أجانب يرحلون عائلاتهم ويبيعون ممتلكاتهم ليتشاركوا بالشقق

شبح فواتير الكهرباء يخلي عمارات ويغرق السوق بالأثاث

| علي الفردان

انتعشت‭ ‬تجارة‭ ‬الأثاث‭ ‬المستخدم‭ ‬بعد‭ ‬حركة‭ ‬نزوح‭ ‬من‭ ‬استئجار‭ ‬العقارات‭ ‬السكنية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأجانب‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬المنامة‭ ‬والمحرق‭ ‬والجفير،‭ ‬ما‭ ‬أغرق‭ ‬السوق‭ ‬بالثلاجات‭ ‬وأجهزة‭ ‬التلفزة‭ ‬والمعدات‭ ‬الكهربائية‭ ‬وأطقم‭ ‬جلوس‭ ‬مستخدمة‭ ‬بأسعار‭ ‬زهيدة‭.‬

ويقول‭ ‬حسين‭ ‬أحمد،‭ ‬أحد‭ ‬باعة‭ ‬الأثاث‭ ‬المستخدم‭ ‬والخردة،‭ ‬إن‭ ‬الاتصالات‭ ‬باتت‭ ‬تنهال‭ ‬عليهم‭ ‬بشكل‭ ‬يومي؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬شراء‭ ‬الأثاث‭ ‬المستخدم‭ ‬خصوصا‭ ‬للشقق‭ ‬والمكاتب،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العروض‭ ‬كبيرة‭.‬

وعزا‭ ‬أحمد‭ ‬ذلك‭ ‬لإخلاء‭ ‬الأجانب‭ ‬لشققهم‭ ‬وحتى‭ ‬منازلهم‭ ‬من‭ ‬الأثاث؛‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬ملاك‭ ‬العقارات‭ ‬يعمدون‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬إزالة‭ ‬جميع‭ ‬الأثاث‭ ‬من‭ ‬البنايات‭ ‬إما‭ ‬للتجديد‭ ‬أو‭ ‬تحويلها‭ ‬لشقق‭ ‬دون‭ ‬أثاث‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التأجير؛‭ ‬بسبب‭ ‬الركود‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬تأجير‭ ‬الشقق‭ ‬المفروشة‭.‬

وبيّن‭ ‬أن‭ ‬العمارات‭ ‬والشقق‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬إخلاؤها‭ ‬من‭ ‬الأثاث‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الجفير‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬تمتد‭ ‬لمناطق‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬وسط‭ ‬المنامة،‭ ‬وهي‭ ‬المفضلة‭ ‬للسكن‭ ‬عادة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأجانب‭.‬

وعرض‭ ‬أحد‭ ‬الأشخاص‭ ‬أثاث‭ ‬لـ‭ ‬74‭ ‬شقة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬جميع‭ ‬أثاث‭ ‬غرف‭ ‬النوم‭ ‬وطاولات‭ ‬طعام‭ ‬وتلفزيونات‭.‬

وفي‭ ‬رسائل‭ ‬ترويجية‭ ‬تناقلتها‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬عرض‭ ‬بائع‭ ‬74‭ ‬ثلاجة‭ ‬بسعر‭ ‬70‭ ‬دينارا‭ ‬للثلاجة‭ ‬الواحدة‭ ‬وهي‭ ‬ثلاجات‭ ‬“شبه‭ ‬جديدة”،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أطقم‭ ‬جلوس‭ ‬بحالة‭ ‬جيدة‭ ‬بسعر‭ ‬70‭ ‬دينارا‭.‬

