المحكمة: خططوا بروية 5 ليالٍ ولم يترددوا في ارتكاب الواقعة

الإعدام لـ 3 آسيويين قتلوا خال أحدهم لخلافات مالية

| عباس إبراهيم

قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬3‭ ‬عمال‭ ‬آسيويين‭ ‬في‭ ‬الثلاثينات‭ ‬من‭ ‬أعمارهم،‭ ‬قتلوا‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬صلة‭ ‬قرابة‭ ‬باثنين‭ ‬منهم‭ ‬كونه‭ ‬ابن‭ ‬خال‭ ‬الأول‭ ‬وخال‭ ‬الثاني،‭ ‬كما‭ ‬سرقوا‭ ‬منه‭ ‬مبلغ‭ ‬1600‭ ‬دينار‭ ‬وهاتفين‭ ‬نقالين،‭ ‬انتقاما‭ ‬منه،‭ ‬إذ‭ ‬ضربه‭ ‬الأول‭ ‬بواسطة‭ ‬مطرقة‭ ‬ضربة‭ ‬واحدة‭ ‬وأحكم‭ ‬الثاني‭ ‬قبضته‭ ‬عليه‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يستنجد‭ ‬بالمارين‭ ‬ناحية‭ ‬الساحة‭ ‬الترابية‭ ‬بمنطقة‭ ‬الديه،‭ ‬فيما‭ ‬أتمّ‭ ‬الثالث،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬القتيل‭ ‬أصلا‭ ‬وشارك‭ ‬لأجل‭ ‬الجائزة‭ ‬المالية،‭ ‬جريمتهم‭ ‬الشنيعة‭ ‬بضربه‭ ‬مرتين‭ ‬بطابوقة‭ ‬ليتأكد‭ ‬من‭ ‬موته؛‭ ‬وبإجماع‭ ‬الآراء،‭ ‬بإيقاع‭ ‬عقوبة‭ ‬الإعدام‭ ‬جزاء‭ ‬وفاقا‭ ‬لما‭ ‬اقترفت‭ ‬أيدي‭ ‬المتهمين‭ ‬الثلاثة،‭ ‬كما‭ ‬أمرت‭ ‬بإبعادهم‭ ‬جميعا‭ ‬نهائيا‭ ‬عن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬وبمصادرة‭ ‬المضبوطات‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إن‭ ‬الشيطان‭ ‬زيّن‭ ‬لأقرباء‭ ‬القتيل‭ ‬سوء‭ ‬عملهما،‭ ‬إذ‭ ‬قضيا‭ ‬أياما‭ ‬سابقة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬جريمتهما‭ ‬يدبران‭ ‬الأمر‭ ‬وكيفية‭ ‬تنفيذه،‭ ‬فهداهما‭ ‬تفكيرهما‭ ‬إلى‭ ‬الاستعانة‭ ‬بصديق‭ ‬لهما‭ -‬المتهم‭ ‬الثالث‭- ‬يكون‭ ‬لهما‭ ‬مؤيدا‭ ‬ونصيرا‭ ‬ونديما،‭ ‬والذي‭ ‬ما‭ ‬لبث‭ ‬أن‭ ‬فكر‭ ‬وتدبر‭ ‬معهما‭ ‬الأمر‭ ‬قبل‭ ‬5‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الواقعة‭ ‬بهدوء‭ ‬وروية‭ ‬وتقليبه‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الوجوه،‭ ‬حتى‭ ‬وصلوا‭ ‬جميعا‭ ‬إلى‭ ‬عقيدة‭ ‬راسخة‭ ‬وإصرار‭ ‬وتصميم‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيه‭ ‬ولا‭ ‬عدول‭ ‬عنه،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬قتل‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬والتخلص‭ ‬منه‭ ‬وسرقة‭ ‬أمواله‭.‬

