم جزمه ويقينه سرقتهما المبلغ

براءة آسيويين من اختلاس 9187 دينارا من محطة وقود

| عباس إبراهيم

ذكرت‭ ‬المحامية‭ ‬نجلاء‭ ‬علي‭ ‬باقر‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الثالثة‭ ‬قضت‭ ‬ببراءة‭ ‬متهمين‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليهما‭ ‬من‭ ‬اتهام‭ ‬باختلاس‭ ‬مبلغ‭ ‬9187‭ ‬دينارا‭ ‬من‭ ‬محطة‭ ‬الوقود‭ ‬التي‭ ‬يعملان‭ ‬فيها؛‭ ‬لتشكك‭ ‬المحكمة‭ ‬بصحة‭ ‬إسناد‭ ‬الاتهام‭ ‬إليهما،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الخبير‭ ‬المحاسبي‭ ‬قرر‭ ‬بعدم‭ ‬إمكان‭ ‬الجزم‭ ‬واليقين‭ ‬بارتكابهما‭ ‬للواقعة‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬المحطة‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬كاميرات‭ ‬مراقبة‭ ‬أمنية‭. ‬

وكانت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬قد‭ ‬وجهت‭ ‬للمتهمين‭ ‬أنهما‭ ‬بتاريخ‭ ‬16‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019،‭ ‬اختلسا‭ ‬المبالغ‭ ‬النقدية‭ ‬المبينة‭ ‬القدر‭ ‬بالأوراق‭ ‬والمملوكة‭ ‬لشركة‭ ‬محطة‭ ‬الوقود‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬والموجودة‭ ‬في‭ ‬حيازتهما‭ ‬بسبب‭ ‬عملهما؛‭ ‬كونهما‭ ‬يعملان‭ ‬في‭ ‬المحطة‭ ‬المذكورة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أنكره‭ ‬موكلها‭ - ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ - ‬وكذلك‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭.‬

وتتحصل‭ ‬واقعة‭ ‬القضية‭ ‬فيما‭ ‬أبلغ‭ ‬به‭ ‬المناب‭ ‬عن‭ ‬شركة‭ ‬محطة‭ ‬الوقود،‭ ‬والذي‭ ‬قرر‭ ‬بأن‭ ‬المتهمَين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬اختلسا‭ ‬مبلغ‭ ‬9187‭ ‬دينارا‭ ‬وأرصدة‭ ‬بسبب‭ ‬عملها؛‭ ‬حال‭ ‬كونهما‭ ‬يعملان‭ ‬بالنوبة‭ ‬المسائية‭ ‬لدى‭ ‬الشاكية‭ - ‬محطة‭ ‬الوقود‭ - ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬مسؤول‭ ‬النوبة‭ ‬حينها،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬حصيلة‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬من‭ ‬المبالغ‭ ‬النقدية،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يضعها‭ ‬بظرف‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يضعها‭ ‬في‭ ‬خزانة‭ ‬المحطة،‭ ‬وأن‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬محاسب‭ ‬المحطة‭ ‬وهو‭ ‬الشخص‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬لديه‭ ‬مفتاح‭ ‬الخزانة‭.‬

وفي‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬قررت‭ ‬المحكمة‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تطمئن‭ ‬لأقوال‭ ‬المبلِّغ‭ ‬كدليل‭ ‬لإدانة‭ ‬المتهمين،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المسائل‭ ‬الفنية‭ ‬البحتة‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬بنفسها‭ ‬أن‭ ‬تشق‭ ‬طريقها‭ ‬لإبداء‭ ‬الرأي‭ ‬فيها،‭ ‬وذلك‭ ‬فإنها‭ ‬استعانت‭ ‬بخبير‭ ‬محاسبي‭ ‬ليطلع‭ ‬على‭ ‬المستندات‭ ‬الفنية‭ ‬والأنظمة‭ ‬المحاسبية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمحطة‭ ‬المجني‭ ‬عليها؛‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الواقعة‭ ‬محل‭ ‬الدعوى‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الأدلة‭ ‬المطروحة‭.‬

وبالفعل‭ ‬قدم‭ ‬الخبير‭ ‬المنتدب‭ ‬تقريره‭ ‬النهائي،‭ ‬والذي‭ ‬خلص‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬المستندات‭ ‬والأوراق‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الاطلاع‭ ‬عليها‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الجزم‭ ‬واليقين‭ ‬بقيام‭ ‬المتهمين‭ ‬أو‭ ‬احدهما‭ ‬باختلاس‭ ‬ثمة‭ ‬مبالغ‭ ‬بيوم‭ ‬الواقعة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬نظام‭ ‬مراقبة‭ - ‬كاميرات‭ ‬أمنية‭ - ‬لإثبات‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الادعاء‭ ‬به‭ ‬رغم‭ ‬ضخامة‭ ‬المبالغ‭ ‬المحصلة‭ ‬يوميا‭.‬

وأشارت‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬وكان‭ ‬تقرير‭ ‬الخبير‭ ‬عند‭ ‬قيامه‭ ‬بمأموريته‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬المسائل‭ ‬الفنية‭ ‬البحتة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬المحكمة‭ ‬بنفسها‭ ‬أن‭ ‬تشق‭ ‬طريقها‭ ‬لإبداء‭ ‬الرأي‭ ‬فيه‭ ‬والذي‭ ‬تطمئن‭ ‬له‭ ‬هيئة‭ ‬المحكمة‭ ‬قد‭ ‬انتهى‭ ‬بما‭ ‬مضمونه‭ ‬بأنه‭ ‬بعد‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬أوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬واجتماعه‭ ‬بالخصوم‭ ‬والاستماع‭ ‬إليهم‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬التوصل‭ ‬للجزم‭ ‬واليقين‭ ‬بأن‭ ‬المتهمين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬قد‭ ‬قاما‭ ‬بأخذ‭ ‬ثمة‭ ‬مبالغ‭ ‬نقدية‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬بيوم‭ ‬الواقعة،‭ ‬وعليه‭ ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬جميع‭ ‬المعطيات‭ ‬المتقدمة،‭ ‬فإنها‭ ‬لا‭ ‬تطمئن‭ ‬لصحة‭ ‬حمل‭ ‬ذلك‭ ‬الاتهام‭ ‬قبل‭ ‬المتهمين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنهما‭ ‬اعتصما‭ ‬بإنكار‭ ‬الاتهام‭ ‬المسند‭ ‬إليهما‭.‬

وأضافت‭ ‬أنها‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬الأدلة‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬قد‭ ‬أحاطها‭ ‬الشك‭ ‬واكتنفتها‭ ‬الريبة،‭ ‬مما‭ ‬مهد‭ ‬للشك‭ ‬سبيله‭ ‬في‭ ‬مخالجة‭ ‬ضميرها‭ ‬ووجدانها،‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬معها‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تطمئن‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬بإدانتهما‭ ‬وتوقيع‭ ‬العقوبة‭ ‬عليهما،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتعين‭ ‬معه‭ ‬القضاء‭ ‬ببراءة‭ ‬المتهمين‭ ‬مما‭ ‬أسند‭ ‬إليهما‭ ‬من‭ ‬اتهام‭ ‬إعمالا‭ ‬لحكم‭ ‬المادة‭ (‬255‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭.‬