مقال بدرية فؤاد أغضب المسؤولين وفتشوا الأوراق فاكتشفوا أنه خط علي سيار

محمد بن مبارك اختار اسم مجلة صدى الأسبوع بدلا من الرقيب والوطن

| محرر الشؤون المحلية

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

“صدى‭ ‬الأسبوع”‭ ‬مدرسة‭ ‬الصحافيين‭ ‬المشاغبين‭ ‬والمشاكسين مقال‭ ‬“إلى‭ ‬متى‭ ‬هذا‭ ‬الحزن‭ ‬المدمر”‭ ‬نشر‭ ‬بالأسبوع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬محرم

 

نظم‭ ‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬ندوة‭ ‬بعنوان‭ ‬“علي‭ ‬سيار‭.. ‬الذاكرة‭ ‬والموقف”‭ ‬بمقر‭ ‬المركز‭ ‬الجديد‭ ‬بمنطقة‭ ‬البحير‭. ‬استضافت‭ ‬الندوة‭ ‬3‭ ‬من‭ ‬زملاء‭ ‬الراحل‭ ‬بمجلة‭ ‬صدى‭ ‬الأسبوع،‭ ‬وهم‭: ‬الزملاء‭ ‬عقيل‭ ‬سوار‭ ‬وعلي‭ ‬صالح‭ ‬وحسن‭ ‬مدن‭.‬

حلم‭ ‬سيار

وتحدث‭ ‬مدير‭ ‬التحرير‭ ‬الأسبق‭ ‬لمجلة‭ ‬صدى‭ ‬الأسبوع‭ ‬الزميل‭ ‬علي‭ ‬صالح‭ ‬أن‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬اختار‭ ‬اسم‭ ‬المجلة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬3‭ ‬اقتراحات‭ ‬قدّمها‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬المرحوم‭ ‬علي‭ ‬سيار‭.‬

وكان‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬يتولى‭ ‬بالعام‭ ‬1969‭ ‬مركز‭ ‬مدير‭ ‬دائرة‭ ‬الإعلام‭ ‬قبل‭ ‬استقلال‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬الحماية‭ ‬البريطانية‭.‬

وأشار‭ ‬صالح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأسماء‭ ‬المقترحة‭ ‬لاسم‭ ‬المجلة‭ ‬هي‭ ‬“الرقي‭ ‬والوطن‭ ‬وصدى‭ ‬الأسبوع،‭ ‬واختار‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬الاسم‭ ‬الثالث،‭ ‬ويروى‭ ‬أنه‭ ‬قال‭ ‬مازحا‭ ‬لسيار‭ ‬إنه‭ ‬اختار‭ ‬هذا‭ ‬الاسم‭ ‬لئلا‭ ‬تتحول‭ ‬المجلة‭ ‬الأسبوعية‭ ‬إلى‭ ‬صحيفة‭ ‬يومية؛‭ ‬بسبب‭ ‬اسمها‭.‬

وقال‭ ‬صالح‭ ‬“سيار‭ ‬كان‭ ‬مجنونا‭ ‬بالصحافة،‭ ‬وحلمه‭ ‬تأسيس‭ ‬دار‭ ‬نشر‭ ‬صحافية،‭ ‬لها‭ ‬صحيفة‭ ‬يومية‭ ‬وصحيفة‭ ‬أسبوعية‭ ‬ومطبعة‭ ‬وجناح‭ ‬إعلاني،‭ ‬ولكنه‭ ‬توفي‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬تحقيق‭ ‬حلمه”‭.‬

وأفرج‭ ‬عن‭ ‬3‭ ‬رسائل‭ ‬تاريخية‭ ‬موجهة‭ ‬من‭ ‬سيار‭ ‬لصالح،‭ ‬وتتناول‭ ‬أوضاع‭ ‬المجلة‭ ‬وتوجيهات‭ ‬عامة‭. ‬وذكر‭ ‬صالح‭ ‬أن‭ ‬سيار‭ ‬ركز‭ ‬في‭ ‬رسائله‭ ‬واجتماعاته‭ ‬مع‭ ‬كادر‭ ‬المجلة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬زيادة‭ ‬الإعلانات‭ ‬بالمجلة؛‭ ‬لأنها‭ ‬المورد‭ ‬الرئيس‭ ‬لتمويل‭ ‬المجلة‭ ‬وبخاصة‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المصروفات‭ ‬تذهب‭ ‬لنفقات‭ ‬الطباعة‭.‬