وأضافت‭ ‬أنهم‭ ‬قضوا‭ ‬تلك‭ ‬الليالي‭ ‬السابقة‭ ‬للجريمة‭ ‬ساهرين‭ ‬لم‭ ‬يغمض‭ ‬لهم‭ ‬جفن،‭ ‬ولم‭ ‬تأخذ‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬العاطفة‭ ‬لأنهما‭ ‬أقاربه،‭ ‬ولم‭ ‬يترددا‭ ‬في‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬جريمتهما‭ ‬أو‭ ‬الإحجام‭ ‬عنها،‭ ‬بل‭ ‬أعدوا‭ ‬العدة‭ ‬وخططوا‭ ‬لتنفيذ‭ ‬ما‭ ‬اتفقوا‭ ‬عليه،‭ ‬وحضّروا‭ ‬لجريمتهم‭ ‬الشنعاء،‭ ‬ولم‭ ‬يردعهم‭ ‬رادع‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬وضمير‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬قانون‭. ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬وضع‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬جريمتهم،‭ ‬المطرقة‭ ‬التي‭ ‬أعدوها‭ ‬مسبقا‭ ‬لتكون‭ ‬وسيلتهم‭ ‬في‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬والقفازات‭ ‬التي‭ ‬سيرتديانها‭ ‬حال‭ ‬التنفيذ‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتركوا‭ ‬من‭ ‬خلفهم‭ ‬أثر‭ ‬يدل‭ ‬عليهم،‭ ‬والأقنعة‭ ‬التي‭ ‬سيضعونها‭ ‬على‭ ‬وجوههم؛‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتعرف‭ ‬عليهم‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬القاطنين‭ ‬بالمنطقة‭.‬

وفي‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬اتصل‭ ‬المتهم‭ ‬الثالث‭ ‬بالمجني‭ ‬عليه‭ ‬بواسطة‭ ‬رقم‭ ‬هاتف‭ ‬أمده‭ ‬به‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬واتفق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬للمكان‭ ‬المتفق‭ ‬عليه،‭ ‬أرض‭ ‬ترابية،‭ ‬ادعى‭ ‬الثالث‭ ‬أنه‭ ‬سيقيم‭ ‬فيها‭ ‬بناء‭ ‬باعتباره‭ ‬مقاول‭ ‬بناء،‭ ‬وفي‭ ‬الساعة‭ ‬8‭:‬00‭ ‬مساء‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬خيّم‭ ‬الظلام‭ ‬الدامس‭ ‬على‭ ‬المكان‭ ‬تربص‭ ‬أقرباء‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬خلف‭ ‬شاحنة‭ ‬وارتدوا‭ ‬القفازات‭ ‬والأقنعة‭ ‬فيما‭ ‬انتظره‭ ‬الثالث‭ ‬بهيئته‭ ‬الطبيعية‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬علاقة‭ ‬أو‭ ‬معرفة‭ ‬سابقة‭ ‬به،‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬وصل‭ ‬للمكان‭ ‬قابله‭ ‬وشغله‭ ‬بالحديث‭ ‬حتى‭ ‬خرج‭ ‬عليه‭ ‬المتهمان‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬من‭ ‬مكمنهما‭ ‬وباغته‭ ‬الأول‭ ‬وهوى‭ ‬بالمطرقة‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬من‭ ‬الخلف‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتي‭ ‬من‭ ‬قوة‭.‬

