نجوم “سنموت في العشرين” يتحدثون عن غرائب العقائد وظروف تصويره

المكرمون في “العين السينمائي”: البعض لا يكترث للكوميديا في المهرجانات

| طارق البحار

سلّط‭ ‬المخرج‭ ‬السوداني‭ ‬أمجد‭ ‬أبو‭ ‬العلاء‭ ‬الضوء،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فيلمه‭ ‬الروائي‭ ‬الطويل‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭ ‬ستموت‭ ‬في‭ ‬العشرين‭ ‬على‭ ‬الأجواء‭ ‬الفلكلورية‭ ‬والصوفية‭ ‬وبعض‭ ‬العادات‭ ‬الغريبة‭ ‬التي‭ ‬البعض‭ ‬يمارسها‭ ‬ونقد‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والأفكار‭ ‬الضحلة‭ ‬والمسلم‭ ‬بها‭ ‬التي‭ ‬توارثها‭ ‬المجتمع‭ ‬السوداني،‭ ‬وكشف‭ ‬كذب‭ ‬ومكر‭ ‬ودجل‭ ‬بعض‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬الذين‭ ‬يدعون‭ ‬قدسيتهم‭ ‬وفقهم‭ ‬بالدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬وكشف‭ ‬العوالم‭ ‬الخفية‭ ‬بالصوفية‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬عرض‭ ‬في‭ ‬انطلاقة‭ ‬مهرجان‭ ‬العين‭ ‬السينمائي‭ ‬الذي‭ ‬قدم‭ ‬نجوم‭ ‬الفيلم‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬خاص‭ ‬مع‭ ‬الصحافة‭ ‬بمشاركة‭ ‬أبطال‭ ‬الفيلم،‭ ‬إسلام‭ ‬مبارك‭ ‬والتي‭ ‬لعبت‭ ‬دور‭ ‬الأم‭ (‬سكينة‭) ‬ومصطفى‭ ‬عبدالكريم‭ ‬بحضور‭ ‬المدير‭ ‬الفني‭ ‬للمهرجان‭ ‬هاني‭ ‬الشيباني‭.‬

وأكدت‭ ‬الفنانة‭ ‬السودانية‭ ‬إسلام‭ ‬مبارك‭ ‬أن‭ ‬الفيلم‭ ‬يعتبر‭ ‬نقلة‭ ‬حقيقية‭ ‬للسينما‭ ‬السودانية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬الجهد‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬بذل‭ ‬في‭ ‬تصوير‭ ‬الفيلم‭ ‬بمعدات‭ ‬وأدوات‭ ‬هائلة‭ ‬ومتطورة‭ ‬كان‭ ‬أيضًا‭ ‬كلمة‭ ‬السر‭ ‬في‭ ‬نجاحه‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تلاحق‭ ‬الفيلم‭ ‬من‭ ‬إرهاب‭ ‬وتهديد‭ ‬وبالطبع‭ ‬صعوبات‭ ‬التصوير‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬بالمقابل،‭ ‬ألمحت‭ ‬مبارك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬“ستموت‭ ‬في‭ ‬العشرين”‭ ‬ناقش‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬قضية‭ ‬الصوفية‭ ‬وعكس‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السلبيات‭ ‬والخفايا‭ ‬التي‭ ‬تصاحبها،‭ ‬مبينة‭ ‬أن‭ ‬تناول‭ ‬الصوفية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لإثارة‭ ‬الجدل‭ ‬أو‭ ‬الاستعداء،‭ ‬بل‭ ‬لعكس‭ ‬الوجه‭ ‬الحقيقي‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬هناك،‭ ‬كما‭ ‬أضافت‭ ‬أنها‭ ‬سعيدة‭ ‬جدًّا‭ ‬بالتواجد‭ ‬في‭ ‬الفيلم‭ ‬الذي‭ ‬وصفته‭ ‬بـ‭ (‬المختلف‭). ‬وقالت‭ ‬مبارك‭ ‬إنها‭ ‬كانت‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬الفيلم‭ ‬سينجح‭ ‬ولكنها‭ ‬تفاجأت‭ ‬أن‭ ‬نجاحه‭ ‬كان‭ ‬كاسحًا‭ ‬حيث‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬يحصد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحوائط‭ ‬والتقدير‭ ‬ولم‭ ‬يعرض‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬الخرطوم،‭ ‬وأثنت‭ ‬على‭ ‬إبداع‭ ‬المخرج‭ ‬أمجد‭ ‬أبو‭ ‬العلا‭ ‬والذي‭ ‬أكدت‭ ‬أنه‭ ‬مخرج‭ ‬مبدع‭ ‬وصاحب‭ ‬رؤية‭ ‬ثاقبة‭.‬