وقال‭ ‬صاحب‭ ‬مكتب‭ ‬عقاري‭ ‬فضل‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬أسمه،‭ ‬إن‭ ‬المستثمرين‭ ‬باتوا‭ ‬يفضلون‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬التأجير‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انخفض‭ ‬العائد‭ ‬الاستثماري‭ ‬من‭ ‬تأجير‭ ‬العقارات‭ ‬من‭ ‬10‭ % ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬لنحو‭ ‬3‭ ‬أو‭ ‬4‭ % ‬حاليًا،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المستثمرين‭ ‬يفضلون‭ ‬بيع‭ ‬العمارات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬قنوات‭ ‬استثمارية‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬الودائع‭ ‬والتي‭ ‬تحقق‭ ‬عوائد‭ ‬ثابتة‭ ‬دون‭ ‬التعرض‭ ‬لمخاطر‭ ‬السوق‭ ‬وتكاليف‭ ‬صيانة‭ ‬المباني‭ ‬وغيرها‭.‬

وأوضح‭ ‬العقاري‭ ‬أن‭ ‬ملاك‭ ‬المباني‭ ‬يفضلون‭ ‬عادة‭ ‬تجديد‭ ‬جميع‭ ‬الأثاث‭ ‬في‭ ‬المباني‭ ‬قبل‭ ‬بيع‭ ‬المبنى‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يقوم‭ ‬المشتري‭ ‬المفترض‭ ‬أو‭ ‬الوسيط‭ ‬بتخفيض‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬العقار‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬الأثاث‭ ‬قديم،‭ ‬وهذا‭ ‬يفسر‭ ‬زيادة‭ ‬تغيير‭ ‬أثاث‭ ‬العمارات‭ ‬وذلك‭ ‬قبيل‭ ‬عملية‭ ‬عرضها‭ ‬للبيع‭.‬

لكن‭ ‬العامل‭ ‬الأكبر‭ ‬كما‭ ‬يرى‭ ‬صاحب‭ ‬المكتب‭ ‬المطلع‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬السوق،‭ ‬هو‭ ‬قيام‭ ‬الأجانب‭ ‬بتسفير‭ ‬عائلاتهم‭ ‬لبلدانهم‭ ‬والمشاركة‭ ‬مع‭ ‬آخرين‭ ‬من‭ ‬مواطنيهم‭ ‬في‭ ‬السكن،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الشقة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تأوي‭ ‬أفراد‭ ‬أسرة‭ ‬كاملة‭ ‬باتت‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬عزاب‭ ‬يمثلون‭ ‬4‭ ‬أسر‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬هبوط‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬تأجير‭ ‬العقارات؛‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬والتي‭ ‬تصل‭ ‬في‭ ‬الشقة‭ ‬الواحدة‭ ‬إلى‭ ‬قرابة‭ ‬130‭ ‬دينارا‭.‬

وقال‭ ‬العقاري‭ ‬إن‭ ‬60‭ % ‬وربما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬العقارات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الجفير‭ ‬باتت‭ ‬نصف‭ ‬فارغة‭ ‬من‭ ‬القاطنين‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نزوح‭ ‬من‭ ‬شقق‭ ‬الأبراج‭ ‬السكنية‭ ‬وإيجاراتها‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬800‭ ‬دينار‭ ‬سابقًا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنخفض‭ ‬إلى‭ ‬375‭ ‬دينارا،‭ ‬إلى‭ ‬الشقق‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إيجاراتها‭ ‬إلى‭ ‬400‭ ‬دينارا،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وبفعل‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬باتت‭ ‬تؤجر‭ ‬مفروشة‭ ‬الآن‭ ‬بسعر‭ ‬250‭ ‬دينارا،‭ ‬دون‭ ‬فاتورة‭ ‬الكهرباء،‭ ‬ومع‭ ‬الكهرباء‭ ‬بنحو‭ ‬300‭ ‬دينار،‭ ‬إذ‭ ‬يغطي‭ ‬بعض‭ ‬الملاك‭ ‬فاتورة‭ ‬المستأجر‭ ‬لحد‭ ‬50‭ ‬دينارا‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مستثمرين‭ ‬لجأوا‭ ‬إلى‭ ‬تأجير‭ ‬عماراتهم‭ ‬بالكامل‭ ‬لمستثمرين‭ ‬آخرين؛‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عملية‭ ‬التأجير‭ ‬اليومي،‭ ‬لكنهم‭ ‬وقعوا‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭.‬