صاحب مطعم: الرسوم عالية ونبيع من دون فائدة أو بخسارة

مخاوف من الاحتكار ورفع الأسعار جراء اندماج “طلبات” و“كاريدج”

| علي الفردان

زبائن‭ ‬يخشون‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭: ‬“قللوا‭ ‬سعركم‭ ‬سووه‭ ‬4‭ ‬روبيات؟” مهمة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬عامل‭ ‬توصيل‭ ‬أصبحت‭ ‬صعبة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المنافسة المطاعم‭ ‬مضطرة‭ ‬لعقد‭ ‬اتفاقات‭ ‬مع‭ ‬تطبيقات‭ ‬توصيل‭ ‬الطعام

 

عبر‭ ‬أصحاب‭ ‬أعمال‭ ‬ومواطنون‭ ‬بحرينيون‭ ‬عن‭ ‬خشيتهم‭ ‬من‭ ‬إحكام‭ ‬احتكار‭ ‬خدمات‭ ‬توصيل‭ ‬الطعام‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬اندماج‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬“طلبات”‭ ‬و”كاريدج”‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬تطبيقات‭ ‬أخرى‭ ‬ولكن‭ ‬أقل‭ ‬انتشاراً،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬رسوم‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬مرتفعة‭ ‬وقد‭ ‬ترتفع‭ ‬بعد‭ ‬الاندماج‭. ‬وقال‭ ‬صاحب‭ ‬أعمال‭ ‬فضل‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬تتأثر‭ ‬علاقته‭ ‬بالشركة،‭ ‬وهو‭ ‬يمتلك‭ ‬مطعمين‭ ‬معروفين،‭ ‬أن‭ ‬“كاريدج‭ ‬“‭ ‬و”طلبات”‭ ‬تحتكران‭ ‬حالياً‭ ‬سوق‭ ‬توصيل‭ ‬الطعام‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬خصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬إعلانهما‭ ‬عن‭ ‬دمج‭ ‬عملياتهما‭.‬

وأوضح‭ ‬صاحب‭ ‬الأعمال‭ ‬الذي‭ ‬يدير‭ ‬مطعمين‭ ‬أحدهما‭ ‬لبيع‭ ‬الأكلات‭ ‬الشعبية‭ ‬وآخر‭ ‬لبيع‭ ‬الأطعمة‭ ‬الحديثة‭ ‬مثل‭ (‬الباستا‭)‬،‭ ‬أن‭ ‬المطاعم‭ ‬مضطرة‭ ‬تقريباً‭ ‬لعقد‭ ‬اتفاقات‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التطبيقات؛‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬تخسر‭ ‬الزبائن‭ ‬خصوصاً‭ ‬الذين‭ ‬يفضلون‭ ‬طلب‭ ‬الطعام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬التطبيقات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬رسوم‭ ‬هذه‭ ‬التطبيقات‭ ‬تعتبر‭ ‬رسمية‭ ‬وأن‭ ‬البيع‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬بالخسارة‭ ‬نتيجة‭ ‬الرسوم‭ ‬التي‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬23‭ ‬إلى‭ ‬25‭ % ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الطلب‭ ‬تدفعها‭ ‬المطاعم‭.‬

وأشار‭ ‬صاحب‭ ‬الأعمال‭ ‬أن‭ ‬مطعمه‭ ‬الأول‭ ‬والذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الجلسات‭ ‬الداخلية‭ ‬تبلغ‭ ‬فيه‭ ‬نسبة‭ ‬الطلبات‭ ‬عبر‭ ‬التطبيقات‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬مطعم‭ ‬“الباستا”،‭ ‬حيث‭ ‬يعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬طلبات‭ ‬التطبيقات،‭ ‬ورأى‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬النسب‭ ‬الحالية‭ ‬فإن‭ ‬المطعم‭ ‬قد‭ ‬يبيع‭ ‬بخسارة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قاعدة‭ ‬المعلومات‭ ‬لهذه‭ ‬التطبيقات‭ ‬يجعلها‭ ‬مسيطرة‭ ‬على‭ ‬السوق،‭ ‬وأنه‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬تطبيق‭ ‬جديد‭ ‬الدخول‭ ‬للسوق‭ ‬بسهولة‭ ‬دون‭ ‬بذل‭ ‬جهد‭ ‬كبير‭.‬

وشرح‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يمتلك‭ ‬عاملين‭ ‬في‭ ‬المطعم‭ ‬لكن‭ ‬العامل‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يأتي‭ ‬لأخذ‭ ‬الطلبات‭ ‬عبر‭ ‬التطبيقات،‭ ‬تم‭ ‬إغراءهما‭ ‬لكي‭ ‬يتركا‭ ‬العمل‭ ‬وينضمان‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬“كاريدج‭ ‬“‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬الأجور‭ ‬أفضل،‭ ‬إذ‭ ‬أصبحت‭ ‬مهمة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬عامل‭ ‬توصيل‭ ‬صعبة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬المنافسة‭.‬

فرص‭ ‬كثيرة‭ ‬وفرتها‭ ‬التطبيقات

في‭ ‬المقابل،‭ ‬يشير‭ ‬مدير‭ ‬مطعم‭ ‬“أموش”‭ ‬للأكلات‭ ‬الشعبية‭ ‬باقر‭ ‬حكيم‭ ‬بإيجابية‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬التطبيقات،‭ ‬إذ‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬كثيرة‭ ‬وفرتها‭ ‬تطبيقات‭ ‬طلب‭ ‬الطعام‭ ‬لأصحاب‭ ‬المطاعم‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المطعم‭ ‬يستخدم‭ ‬3‭ ‬تطبيقات‭ ‬للطلبات‭ ‬الخارجية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬“كريدج”‭ ‬و”طلبات”‭ ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬يلمس‭ ‬أي‭ ‬فرق‭ ‬بعد‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬دمج‭ ‬الفرعين‭.‬