‭ ‬وكشفت‭ ‬إسلام‭ ‬أن‭ ‬الصدفة‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬اختيارها‭ ‬للدور،‭ ‬حيث‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬المسرح‭ ‬فوجدت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬يقومون‭ ‬باختبار‭ ‬أداء‭ ‬المرشحين‭ ‬للعب‭ ‬أدوار‭ ‬بالفيلم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬إعجابها‭ ‬لحداثة‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬فقالت‭ ‬شعرت‭ ‬أن‭ ‬مشاركتي‭ ‬سوف‭ ‬تضيف‭ ‬الكثير‭ ‬لمسيرتي‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مخرج‭ ‬سوداني‭ ‬له‭ ‬تجارب‭ ‬خارجية‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬طبيب‭ ‬العيون‭ ‬الفنان‭ ‬مصطفى‭ ‬عبدالكريم‭ ‬الذي‭ ‬جسّده‭ ‬شخصية‭ ‬“مزمل”‭ ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬سهلاً‭ ‬لأن‭ ‬الشخصية‭ ‬تصارع‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬داخلها،‭ ‬وأوضح‭ ‬مصطفى‭ ‬أن‭ ‬اختياره‭ ‬للشخصية‭ ‬كان‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الصدفة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تلعب‭ ‬محور‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬حيث‭ ‬أخبره‭ ‬أحد‭ ‬أصدقائه‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اختبارًا‭ ‬للأداء‭ ‬لفيلم‭ ‬لمخرج‭ ‬عالمي‭ ‬آتى‭ ‬إلى‭ ‬السودان،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬شجّعه‭ ‬على‭ ‬خوض‭ ‬التجربة‭ ‬مما‭ ‬دفعه‭ ‬إلى‭ ‬إبراز‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬عنده‭ ‬ليتم‭ ‬اختياره،‭ ‬وبعد‭ ‬التدريب‭ ‬تعلم‭ ‬كيفية‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬النصوص‭ ‬واكتشاف‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬داخلها‭ ‬من‭ ‬أشياء‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬يجيد‭ ‬الدور‭ ‬المطلوب،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يميّز‭ ‬تجربته‭ ‬أن‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬السودان،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشكّل‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬خبرته‭ ‬كممثل‭ ‬في‭ ‬مشواره‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬التجربة‭ ‬أولى‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬المحاولات‭ ‬“اسكتشات”‭ ‬بسيطة‭.‬

تكريم

‭ ‬وعقد‭ ‬المهرجان‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬جلسة‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬المكرمين‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الثانية‭ ‬والذين‭ ‬تم‭ ‬تكريمهم‭ ‬في‭ ‬الافتتاح،‭ ‬حيث‭ ‬حضر‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬أحمد‭ ‬بدير،‭ ‬وطارق‭ ‬العلي،‭ ‬وخليل‭ ‬الرميثي‭ ‬بوجود‭ ‬رئيس‭ ‬المهرجان‭ ‬عامر‭ ‬سالمين‭ ‬المري‭ ‬ومدير‭ ‬المهرجان‭ ‬هاني‭ ‬الشيباني‭ ‬والضيوف‭ ‬والصحافة‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬أمثال‭ ‬خالد‭ ‬الرويعي‭ ‬وأمين‭ ‬الصايغ‭ ‬وغيرهم‭.‬

