حاز أحدهما هاتف “ثريا” للتواصل مع المهربين الإيرانيين

تأييد الإعدام بحق مدانين بجلب 65 كيلو “حشيشًا”

| عباس إبراهيم

رفضت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬طعنين‭ ‬لمدانَين‭ ‬ضمن‭ ‬شبكة‭ ‬لتهريب‭ ‬المخدرات‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬عبر‭ ‬البحر،‭ ‬واللذين‭ ‬ضبطا‭ ‬حال‭ ‬عودتهما‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬وبحوزتهما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬65‭ ‬كيلوجراما‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬الحشيش‭ ‬المخدرة،‭ ‬كانت‭ ‬مخبأة‭ ‬في‭ ‬براميل‭ ‬بلاستيكية‭ ‬انتشلاها‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬معين‭ ‬بعد‭ ‬اجتيازهما‭ ‬هير‭ ‬بولثامة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬المملكة،‭ ‬وقد‭ ‬اتفقوا‭ ‬على‭ ‬إحداثياته‭ ‬مع‭ ‬المهربين‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الإيراني،‭ ‬وقضت‭ ‬وبإجماع‭ ‬الآراء‭ ‬بتأييد‭ ‬عقوبة‭ ‬الإعدام‭ ‬المحكوم‭ ‬بها‭ ‬عليهما،‭ ‬وبتغريم‭ ‬أحدهما‭ ‬مبلغ‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬والآخر‭ ‬مبلغ‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬دينار؛‭ ‬كونه‭ ‬حائزا‭ ‬هاتفا‭ ‬نقالا‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬“ثريا”‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ترخيص‭.‬

وتتمثل‭ ‬وقائع‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المتهمين‭ ‬حسبما‭ ‬جاءت‭ ‬بأوراق‭ ‬القضية،‭ ‬أن‭ ‬بلاغا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬ورد‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لمكافحة‭ ‬المخدرات،‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬معلوماتها‭ ‬توصلت‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬شبكة‭ ‬تهريب‭ ‬للمواد‭ ‬المخدرة‭ ‬يرأسها‭ ‬شخص‭ ‬مسجون‭ - ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بالقضية‭ - ‬ويقضي‭ ‬عقوبة‭ ‬إتجار‭ ‬بالمواد‭ ‬المخدرة،‭ ‬والذي‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ - ‬المستأنف‭ ‬الأول‭ - ‬حتى‭ ‬يتواصل‭ ‬الأخير‭ ‬بمهرب‭ ‬إيراني‭ ‬الجنسية،‭ ‬إذ‭ ‬سيعمل‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬إنزال‭ ‬كمية‭ ‬من‭ ‬المخدرات‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الحدود‭ ‬البحرية‭ ‬الشمالية‭ ‬للمملكة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬استلامها‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني،‭ ‬والذي‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الثالث‭ ‬بالقضية‭ - ‬المستأنف‭ ‬الثاني‭ - ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬القارب‭ ‬الذي‭ ‬يمتلكه‭ ‬لاستلام‭ ‬المخدرات‭ ‬مقابل‭ ‬مبلغ‭ ‬مالي‭.‬

وفي‭ ‬الموعد‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬توجه‭ ‬المتهمون‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬هير‭ ‬بولثامة،‭ ‬وبعد‭ ‬عودتهم‭ ‬تم‭ ‬توقيفهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬خفر‭ ‬السواحل،‭ ‬وكان‭ ‬فيه‭ ‬المتهمان‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث،‭ ‬واللذان‭ ‬ضبط‭ ‬بحوزتهما‭ ‬هاتف‭ ‬ثريا‭ ‬المتصل‭ ‬بالأقمار‭ ‬الاصطناعية‭.‬

وبتفتيش‭ ‬القارب‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬شيء،‭ ‬لكن‭ ‬لاحظ‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬وجود‭ ‬آثار‭ ‬طلاء‭ ‬حديث‭ ‬على‭ ‬جانبي‭ ‬القارب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الأمامية،‭ ‬وعند‭ ‬إزالته‭ ‬تبين‭ ‬وجود‭ ‬كمية‭ ‬من‭ ‬الحشيش‭ ‬بلغ‭ ‬وزنها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬65‭ ‬كيلوجراما،‭ ‬مخبأة‭ ‬بطريقة‭ ‬فنية‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬اعترف‭ ‬أنه‭ ‬بحار‭ ‬ويمتلك‭ ‬قاربا؛‭ ‬كونه‭ ‬عاطلا‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬تلقى‭ ‬اتصالا‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬المسجون‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬جو،‭ ‬والذي‭ ‬عرض‭ ‬عليه‭ ‬استلام‭ ‬المخدرات‭ ‬مقابل‭ ‬1500‭ ‬دينار،‭ ‬فوافق‭ ‬وعندها‭ ‬أمده‭ ‬برقم‭ ‬هاتف‭ ‬المهرب‭ ‬الإيراني؛‭ ‬لكي‭ ‬يتواصل‭ ‬معه‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الإحداثيات‭ ‬الخاصة‭ ‬بموقع‭ ‬المخدرات‭.‬