وبخصوص‭ ‬التعرفة،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬ثابتة‭ ‬وتقدر‭ ‬بنحو‭ ‬25‭ % ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الطلب‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬أجرة‭ ‬توصيل‭ ‬يدفعها‭ ‬الزبون‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬600‭ ‬فلس،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬المطعم‭ ‬لم‭ ‬يتلق‭ ‬أي‭ ‬إشعار‭ ‬يفيد‭ ‬بتغيير‭ ‬أسعار‭ ‬هذه‭ ‬التطبيقات‭ ‬وأن‭ ‬العمل‭ ‬يسير‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معتاد‭.‬

ورأى‭ ‬أن‭ ‬المطاعم‭ ‬البحرينية‭ ‬تستفيد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬تطبيقات‭ ‬طلب‭ ‬الطعام‭ ‬خصوصا‭ ‬المطاعم‭ ‬الصغيرة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يساعدها‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬انتشارها‭ ‬وحضورها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭.‬

وأوضح‭ ‬حكيم،‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬المشتريات‭ ‬عبر‭ ‬التطبيقات‭ ‬في‭ ‬المطاعم‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬مطعم‭ ‬لآخر،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬مطعمه‭ ‬فإن‭ ‬النسبة‭ ‬أقل‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬مطعم‭ ‬“أموش”‭ ‬يعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬الطعام‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الفطور‭ ‬ولكن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬طلبات‭ ‬من‭ ‬تطبيقات‭ ‬طلب‭ ‬الطعام‭ ‬مثل‭ ‬“كارديج”‭ ‬و”طلبات”‭ ‬و”هنغرستيشن”‭.‬

خدمة‭ ‬التوصيل‭ ‬مكلفة

وتابع‭ ‬حكيم‭ ‬أن‭ ‬توفير‭ ‬خدمة‭ ‬التوصيل‭ ‬للمطاعم‭ ‬يعتبر‭ ‬عملية‭ ‬مكلفة،‭ ‬إذ‭ ‬يتعين‭ ‬شراء‭ ‬سيارات‭ ‬أو‭ ‬دراجات‭ ‬نارية‭ ‬وتوظيف‭ ‬عمال،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬توفير‭ ‬خدمة‭ ‬التوصيل‭ ‬لطلبات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭ ‬يشكل‭ ‬ضغطا‭ ‬على‭ ‬المطاعم،‭ ‬خصوصا‭ ‬تلك‭ ‬المطاعم‭ ‬الصغيرة،‭ ‬لذلك‭ ‬يشكل‭ ‬خيارات‭ ‬تطبيقات‭ ‬توصيل‭ ‬الطعام‭ ‬حلاً‭ ‬مثالياً‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الطلبات‭ ‬الخارجية‭ ‬بمرونة‭ ‬وسهولة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تطبيقات‭ ‬طلب‭ ‬الطعام‭ ‬توفر‭ ‬زبائن‭ ‬جدد‭ ‬ومناطق‭ ‬جديدة،‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬سعر‭ ‬الخدمة‭ ‬منطقيا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التوفير‭ ‬والفرص‭ ‬الذي‭ ‬سيجنيها‭ ‬المطعم‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ذلك،‭ ‬واجتناب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإشكالات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتوصيل‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬المنتجات‭ ‬تصل‭ ‬بطريقة‭ ‬وحالة‭ ‬جيدة‭ ‬إلى‭ ‬الزبون‭.‬

سيل‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الزبائن

وعلى‭ ‬حساب‭ ‬موقع‭ ‬“كارديج”‭ ‬على‭ ‬الانستغرام،‭ ‬انهالت‭ ‬ردود‭ ‬آراء‭ ‬زبائن‭ ‬الشركة،‭ ‬إذ‭ ‬قالت‭ ‬فاطمة‭ ‬“أي‭ ‬الحين‭ ‬بصير‭ ‬الدلفري‭ ‬بدينار”،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تداخل‭ ‬مستخدم‭ ‬بالقول‭ ‬“قللوا‭ ‬سعر‭ ‬التوصيل‭ ‬سووه‭ ‬بـ‭ ‬4‭ ‬روبيات”‭.‬

وقال‭ ‬عاطف‭ ‬عيسى‭ ‬“القلق‭ ‬احتكار‭ ‬السوق‭ ‬سيؤدي‭ ‬لنفور‭ ‬الزبائن‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬البعيد”‭.‬

أما‭ ‬زينب‭ ‬رضي‭ ‬فأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬“طلبات‭ ‬التوصيل‭ ‬مأساة،‭ ‬يوصل‭ ‬الطلب‭ ‬عقب‭ ‬ساعة”‭.‬

أما‭ ‬حسن‭ ‬الموسى‭ ‬فقال‭ ‬“سعر‭ ‬التوصيل‭ ‬مرتفع‭ ‬وسابقا‭ ‬كان‭ ‬كاريدج‭ ‬كله‭ ‬أوفرات‭ ‬أحين‭ ‬للأسف‭ ‬ما‭ ‬في‭.. ‬يا‭ ‬ليت‭ ‬ترجعون‭ ‬خدمة‭ ‬البلاك”‭.‬

أما‭ ‬يثرب‭ ‬فقالت‭ ‬“أسعاركم‭ ‬أغلى‭ ‬من‭ ‬المطاعم‭ ‬وكل‭ ‬يوم‭ ‬تزيدون‭ ‬روبية‭ ‬لاستغفال‭ ‬الناس‭ (...) ‬“‭.‬