وشكر‭ ‬المكرمون‭ ‬على‭ ‬مبادرة‭ ‬المهرجان‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬فن‭ ‬الكوميديا‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬اختياراته،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬المري‭ ‬أن‭ ‬المهرجان‭ ‬منذ‭ ‬انطلاقه‭ ‬له‭ ‬خط‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالفن‭ ‬والفنانين‭ ‬المتميزين‭ ‬الخليجيين‭ ‬والعرب‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬البهرجة،‭ ‬فهو‭ ‬تكريم‭ ‬للفن،‭ ‬وشكر‭ ‬الفنان‭ ‬خليل‭ ‬الرميثي‭ ‬في‭ ‬سؤال‭ ‬لـ”البلاد”‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬تكريم‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬علي‭ ‬الغرير‭ ‬كأول‭ ‬تكريم‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬بمثابة‭ ‬شكر‭ ‬خاص‭ ‬له‭ ‬ولمشواره‭ ‬وسط‭ ‬أهله،‭ ‬وقال‭: ‬“كان‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬علي‭ ‬الحضور‭ ‬إلى‭ ‬المهرجان‭ ‬لاستلام‭ ‬جائزة‭ ‬رفيق‭ ‬دربي،‭ ‬وأقرب‭ ‬شخص‭ ‬لي‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬الفنية،‭ ‬فكان‭ ‬شعورًا‭ ‬مؤثرًا‭ ‬ومحزنًا‭ ‬لي‭ ‬عندما‭ ‬تحدثت‭ ‬معي‭ ‬إدارة‭ ‬المهرجان‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬لاسيما‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يمر‭ ‬على‭ ‬وفاته‭ ‬سوى‭ ‬أيام،‭ ‬لكني‭ ‬شعرت‭ ‬أن‭ ‬تكريمه‭ ‬سيكون‭ ‬بمثابة‭ ‬لمسة‭ ‬وفاء‭ ‬له،‭ ‬وعلى‭ ‬عمل‭ ‬فني‭ ‬قدمه‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬عامًا،‭ ‬ورسم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬السعادة‭ ‬والبهجة‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬المشاهدين”‭.‬

وقال‭ ‬الفنان‭ ‬الكويتي‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬المهرجان‭ ‬للأسف‭ ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬للفنان‭ ‬الخليحي‭ ‬مطلقًا‭ ‬وسط‭ ‬إبهار‭ ‬كبير‭ ‬بالفنانين‭ ‬الأجانب‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬بعضها‭ ‬تأخذ‭ ‬الموضوع‭ ‬كإعلان‭ ‬للمهرجان‭ ‬بانهم‭ ‬استضافوا‭ ‬الأسماء‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬هوليوود‭! ‬وقال‭ ‬الفنان‭ ‬المصري‭ ‬الكبير‭ ‬أحمد‭ ‬بدير‭ ‬بأنه‭ ‬سعيد‭ ‬جدًّا‭ ‬بتواجده‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المهرجان‭ ‬الصغير‭ ‬في‭ ‬عمره‭ ‬والكبير‭ ‬في‭ ‬تفاصيله،‭ ‬وثمّن‭ ‬حرص‭ ‬المهرجان‭ ‬على‭ ‬تكريمه‭ ‬كفنان‭ ‬كوميدي‭ ‬لأن‭ ‬للأسف‭ ‬نجوم‭ ‬الكوميديا‭ ‬بعيدون‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التكريمات‭ ‬ولا‭ ‬يختارونهم‭ ‬في‭ ‬الأحداث‭ ‬السينمائية‭ ‬ولا‭ ‬التكريم‭.‬

وتم‭ ‬عرض‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬المهرجان،‭ ‬حيث‭ ‬شاهد‭ ‬الجمهور‭ ‬عددًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬الخليجية‭ ‬القصيرة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬مثل‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬قاسم‭ ‬حداد‭ ‬“هزيع‭ ‬الباب”‭ ‬و”المنطقة‭ ‬الرمادية”،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬الطويلة‭ ‬مثل‭ ‬“شارع‭ ‬حيفا”‭ ‬وفيلم‭ ‬“إن‭ ‬شئت‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬السماء”‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭.‬