قيام‭ ‬القيامة

وتحدث‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحافي‭ ‬الزميل‭ ‬عقيل‭ ‬سوار‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬المبدئية‭ ‬لدى‭ ‬الراحل‭ ‬سيار،‭ ‬ومستعرضا‭ ‬خلافه‭ ‬الشهير‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬الإعلام‭ ‬الأسبق‭ ‬طارق‭ ‬المؤيد‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬المرحوم‭ ‬سيار‭ ‬كان‭ ‬“يغذي‭ ‬حاجتي‭ ‬للنموذج‭ ‬الوطني‭ ‬الصحافي”‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬لسيار‭ ‬مواقف‭ ‬ناقدة‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬وطنية‭ ‬غير‭ ‬طائفية‭ ‬بقضايا‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬عديدة،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬موقفه‭ ‬من‭ ‬التكاثر‭ ‬غير‭ ‬المنظم‭ ‬لدى‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬وأن‭ ‬رأيه‭ ‬بهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬أدى‭ ‬لأن‭ ‬“تقوم‭ ‬القيامة‭ ‬ضده”‭.‬

بدرية‭ ‬فؤاد

وقال‭ ‬الكاتب‭ ‬حسن‭ ‬مدن‭ ‬إن‭ ‬الراحل‭ ‬سيار‭ ‬رائد‭ ‬من‭ ‬رواد‭ ‬الصحافة‭ ‬بمنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ويحمل‭ ‬قلما‭ ‬صحافيا‭ ‬وأدبيا‭ ‬عذبا‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬الراحل‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬صحافة‭ ‬الخمسينات،‭ ‬وشارك‭ ‬بهيئة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الوطني،‭ ‬وغادر‭ ‬للعيش‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت‭ ‬بمنتصف‭ ‬عقد‭ ‬الخمسينات،‭ ‬وعاد‭ ‬بعيد‭ ‬إعلان‭ ‬الاستقلال‭ ‬بعقد‭ ‬السبعينات‭ ‬ليؤسس‭ ‬مجلة‭ ‬صدى‭ ‬الأسبوع،‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬مدرسة‭ ‬صحافية‭ ‬رائدة‭ ‬مر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬خيرة‭ ‬من‭ ‬الصحافيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬المخضرمين‭.‬

وقال‭ ‬“جرأة‭ ‬سيار‭ ‬بالخمسينات‭ ‬استمرت‭ ‬معه‭ ‬للسبعينات،‭ ‬وتوقفت‭ ‬المجلة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬ولكنها‭ ‬تعود‭ ‬للصدور”‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سيار‭ ‬كان‭ ‬يكتب‭ ‬زاوية‭ ‬بالمجلة‭ ‬بأوائل‭ ‬السبعينات‭ ‬يوقعها‭ ‬باسم‭ ‬مستعار،‭ ‬وهو‭ ‬اسم‭ ‬“بدرية‭ ‬فؤاد”،‭ ‬ومقال‭ ‬أحد‭ ‬الأسابيع‭ ‬أغضب‭ ‬مسؤولا،‭ ‬فجرى‭ ‬توقيف‭ ‬عقيل‭ ‬سوار،‭ ‬وجرى‭ ‬تفتيش‭ ‬أصول‭ ‬المقال‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬بدرية‭ ‬فؤاد،‭ ‬وتبين‭ ‬أنه‭ ‬بخط‭ ‬علي‭ ‬سيار”‭.‬

مدرسة‭ ‬المشاغبين

وذكر‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬السابق‭ ‬أحمد‭ ‬بهزاد‭ ‬أن‭ ‬المرحوم‭ ‬سيار‭ ‬يحمل‭ ‬هاجس‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬قلبه‭ ‬أينما‭ ‬تنقل،‭ ‬ومشيرا‭ ‬لوجود‭ ‬صلة‭ ‬قرابة‭ ‬تجمعه‭ ‬مع‭ ‬المرحوم،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬القصص‭ ‬التي‭ ‬رواها‭ ‬إيفاده‭ ‬لوزير‭ ‬الإعلام‭ ‬الأسبق‭ ‬طارق‭ ‬المؤيد‭ ‬لتسوية‭ ‬مشكلة‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬صحافي‭ ‬وافد‭ ‬يعمل‭ ‬بمجلة‭ ‬صدى‭ ‬الأسبوع‭.‬

وقالت‭ ‬الكاتبة‭ ‬الصحافية‭ ‬الزميلة‭ ‬عصمت‭ ‬الموسوي‭ ‬إن‭ ‬معظم‭ ‬من‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬مجلة‭ ‬صدى‭ ‬الأسبوع‭ ‬يعتبرون‭ ‬صحافيين‭ ‬مشاكسين‭ ‬ومشاغبين‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬الشخصية‭ ‬الصحافية‭ ‬لمالك‭ ‬المجلة‭ ‬المرحوم‭ ‬علي‭ ‬سيار‭.‬