وتابعت‭: ‬أن‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬أمسكا‭ ‬بالقتيل،‭ ‬فحاول‭ ‬مقاومتهما‭ ‬ليتخلص‭ ‬من‭ ‬قبضتهما‭ ‬إلا‭ ‬أنهما‭ ‬أحكما‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭ ‬فسقط‭ ‬أرضا‭ ‬وحاول‭ ‬النهوض،‭ ‬لكن‭ ‬الثاني‭ ‬تمكن‭ ‬منه،‭ ‬فيما‭ ‬قام‭ ‬الثالث‭ ‬بضربه‭ ‬بطابوقة‭ ‬على‭ ‬رأسه،‭ ‬فصرخ‭ ‬بشدة‭ ‬فلم‭ ‬يثنه‭ ‬عن‭ ‬إتمام‭ ‬ما‭ ‬اتفقوا‭ ‬عليه‭ ‬ولم‭ ‬تأخذه‭ ‬به‭ ‬شفقة‭ ‬أو‭ ‬رحمة‭ ‬رغم‭ ‬آهاته‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يصدرها‭ ‬حينها،‭ ‬وكأنه‭ ‬يقول‭ ‬في‭ ‬آهاته‭ ‬حسبي‭ ‬الله‭ ‬ونعم‭ ‬الوكيل،‭ ‬إذ‭ ‬عاجله‭ ‬الثالث‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بضربة‭ ‬ثانية‭ ‬بذات‭ ‬الطابوقة‭ ‬على‭ ‬رأسه‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬القتلة‭ ‬عمدوا‭ ‬إلى‭ ‬سرقة‭ ‬مبلغ‭ ‬1600‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬جيب‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وهاتفين‭ ‬نقالين،‭ ‬وألقوا‭ ‬بالأدوات‭ ‬التي‭ ‬استخدموها‭ ‬في‭ ‬حاوية‭ ‬قمامة‭ ‬قريبة،‭ ‬كما‭ ‬ألقوا‭ ‬الهاتفين‭ ‬بعد‭ ‬إغلاقهما‭ ‬بإحدى‭ ‬فتحات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬واقتسموا‭ ‬المبلغ‭ ‬في‭ ‬مسكنهم‭ ‬بالتساوي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬ضبط‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأموال،‭ ‬وكذلك‭ ‬الهاتفين‭ ‬والقفازات‭ ‬والمطرقة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬بنطال‭ ‬لأحدهما‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬آثار‭ ‬دم‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭. ‬وكانت‭ ‬أحالتهم‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬14‭ ‬مايو‭ ‬2019،‭ ‬قتلوا‭ ‬عمدا‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار‭ ‬والترصد‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬بيتوا‭ ‬النية‭ ‬وعقدوا‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬قتله‭ ‬وأعدوا‭ ‬لذلك‭ ‬مطرقة‭ ‬حديدية‭ ‬واستدرجوه‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬مظلمة‭ ‬تنفيذا‭ ‬لمقصدهم،‭ ‬وقاموا‭ ‬بمهاجمته‭ ‬وشل‭ ‬حركته‭ ‬وانهالوا‭ ‬عليه‭ ‬بالضرب‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬بالمطرقة‭ ‬والطابوق،‭ ‬والتي‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬أعدوها‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض،‭ ‬والتي‭ ‬أودت‭ ‬بحياته،‭ ‬وقد‭ ‬ارتبطت‭ ‬هذه‭ ‬الجناية‭ ‬بجنحة‭ ‬أخرى‭ ‬هي‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭ ‬سرقوا‭ ‬أموال‭ ‬وهواتف‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭.‬

 

مواطن‭: ‬سمعت‭ ‬استنجاد‭ ‬القتيل‭ ‬وقال‭ ‬لي‭: ‬3‭ ‬أشخاص‭ ‬ضربوني

وجاء‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬القضية‭ ‬حسبما‭ ‬وردت‭ ‬بملفها‭ ‬أن‭ ‬نقيبا‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أبلغ‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬أنه‭ ‬ورد‭ ‬لهم‭ ‬بلاغ‭ ‬من‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات،‭ ‬مفاده‭ ‬وجود‭ ‬شخص‭ ‬ملقى‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬وتوجد‭ ‬به‭ ‬إصابات‭ ‬بليغة،‭ ‬وعلى‭ ‬إثره‭ ‬تم‭ ‬نقله‭ ‬للمستشفى،‭ ‬لكنه‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭.‬