وتابع،‭ ‬أن‭ ‬القارب‭ ‬الذي‭ ‬يمتلكه‭ ‬صغير‭ ‬الحجم‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامه‭ ‬في‭ ‬العملية،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬صديقه‭ ‬المتهم‭ ‬الثالث‭ ‬الذي‭ ‬يمتلك‭ ‬قاربا‭ ‬أكبر‭ ‬الدخول‭ ‬للبحر‭ ‬لاستخراج‭ ‬المحار‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يبلغه‭ ‬بعملية‭ ‬جلب‭ ‬المخدرات‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬وصوله‭ ‬المكان‭ ‬المحدد‭ ‬في‭ ‬الإحداثيات‭ ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬المهرب‭ ‬الإيراني‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬استخراج‭ ‬البراميل‭ ‬البلاستيكية‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭ ‬والمخبأة‭ ‬بداخل‭ ‬البحر،‭ ‬وعمل‭ ‬على‭ ‬إخفائها‭ ‬في‭ ‬جوف‭ ‬القارب‭ ‬دون‭ ‬معرفة‭ ‬صديقه‭ ‬صاحب‭ ‬القارب،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬نزل‭ ‬للبحر‭ ‬لاستخراج‭ ‬المحار،‭ ‬وفي‭ ‬طريق‭ ‬عودتهم‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬عليهما‭.‬

وقد‭ ‬ثبت‭ ‬للمحكمة‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬بتاريخ‭ ‬5‭ ‬سبتمبر‭ ‬2017،‭ ‬جلبا‭ ‬وآخر‭ ‬مجهول‭ ‬بقصد‭ ‬الإتجار‭ ‬مادة‭ ‬الحشيش‭ ‬المخدرة‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الأحوال‭ ‬المرخص‭ ‬بها‭ ‬قانونا،‭ ‬بأن‭ ‬قام‭ ‬المتهم‭ ‬المجهول‭ ‬بتحديد‭ ‬كميتها‭ ‬ومكان‭ ‬تحميلها‭ ‬ووسيلة‭ ‬جلبها،‭ ‬وقام‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬بالتوجه‭ ‬لعرض‭ ‬البحر‭ ‬إلى‭ ‬الموقع‭ ‬الذي‭ ‬حدده‭ ‬لهما‭ ‬المجهول‭ ‬بإحداثياته،‭ ‬وتم‭ ‬تحميلها‭ ‬في‭ ‬القارب‭ ‬الخاص‭ ‬بالمتهم‭ ‬الثالث‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تجهيزه‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬النطاق‭ ‬الجمركي‭ ‬البحري‭ ‬والعبور‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني،‭ ‬حاز‭ ‬وأحرز‭ ‬مادة‭ ‬الحشيش‭ ‬المخدرة‭ ‬والمؤثرات‭ ‬العقلية‭ ‬الميتامفيتامين‭ ‬والديازيبام‭ ‬والنيترازيبام‭ ‬بقصد‭ ‬التعاطي‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬الأحوال‭ ‬المصرح‭ ‬بها‭ ‬قانونا،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬حيازته‭ ‬أجهزة‭ ‬اتصالات‭ ‬غير‭ ‬مرخص‭ ‬بها‭ ‬هي‭ ‬هاتف‭ ‬“ثريا”‭.‬

فيما‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬برأت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بالقضية،‭ ‬والذي‭ ‬يقضي‭ ‬عقوبة‭ ‬السجن‭ ‬ونزيل‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬جو‭ ‬إثر‭ ‬إدانته‭ ‬بقضية‭ ‬بيع‭ ‬مواد‭ ‬مخدرة؛‭ ‬وذلك‭ ‬لتشككها‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬إسناد‭ ‬الاتهام‭ ‬إليه،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬قرر‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬ذات‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتواصل‭ ‬معه‭ ‬لتهريب‭ ‬الكمية‭ ‬لصالحه‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬براءة‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬أنه‭ ‬الريبة‭ ‬داخلتها‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬عناصر‭ ‬الإثبات،‭ ‬لذا‭ ‬رجحت‭ ‬دفاع‭ ‬المتهم‭ ‬الأول،‭ ‬ورأت‭ ‬أن‭ ‬للواقعة‭ ‬صورة‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬التي‭ ‬قال‭ ‬بها‭ ‬ضابط‭ ‬الواقعة‭ ‬لإسباغ‭ ‬الشرعية‭ ‬على‭ ‬الواقعة،‭ ‬مما‭ ‬تتشكك‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬إسناد‭ ‬الاتهامات‭ ‬إليه‭.‬

وبررت‭ ‬أنه‭ ‬بمواجهة‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بالمتهم‭ ‬الثاني‭ ‬بتحقيقات‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬قرر‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬ذات‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يتواصل‭ ‬معه‭ ‬وأبلغه‭ ‬عن‭ ‬المخدرات‭ ‬التي‭ ‬سيأخذها‭ ‬من‭ ‬البحر،‭ ‬مما‭ ‬يتعين‭ ‬معه‭ ‬عدم‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الضابط‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬تناقضات،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تنتهي‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬ببراءته‭ ‬عملا‭ ‬بنص‭ ‬المادة‭ (‬255‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭.‬