غضب في تركيا.. مشروع قانون لـ“زواج الفتاة من مغتصبها”

يعكف‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬على‭ ‬محاولة‭ ‬تمرير‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬يمنح‭ ‬العفو‭ ‬للمغتصبين،‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬يتزوج‭ ‬المغتصب‭ ‬بضحيته‭. ‬والمحاولة‭ ‬هي‭ ‬الثانية‭ ‬خلال‭ ‬4‭ ‬سنوات،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬نفس‭ ‬المقترح‭ ‬قبل‭ ‬4‭ ‬سنوات،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬قوبل‭ ‬برفض‭ ‬شديد‭ ‬داخليًا‭ ‬وعالميًا‭.‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يناقش‭ ‬البرلمان‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬مشروع‭ ‬القانون،‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يعرف‭ ‬إعلاميًا‭ ‬باسم‭ ‬“الزواج‭ ‬من‭ ‬المغتصب”،‭ ‬الذي‭ ‬يسمح‭ ‬للرجال‭ ‬المتهمين‭ ‬باغتصاب‭ ‬فتيات‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬عاما‭ ‬بتجنب‭ ‬العقوبة‭ ‬إذا‭ ‬تزوجوا‭ ‬من‭ ‬ضحاياهم‭.‬

وأثار‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجدل‭ ‬والغضب‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الجمعيات‭ ‬النسائية‭ ‬والحقوقية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قرر‭ ‬مشرعون‭ ‬تقديمه‭ ‬للبرلمان‭ ‬التركي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬الجاري‭. ‬ويرى‭ ‬معارضون‭ ‬للقانون،‭ ‬الذي‭ ‬يتبناه‭ ‬حزب‭ ‬“العدالة‭ ‬والتنمية”‭ ‬الحاكم،‭ ‬أن‭ ‬إقرار‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬التشريعات‭ ‬يضفي‭ ‬الشرعية‭ ‬على‭ ‬زواج‭ ‬الأطفال‭ ‬وحالات‭ ‬الاغتصاب‭ ‬ويساعد‭ ‬على‭ ‬الإساءة‭ ‬للأطفال‭ ‬وتسهيل‭ ‬بعض‭ ‬عمليات‭ ‬الاستغلال‭ ‬الجنسي‭. ‬يذكر‭ ‬أنه‭ ‬جرى‭ ‬إبطال‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬مماثل‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬العام‭ ‬2016‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أثار‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاستهجان‭ ‬والغضب‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬تركيا‭.‬

وبحسب‭ ‬ما‭ ‬نقلت‭ ‬صحيفة‭ ‬“ذا‭ ‬غارديان”‭ ‬البريطانية،‭ ‬فإن‭ ‬حزب‭ ‬الرئيس‭ ‬التركي‭ ‬رجب‭ ‬طيب‭ ‬أردوغان‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬القرار‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬الأطفال‭ ‬المنتشرة‭ ‬بتركيا‭. ‬وبحسب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإن‭ ‬نحو‭ ‬38‭ % ‬من‭ ‬السيدات‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬يعانين‭ ‬من‭ ‬“عنف‭ ‬جسدي‭ ‬أو‭ ‬جنسي”‭ ‬من‭ ‬شركائهن‭. ‬ووفقا‭ ‬لصحيفة‭ ‬“إندبنديت”‭ ‬البريطانية،‭ ‬فقد‭ ‬حذرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬التركي‭ ‬سيفضي‭ ‬إلى‭ ‬مشاهد‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬بشأن‭ ‬جرائم‭ ‬إساءة‭ ‬معاملة‭ ‬الأطفال،‭ ‬وسيخلف‭ ‬آثارا‭ ‬نفسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬قاسية‭ ‬على‭ ‬الضحايا‭.‬