وأضاف‭ ‬الضابط‭ ‬أنه‭ ‬بتكثيف‭ ‬عمليات‭ ‬البحث‭ ‬والتحري‭ ‬تبين‭ ‬بأن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الأربعيني‭ ‬مدين‭ ‬لقريبيه‭ ‬بأموال،‭ ‬وهما‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بأنه‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬يحمل‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬معه‭ ‬أينما‭ ‬ذهب‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬اتصل‭ ‬بالمجني‭ ‬عليه‭ ‬واستدرجه‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬مظلمة‭ ‬بمنطقة‭ ‬الديه،‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الأنظار،‭ ‬وبنية‭ ‬قتله،‭ ‬موهما‭ ‬إياه‭ ‬أنه‭ ‬يريد‭ ‬الاتفاق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬بمكان‭ ‬الواقعة‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬ارتدى‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬قناعا‭ ‬واختبآ‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬الموقع،‭ ‬وبعد‭ ‬وصول‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬التقى‭ ‬بالثالث،‭ ‬وأخذا‭ ‬يتحدثان‭ ‬معا،‭ ‬وحينها‭ ‬باغت‭ ‬المتهمون‭ ‬جميعا‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بالاعتداء‭ ‬عليه‭ ‬وضربه‭ ‬بكل‭ ‬قوة،‭ ‬وعقب‭ ‬سقوطه‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬قاموا‭ ‬بسرقة‭ ‬أمواله‭ ‬وهاتفه‭ ‬النقال‭ ‬ولاذوا‭ ‬بالفرار،‭ ‬حسبما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬التحريات‭.‬

وبسماع‭ ‬أقوال‭ ‬مواطن‭ - ‬مكتشف‭ ‬الواقعة‭ - ‬ذكر‭ ‬أنه‭ ‬أثناء‭ ‬توجهه‭ ‬إلى‭ ‬مزرعته‭ ‬الكائنة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬المذكورة‭ ‬وعند‭ ‬مروره‭ ‬بالساحة‭ ‬الترابية‭ ‬المظلمة،‭ ‬سمع‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬يستنجد‭ ‬به،‭ ‬كما‭ ‬شاهده‭ ‬يحاول‭ ‬الوقوف‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يسقط‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬قرر‭ ‬له‭ ‬بأن‭ ‬3‭ ‬أشخاص‭ ‬اتفقوا‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬الحضور‭ ‬للمكان‭ ‬للاتفاق‭ ‬على‭ ‬عمل،‭ ‬وعند‭ ‬حضوره‭ ‬قاموا‭ ‬بالاعتداء‭ ‬عليه‭ ‬وسرقته‭ ‬ولاذوا‭ ‬بالفرار‭.‬

وأشار‭ ‬الشاهد‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬توجه‭ ‬مسرعا‭ ‬إلى‭ ‬سكن‭ ‬العمال‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬الساحة،‭ ‬فسأل‭ ‬بعض‭ ‬العمال‭ ‬عن‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬والذين‭ ‬تعرف‭ ‬بعضهم‭ ‬عليه‭ ‬ونقلوه‭ ‬إلى‭ ‬مجمع‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج‭.‬

وبالقبض‭ ‬على‭ ‬المتهمين،‭ ‬اعترف‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬أنهما‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬مع‭ ‬نسيبهما،‭ ‬وأنهما‭ ‬اتفقا‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الثالث‭ ‬قبل‭ ‬الواقعة‭ ‬بخمسة‭ ‬أيام‭ ‬للقيام‭ ‬باستدراجه‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬الواقعة‭ ‬وإزهاق‭ ‬روحه‭ ‬وسرقة‭ ‬المبالغ‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬اعتاد‭ ‬حملها‭ ‬معه‭.‬

وقررا‭ ‬أنه‭ ‬وقبل‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬قتله‭ ‬جلبوا‭ ‬المطرقة‭ ‬وقفازات‭ ‬وأقنعة‭ ‬وخبأوهم‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬الواقعة‭ ‬واستخرج‭ ‬الثاني‭ ‬شريحة‭ ‬هاتف‭ ‬وسلمها‭ ‬للثالث،‭ ‬ليستدرج‭ ‬القتيل‭ ‬للمكان‭.‬