كتاب‭ ‬توثيقي

وقال‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬الشؤون‭ ‬المحلية‭ ‬والسياسية‭ ‬بصحيفة‭ ‬“البلاد”‭ ‬الزميل‭ ‬راشد‭ ‬الغائب‭ ‬إنه‭ ‬بآخر‭ ‬زيارة‭ ‬لمجلس‭ ‬المرحوم‭ ‬سيار‭ ‬برفقة‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬مؤنس‭ ‬المردي‭ ‬دار‭ ‬نقاش‭ ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬إصدار‭ ‬كتاب‭ ‬توثيقي‭ ‬وعن‭ ‬سيرة‭ ‬الفقيد‭ ‬يتولاه‭ ‬الكاتب‭ ‬الصحافي‭ ‬الزميل‭ ‬عقيل‭ ‬سوار،‭ ‬متسائلا‭ ‬عن‭ ‬مصير‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭.‬

وذكر‭ ‬سوار‭ ‬أنه‭ ‬عكف‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬وابنه‭ ‬مازن‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬مقالات‭ ‬وإسهامات‭ ‬أدبية‭ ‬غزيرة‭ ‬للمرحوم‭ ‬سيار،‭ ‬وكلها‭ ‬محفوظة‭ ‬لديه،‭ ‬وتأخر‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروع،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تموله‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والإعلام‭ ‬بعد‭ ‬تحول‭ ‬الوزارة‭ ‬لهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭.‬

وحض‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬مدير‭ ‬الحوار‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬خليفة،‭ ‬سوار‭ ‬وعائلة‭ ‬المرحوم‭ ‬سيار،‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التحرك‭ ‬لإنجاز‭ ‬مشروع‭ ‬الكتاب؛‭ ‬لأنه‭ ‬سيثري‭ ‬المكتبة‭ ‬الوطنية؛‭ ‬لما‭ ‬للراحل‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬وإرث‭ ‬وطني‭ ‬وصحافي‭.‬

موقف‭ ‬وطني

وتحدث‭ ‬الصحافي‭ ‬حسن‭ ‬محفوظ‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬الموقف‭ ‬الوطني‭ ‬والسياسي‭ ‬للمرحوم‭ ‬سيار،‭ ‬ودور‭ ‬قلمه‭ ‬في‭ ‬توعية‭ ‬المواطنين‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬تلقي‭ ‬المعلومة‭ ‬والرسالة‭ ‬الإعلامية‭ ‬عبر‭ ‬الصحافة‭ ‬الأسبوعية‭.‬

ووجّه‭ ‬جعفر‭ ‬الدرازي‭ ‬حديثة‭ ‬لمنصة‭ ‬الندوة‭ ‬بأنهم‭ ‬غفلوا‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سيار‭ ‬كتب‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬مقالات‭ ‬بالصفحة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بصحيفة‭ ‬“أخبار‭ ‬الخليج”‭.‬

قصة‭ ‬الحزن

واستفسر‭ ‬الزميل‭ ‬الغائب‭ ‬عن‭ ‬مسطرة‭ ‬تقييم‭ ‬مقال‭ ‬المرحوم‭ ‬سيار‭ ‬بعنوان‭ ‬“إلى‭ ‬متى‭ ‬هذا‭ ‬الحزن‭ ‬المدمر”‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬نشره‭ ‬وما‭ ‬أثاره‭ ‬بميعاد‭ ‬نشره‭ ‬من‭ ‬جدل،‭ ‬ومؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الراحل‭ ‬مدرسة‭ ‬بالوطنية‭ ‬وقلم‭ ‬غير‭ ‬ملوث‭ ‬بالطائفية‭.‬

ورد‭ ‬الكاتب‭ ‬حسن‭ ‬مدن‭ ‬بأن‭ ‬المقال‭ ‬موضع‭ ‬الجدل‭ ‬لم‭ ‬يتناول‭ ‬أيّ‭ ‬مس‭ ‬بالشعائر‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬ترافق‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء،‭ ‬ولكن‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬توقيت‭ ‬نشره‭ ‬بالأسبوع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬محرم‭ ‬قد‭ ‬أثار‭ ‬امتعاض‭ ‬شريحة‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يحيون‭ ‬عاشوراء،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬نشر‭ ‬المقال‭ ‬بتوقيت‭ ‬آخر‭ ‬لما‭ ‬صاحبه‭ ‬الجدل‭ ‬المعروف‭.‬