وأفاد‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬أن‭ ‬ابن‭ ‬خاله‭ - ‬الضحية‭ - ‬كان‭ ‬قد‭ ‬اتفق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬استخراج‭ ‬تأشيرة‭ ‬إليه‭ ‬مقابل‭ ‬دفعه‭ ‬لمبلغ‭ ‬2000‭ ‬دينار،‭ ‬لكنه‭ ‬بعد‭ ‬مدة‭ ‬اكتشف‭ ‬أن‭ ‬صلاحية‭ ‬التأشيرة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬سنة‭ ‬واحدة،‭ ‬فبدأ‭ ‬بمطالبته‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى‭ ‬بنصف‭ ‬المبلغ‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬وهو‭ ‬1000‭ ‬دينار،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬قتلهم‭ ‬ابن‭ ‬خاله‭ ‬أرسل‭ ‬مبلغ‭ ‬75‭ ‬دينارا‭ ‬لعائلته‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬حوالة‭ ‬مصرفية‭.‬

أما‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني،‭ ‬فقال‭ ‬إن‭ ‬خاله‭ ‬اتفق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يجلبه‭ ‬للبحرين‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬“فيزا”‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭ ‬مقابل‭ ‬1500‭ ‬دينار،‭ ‬لكنه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬إقامته‭ ‬صالحة‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط،‭ ‬وهو‭ ‬ظل‭ ‬يطالبه‭ ‬بنصف‭ ‬ذلك‭ ‬المبلغ،‭ ‬وعندما‭ ‬استفسر‭ ‬منه‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬إصدار‭ ‬التأشيرة‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬قال‭ ‬له‭ ‬خاله‭ (‬أنا‭ ‬أصدرت‭ ‬لك‭ ‬تأشيرة‭ ‬عمل،‭ ‬وقمت‭ ‬بتوظيفك،‭ ‬وجلبتك‭ ‬إلى‭ ‬هنا،‭ ‬فأعمل‭ ‬ما‭ ‬شئت‭ ‬وليس‭ ‬لي‭ ‬شأن‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭).‬

وبيّن‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬عمل‭ ‬استمرت‭ ‬9‭ ‬أشهر‭ ‬لدى‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬جلب‭ ‬للعمل‭ ‬لديها‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬عائلته‭ ‬إرسال‭ ‬مبلغ‭ ‬1000‭ ‬دينار‭ ‬له؛‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬تأشيرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وسلم‭ ‬المبلغ‭ ‬لشخص‭ ‬آخر‭ ‬ليصدر‭ ‬له‭ ‬تأشيرة‭ ‬جديدة،‭ ‬كما‭ ‬وعده‭ ‬خاله‭ ‬أنه‭ ‬سيساهم‭ ‬معه‭ ‬بمبلغ‭ ‬500‭ ‬دينار؛‭ ‬لأنه‭ ‬سبق‭ ‬وأخذ‭ ‬منه‭ ‬مبلغ‭ ‬التأشيرة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬يفِ‭ ‬بوعده‭ ‬ورفض‭ ‬تسليمه‭ ‬ذلك‭ ‬المبلغ،‭ ‬فقام‭ ‬بعدها‭ ‬بالعمل‭ ‬فري‭ ‬فيزا‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬مختلفة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬القتيل‭ ‬لم‭ ‬يعطه‭ ‬أيضا‭ ‬مستحقات‭ ‬مالية‭ ‬له‭ ‬لأعمال‭ ‬كانت‭ ‬بينهما،‭ ‬إذ‭ ‬يطالبه‭ ‬بنحو‭ ‬50‭ ‬أو‭ ‬60‭ ‬دينارا‭ ‬أخرى‭.‬

ورغم‭ ‬إنكار‭ ‬المتهم‭ ‬الثالث‭ ‬اتجاه‭ ‬نيته‭ ‬لقتل‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬مدعيا‭ ‬أن‭ ‬غرضه‭ ‬هو‭ ‬ضربه‭ ‬لا‭ ‬أكثر‭ ‬كون‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬لم‭ ‬يسدد‭ ‬ما‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬لصديقيه،‭ ‬وتبرأ‭ ‬من‭ ‬نيتهم‭ ‬قتله‭ ‬وسرقته،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬اعترف‭ ‬لاحقا‭ ‬بأنه‭ ‬ضربه‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬بواسطة‭ ‬“طابوقة”‭ ‬مرتين‭ ‬بعد‭ ‬ضربة‭ ‬المطرقة،‭ ‬وأنه‭ ‬بعد‭ ‬الواقعة‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬حصته‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأموال‭.‬